الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام حد السيف ام حدة الفكر

مالوم ابو رغيف

2005 / 2 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يجد المفكرون الاسلاميون انفسهم محشورين في زاوية الدفاع ،فدينهم الحنيف متهم بالارهاب ،تهمة اصبحت تتكرر بصوت عال أو خافت ، وان اقتضت ظروف المجاملة والتحاور سيُعرب عنها بشكل او اخر ،تلميحا أو تصريحا ،موقف ،إشارة أو تقطيب جبين .جل رجال الدين وممتهنيه فكرا اوتطبيقا يحاولون جاهدين نفي التهمة عن الاسلام والمسلمين ونفي الحقيقة التاريخية التي تقول ان الاسلام قد قام وانتشر بحد السيف وقوة التسلط والاستبداد.لا اعتراض ان هم اتبعوا كافة وسائل التعنت في اختلاق الحجج والنقاش في الدفاع عما يؤمنوا به وتغطية وجهه بقناع إنساني ثقافي متحضر ،وصوروا الدين الإسلامي على عكس مما أثهم به ،قد قام على الحجة واستخدام العقل والمنطق وعلى مبادئ انسانية لا تفرق بين البشر .لكن الدفاع يستدعي التغيير وليس الجمود للإبقاء على أسس هرمه ،فمن طبيعة الفكر التجديد والتكيف مع شروط الحياة ومتطلبات العصر وليس الابقاء على ماكان ،وسيكون دفاعا ساذجا ،عديم الفائدة ان لم يقرنوا أقوالهم بأفعالهم ويبرهنوا عكس ذلك ليس بما اعتادوا تداوله من روايات واحاديث تاريخية قديمة منقولة تحتمل الصواب والبهتان ،بل ما يضربونه من قوة مثل وسماحة وانسجام مع متطلبات العصر الحاضر والابتعاد عن العنف وأذى الناس .. فالحاضر مولود من رحم الماضي ،ودون ذلك سيبقى دفاعهم عديم الفائدة ولن تصدق ادعاءاتهم. ان اراد رجال الدين دحض مقولة ان الاسلام قد انتشر بحد السيف فعليهم ان يبدِؤا من الان بالاصلاح واجتثاث منطلقات العنف والارهاب ،فالدين فكر واداة الفكر هي العقل ومنهجه المحاججة والمجادلة والتحاور والحوار . واذا ارادوا ان يكون القرآن صالحا لكل زمان ومكان عليهم ان يرتكزوا على المبادئ الكونية العامة الموجودة في القرأن مثل الرحمة والسماح والجدال بالتي هي احسن واحترام الاخرين والمساواة والعدالة الاجتماعية والابتعاد عن العنف ،وليس على الاحكام المرتبطة والمشروطة بحوادثها وبزمانها والمنتهية بزوال تلك الشروط ،كما ان وسائل وظروف الحياة قد تغيرت وتبدلت ومعها تتبدل شروط التطبيق ونوع التعامل والأحكام .إذا أراد رجال الدين اخلاص النية للرب فعليهم ان يسعوا ان يكون الدين قويا باقناعه وليس السعي من اجل ان يكون دين للقوة والعنف
لم يكن احد ليتطرق الى الماضي الاسود لو ان الحاضر الاسلامي كان ابيضا ،مزدهرا بانسانيته وسماحته ،خالي من العنف والقتل والسحل ، لو ان عقوبة الجلد والتعزير قد وضع حدا لها، لو ان الحدود الاسلامية لم تهين كرامة الانسان قبل اعضاءه،لو ان الفكر الاسلامي تقبل ثقافة الاخر ،لو ان اساطنة الدين توقفوا عن الفتيا بهدر دماء من يعرب عن اراءه، ولم يتهموا المغايرين بالكفر والإلحاد وانزال أقسى أنواع العقاب والخراب ان هم تمكنوا منهم ، لو ان فتاوى القتل وفتاوى حرق الكتب وهدر دماء المفكرين وقسرهم على الطلاق بالقوة ان هم خالفوا بأرائهم ما رآه المعممون ،لو أن البلدان الإسلامية قد تقدمت وتطورت وتعلمت واصبحت في مصاف الدول الرائدة ،لو ان معظم الارهاب لم يكن اسلاميا ،لو ان عقيدة الجهاد قد تحولت الى جهاد من اجل البناء والاعمار والتطور واكتساب المعرفة وخدمة الانسان وليس لأبادته ،لو أن التقرب إلى الله يكون بمقدار ما يقدم الانسان من خدمات الى اخيه الانسان ،لو لم يُنظر الى المرأة نظرة دونية ،عورة ،ناقصة عقل ودين ،.،لو ان كل هذا قد كف ان يكون وجه الدين ومظهره وجوهره. ،ماكان لاحد ان ينتقد الاسلام ولا المسلميين ولا ينبش في أوراق تاريخهم القديم ليكشف حقيقة الأحداث والوقائع التاريخية
.
.
كيف لنا ان نقتنع ان الاسلام لم ينتشر بحد السيف وبقمع القوة ونحن نرى ان رجال الدين وانظمتهم الاسلامية هم ابعد ما يكونوا عن استخدام المنطق والعقل والحجة ، وهم واتباعهم ابعد من ان يطبقوا حتى ارشادات وتوصيات نبيهم ،يجدون دائما لهم العذر والاستثناء ،يعدون فلا ينفذون ،يقولون فلا يصدقون ،يحكمون فلا يعدلون ،يخالفون فلا يعاقبون ،يتناقضون فيما بينهم وفيما بين انفسهم ولا يعترفون كيف لنا ان نقتنع ونحن نرى ان حرية الاختيار من اكثر المحرمات في الانظمة الاسلامية .؟ هل يستطيع احد المحاججة ان النساء بقناعة ذاتية فضلن البقاء في البيوت ورضين ان يعاملن كنصف انسان ،مجرد توابع لازواجهن .؟ هل يستطيع احد ان ينكر ان الالتزام الديني يفرض بالقوة عن طريق قطعان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية وعن طريق شراذم البازدار في ايران وان العصا والسوط هما اساليب الاقناع وليس العقل والتثقيف الرائد .؟
فاذا كان اسلوب رجال الدين المسلميين في فرض ارائهم ومعتقداتهم وهم في عصر الهندسة الوراثية والثورة العلمية والتكنلوجية ،قائم على استخدام القوة وعلى مبدأ العصا لمن عصا ،فكيف لنا ان نقتنع او نقنع الاخرين ان الاسلام لم ينتشر بحد السيف .؟وهب انا قتنعنا فكيف لهم اقناع الشعوب من الديانت الاخرى .؟
كيف لنا ان نقتنع ان الاسلام لم ينتشر بالقوة وبحد السيف ونحن نرى جحافل المجاهدين تغزوا بلدان العالم لتشبع نهم القتل وسفك الدماء لديها ،كيف نقتنع ونحن نرى ان الانسان يذبح كالخروف امام كاميرات التلفزه ويحجم رجال الدين عن الادانة لا بل يبررون لهم ذلك ويحثون بقية المسلميين الشباب على الانضمام إلى جمهرة السفاحين والقتلة المتدينين . .؟ كيف لنا ان نصدق السماحة الدينية ونحن نرى ان الكنائس والمعابد تحرق وتسفك دماء روادها ،هل من يقوم بذلك اقلية .؟ربما،لكن لماذا يصمت جل رجال الدين إزاء أعمال التفجير والتخريب والقتل الجماعي والاغتيال الفردي ،حتى ان هيئة علماء المسلميين العراقية قالت بان اي ادانة لهذه العمليات ستؤثر سلبا على شكيمة المسلميين المقاوميين وتحد من اندفاعهم لمناهضة الاحتلال ،في حين اجتمع علماء الامة كما يرمز لهم من كل البلدان الاسلامية ليصدروا بيانات ودعوات تشيد بالأعمال الدموية التي تقوم بها فلول الاجرام الاسلامية في العراق وحث المسلميين للاتحاق بها لترويع الناس وارهابهم وهتك محرماتهم وقتل الناس من دون سبب معلوم . وان حصلت بعض الادانات فهي نادرة وخجولة جدا تنتقد الاسلوب وليس العمل نفسه .اغلبية رجال الدين الاسلامي تؤيد سفاحي وقاطعي رقاب البشر في العراق وتعتبرهم يمثلون وجه المقاومة الشريفة التي تتصدى للاحتلال.ليس الاحزاب الاسلامية السياسية هي وحدها التي تدعوا الى الجهاد والقتل بل يشاركها بذلك اكثرية الهيئات الاسلامية وموؤسساتها الدينية والاجتماعية والخيرية.صحيح ان المسلمين كأناس ضد هذه الاعمال الوحشية لكن هذا لا يغير من الامر شيئ ،فعلماء الامة وفقهائها ومفتيها وقضاتها ومفكريها هم عمود الدين الفقري ،وهم من يدعوالى ذلك وينشر هذا النوع من الفكر /فكر الشهادة والجهاد وتلبيس الدين ثوب السياسة .
واذا كون جوهر الدين كما يزعمون ،هو السلام والرحمة ونبذ العنف والارهاب ،فمن باب اولى أن تكون الدولة الدينية هي الدولة التي تساهم بكل ثقلها من اجل السلام العالمي واشاعة روح التعاون وايقاف التسلح ،وليس مثل ما تقوم به ايران من محاولات محمومة للحصول على السلاح النووي ،بينما شعوبها تعاني الجوع والمرض وكبت الحريات والاستبداد الديني . اليس هذا المنطق ،منطق التسلح النووي ومن دولة اسلامية ،يتناقض مع ما يحاول المفكرون الاسلاميون تصويرة بان الدين الاسلامي ليس دين حرب ونزاعات بل دين حوار وجدل واقناع .؟
كما ان الاحزاب الاسلامية هي الاحزاب الوحيدة التي تحاول ارجاع الناس إلى الوراء وإجبارهم على العيش في ظروف عصور تاريخية قد انقضت واندثرت ولم يبقى منها سوى الصدمات والكدمات في ذاكرتنا المحشوة باوهام العصور الذهبية للعصر الاسلامي بينما تنبعث حركات سلفية غايتها اعادة الناس القهقرى لتعيش وفق شروط عصور موغلة بالقدم والتخلف مستخدمة اسلوب العنف والاجبار والتكفير وتشويه السمعة ضد من يخالفها الرأي ..فاذا كان الحاضر يمثل امتداد للماضي او انه مولود من رحمه ،فان الحاضر الاسلامي هو اكثر إثباتا على أن الإسلام قد قام على مبدأ القوة والعنف .فهل سيسعى المصلحون الاسلاميون او المتعدلون ليغيروا من هذا الانطباع لدى شعوب الارض بطرق عملية و فعلية ام ترى يبقون مصرين على نكرانهم من دون ان يغيروا اي شيئ .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام


.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى




.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي