الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج55

محمد الحداد

2012 / 7 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الباحث : نعم يا عم أرجوك ما هو علاج الشك ؟
المؤمن : الخطر الكبير عند أكثر الناس أن يدخل في تطبيق الامور الدينية قبل أن يدخل الايمان الى قلبه .. وهذا يؤدي الى نفاق هائل .. يحفظ آيات من الكتب السماوية .. مثل القرآن .. و يرددها في المجالس وهو غير مقتنع بها .. وهذه حالة صعبة جداً ...
فاذا دخل الانسان الى القرآن مثلاً أو الانجيل بدون ايمان .. تتولد في قلبه بذرة شك .. تنمو وتكبر حتى تصبح مرضاً في القلب .. ويصير الإنسان هيكل ظاهري سليم أمام الناس .. وهو من الداخل يتمزق ويحترق .. ولا يستطيع البوح بهذا أمام الناس .. لكي لا يتهمونه بالإلحاد أو الكفر .. ولا يعلم أن اكثر الناس قد مروا بهذه التجربة الأقسى والأصعب في حياة كل انسان ...
يصلي ويصوم وينفق الاموال بدون قناعة .. يحفظ الآيات ويرددها بدون قناعة .. ويعيش داخلياً مأساة الشك التي لا يعلمها غير الله .. هي الأصعب في تاريخ حياته .. فاذا بدأ يسأل ويبحث عن أجوبة وهو يؤدي هذه المراسيم الدينية .. فانه لن يصل الى نتيجة أبداً .. لأن الضغط النفسي سيكون هائل .. و ربما وصل الى مرحلة خطرة جداً .. وهي اليأس .. و أن أفعال الله عبثية .. و أن الحياة مأساة .. ولا فائدة من كل شيء .. ويعيش حياة مرعبة .. وينظر الى الوجود برمته نظرة احتقار .. ويستسلم أخيراً الى اليأس ...
يضحك أمام الناس وقلبه يبكي .. ولا يجد سرور حقيقي في الأشياء السعيدة في هذا العالم ...
الباحث : نعم يا عم .. نعم .. لقد جربت هذا .. انه شيء فظيع .. لا يمكن احتماله .. جربته في صغري ...
ماذا يفعل يا عم لكي يزول الشك ؟
المؤمن : مثل هذا الإنسان عليه أن يترك التظاهر بالدين .. ويعود كانسان عادي ...
يترك قراءة الكتب السماوية .. لأن استمراره على هذا الحال .. وتحت ضغط الغريزة .. والاهل .. والاحتياج .. والاضطهاد الفقهي .. والقمع الفكري .. ربما يؤدي به كثرة الضغط الى الجنون أو الانتحار ...
الباحث : ماذا يترك يا عم ؟!!
المؤمن : يترك الغوص في الدين مؤقتاً لأنه انسان مريض ...
الباحث : يترك الدين والغوص فيه يا عم ؟!!
المؤمن : نعم مؤقتاً ...
يستريح قليلاً .. لكي يعطي فرصة للعقل في استعادة حيويته ...
يترك الضغط الديني مؤقتاً الى أن يحصل على الايمان الصحيح ...
نعم يترك جلد النفس بشدة .. لأن طريق الايمان لا يبدأ بالأمور الفقهية .. بل ينتهي اليها .. هل فهمت ؟
الباحث : نعم يا عم .. لقد جربت هذا ...
المؤمن : يترك العقل برهة لكي يستريح .. ثم يقف أمام الرب وقوفاً بعقل خالي من أي أحكام مسبقة .. وكأنه على جزيرة خالية من الناس .. لم يسمع بأي دين أو كتاب سماوي ...
يقف أمام الله هكذا منفرداً .. ويطرح أسئلته على الرب .. بالمباشر بدون وسيط .. أو اي فكر ديني مسبق .. أو أي فكر آخر ...
الباحث : نعم يا عم .. ماذا يقول للرب ؟
المؤمن : قلت لك .. يقف أمامه كأنه ولد في جزيرة خالية من أي دين أو فكر مسبق .. ويكون ذلك في حقيقة قلبه .. أي يكون خالي من الأفكار المسبقة .. والاتباع لأي دين أو مذهب فكري آخر .. و يوجه أسئلته الى الرب مباشرة ...
الباحث : ماذا يقول له .. وهو شاك في وجوده أصلاً يا عم ؟!!
المؤمن : نعم هو باحث عن الرب .. يكلمه كباحث وليس كمؤمن ...
الباحث : نعم يا عم ...
المؤمن : يطرح أسئلته عليه مباشرة .. بشرط عدم وجود أفكار مسبقة .. خالي تماماً ...
• لماذا خلقتنا لهذا العذاب ؟
• لماذا لا تهدي جميع الناس لكي يستريحوا ؟
• لماذا أنت تخلق من تعلم أنه سيدخل الى النار .. لماذا تخلقه أساساً ؟
• لماذا لم تخلق الحياة سعيدة .. وبدون هذا الالم والشقاء وانت قادر على ذلك ؟
• لماذا خلقت الشيطان لكي يعمل الشر .. لو أنك لم تخلقه كان أفضل ؟
• كيف اعرفك .. دلني عيك ...
• أجبني عن جميع اسئلتي .. فلا يوجد في عقلي شيء الآن .. عقلي خالي تماماً .. أنا وحدي الآن أمامك .. بدون أي فكر مسبق أو دين أو مذهب .. دلني عليك ...
يكلم الرب في كل شيء يجول في خاطره ...
الباحث : نعم نعم يا عم .. أنا فعلت هذا يا عم ...
المؤمن : وماذا كانت النتيجة يا بني ؟
الباحث : نعم لقد عرفت كل الأجوبة .. نعم يا عم انا فعلت هذا ...
المؤمن : نعم اذا كان عقل الانسان خالي تماماً من أي جهة أو اعتماد على عقول الناس .. و دعا الرب بإخلاص .. فأكيد طبعاً أن الرب سوف يجيبه ويدله .. ويزول الشك نهائياً من عقله وقلبه ...
الباحث : ثم ماذا يا عم ؟
المؤمن : يتجه الى داخل نفسه ويطهرها من رذائل الأخلاق .. ثم يعود الى حياة الناس كخادم للبشرية .. ودائماً يفضل الغير على نفسه .. عندها يدله الرب على الطريق ...
في البدء يجب أن لا يلتفت الى أي هتاف ديني مطلقاً .. بل يركز النظر الى عقله ونفسه واصلاح داخله بهدوء تام .. ويكون ذلك بإخلاص وبدون تظاهر و اعلان أمام الناس .. فأي زلل هنا قد يعيده الى ظلام الشك القاتل ...
الباحث : ثم ماذا يا عم ...
المؤمن : يتعقب الأفكار بحوار هادئ مع نفسه وربه .. فاذا عجز عن الوصول الى جواب خاطبه قائلاً .. يا رب السموات والأرض عجز عقلي عن فهم الأمر التالي فبينه لي ...
عليه ان يطلب قناعات فكرية حقيقية .. وليس أجوبة هامشية .. ولا يجلد نفسه بشدة في هذه المرحلة .. ويترك ..حرام .. حرام ...
التركيز على اصلاح النفس من الداخل .. مع البحث العقلي الهادئ .. فاذا حصلت حالة الاطمئنان القلبي .. ذهب الى الكتاب السماوي .. ويقرأه بحذر وهدوء .. لأجل الاستفادة فقط .. فاذا عاد الشك تركه بسرعة .. أي يترك الكتاب السماوي بسرعة .. ويبحث عن الخلل أين .. لأنه قد يكون ...
1. عدم اصلاح الباطن بصورة صحيحة ...
2. الاعتماد على غير الرب في الامور الفكرية .. مثل كتاب قديم أو شخص انسان ...
3. التعلق بالدنيا والانشغال في طلب الملذات ...
4. اليأس وعدم القدرة على المواصلة ...
هذه أربع نقاط قد تقطع الطريق .. ولكن بالمواصلة والصبر والاستمرار في اصلاح الباطن .. والاعتماد على الرب وحده في المشاكل الفكرية .. وترك الهتاف الديني .. وعدم اليأس .. والبحث عن قناعات فكرية حقيقة ...
فاذا نجح في الحصول على الطمأنينة القلبية عاد الى الكتاب السماوي .. عندها ستحدث مفاجأة .. لأنه سيقرأ الكتاب وتنكشف له الآيات بصورة لم يكن يراها من قبل .. ستظهر للآيات معاني عكس التي كان يراها وهو يعيش في الظلام .. لأنه سيرى حقيقة الآيات .. ويعرف تكليم الرب ...
عندها ستبدأ حياة جديدة .. كلها أمل واشراق .. لأنه عندها سيكون من ابناء النور .. ستذهب بلا رجعة تلك الافكار السوداوية من الشك المرعب .. ستبدأ حياة كلها سرور وبهجه مع الرب .. سيولد انسان جديد الى هذا العالم ...
يقول السيد المسيح .. قد تناهى الليل واقبل النهار اسلكوا كأولاد النور ...
ويقول الرب في القرآن الكريم .. أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ .. الأنعام 122

نقلها لكم
محمد الحداد
30. 07. 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah