الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فكرة المخلّص في الثقافة الاسلامية

إبراهيم حسن

2012 / 7 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا كانت الاديان السماوية تتفق فيما بينها بعددٍ من المبادئ الانسانية الجوهرية، فإنها ولا بد ان تختلف بعضها عن البعض الاخر قليلاً او كثيراً في بعض الجزئيات سواء منها ما يتعلق بالحياة الاجتماعية او بعلاقة الفرد مع الله. وهو امر طبيعي جداً، اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار ان كل دين ينشأ في ظروف تختلف عن الظروف التي ينشأ فيها دين آخر. وبالتالي فإن طبيعة هذا الدين ومحاكاته لافراد المجتمع تختلف هي الاخرى بإختلاف هذه الظروف.

والباحث الذي يحاول رصد التشابهات بين الاديان، لا اعتقد انه يجد صعوبة في ذلك، فأغلبها تحث على التقوى والعمل الصالح والتمسك بالفضائل والابتعاد عن الرذيلة و قمع الشهوات. في حين ان الباحث الذي يحاول جمع الاختلافات لا يوجد أيضاً صعوبة في ذلك، ولكن الصعوبة تكمن في ايجاد المبررات والاسباب التي حتمت وجود مثل هذه الاختلافات. فالباحث عليه ان يغوص عميقاً في تحليلاته لايجاد البنى الاساسية لهذا الدين او ذاك. واذا تحدثنا عن التشابهات بين الاديان، فإننا نقف امام فكرة اساسية، اشتركت بها الاديان السماوية والوضعية ايضاً وهو امر يثير الدهشة والاستغراب والتساؤل. تلك هي فكرة المُخلّص / المنقذ. وهي وان اختلفت في من يُجّسد هذه الفكرة على ارض الواقع الا انها تتشابه من حيث المضمون والغاية والهدف.


واذا ما تفحصنا الدين الاسلامي ، نجد أن الشيعة الاثني عشرية يؤمنون بهذه الفكرة. ويجسدونها بشخصية الامام المهدي ، ويعتقدون بوجودهِ حيّا منذ النصف الثاني من القرن الثالث الهجري والى آلان. وهو من اهل البيت ومن نسلهم. الطائفة السنية - الاسلامية تؤمن بالامام المهدي غير انها تعتقد انه لم يولد الى آلان. وان ولادته لا يعلمها الا الله وهي حتماً ستكون في المستقبل القريب او البعيد. فالاعتقاد بالمهدي – بين الفرقتين - هنا موجوداً وقائماً، بيد ان الاختلاف يكمن في مسألة وجودية الامام المهدي على قيد الحياة ام لا.

اذن يؤمن المسلمون كافة بهذه الفكرة : فكرة المُخلّص - المنقذ ، الذي يخلّص الامة من الويل والعذابات ويرفع الظلم عن البشرية ويقتل الطغاة . والمخلص أو المنقذ فكرة مُجسدة بشخصية الامام المهدي عندهم ولا اختلاف في ذلك. وهناك علامات اتفق علماء الشيعة فيما بينهم عليها وهي مؤشرات حتمية على قرب ظهور الامام المهدي. وبغض النظر عن هذه العلامات ومضمونها والظروف التي تحدث فيها ، وبغض النظر عن مدى مصداقيتها اصلاً ، اود ان اتساءل هنا :

ان اغلب الديانات السماوية كــ المسيحية واليهودية والديانات الوضعية كــ المجوسية والبوذية خلقت هذه الفكرة وآمنت بها ايماناً قاطعاً ، وهي فكرة المُخلّص الذي يأتي ليخلّص الامة من الظلم الواقع عليها. مع العلم ان اغلب الديانات السماوية التي آمنت بهذه الفكرة والديانات الوضعية ايضاً هي ديانات سبقت الاسلام بقرون عديدة وهنا اتساءل :

هل اقتُبست هذه الفكرة من الديانات السابقة للاسلام ؟ وتأطرت فيما بعد بإطار اسلامي بحت ؟ وهل ان وجود هذه الفكرة قبل ظهور الاسلام يجرّد الفكرة من اسلاميتها اصلاً ويضعها موضع شك ونقاش ؟

واتساءل تساؤل انثروبوجي بحت : لماذا تؤمن اغلب الديانات بوجود المخلّص ؟ ولماذا يؤمن اغلب المنتمين لديانات سماوية او وضعية بهذه الفكرة على الرغم من الاختلاف في الشخصية التي تجسّد هذه الفكرة ؟ هل لا يستطيع البشر العيش بمعزل عن هذه الفكرة ؟ وما النفع الذي يمكن ان يحصل عليه الفرد بمجرد ايمانه بهذه الفكرة ؟ وهل الايمان من قبل اغلب المؤمنين من كافة الاديان بوجود المُخلّص يعني ان وجوده قائما فعلا ؟ وهل هناك منهج علمي يمكننا ان نسترشد به للوصول الى حقيقة ما تجعلنا اقرب الى اليقين بهذا الموضوع ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرة المخلص تعبير عن العجز السياسي
دنخا ميخائيل ( 2012 / 7 / 28 - 21:21 )
البحث الاركيولوجي في الاسلاميات يؤكد ان الاسلام لم يأت بجديد لا في العبادات ولا في المعاملات
وانه مجرد كوكتيل عالمي براغماتي يصب في مصلحة قومية- من كلمة قوم- وانه على غرار اليهودية وسعيها لتاسيس امة ذات سيادة وسلطان باسم يهوه جاءت الصياغة العربية لمنظمومة افكار دينية تمجد العرب- خير امه- ونبيها الامي- خير المرسلين وبدل الانتظار والبحث عن قائد وملك كما في التاريخ اليهودي كان النبي هو القائد والملك والزعيم وكان الدين والدولة ملتحمين ومن لا يطيع الله والرسول واولي الامر من وزراء وقادة وصحابة ومراجع دينية يذهب الى الجحيم.. ولكنه قبل الجحيم ينال القصاص البشري
فكرة المهدي متأخرة من منتجات الفكر الشيعي بعد فشلهم في الوصول لسدة الحكم فادعوا الانتقام الالهي وان الحكم سيؤول اليهم في نهاية الزمان ومنه ان حكام الارض اي الخلفاء - العباسيين- من غير العلويين فاسدين
وهي مستقاة من اليهود التي واتتهم خلال السبي ةفقدان قضيب حكمهم فحلموا بمخلص وفي الشعياء اعتبروا كورش هو المسيح المخلص ولكنههم لم ينجحوا في استعادة دولة خاصة بهم
واعتبر بعضهم ان سمعان المكابي هو المسيح المخلص ونجح في بناء مملكة وهكذا ..


2 - فكرة المخلص تشجع للارهاب وهي عنصرية بذاتها
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 7 / 29 - 08:27 )
المخلص عند المسيحيين:لا ياتي المسيح المخلص الا بعد ان يسكن يهود العالم في فلسطين وهذا يعني احتلال كل فلسطين وطرد سكانها الاصليين.
المخلص عند اليهود : لا ياتي المسيح المخلص الا بعد بناء الهيكل المزعوم وهذا يعني تدمير المسجد الاقصى.
المخلص عند المسلمين: لا ياتي المهدي المخلص الا اذا ملئت الارض ظلما وجورا وهذا يعني تشجيع للارهاب والدمار الشامل:
اما العنصرية في هذه الفكرة فهي ان الملا الذين سينقذهم المهدي من الظلم والجور فهم لا شك شعب مختار وهنا يطرح سؤال الا تستحق البشرية الآن منقذا وما هو ذنب الذين يموتون من الفقر في جميع ارجاء المعمورة نتيجة ظلم المترفبن والمستعمرين؟.فاذا قيل بان اجرهم سيكون يوم القيامة وان الظالمين سينالون جزاؤهم اذا عدم ظهور مخلص هو الاقرب للعدالة حيث سيكون جميع الناس سواسية امام محاكم الجزاء.
ان فكرة المخلص هو افيون لاسكات الفقراء والمستضعفين عن القيام بالمطالبة بحقوقهم وحثهم على الصبر والاستسلام للمستبدين.اما في المذهب الشيعي الاثنا عشري فهو علاوة على ما ذكر الانصياع للولي الفقيه المنصب من قبل المهدي ـ لا ندري من كان حاضرا حفلة التنصيب ـ
لا محرر للشعوب الا انفسهم.

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah