الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عفوك يا سماحة المفتي 3

عبد المجيد حمدان

2012 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فيما تبدو كبادرة لإنصاف المرأة ، أو محاولة للوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها ، يواصل الدكتور علي جمعة ، مفتي جمهورية مصر العربية ، وفي المصري اليوم ، نشر مسلسل مقالاته المخصصة لوضع المرأة في الحضارة الإسلامية . فيها اختار سماحته الاحتكام للوقائع التاريخية ، بديلا للحوار حول المفاصل التي يستند لها مغتصبو حقوق المرأة . جاء هذا الاختيار لأن " تطبيق الفعلي هو التفسير الحقيقي للنظرية التي قد يفهم لألفاظها أكثر من معنى "، كما ورد في مقدمة مقاله : " المرأة في الحضارة الإسلامية : نماذج حضارية " ، المصري اليوم عدد 6 / 7 الماضي . إذن ومن هذا المنطلق يواصل سماحته ، مشكورا ، استقراء التاريخ ، وعرض وقائعه ، للبرهنة على خطأ المبررات التي تستند لها محاولات الارتداد على حقوق المرأة ، والجارية الآن في أكثر من بلد عربي .
وفيما يبدو كرد على الجدل الدائر في مصر الآن ، حول تولي امرأة لمنصب نائب رئيس الجمهورية ، يشير د . جمعة إلى حقيقة أن " أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ " . ومنعا لأي لبس ، يشير موضحا : " لا نقصد بحكم النساء للبلاد أن يكون لهن التأثير والنفوذ وتسيير الأمور عن طريق زوجها الحاكم أو ابنها أو سيدها فهذا الشكل لا يحصى وقد كثر في الدولة العباسية " . وبعد تعداد بعض أولئك اللواتي حكمن من وراء الستار ، يضيف قائلا :" إنما نعني مَنْ حكمن منهن الأقطار الإسلامية بطريقة مباشرة وواضحة " ، ويشير إلى أنهن ، ورغم حكمهن للعديد من الأقطار الإسلامية ، ووصف عهود حكمهن بالعهود الزاهرة ، فإن أيا منهن لم تحز على لقب الخليفة ، الذي ظل حكرا للرجال ، في الوقت الذي تنوعت ألقابهن بين الملكة والسلطانة ، وخاتون والحرة وغبرها من الألقاب .
ويشير د. جمعة إلى حقيقة أن مصر كانت السباقة في هذا المجال ، إذ حكمتها ملكة فاطمية ، هي ست الملك ، في بداية القرن الخامس الهجري . وتبعت اليمن مصر إذ حكمتها ملكتان ، هما أسماء وأروى في نهاية نفس القرن . وفي القرن السابع الهجري حكمت الملكة زينب النفراوية في الأندلس ، والسلطانة رضية بدلهي – الهند . ثم يعدد أسماء ملكات دون الإشارة إلى البلدان التي حكمنها ، ومنهن عائشة الحرة – الأندلس ، ست العرب ، ست العجم ، ست الوزراء ، ، الشريفة الفاطمية ، الغالية الوهابية ، الخاتون ختلع ناركان ، الخاتون بادشاة ، غزالة الشبيبية . وغيرهن كثير . ويختم حديثه عن شجر الدر التي حكمت مصر ، منهية العهد الأيوبي ، ليبدأ معها وبها عصر المماليك . وإذن فتلك " نماذج من صفحات صدر الإسلام والتاريخ الإسلامي التي يعرفها القاصي والداني ....." ، فكيف يأتي اليوم من ينكر ذلك كله ، ويحاول حرمان المرأة من كل ما كسبت ؟؟؟؟
في مقاله التالي 13 / 7 ، أشار سماحته إلى حقيقة أن المرأة تبوأت مناصب عليا ، لا تقل عن منصب الحاكمة ، أو الملكة . تولت منصب القضاء ، كما تولت مناصب الإفتاء والحسبة – السلطة التنفيذية حسب رأيه ، أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ، إضافة لمشاركتها في الحروب وفي ميادين العلم . ينتقل سماحته ليعرض بعدها آراء من قبلوا بتوليها القضاء ومن رفضوا ، متجنبا الدخول في حوار مع أي طرف منهم .
وقفة مع سماحته :
يلاحظ قارئ هذه المقالات أن سماحته - وقد تصاعد واشتد الجدل في مصر حول شغل امرأة لمنصب نائب رئيس الجمهورية - يبذل جهدا مقدرا لحسم هذا الجدل ، ولصالح حقها في شغل هذا المنصب الرفيع . لكن سماحته ، وكعادته في هذه المقالات ، ظل يقترب من الموضوعات على استحياء ، وليس فقط بحيادية . فهو لا يقول رأيه بوضوح ، وإنما يترك للقارئ إخراجه من بين السطور . والأهم أن الأدلة التي يعرضها ، ليس فقط غير قطعية ، وإنما هي في واقع الحال مشروخة – نصف الحقيقة كما أشرت في حواراتي السابقة – يسهل على رافضيها تفنيدها ومن ثم عدم القبول بها ، وحتى دحضها .
فهو مثلا لم يشر إلى الكيفية التي تولت بها المرأة منصبا من المناصب الرفيعة . وفيم إذا حدث ذلك برغبة الناس ورضاهم ، أم بفعل الصدفة ، أو نتيجة لعبة من القدر . مثلا فشل في إيراد أكثر من مثال واحد على تولي المرأة لمنصبي القضاء والحسبة . قال أن الصحابية سمراء بنت نهيك كانت تطوف السوق وهي تعظ الناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن الفحشاء والمنكر . وهو لم يشر إلى من ولَّاها هذا المنصب ، وما إذا كانت تولته بتكليف ، ليغدو رسميا ، أو بمبادرة منها وتطوعا . ويفهم القارئ أن قوة شخصية سمراء ، وصلابة عزيمتها ، وحيازتها لصفة الصحابية ، هي الصفات التي أهلتها لرضا الناس عن تطوعها لشغل هذا الموقع . وعليه لا يكون هذا المثال مقياسا ساريا ، جائزا ومقبولا ، على حق المرأة في شغل منصب السلطة التنفيذية .
وكما في الحسبة ، كان في القضاء ، حيث فشل سماحته في إيراد أكثر من مثال واحد . والمثال هو أن أم الخليفة المقتدر ، واسمها شغب ، ذات النفوذ الهائل في الدولة ، نصبت قهرمانتها ، واسمها ثمل ، عرفت برجاحة عقلها وسعة علمها ، قاضية في بغداد . رفضها الناس في البداية ، لكن وبتعضيد قاض آخر ، بأمر أم الخليفة طبعا ، جرى قبولها شيئا فشيئا ، وحيث تميزت بعدلها ، وبحسن النظر في القضايا المعروضة عليها .

مشكلة سماحته في هذا المثال ، أن كلا من أم الخليفة وقهرمانتها ، كانتا فاقدتا الأهلية ، لأنهما أمتان ، غير حرتين . فأم الخليفة ، وبدلالة اسمها – شغب – بدأت مسيرتها في قصر الخلافة أمة ، ملك يمين ، ارتقت إلى أم ولد ، وحيث لم تنل حريتها كاملة ، بدليل بقاء اسمها بدون نسب . بالمناسبة 53 خليفة عباسي كانوا أبناء أمهات ولد ، وستة فقط ولدوا لأمهات حرات . أما القهرمانة ثمل فبقيت أمة ، أي معدومة الأهلية تماما ، لتبوء منصب مسئول ، وحيث الحرية شرط أساسي من شروط الأهلية .
وأكثر ما يلفت الانتباه ، في مقالة سماحته ، قصره لميادين العلم ، على علوم الحديث والسنة بصفة خاصة ، وعلوم الدين بصفة عامة . جاء ذلك في إشاراته لميادين العلم التي أقبلت عليها المرأة وبرزت أو نبغت فيها . ولا أظن إلا أن سماحته يعلم تمام العلم ، أن إنكار علوم الدنيا ، والاقتصار على علوم الدين ، كان السبب المباشر للنكبة التي حلت بالحضارة الإسلامية أولا ، وبتراجع علوم الدين ، وانغلاق فقهائها وفقهها ثانيا .
الملكات :
ومع ذلك فإن لفتة سماحته ، بالتذكير بحقائق تاريخية ، دأب المسلمون على إنكارها ، جرأة تحسب له ، ولفته جميلة ، رائعة ، جديرة بالتقدير . فأكثر المسلمين لا يعرفون غير شجرة الدر ملكة جلست على عرش مصر . وهم يعرفون ، ربما ، أن جلوسها وُوجِه بمعارضة الخليفة في بغداد ، رغم أنه لم يكن يملك من أمره شيئا . وربما يعرفون أن حكمها المباشر ، وكان رشيدا باتفاق المؤرخين ، لم يدم أكثر من بضع شهور ، وليكون غير مباشر ، من خلف ستار زوجها – تزوجته لهذه الغاية – المملوك عز الدين أيبك .
في وقت سابق كانت الكاتبة المغربية ، النشيطة في الدفاع عن حقوق المرأة ، فاطمة المرنيسي ، قد أشارت ، في أحد كتبها ، إلى هؤلاء الملكات اللواتي اعتلين العرش في أكثر من قطر إسلامي . وأذكر أنها عددت ثماني عشرة منهن . لكن ، وكما أذكر ، نُظر إلى جهدها هذا في إطار محاولة مفتعلة ، لإيجاد سند فقهي ، فتاريخي ، لمناداتها بمساواة المرأة ، واستعادة حقوقها المهدورة . وأن يأتي سماحة المفتي بإيراد ذات الحقائق ، ويصحح المرنيسي ، بأن عدد الملكات أولئك قد تجاوز الخمسين ، وأن البداية كانت من مصر ، وحيث انتشرت بعدها وشملت كافة الأقطار الإسلامية ، من الأندلس وشمال أفريقيا غربا ،إلى الهند ، اندونيسيا ، ووسط آسيا شرقا ، ومرورا باليمن ، وإيران وغيرهما ، فيما يمكن أن يقال فيه : قطعت جهيزة قول كل خطيب .
لكن سماحته يعرف أن رافضي مساواة المرأة ، غير المعترفين بحقوقها ، حتى في حال اعترافهم بهذه الوقائع ، لا يقبلون بحكمها . وسماحته ، ورغم إقراره بأن عهود أولئك الملكات ، جاءت أفضل من عهود أمثالهن من الرجال ، وأنهن كحاكمات اتصفن برجاحة العقل ، وبحسن تدبير شؤون المملكة ، وبإحلال العدل والرخاء والسلام والطمأنينة بين رعاياهن ، إلا أنه يصمت عن الظروف التي أوصلت أيا منهن لاعتلاء العرش . وهل وصلن إلى ذلك بإرادة الناس ، أم بتدبير من القدر ، فالحظوة بالرضا بعد ذلك .
أين المشكلة :
كما جرت العادة في مقالاته ، تجنب سماحته مواجهة منكري حقوق المرأة ، رافضي نيابتها لرئيس الجمهورية ، بتجنب مناقشة الحجج الفقهية التي يستندون إليها . ولا أظن إلا أنه يعرف أن ذلك يعطيهم مكانة صاحب اليد العليا في هذه المسألة . كيف ؟
يستند رافضو تولي المرأة منصبا تنفيذيا ، وزارة ، محافظة ، قيادة أمنية ...الخ ، إلى الحديث : " ما فاز قوم ولوا أمرهم – شؤونهم في رواية أخرى - امرأة " .
في بلدتنا تتولى امرأة رئاسة البلدية . وكانت قد عملت مديرة لمدرسة البنات الثانوية قبل تقاعدها . فوجئتُ ، في أحد الأيام ، بمن يوزع ورقة مطبوع عليها هذا الحديث . استشعرتُ فورا أن خلافا وقع بين بعض الإسلاميين ورئيسة البلدية . بادرتُ ، موجها كلامي لموزع الورقة ، وللحاضرين ، بالقول : هذا الحديث غير صحيح . وتصادف أن كان إمام المسجد بين الحضور . قال : هذا الحديث صحيح ورد على لسان الصحابي الجليل أبو بكرة . قلت : أعرف ذلك ، ومع ذلك أصر أنه حديث غير صحيح . قال : ولكنه ورد في صحيح البخاري ، وغيره من كتب الصحاح . قلت مجددا : أعرف ذلك وأصر على أنه حديث غير صحيح ، وليس لأنه من أحاديث الآحاد ، أو غيرها من أسباب جرح الحديث . بُهت الإمام ، ووسط دهشة السامعين ، قال : بعد الصلاة ، وكان آذان المغرب قد علا ، سأناقشك . قلت : وأنا جاهز لذلك . ذهب الشيخ وليحذرني بعض الحاضرين من مغبة نقاشه ، إذ هو سريعا ما ينفعل ، يفقد السيطرة ، ويتلفظ بما قد يكون جارحا . أجبت مصرا على مناقشته . انتظرت . وخرج الشيخ بعد أن أمَّ الصلاة ، ولكنه غادر ، ويبدو أنه نسي الأمر ، أو تناساه .
علام استندت :
سألني بعض الأصدقاء : علام استندت بقطعك عدم صحة هذا الحديث ، وأنت غير المتدين ، ولست بالفقيه بأي حال ؟ قلت : هذا حديث له أكثر من مناسبة ، كلها تنفي صحته .
1 - أن أبو بكرة راويه ، شهد على المغيرة بن شعبة ، في حادثة زناه المشهورة . ولأنه لم يستطع ، واثنان آخران من الصحابة ، إثبات واقعة زنا المغيرة ، رغم شهاداتهم القطعية بذلك ، أوقع عليهم الخليفة عمر بن الخطاب حد قذف المحصنات – ثمانون جلدة وإبطال شهادتهم - . وعرف عن أبي بكرة أنه عاود اتهام المغيرة ، أي لم يتب ، وبالتالي بقيت شهادته باطلة . وأولى لصاحب الشهادة الباطلة ، بطلان صحة روايته للحديث .
2 - أن أبو بكرة لم يتذكر هذا الحديث إلا بعد واقعة الجمل ، بقيادة عائشة ، وخسارتها هي وحلفها في مواجهة الخليفة علي بن أبي طالب . إذن لو كان الحديث على هذه الأهمية لما نسيه أبو بكرة كل هذه المدة ، وانتظر فاجعة الجمل ، وقتل آلاف الصحابة ، ليتذكره . ولكان بالضرورة قد سمعه عدد من الصحابة ، وليعترضوا على قيادة عائشة لهذا الجمع الكبير من الصحابة ، كي لا ينتهي الأمر بكارثة الجمل .
3- أن مناسبة الحديث ، سياسية بحته . وكنت قد أشرت في كتابي " قراءة سياسية في العهدين المحمدي والراشدي – الجزء الأول" إلى ما اتصف به النبي من عبقرية سياسية ، وانعكاسها في قراءته للحدث السياسي ، ومن ثم التنبؤ بالنتائج التي ستعقبه . مناسبة الحديث أن كسرى ، إمبراطور فارس مات . وأعقب موته صراع بين أبنائه على وراثة العرش . استنفذ الصراع طاقات الأسرة ، وأنهك البلاد . وجاء الحل بتولية ابنته الوحيدة ، بوران ، عرش البلاد . قرأ النبي في هذا الصراع حالة الفساد التي نخرت عظام الدولة ، وما وصلت إليه حالة قيادتها من تفكك وتحلل . وبديهي لسياسي عبقري ومحنك أن يستنتج فشل اللجوء إلى حل المعضلة ، بتولية الأخت على العرش . ورأى النبي أن الصراع مع هذه الدولة ، لا بد أن يكون في غير صالحها مستقبلا ، فكان أن قال ذلك الحديث ، إن كان قد قاله فعلا ، ولم يوضع على لسانه ، كما جرت العادة من صحابة رأوا في وضع هكذا أحاديث تحبيب للناس في دينهم .
4- هذا الحديث ، وبالشكل الذي يروى به ، وبالجدية التي يؤخذ به ، وبالقطعية للحكم المستمد منه ، يحمل اتهاما خطيرا للنبي بالتقصير . بالتقصير في إبلاغ الرسالة ، وفي تعليم المسلمين لشؤون دينهم وأحكام دنياهم . فمثل هذه القضية ، وهي على ما عليه من الأهمية والخطورة ، لا تحتمل أن يسر بها النبي لشخص ، مهما بلغت درجة الثقة به . ولا يجوز أن تحدث في صورة وشوشة بين اثنين ولا حتى ثلاثة . قضية بمثل هذه الأهمية والخطورة تفرض على النبي الحديث فيها ، مع أكثر من جمع للمسلمين ، مرة وثانية وثالثة وعاشرة ، وهو ما لم يحدث . ولو لم تقع فاجعة الجمل ما كان لأبي بكرة أن يتذكرها ، وبما يدل على أنها ، إن صح ووقعت ، عرضية ، خاصة ، سياسية كما أشرنا ، ولا يترتب عليها تلك الأحكام التي اختلف حولها المسلمون .
5 – وهو الأهم أن هذا النص لا يخالف فقط ، ولكنه يتعارض ، بل ويناقض النص القرآني . ومعروف أن الحديث الذي يعارض النص ، ليس فقط أنه لا يعتقد أنه صدر عن النبي ، بل وأنه باطل ولا يعتد به . والغريب أن أي مثقف إسلامي يعرف ذلك ، ولكنه ، وخلافا لأي منطق ، يصر على قبوله والقول به . والسؤال هو : أين وكيف يتعارض ، ويناقض هذا الحديث النص القرآني ؟
في سورة النمل خص النص حكم المرأة ، ملكة سبأ ، بثلاث وعشرين آية ، بدءا من الآية 22 وانتهاء بالآية 44 . وكل قارئ مسلم ، أو غير مسلم ، لا يعثر في أي منها ، ولو على تلميح ، بعدم رضاه تعالى عن حكم المرأة . وعلى العكس شملت الآيات آيات تنطق صراحة بالثناء على ، ولا أقول تعظيم ، حكم المرأة . الآية 23 مثلا نصت على { إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم } . فيما تثني الآية 32 على حكمها الذي يقوم على الشورى ، وعلى التزامها مبادئ الشورى هذه ، وقبل أن يأتي الإسلام بها ، وبأكثر من اثني عشر قرنا . { قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون } . كما تثني الآيات على طاعة قومها لها ، لاتصاف حكمها بمبادئ المساواة والعدالة ، رغم اعتزازهم بأسباب بأسهم وقوتهم . { قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ما تأمرين } . وتثني الآيات اللاحقة ، بعد نقل عرشها إلى قصر سليمان ، على عقلها ، حيث لم يمنعها تمسكها بدينها ، أن تعمل عقلها ، وتسلم بعد أن رأت آية من صنع البشر – بلاط قصر سليمان المماثل للمرايا ، أو لبركة الماء ، وانعكاس صورتها فيه - . وهي آية أبسط كثيرا من الآيات التي أتى بها رسل آخرون لأقوامهم ، ورفضوها . { قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين } .
خلاصة القول أن الله لو أراد إنزال تشريع ، بتحريم حكم المرأة ، لكان أشار في هذه الآيات إشارة واضحة لذلك . والسؤال لأئمة المسلمين : لماذا لم يفعل ذلك ؟ وكيف يقبل العقل أن يأتي النبي بحديث يناقض هذه الآيات مناقضة صريحة ، ليبني عليه الفقهاء حكم تحريم ولاية المرأة على قومها ؟ والجواب بسيط وهو أن الحديث المنسوب للنبي غير صحيح . وكان حريا بسماحة المفتي أن يرفع صوته بذلك ، بدل اللف والدوران حول الموضوع ، تاركا لسالبي حقوق المرأة ، نوافذ عدة ، يدخلون منها لمعارضة الحقائق التاريخية ، والالتزام بحكم تحريم تولية المرأة لأمر قومها .
-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي
لا مبالي ( 2012 / 7 / 30 - 16:19 )
اعجبتني محاولة المفتي تجميل وضع المراة، في محاولة فاشلة لتحسين صورة الاديان وما يخصه منها في حالته هذه وهو الاسلام
ولكن هل هناك من يوافق معه من مجموع المسلمين وبالتحديد النساء اللواتي هن اشد تشبثا بالاسلام الذي سلبهن كل مظاهر الحرية، بل وحتى الوجود بكرامة على هذه الارض
فهن مجرد خادمات للرجل ،ووصل الحد بالرسول لكنه تراجع في اللحظة الاخيبرة من الطلب ان تعبد المراة زوجها
وهن كالحيوانات الناشزات يحق للرجل ضربهن، ولايحق لها رفض اغتصابها من قيل زوجها
وهن كالنعاج كما وصفهن القران
وهن صاحبات المكيدة والنفث في العقد
وهن المتهمات بفتنة الرجل دائما ، لذا هن مجبرات على لباس العفة، والاختباء والتستر وراءالالبسة والحجابات حتى لاتفتن الرجال، فيحق عليها العقاب
وهن ناقصات العقل،فلا تخرج الا ومعها محرم حتى لاتخطئ، وتفتن الرجال،
ولا تقبل شهادتها، فكبف تقبل ، وهي ناقصة العقل ، كما انها خلقت من جزء صغير من الرجل ، ولم يكفيه هذا في تصغيرها ، فوصف الجزء هذا بانه اعوج
كما ان للرجل ان يتمتع بها كما شاء وبالطريقة والزمان التي يراها مناسبة، واين هي من هذا؟
كما ان للرجل ان يتزوج اريعا وما شاء من النساء


2 - تكملة ما سبق
لا مبالي ( 2012 / 7 / 30 - 16:41 )
كما ان للرجل ان يتمتع بها كما شاء وبالطريقة والزمان التي يراها مناسبة، واين هي من هذا؟
كما ان للرجل ان يتزوج اريعا وما شاء من النساء ممن يستطيع ان يشتريهن من بعض الدول الاسلامية والافريقية(مما ملكت ايمانهم)، وماذا بمقدورهن حيال ذلك ؟
كما ان لكل رجل 72 حورية، تنام على سرر واسعة وفراش وثير ،كلما ضاجع احداها عادت يكرا،
وماذا للمراة المسلمة المؤمنة، هل لها وجود في الجنة، حتى تاخذ مكافاتها من الحور العين الرجال
، فليس لها ذكر الا انها ستكون وقود ا لجهنم ، وسيتم تعليقها من شعرها و ووووو
فما عليها الا ان تعيش بالسواد كالغراب الاسود، وتقبع في خدرها تنتظر زوجها لتكشف له عن وجهها ليضاجعها،وتنجب الاولاد (تكاثروا فاني مباه بكم الامم)
وبالتالي هذه المراة وبهذا التفكير ، حتى وان جملت نفسها
كيف ستطلب منها ان تكون قائدا او مديرا او حتى ندا

اخر الافلام

.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان


.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر




.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو


.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا




.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس