الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد26 سنة مضت عبدالفتاح إسماعيل لايزال اللغز المحير في احداث 13يناير 1986م الدموية

محمد النعماني
(Mohammed Al Nommany)

2012 / 7 / 31
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


نجل عبدالفتاح إسماعيل - تعرض "فتاح" للعديد من المؤامرات من قبل الرفاق واتهموه بأنه "شمالي" يريد مصالح "الشمال

اشتهر عبدالفتاح اسماعيل بلقب الرئيس الشاعر وعرف بأنه رجل "السوفيت" ووصفه خصومه بالرجل "الكس...ول""

- حظيت أسرة الرئيس "فتاح" بعد الوحدة باحترام وتقدير من قبل النظام في الشمال فيما أهملهم البيض والعطاس بعد أحداث 1986م

يصادف اليوم السبت الذكرى الـ73 لميلاد الزعيم عبدالفتاح اسماعيل في 28 يوليو 1939م، حيث حكم جمهورية اليمن الديمقراطية خلال الفترة من 1978م إلى 1980م، وأفضت الأزمة التي تفجرت بينه وبين وزير الدفاع حينها علي أحمد ناصر "عنتر" واستمرت اسبوعين إلى أن يرضخ "فتاح"- وهو اللقب الذي كلن يطلق عليه- لمطالب عنتر، فقدم استقالته وغادر إلى موسكو ليعود عام 1984م وبرز اسمه بقوة من جديد في صراعات الأجنحة داخل الحزب الاشتراكي، والتي تمخضت بنهر من الدماء في 13 يناير1986م، وأودت بحياة العشرات من قيادات الحزب الاشتراكي والآلاف من قواعده، وكان عبدالفتاح اسماعيل أحد ضحايا تلك المجزرة والوحيد من القادة السياسيين "ضحايا المجزرة" من شيعت جنازته دون جثمانه.

لغز محير

26 سنة مضت على مجزرة 13 يناير 1986م ولا يزال اللغز المحير في تلك الأحداث الدموية هو اختفاء عبدالفتاح اسماعيل أو قتله، حيث تعددت الروايات، فهناك من قال إن القوات البحرية بقيادة "الحسني" اعترضت المدرعة التي أقلته من اللجنة المركزية وأنه تفحم داخل المدرعة.

وفي تصريح لـ"السيلي" قال إن الجثة التي سبحت في البحر هي جثة عبدالفتاح اسماعيل، والبعض قال انه بعد استتباب الأمور لجناح "الطغمة" وهروب علي ناصر محمد واستشهاد علي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع، شكل لهم عبدالفتاح اسماعيل زائدة ايديولوجية لا بد من بترها.. ويتهم أصحاب هذا الرأي علي سالم البيض "الطغمة" بتصفية "فتاح".

"الجمهور" التقت في وقت سابق بنجل الزعيم عبدالفتاح اسماعيل المقدم ركن عمد واستمعت منه للرواية الأقرب إلى قلبه ووضع أسرته بعد أحداث 13 يناير 1986م..

داخل المدرعة

في هذا الصدد يتحدث المقدم عمد عبدالفتاح عن روايات اختفاء والده عام 1986م قائلاً: "والدي وعلي سالم البيض خرجا من قاعة اللجنة المركزية سالمين معافين والوالد طلع بمدرعة (pmp) وخرجا متجهين صوب التواهي، ولكن وهما متجهان نحو الجسر في المربط هناك كانا مستهدفين من قبل جماعة الزمرة الذين كانوا متمركزين على جبل برط، وكان فيه قصف شديد وأصيبت المدرعة وقتل فيها مدفعي المدرعة وعاش قائد المدرعة وكذلك سائقها وهم الآن أحياء يرزقون".

ويضيف نجل الشهيد فتاح قائلاً: "المدرعة بعد ذلك تفجرت وقالوا ان عبدالفتاح اسماعيل كان موجوداً بداخلها، لكن لم يجدوا جثته، أو ما يثبت ان عبدالفتاح استشهد ذلك اليوم.. ولكن الروايات تعددت وهناك من قال إن عبدالفتاح ممكن خرج وممكن موجود، ولكن إلى الآن ليس هناك أية دلائل مادية تثبت ان هذه الجثة أو تلك هي جثة عبدالفتاح اسماعيل".

الاستقالة

وتعليقاً على استقالة الزعيم عبدالفتاح اسماعيل عام 1980م ورحيله إلى روسيا، يقول نجله المقدم عمد لـ"الجمهور": "في عام 1980م وحسب معرفتي أو ما عرفته من رفاق الوالد وأصدقائه استطيع القول أنه في ذلك الحين كانت هناك مؤامرات تحاك ضد والدي، وبشكل صريح كان هناك من يقول ان (فتاح) شمالي وانه يريد أن يقودنا إلى الوحدة مع الشمال، وعندما رأى والدي ان الأمور في ذلك الحين تسير نحو إراقة الدماء، رأى من الافضل وحقناً للدماء ان يقدم استقالته".

قبل وبعد الوحدة

بعد ان استتبت الامور لصالح جناح "الطغمة" كان متوقعاً ان تحظى أسرة الزعيم عبدالفتاح اسماعيل من قبل علي سالم البيض وحيدر العطاس بالرعاية التي تليق بحجم عبدالفتاح اسماعيل غير أن هذا لم يحدث، حيث يقول عمد عبدالفتاح في سياق حديثه مع "الجمهور": "كانت هناك رعاية ولكنها ليست بذلك القدر الذي هي عليه اليوم.. لأنه بعد يناير 1986م الذين كانوا يكرهون عبدالفتاح والذين كانوا يحبون عبدالفتاح كلهم كانوا في السلطة، ولهذا كنا نحن صامتين، ولا يمكنك في تلك الفترة ان تتكلم عن الحقيقة أو حتى تسأل عن مصير والدك".

وحول وضع أسرة الشهيد عبدالفتاح بعد تحقيق الوحدة عام 1990م وكيف استقبلهم الرئيس علي عبدالله صالح يقول عمد عبدالفتاح: "بعد الوحدة حظينا باحترام وتقدير عالٍ جداً من قبل فخامة الوالد علي عبدالله صالح.. استقبلنا بصدر رحب وأولانا كل اهتمام، ولا أبالغ إذا قلت أنه عاملنا كما لو أننا أبناؤه".. مضيفاً: "والحمد لله جميعنا أبناء وبنات عبدالفتاح اسماعيل واصلنا تعليمنا وجميعنا حاصلون على شهادات علمية، وبالنسبة لي أنا حصلت على منحة دراسة من الدولة وبتوجيه شخصي من الوالد الرئيس علي عبدالله صالح".

نبذة من حياة فتاح

عبد الفتاح إسماعيل (28 يوليو 1939 - 13 يناير 1986) رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الفترة من 1978 إلى 1980 ومنظّر الحزب الاشتراكي الحاكم في اليمن الجنوبي سابقاً.

ينتمي عبد الفتاح إسماعيل إلى أسرة انتقل عائلها من الجوف واستقر في قرية الأشعاب ناحية حيفان التابعة للواء تعز.. ولد هناك في 28 يوليو 1934م وقد سافر الفتى الفقير عبد الفتاح إسماعيل إلى مدينة عدن ليواصل دراسته حتى أكمل الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الأهلية بحي التواهي، ثم التحق بمدرسة تدريب العمال لمصافي الزيت البريطانية.

بدأ عبدالفتاح نشاطه السياسي في 1959 حين انضم إلى حركة القوميين العرب التي كانت قبلة المثقفين والزعماء السياسيين المناهضين للاستعمار الأجنبي في كل البلدان العربية والمتطلعين، وشارك في إضراب نفذه عمال المصافي عام 1960، وخلال الإضراب وزع منشوراً بمطالب العمال فتعرض للاعتقال والتحقيق وفصل من وظيفته، فعمل مدرسًا في عدد من مدارس مدينة عدن ثم نشط في نشاطاته السياسية حتى صار من أبرز قياديي حركة القوميين العرب في عدن.

أصبح في عام 1964 المسؤول العسكري والسياسي عن نشاطات الجبهة في عدن، واختير عضواً في اللجنة التنفيذية القومية في عام 1965، وبعد الاستقلال عام 1967 عين وزيراً للثقافة والإرشاد القومي ووزيراً مسؤولاً عن قضايا الوحدة مع الشطر الشمالي آنذاك.

في عام 1969 انتخب اميناً عاماً للجبهة وبقي في هذا المنصب حتى عام 1975، كما كان عضو مجلس الرئاسة عام 1969، ورئيساً مؤقتاً لمجلس الشعب الأعلى عام 1971، وفي عام 1978 عين رئيساً لمجلس الرئاسة ثم عين في العام نفسه أميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني الذي حل محل الجبهة القومية.

الاستقالة والمنفى

استقال في ابريل 1980 من جميع مهامه بحجة الأسباب الصحية، وعاش في المنفى في الاتحاد السوفيتي السابق في طشقند حتى سمح له بالعودة بعد خمس سنوات لتندلع أحداث 13 يناير 1986 والتي اختفى خلالها في ظروف غامضة.

كرس نفسه كمثقف سياسي ومنظر للتنظيم الحاكم في عدن "الحزب الاشتراكي" وعرف بأنه رجل الاتحاد السوفييتي كما كان يصفه خصومه داخل السلطة الحاكمة بجنوب اليمن بالرجل الكسول لاعتكافة الطويل في جبل معاشيق بفيلا (طوني بيس) وانكبابه على الشعر والأدب ومنادمة الكتاب والشعراء والمثقفين اليمنيين والعرب.. كان له اهتمام شعري وله ديوانان (الكتابة بالسيف) و(نجمة تقود البحر).

إعلان ميلاد الحزب

بعد أحداث 26 يونيو 1978 التي أطاحت بسالم ربيع علي سرَّع بالخطوات الخاصة بإعلان ميلاد الحزب الاشتراكي اليمني وظهر على السطح في أكتوبر من نفس العام بأنه مؤسس الحزب الاشتراكي اليمني، وجمع بين منصب الأمانة العامة للحزب ورئاسة الدولة حيث استمر في هذا الموقع المزدوج من 27 ديسمبر 1978 حتى 20 ابريل 1980.

تفجرت أزمة عاصفة مطلع أبريل 1980 بين عبد الفتاح إسماعيل ووزير الدفاع علي أحمد ناصر (عنتر) استمرت أسبوعين أفضت إلى أن يرضخ الأول لمطالب الثاني، فقدم استقالته بحجة مرضه وغادر البلاد إلى برلين أولا ومن ثم إلى موسكو.

العودة من المنفى

في 7 أكتوبر 1984 عاد عبد الفتاح إسماعيل ثانية إلى عدن بعد أن أدرك أن معادلة القوى داخل الحزب الحاكم باتت تهدد موقعه لصالح مجموعة علي ناصر محمد.

في 14 فبراير 1985 تولى عبد الفتاح إسماعيل منصب سكرتير اللجنة المركزية لشؤون الإدارة كأولى النتائج للضغوط التي مارسها التيار المناوئ لتوجهات علي ناصر محمد إضافة إلى تخلي الأخير عن منصب رئاسة الوزراء.

في الفترة من مارس 1985 وحتى أكتوبر 1985 برز اسم عبد الفتاح إسماعيل إلى السطح ثانية بوضوح أشد باعتباره أهم العناصر المرجحة للصراع المحتدم داخل الحزب الاشتراكي بين جناح علي ناصر وجناح علي عنتر، ولعب دوراً حاسماً في التهيئة لأحداث يناير 1986 الشهيرة.

في 16 أكتوبر 1985 انعقد المؤتمر الثالث للحزب ومن خلاله عاد عبد الفتاح إسماعيل إلى المواقع المتقدمة في هيئات الحزب حيث نجح في عضوية المكتب السياسي.

مجزرة يناير

في 13 يناير انفجرت الأحداث الدامية في عدن التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من المواطنين الابرياء وتضاربت الأنباء والمعلومات حول مصير عبد الفتاح إسماعيل، حيث أجمعت على نجاته من المجزرة التي وقعت في مبنى اللجنة المركزية وفراره مع عدد من رفاقه، ولكنها تتباين فيما جرى بعد فراره إذ أن علي سالم البيض يؤكد احتراقه في إحدى المدرعات، ويعتقد آخرون أنه اغتيل بعد اقتياده من منزل القيادي الاشتراكي (سعيد صالح) وعلى يد أحد أقرباء الأخير ويدعى (جوهر) وذلك في إطار الصراع على السلطة.

وفي 10 فبراير 1986 أعلنت سلطات الحزب الاشتراكي اليمني في روايتها الرسمية آنذاك غموض نهاية عبد الفتاح إسماعيل وأكدت أن المدرعة التي حملته مع علي سالم البيض تعرضت لنيران أحد المواقع التابعة للقوات البحرية، واستطاع البيض الخروج من المدرعة بينما ظل فيها عبد الفتاح إسماعيل وقد احترقت المدرعة ولم يعثر على أي أثر لجثته.

كرّم عبدالفتاح اسماعيل في عهد دولة الوحدة اليمنية ومنح عدة أوسمة بصفته أحد مناضلي الثورة اليمنية في جنوب الوطن، ورفعت صورته إلى جانب صور الملوك والرؤساء المتعاقبين على اليمن بشطريه في مدخل قصر الرئاسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اذا كان الكاتب معايشا للاحداث فماهو مصير الوسيط ال
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 8 / 1 - 14:08 )
تحيه للاخ الكاتب ورجاء اذا كانت كتابته للمقال جاءت نتيجة لمعايشته للاحداث
-وانا كنتحاضرا فقط في سنتي 78و79
فالرجاء كشف دور ومصير كاتم اسرار كل هذه الاحداث ورجل السوفيت في العلاقة مع الراحل عبد الفتاح -واقصد الدكتور خ عبد العزيز-الذي كان اصلا
السكرتير الشخصي للبرفسور غفوروف-مدير معهد الاستشراق وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي حينئذ-وكانت مكانة خ عبد العزيز كبيره
عند عبد الفتاح وابوابه مفتوحه له حتى انه ترك موسكو واقام في عدن بدء من 79-واعتقد بتكليف من السوفيت
ولكن ظهر ان الصراع كان في عدن وفي موسكو وقد يكون حشع طرفا في هذا الصراع حتى ان خ عبد العزيز ابعد الى اديس ابابا وكان البعض مصرا على تصفيته والغريب انه لم يستطع العوده من اديس ابابا الى موسكو-رغم ان زوجته
سوفيتيه وكان مقيما بموسكو قرابة 20سنه مما اضطره الى السفر الى المانيا الدمقراطية والسكن فيها وهذا لم يثر معارضة احد وطبعا ان تاءثيرات خ ع ع
على عبد الفتاح كانت واضحه سيما وعبد العزيز من شيوعيي قبل 14 تموز
ويحمل الدكتورا في الغلوم السياسيه من موسكو وكان صحفيا قديرا علما انه اختفى من برلين منذ اواسط الثمانينات


2 - ادعو دكتورنا الي الكتابة عن تلك الاحداث
محمدالنعماني ( 2012 / 8 / 12 - 00:56 )
ارجو منك ان تكتب عن السنوات التي كنت انت حاضر وعن كاتم اسرار كل هذه الاحداث ورجل السوفيت في العلاقة مع الراحل عبد الفتاح اما انا فقد نشرت اقوال نجل عبدالفتاح اسماعيل لاحد الصحف اليمنية فقط
يتحدث المقدم عمد عبدالفتاح عن روايات اختفاء والده عام 1986م قائلاً: -والدي وعلي سالم البيض خرجا من قاعة اللجنة المركزية سالمين معافين والوالد طلع بمدرعة (pmp) وخرجا متجهين صوب التواهي، ولكن وهما متجهان نحو الجسر في المربط هناك كانا مستهدفين من قبل جماعة الزمرة الذين كانوا متمركزين على جبل برط، وكان فيه قصف شديد وأصيبت المدرعة وقتل فيها مدفعي المدرعة وعاش قائد المدرعة وكذلك سائقها وهم الآن أحياء يرزقون-.

ويضيف نجل الشهيد فتاح قائلاً: -المدرعة بعد ذلك تفجرت وقالوا ان عبدالفتاح اسماعيل كان موجوداً بداخلها، لكن لم يجدوا جثته، أو ما يثبت ان عبدالفتاح استشهد ذلك اليوم.. ولكن الروايات تعددت وهناك من قال إن عبدالفتاح ممكن خرج وممكن موجود، ولكن إلى الآن ليس هناك أية دلائل مادية تثبت ان هذه الجثة أو تلك هي جثة عبدالفتاح اسماعيل

اخر الافلام

.. انتخابات بريطانيا.. سوناك يقر بالهزيمة أمام حزب العمال ويقول


.. زعيم حزب العمال ستارمر: الأمل يعود للبريطانيين الآن




.. مراسلة العربية كارينا كامل: حصول حزب العمال على 332 مقعدا حت


.. انتخابات بريطانيا.. سوناك يدعو الناخبين لعدم منح حزب العمال




.. جولة ثانية.من انتخابات فرنسا.. محاولات لقطع الطريق على اليمي