الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كونفرانس الاكاديميين الايزيدين وهوية المهجر

ابراهيم سمو

2012 / 8 / 4
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


كونفرانس الاكاديميين الايزيدين

و

هوية المهجر

اذا كنا سلمنا ،قبلا من الآن، ان الهوية الايزيدية الكامنة،كانت تمتلك آليات دفاع تحصنها وتحوز فيما مضى من زمن ،على مناعة ذاتية، دأبت ـ هي المناعة ـ تمكنها عبر كل ذلك التاريخ، من ان تواظب على نفسها ،وان تستنفر رأسها، حال استشعار الخطر، بالنكوص مثل رأس السلحفاة الى جوفها ، فهل لها ان تفعل الفعل عينه، ازاء العولمة، في هذا الزمن الحاضر ؟

اذا جاء الجواب بالايجاب ! فلنسلـّم هذه المرّة ايضا كالسابقة ،وليكن تسليمُنا ـ لكن ـ ذا حذر، ولنراوغ ؛بمعنى لنستدرج المتفوه، بجواب الايجاب : ان ذلك كان !!.... وهو أمر قد يكون ـ دون ان ننسى ان "قد" حكمها التخفيف ـ ممكنا في الأوطان ؛لوجود اكناف: مفردها كنف. وبيئات محافظة ،كانت هيأت ـ ولعلها لاتزال ـ تهييء لهاـ الها تعود على الايزيدية ـ العزلة ،وتيسّرشروط هذه العزلة ، ولكن... هل لمن يعيش في المهاجر ان يمتلك ـ لدى النية في التحسّب من امر ما ـ جوف السلحفاة الآمن ذيّـــاك ...ومتانة قشرتها المُحجَّرة هاتيـك ؟

بل هل للرأس، الذي طفق يفقد كثيرا ،من خصوصيات هويته الموصوفة ـ فيما تقدم ـ بالكامنة، وشرع يُعبـَّأ بذهنيات ،وأفكار ،واخلاق، وملامح ـ وطباع ،وسجايا مَن يُقاطِن، من أصحاب المكان ،غير المحافظين من جهة، والمتعددين( المتنوعين )،غير المشابهين اياه كليا ،من جهة أخرى ،ان ينعزل ... هل ستتوفر نية التحسّب اصلا، ام انه سيتمرآى الى نفسه، بعقلية الارض التي تحتضنه هذه، ويخوض ما تبقـّى ؛ان كان تبقـّى في أعماقه ،من خصوصية ايزيدية ،بتلك العقلية الوافدة ،التي تتغاير في اتساعها ومداها فيه ، بحسب قابليته ؛هو صاحبها الجديد، في الانغماس فيها وفي لغتها، حتى تتبدى لنا ،ولكل شاخص ،صور مختلفة ؛باختلاف درجة الانغماس تلك، نمطتها ـ الها تعود على الصورـ ونجّرتها لغة الارض الحاضنة، لتُظهـِرهوية خائضها ـ اي خائض اللغة وعقلية اللغة ـ بهيئة مخالفة ،اواقلها مختلفة ل/ عن هيئة هوية ،وعقلية قرينه الايزيدي في الاوطان، وتتأرجح هذه الهيئة، ذات التعدد ،وفق مناعة ماخر عبابها: بين منصهر ومندمج وممتنع. ولعل فكرة الكونفرانس ـ ان صدق تخميني ـ انبثقت ـ اصلا ـ بغية اصدار اشارة تنبيه ،زاعقة بهذا ،الى كل من ابتلى بالانبتار ـ كصيغة مطاوعة تدل على الاستجابة للتأثرـ عن مَواطن جذوره من الايزيدين ،والى القائمين على شؤون هؤلاء المُنبترين ، وما يعزز ذلك التخمين عندي،هو ان المَحاور،التي كانت باللغة الالمانية ،جاءت تسهب الحديث، في هذا المنحى وتستشهد، بصور حية من واقع ايزيدي، مُوزَّع بين مؤلم ،وأقل ايلاما، لتعبرمن ذلك ،الى كنه وحقيقة المعاناة ،وتفصح ـ من هناك ـ عن مكنونات تلك المعاناة ،وتعزوها الى اسبابها، وتقف على تداعياتها، التي باتت تتفاقم، وتغرق ،بل يمكن ان يُغرِق الزمن، في مفاقمتها وتثويرانعكاساتها ،غير الحميدة على الهوية والخصوصية ،عبرحيثيات تسيرمعها تلك الانعكاسات، الى خلق تشويه يسهم، بفعل هذي الانعكاسات نفسها، في إحداث أزمة انتماء وعائدية، لدى حاملها ،حيال هويته الأساسية ،الهارعة ـ كما هو غير خاف ـ شيئا فشيئا الى التآكل والانحسار، لحساب هوية وافدة، جديدة لم يكن في الحسبان، طغيانُها واشتدادُها بهذه المساحة ،التي هي في الواقع عليه ...والى الإخبار ـ حيث لا تزال تسيرالحيثيات والانعكاسات ـ ان الايزيدية برمتها ،اضحت مهددة الوجود في مغترباتها ، ما لم تُقدِم ؛هي وهيئاتها الدينية ،وتشكيلات عُقّالها ،عبر خطوات اسعافية ،ذات عجالة على انقاذ كينونتها ،التي وقعت قاب قوسين أو أدنى، من الاحتضار وبعبارة أرق، من التحول الى شكل جديد، يصعب معه ـ ان تم ـ التحكمُ فيه ،ان لم أقل يستحيل .

والإشارة الأخرى، التي تمكنتُ من الامساك بها، كانت ان الكونفرانس والقائمين عليه، تموضعوا يحثون الدول الحاضنة؛ بخاصة ألمانية ،على تبني برامج واضحة ،جادة ،فاعلة في تعاملها مع المهاجرين اليها ،لاسيما من الجيلين الاول والثاني ، من ذوي الاصول الايزيدية، تبدأ هذه البرامج المأمولة، بتسهيلات شبه مقوننة ،في النصوص والقواعد والتعليمات الادارية، ومتعلقات هذه التعليمات ؛من وجوه اجرائية وتنفيذية، خاصة بقوانين الإقامة وبتأمين فرص العمل، حسب كفاءات حامليها ،ومؤهلاتهم المُكتسَبة هنا في المُغترَب ،أوهناك في الأوطان، بلاتمييز أو تمايز او تفرقة أو فروقات،الى مرور هذه التسهيلات المأمولة ـ حيث استنبطتُ ـ بسياسات لين يُرجى اعتمادُها من الدولة الالمانية ،بغية ترغيب الايزيدي ، في الاندماج؛ كالتمكين من اللغة ، وتفعيل سُبل التقارب الانساني ،عمليا بين المجتمع الالماني، وبين هذا الايزيدي المقصود بالاندماج، الى آخِر ما هنالك ،من تسهيلات ومرونة ،وصولا الى الاعتراف بالايزيدية كوجود وهوية، حتى لا تتلاشى بالتذويب ،واعتقد ـ بناءعلى ما ورد في البيان الختامي للكونفرانس المقروء بالألمانية ـ ان ورقة، يُزمَع تقديمها في هذا المنحى، الى السلطات الألمانية، يبتغي اصحاب الكونفرانس من خلالها، الاستحصال على اعتراف رسمي(قانوني )، من تلك السلطات بالوجود الايزيدي، ودعوتها ـ على ضوء طلب الاعتراف ـ الى فهم العوامل الحقيقية، التي تتحكم في عملية ادماج المراد ادماجهم، وتعزيزهذه العملية ؛بنحو يُحرِّض على التكييف ،ويزيل العوائق ، والموانع والعقبات ،التي قد تعترض ،حتى يكون الايزيدي عندهم ولهم، قوة حقيقية ،مشاركة؛ذات جدوى في مشاركتها، لبناء حاضر متوازن، يتدفق الى مستقبل دافئ ،يهم ويحوي الجميع .



تلك اشارات ،استطاعت صنارة ذهني تلقفها ، فان كان احرز سواي، ما هو اجدر بالأخذ، فالعتب آنئذ، على جودة مداركي والتذكر، لا بل على جودتي كلا وبعضا ؛ككائن من سماع ،سليل كائنات من شفاه / شفاهية .





القراءات في الكونفرانس لمّا تنتهِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا