الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( الماء )) وطبائع البشر

سلمان مجيد

2012 / 7 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


ان موضوع الماء ليس بالموضوع الجديد ، بل يعد من اقدم الموضوعات التي عرفها الانسان ــ بل لنقل انه هو من عرف الانسان ــ لسببين : الاول / قديم ، حيث عرفناه عن طريق ( العقل ) و ( النقل ) ، الا وهو ان خلق الحياة تمت عن طريق الماء ، كما جاء في القران الكريم ، حيث اعطى ( الله ) سبحانه و تعالى للماء حقه في ذلك ، بقوله تعالى (( و خلقنا من الماء كل شئ حي )) ............. اما الثاني / فهو ما اكتشفه العلم ــ حديثا ــ و خاصة علم ( الكيمياء ) في ان للماء ( شخصية ) ــ اذا جاز لنا تسمية ذلك ــ وان هذه الشخصية لها القدرة على التاثير و التاثر بالمحيط الذي يحيط به او يعيش فيه ، وهذا ما ساذكره لاحقا ، لانه السبب الذي دعاني للكتابة في هذا الموضوع ، وقبل ذلك سالقي نظرة مختصرة على الماء من حيث تكونه في الطبيعة ، وتركيبته ، و دوره في المحيط الطبيعي على الارض ، وخارج محيط الارض ، فاننا نرى ان علماء ( الفضاء و الفلك ) تعدد اهتماماتهم الفضائية ، انما يهتمون بالبحث عن ( الماء ) ــ قبل كل شئ ــ في الكون ، وذلك بسؤال ينتظر الاجابة ، وهو : هل يوجد ( ماء ) خارج محيطنا الارضي ؟ وسؤالهم هذا ، اكثر من علمي ، وانه منطقي جدا ، وذلك : ما دام ( الماء ) قد تكون ــ بالتغيرات الكونية ــ على الارض ، اذن لابد ان يكون هنالك ( ماء ) في مكان ( ما ) في الكون الذي تعرض الى ذات التغيرات الكونية التي من نتائجها ، تكون الارض و الماء . اعود الى قول العلماء و بشكل مختصر ، حيث يرى هؤلاء ان ما اعقب ( الانفجار الكوني الكبير ) و تكون الكواكب و الاجرام السماوية ، ومنها الارض فحدث ( التآين ) الذي تعرضت اليه الغازات ، مما ادى الى ضمن ما اداه ، تكون الماء باتحاد ذرتين من ( الهايدروجين ) و ذرة واحدة من ( الاوكسجين ) ، ثم انساب الماء في منحنيات الارض و شقوقها ، بعد العصور ( المطرية ) و ( الطوفان الكبير ) ، لتستقر الارض بشكلها النمطي المعروف ــ جبال وسهول و هضاب و وديان ــ و استمرت التغيرات في طبيعة الارض بفعل الماء وبشكل بطئ ، الى ان استقر الانسان ( بسفينته ) على تلك المتعرجات و المسطحا ت الارضية ، متتبعا مسارات ( الماء ) و ينابيعه ، لتتشكل حياته الاجتماعية و الاقتصادية ، بموجب كمية تلك المياه ، ونتيجة لاثر تلك المياه في حياة الانسان المادية ، انعكس ذلك في حياتهم الوجدانية و العقلية ، فاصبح جزآ من حياتهم الفكرية ، في العلم و الفلسفة و الدين ، حيث اتخذت الاديان ( الماء ) طهورا ، للتخلص من الدنس المادي و الروحي ، و الفلسفة اتخذت منه اداة او وسيلة للوصول الى الحكمة و حبها من خلال حب الماء المتجسد بخصائصه ( البرودة و الرطوبة ) ليضفي على ضمير الانسان نوعآ من التبعية للطبيعة وخالقها ، الذي جعل سر الحياة فيه ومنه ، اما العلم لا زال يغوص في اعماق هذا الماء ليتعرف على الاسرار التي لم تعرف ، وخارج هذا الوجود المعنوي اعلاه ، كان للماء اثر واضح في العلاقات بين البشر ، استنادا الى طبائع هؤلاء البشر ، تاثرا بالوفرة او الشحة لهذا ( الماء ) ، فظهرت الاقوام ( بدوها ) و ( حضرها ) وحضارتها الخمسة في : ( بلاد ما بين النهرين و وادي النيل و الهند و الصين و امريكا الجنوبية ) ، فالبدو : تنقلا و تجوالا بين رمال الصحاري و كثبانها ، للبحث عن الماء ، والاستظلال تحت ظل النخيل الذي يعد ( الكشاف ) عن مكامنه ( التحت ارضية ) فتنسل ( الجذور ) عبر طبقات الصخور ، لتصل اليه ، فيعرج الى القمة ليتساقط ( رطبا جنيا ) ، وكانت ( كيماء ) اخلاق هؤلاء البشر ، عبارة عن بشرة داكنة و مزاج متوتر ، وتحفز دائم مع دعة و الفة ، بجوار ( النبع ) ، وبذل مفرط لما تم التزود به ، تحسبا لايام ( البآساء و الضراء ) و العوز ، لاجل ضيف غريب ، قد يكون في يوم اخر هو ( المضيف ) . هذا الماء و هذا اثره هنا ، ولكن هناك من انساب مع جريانه في وديانه و سواقيه ، ليغفو ذلك الانسان على ضفاف الانهار ، مستسلما لنغمات الامواج الهادئة الرتيبة ، و المحملة برطوبة ( الحياة ) لتنفرج اساريره وتلين طباعه ، بطبع الماء والطين ، حيث ( الطواعية و البرودة ) و كانت برودة الطبائع و سلاستها ، ليترشق الجسد و يكبر ( العقل ) و يتسع الفكر ، لينجب ( الفلاسفة ) و العلماء الموسوعين ، الذين استخلصوا ( حكمة الماء ) و وجوده ، وسادت السكينة و الدعة و راحة البال ، لان البطون مستوية مع احتياجاتها ، فلا صراخ و لا ضجيج ، الا الذي جاء من خلف اسوار الحضارة ، حيث العطش لكل شئ فسادت الهمجية ، و تتوقف عملية تنظيم الري ، فتراكم السبخ على سطح الارض ، ليلفها كفنا للرحيل ، فكان الموت ، و سبب كل ذلك ( الماء ) . كل ذلك الذي ذكرت لا يعد جديدا ، بل هو قديم ، حيث عرفه الاسلاف و عاشوه و ترك بصماته الندية المرهفة على صفحات الروح و العقل ، فكان الترف ، و هناك على الضفة الاخرى من مسيرة الحياة و الماء ، اشواك تدمي الاقدام السائرة في دروب الحياة ، فكان العنت و العنف ، و انغلاق العقل و التدبر . هذا الذي عرف و عرفناه ، و لكن ما الذي حدث للماء في عصرنا الحاضر ؟ هل تغيرت تركيبته وشكله ؟ وهل اصبح له لون وطعم ورائحة ؟ ، انه كان ولا زال بدون لون ولا طعم ولا رائحة ، ولكن هل هذا صحيح دائما ؟ ، اني اجيب ( نافيا ) نعم اصبح للماء لون وطعم ورائحة ، بالملخص ( انه التلوث ) بسبب تلوث اخلاق البشر ، فكان ذلك سببا بان يرد ( الماء ) الفعل بالفعل ، حيث كان سببا في حدوث حالات ( تسمم ) لفريق من العلماء الغربيون ، الذين تناولوه وهم في حلقة بحثية ، وكان ذات الماء الذي تكون منذ ان وجد على الارض ، وعند فحصه وجدوا انه طبيعي ، تركيبه الكيمياوي ( H2O ) صافي زلال خالي من كل شائبة ، وكانت المفاجئة ، حيث لوحظ بان جزيئات هذا الماء الذي شربوه قد اخذت شكلا هندسيا غريبا ، هو للعنف اقرب منه الى الموادعة و الانسياب المرهف ، وقد حير ذلك العلماء ، ومع البحث و التقصي تبين ان للماء ( شخصية ) ــ وهذا من عندي ــ او الاصح ( ذاكرة ) كما قال العلماء ، وان هذه الذاكرة التي تشبه ذاكرة ( الحواسيب ) ، حتى ان احد هؤلاء العلماء المختصين ، ذكر بان ذاكرة الماء هي عبارة عن ( حاسوب مرن ) قادر على تسجيل كل الحالات البيئية المحيطة به ، او التي يمر بها او تمر به ، ليقوم بتفعيلها بالمكان او الجسم الذي يحل فيه ، كان ذلك فرح او كره ، عنف او سلم ، ضجيجا ام هدوء ، كل ذلك تتاثر به ذاكرة الماء وتؤثر بالاشياء الحية ، حيوانا كان ام نباتا او انسانا ، و ان التجسيد المادي لهذه الخصائص السلوكية ، بالنسبة للماء تتمثل باشكال هندسية غاية في الروعة ، اذا كانت تلك الخصائص ايجابية ، ضاجة بالطاقة الحيوية ، التي ستنقلها الى الحيز او الجسم الذب سيحتوي ذلك الماء ، اما اذا كان التشكيل الهندسي لجزيئات الماء كانت غريبة مشوهة المنظر ، فان ذلك يعني بانه يحمل صفات سلبية ، ذات طاقة حيوية تكاد ان تكون معدومة ، معنى ذلك ان نوعا من هكذا ماء ، سينقل تلك الصفات الغير مرغوب بها الى الحيز او الجسم الذي سيدخله ، كذلك انعدام الطاقة الحيوية لذلك الماء ، سيجعل الحيز او الجسم يفقد من طاقته الحيوية ، بقدر فقدان ذلك الماء لطاقته . اذن و بعد كل الذي تقدم ، ماذا نقول لعلماء الانسانيات ، كعلم النفس وعلم الاجتماع ، ماهو تفسيركم لهذا الامر ؟ هل ان الصفات الشخصية عند الانسان تبقى مرتبطة بعامليها ( المكتسب ) و ( الموروث ) ؟ ام ان هناك مصدرا اخرا ، هو الماء ؟ ــ حسب راي علماء الكيمياء ــ اصحاب هذه الفرضبة ، نعم ان كانت هذه الفرضية صحيحة ، اي ان للماء ذاكرة تحمل كل الاحداث المادية و المعنوية ، التي مر بها ذلك الماء او مرت به ، فان ذلك يعني ان تلك الاحداث و الانفعالات ( ايجابيتها او سلبيتها ) ستتسرب الى كياناتنا النفسية ، اذا ما علمنا ان نسبة الماء في جسم الانسان يصل الى ( 70 % ) وقد يصل الى ( 90 % ) في بعض المراحل العمرية، وليس ذلك فقط ، بل ان اهم عضوا في جسم الانسان ، مسؤلا عن تصرفاته و سلوكياته هو ( العقل ) و الجملة العصبية ، التي لا تقل نسبة الماء فيهما عن ذات النسبة المذكورة اعلاه ، وما دام ان الشئ ياخذ خصائصه من خصائص اكثر مكوناته ذلك الشئ نسبة ، اذن من الممكن ان ياخذ الانسان صفاته السلوكية ــ او بعضا منها ــ من صفات الماء في جسمه ، والتي نسبتها ــ كما ذكر 70 % من ذلك الجسم ــ ، و الماء انواع ، اذن تنوع سلوك الانسان يعود ــ في بعض مصادره ــ الى تنوع خصائص الماء الذي يشكل الجزء الاكبر من تكوينه المادي . و اخيرا هناك سؤال ، هل ستخسر العلوم الانسانية ــ كعلم النفس وعلم الاجتماع ــ جولتهما في السيادة على الاحاطة و التفرد في تفسير سلوك الانسان و اسبابه ، و الذي ترجعه تلك العلوم الى عوامل البيئة الاجتماعية و الاقتصادية ، والى عوامل الوراثة ، لصالح العلوم الطبيعية، وخاصة ( علم الكيمياء ) الذي تصدر المعارف في تفسير التركيب الهندسي لجزيئات الماء ، التي لها الخاصية في نقل ما في ذاكرتها من احاسيس و احداث ، الى التركيب النفسي للانسان . مجرد سؤال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سهوا في الاية الكريمة
سلمان مجيد ( 2012 / 7 / 29 - 14:26 )
لقد ورد خطآ في الاية الكريمة (( وجعلنا من الماء كل شئ حي )) وليس (( وخلقنا ..... )) ولقد نبهتنا الى ذلك ، الدكتورة : سمراء الجنوب من تونس ا لحبيبة ، لذلك ابدي اسفي واعتذاري منها ومن كل قارئ .

اخر الافلام

.. هكذا دخلت شرطة نيويورك قاعة هاميلتون بجامعة كولومبيا حيث يت


.. وزير الدفاع الأمريكي يقول إن واشنطن ستعارض اقتحام رفح دون خط




.. وقفات احتجاجية في جامعات الكويت للتضامن مع غزة


.. وزير الخارجية الأمريكي: إسرائيل قدمت مقترحات قوية والكرة الآ




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد قال إنها لتجهيز فرقتين للقتال في