الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عائشة ج1

محمد الحداد

2012 / 8 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


منذ زمن طويل وأنا أفكر بالكتابة حول رجالات ونساء عصر الإسلام الأول، عصر النبوة، عصر الصحابة، ليس لقلة ما كتب حوله، لا أبداً، ولكن لتحيز أكثر الكتاب، فأما أن يكون مادحاً لتلك الشخصية أو هذه حباً فيها وتقديساً لها، وأما أن يكون ذاماً لها ومشهراً بها لأسباب كره تلك الشخصية من قبل الكاتب.
فمثلاً السنة بالعموم وعلى اختلاف مذاهبهم يحبون عائشة زوجة النبي، ويعطونها مكانة عالية جداً لم تصل اليها أي من زوجات النبي الأخر، بينما الشيعة بالعموم يكرهونها لأسباب عدة، أولها حربها يوم الجمل ضد علي، حتى وصل بالبعض بتكفيرها وإدخالها جهنم.
وبالنسبة لي سأحاول أن أكون حيادياً قدر الإمكان، لا أقوم بتمجيدها كما يفعل السنة، ولا بسبها كما يفعل بعض الشيعة، بل سأحاول أن أنقل لكم النصوص التاريخية أو ما كتب عنها قديماً وحديثاً كما هي، دون أي تدخل مني، وبعدها سيكون هناك نقاش حول ما قيل ويقال بتلك الكتب، وطبعاً سنجد ما يعزز مكانة عائشة، وكذا ما يطعن بمكانتها وقدسيتها، ويظهرها أنها امرأة كأي من النساء، تحب وتغار، تخطأ وتصيب.
لا أبغي من هذه السلسلة البحثية تشويه صورة عائشة، أو تلميعها، قدر هي نقل وتصور ونظرة من شخص يعيش في القرن الحادي والعشرين لامرأة عاشت في القرن السابع الميلادي، الأول الهجري، مع ملاحظة كم التناقضات الثقافية والفكرية والمعرفية بين العصرين.
فهي عاشت في عصر البداوة الفكرية والمعرفية بالكامل، ونحن نعيش عصر التكنلوجيا والفضاء والذرة، هي عاشت عصر الجواري والعبيد والأسارى وقطع الرقاب، ونحن نعيش عصر حقوق الإنسان والحيوان، فوجب وضع هذه الفروق بالحسبان، حتى نعطي الأحداث وشخصياتها حقها في القرار الذي وجدته صحيحاً بزمانه، ونجده قمة في التخلف في زماننا.
وهذا يبرز لنا بشرية الأفعال لكل الشخصيات المقدسة، حيث لو كانت هذه الأفعال نابعة عن الإله، ومنزلة لتلك الشخصيات، فأكيد أن هذا الإله يعلم بما سيحصل مستقبلاً من تقدم، على كافة الصعد، وأهمها الفكرية والمجتمعية، وبذا كان من الضروري أن يعلم شخصياته التي يريد لها القداسة، أن تكون من الحكمة في الفعل والتصرف بحيث لا تتعرض للنقد مستقبلاً.
مشكلة عصرنا أن هذه الشخصيات التي تعتبر مقدسة عند كثير من المسلمين على غالبية مذاهبهم، ومن لم يكن مقدساً عند مذهب معين، لا يعني بالضرورة كذلك عند مذهب آخر، كما هو حال عائشة مثلاً، او معاوية، لا يسمح بنقدها أو تمحيص فعلها، كما أنها أصبحت قدوة في الفعل لدى كثرة من الناس، ولو كان الأمر لا يتعدى ذاك لكان خيراً، ولكن نشأت معارك، وقتل وذبح وسجن أناس كثر بسبب كلمة ضد هذه الشخصية أو تلك، خاصة من قبل السنة ضد الشيعة، لأن أكثرية السنة تعتبر رجال ونساء العصر الأول، أو بما يسمون صحابة، لا يخطئون، وكل فعل قاموا به محمود، وغير مكروه أو منبوذ، وهذا معناه أن تلك الشخصيات ما زال لها أثر وتأثير في حياتنا اليومية، حيث ما زال الخلاف على أشده بين السنة والشيعة، من محب لشخصية بذاتها، لكاره لنفس الشخصية.
لذا فأني سأحاول القاء الضوء على أكثر الجوانب السلبية للشخصية، مع ذكر بعض وليس كل الإيجابيات، وذلك للتركيز على أن لا قداسة لأي بشر، ما دام يخطأ ويصيب.
و أخيراً وبما أني ليبرالي التفكير، فأني لن أضيف أي قداسة كما قلت على أي شخصية تاريخية كانت، ولن ألحق أمام أسماء تلك الشخصيات أي ملحقات، من مثل رضي الله عنه، او عليه السلام، او صلى الله عليه وسلم.
وهذا ليس انتقاصاً من تلك الشخصيات، أو عدم احترام لها، او عدم احترام للمسلمين الذين يقدسونها، ولكن كي لا أثير زوبعة بأني مع تلك الشخصية أو ضدها، هذا أولاً، وثانياً لأني لا أؤمن بالقداسة التي يؤمن بها أغلب المسلمين، حيث عندي أن البشر سواسية، ومن قام بعمل خير يحسب أن يلقى جزاءه عند ربه، فلا ينتظر مني تقديساً لعمله في كل مرة أذكر بها اسمه.
لذا ستكون جميع الأسماء المذكورة دون أي لواحق تقديسية تلحقها، حتى لو كان نبياً أو ملكاً.
وطبعاً سيكون هناك عروج في يوم ما على موضوعة القداسة تلك، وكيف أن الإسلام أسس للطبقية المجتمعية وعززها بدل أن يمحها.
قبل أن نتحدث عن شخصيتنا وجب التأكيد على فقرة مهمة، وهي أن ما نذكره أو نكتبه لا يعتبر هو الحقيقة كاملة، ولكن هو ما عرفناه عن تلك الشخصية مما كتب عنها، سابقاً وحديثاً، وهو بالضرورة لا يعني بالضبط ما حدث بتلك الأيام الخوالي، ولكن ما نقل لنا عن تلك الأيام والشخصيات، وبذا يصعب التفريق أن الناقل قد أدخل شيئاً من عنده، بالإضافة أو النقصان، كي يصل بنا لنتيجة هو باغيها، لذا فأني لا أستطيع الجزم تماماً أن هذا ما حدث بالضبط، ولكنه الأقرب لما حدث حسب معرفتنا الحالية، أي أن للموضوع نسبية، خاضعة للمكان والزمان، وشخصية الكاتب التاريخي.
نعود لموضوع مقالتنا هذا اليوم لنتحدث عن شخصية محورية مهمة جداً، وهي عائشة، هذه المرأة القوية التي شغلت قلب النبي بجمالها ودلعها، والتي شغلت عصر النبوة بمقالبها، والتي شغلت عصر الخلفاء بتحريضها وحروبها، فمن هي عائشة ؟!!
هي عائشة بنت أبي بكر، أول خليفة بعد النبي محمد، وأسمه الكامل، عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر زوجة أبي بكر، حيث ان أمها كانت متزوجة من رجل آخر قبل أبي بكر، وهو عبدالله بن حارث الأزدي، صاحب أبي بكر قبل الإسلام، وبعد أن توفي عبدالله بن حارث، تزوجها أبو بكر، وولدت له اثنان فقط، عبد الرحمن، ثم عائشة.
ولدت عائشة في السنة الرابعة بعد البعثة النبوية في مكة، أي ولدت وعمر محمد 44 سنة، أي أن فرق العمر بينهما هو 44 سنة، وهذا مهم جداً لنعرف مدى تأثير هذا الفرق بالعمر على العلاقة بين الشخصيتين، محمد وعائشة.
وتزوجها النبي في مكة وعمرها 6 سنوات في السنة العاشرة للبعثة النبوية، أي قبل 3 سنوات من الهجرة.
ودخل بها في المدينة بعد الهجرة بفترة قليلة، أي في السنة الأولى الهجرية، وعمرها 9 سنوات، وهي ثالث زوجة يدخل بها النبي، بعد خديجة كزوجة أولى وحيدة، ثم بعد وفاتها خطب سؤدة بنت زمعة وعائشة في نفس الوقت تقريباً، ولكنه دخل على سؤدة مباشرة، وتأخر دخوله على عائشة 3 سنوات.
توفي النبي في سنة 11 هجرية، أي أنها عاشت معه 10 سنوات، وكان عمرها بين 18 و19 سنة حين وفاته، أي أنها أصبحت أرملة وهي في عز شبابها وأنوثتها، وهذا مهم جداً لنعرف مدى هذا التأثير النفسي على فتاة شابة ترملت، ونتائج هذا التأثير بالتصرفات والأفعال القادمة في حياتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مصائب المسلمين
تحسين خليل ( 2012 / 8 / 5 - 14:22 )
آخر جملة في مقالك سيدي يلقي الضوء على كل ما اتى وما سيأتي على المسلمين من مصائب . قالها احدهم : تجملتي تبغلتي ولو عشتي تفيلتي ... ركبتي الجمل (معركة الجمل) وركبتي البغل(يوم دفن الحسن) ولو عشتي لركبتي الفيل ... لمشكلة اخرى . احترامي


2 - تبرئة عائشة
بلبل عبد النهد ( 2012 / 8 / 5 - 22:32 )

رجعت عائشة زوجة محمد من غزوة بنى المصطلق راكبة بعير يسوقه الصحابى -صفوان بن المعطل -فاتهم الناس عائشة وصفوان بالزنا
قال محمد لعائشة ان كنت بريئة فسيبرئك الله وان كنت الممت بذنب فاستغفرى الله وتوبى اليه -فانكرت عائشة التهمة
شاور محمد اصحابه فى طلاقها فاشار على عليه بالطلاق واشار الاخرون بالامساك
لقد صدق محمد اكاذيب واشاعات المنافقين على زوجته التى يحبها
ولقد ظل محمد لمدة شهرا كاملا واكثر لا يعرف ان كانت زوجته بريئة ام لا وترك الله نبيه ليتعذب بالشك والحيرة زيادة عن شهر كامل حتى كاد محمد ان يطلق زوجته
ولما طال الموقف صار محمد فى موقف محرج لانه نبى ومن المفروض ان يوحى الله الى نبيه بالحقيقة
ولما مر اكثر من شهر ومحمد ما زال فى شك وحيرة و لا يعلم الحقيقة دخل محمد على عائشة وكلمها وتاكد من براءتها فقال ايات تؤكد انها بريئة
وهنا يستخدم محمد ايات القران فى حل مشاكله الشخصية
وكان محمد يخاف ان يقول ايات البراءة من البداية وتكون التهمة حقيقية فينكشف امره ويعرف الناس انه ليس نبيا


3 - اطول ثلاثين يوما في حياة الرسول
سلام صادق ( 2012 / 8 / 6 - 08:57 )
عزيزي بلبل عبد النهد( ولما مر اكثر من شهر ومحمد ما زال فى شك وحيرة و لا يعلم الحقيقة دخل محمد على عائشة وكلمها وتاكد من براءتها فقال ايات تؤكد انها بريئة )..ان محمد كان متاكدا ان عائشة عملت الفاحشه مع صفوان ولكن خوفه الاكبر كان من ان تكون عائشة حامل فينفضح امره امام الناس لان من خلال كتب السيرة والقران يتضح انه كان عاقرا(ناقص الرجوله) والجميع في مجتمعه يكاد يعلم هذه الحقيقه..وعلية انتظر اكثر من شهر حتى جاءت الدوره الشهرية للمدام عيوشه وخلوها من الحمل فتنفس الصعداء واعتكف على تاليف ايات لبراءة عيوشة...تحياتي لك وللسيد الكاتب محمد الحداد

اخر الافلام

.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا


.. البابا تواضروس الثاني يستقبل المهنئين بعيد القيامة في الكاتد




.. الطوائف المسيحية الشرقية تحتفل بأحد القيامة


.. احتفال نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل من الإخوة المسيحيين بقدا




.. صلوات ودعوات .. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسي