الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اما التقوى او الدهاء علي يستشهد ساجدا فجر رمضان

عمار طلال

2012 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اما التقوى او الدهاء
علي يستشهد ساجدا فجر رمضان
عمار طلال
(فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد، وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)
شهادة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام، مركبة، لأنه قتل اثناء الصلاة، في شهر رمضان، امتداداً لشخصيته المركبة.. غير البسيطة، فهو الطفل الذي آمن بالله ورسوله ولم يبلغ الحلم بعد، وقتل اعظم فرسان عصره.. عمرو بن ود العامري، جامعا الفروسية والفقه وعلوم الاولين والآخرين، ومرونة العقل الاجتراحي.
تصادف الجمعة المقبلة 10 آب 2012 الحادي والعشرين من رمضان، ذكرى استشهاد الامام علي (ع) في العام 40 للهجرة، اثناء امامته للمسلمين في صلاة الفجر، تحت سقف مسجد الكوفة، على يد عبد الرحمن بن ملجم.
نجحت المؤامرة مع علي (ع) لانه مكشوف المقاتل ثقة بذاته المؤمنة، في حين لاحت معاوية جزئيا وفلت منها عمرو بن العاص لانه جبان يستعيذ بسوءته من المواجهة.
استشهاد الامام (ع) اكد انه ليس سياسيا، لانه إمام امة وفقيه، تقيده التقوى عن استيفاء الشروط الواجب توفرها في رجل السياسة، اكد ذلك بحكمته الشهيرة:
(لولا التقوى لكنت ادهى العرب).
وكان مطلع انهيارات خلافته هي الخطوة الاولى التي اتخذها، بعزل معاوية الراسخ الثبات في بلاد الشام، ما جعلها بلادا منيعة بدل ان تعود اليه.
وتوالت الانكسارات التي اسفرت عن حربين محرجتين (الجمل) و(صفين) حربان محرجتان لان الاولى ضد زوجة رسول الله عائشة، هزمت فيها، فبعثها علي معززة مكرمة الى معاوية، والثانية اعطت معاوية شرعية الوجود باعتباره ندا، على عرش دولة نظيرة للخلافة، وليس واليا عاصيا طمعا بالحكم.. حرب صفين حولت خلافة معاوية الى كيان متكامل الاركان، بعد ان كان مجرد والٍ يتمنى رضى الخليفة علي عنه فيبقيه على كرسي الولاية الذي تحول بعد حرب صفين الى عرش خلافة!
لو كان الرجل سياسيا ما تورط بهذه الهنات الاجرائية التي اضعفته وقوت اعداءه؛ لانهم ساسة دهاة وهو فقيه.. حكيم.. ورع من (أهل الله).
البناء الاعجازي لشخصية علي كفكر نظري محض وديني تطبيقي، ليس فيه فسحة لتكتيك سياسي من النوع الذي يمكنه مواجهة التحديات البديهية ازاء نظام الدولة المطلقة.. اية دولة لا على التعيين.
اتفق اصحاب الرأي على التخلص من اقطاب المشكلة الثلاثة.. علي ومعاوية وعمرو بن العاص، وتكفل المتفقون بنصب شراك الخطة للأقطاب الثلاثة، فنجح ابن ملجم بقتل عليٍ شهيداً وتعرض معاوية لمحاولة اغتيال ادت الى انقطاع نسله، وفلت ابن العاص لانه جبان حذر يخاف بذات جنون صدام حسين في الخوف على نفسه، والذي عشناه!
وابن العاص معروف بجبنه الى حد قرقوزي، اذ واجه عليا بسوأته عند ما وجد نفسه بمواجهة سيف علي، الذي اغمض عينيه، مائلا بوجهه حياءً واخلى سبيله؛ بغية تركه يعاني عار الواقعة ما عاش بعد ذلك، لكنه عاش من دون ان يطرف له جفن حياء عند ذكر الواقعة، التي ظل يتندر بها معاوية عليه الى ان فرقهما الزمان.
اذ وقف علي (ع) وسطا بين جيشه وجيش معاوية يوم (صفين) مناديا:
- فلنحقن دماء المسلمين، ونتنازل.. رجلا لرجل، بالسيف.
فقال عمرو لمعاوية:
- انصفك الرجل.
اجاب معاوية:
- طمعت بها.
على اعتبار ان اية مبارزة لعلي تنتهي بغريمه للموت، حتى تطامن العرب على ان الهزيمة امام الامام علي ليست عارا.
هذا ما افاد منه عمرو بن العاص الذي استجار بعورته! فكيف يصمد فارس بمثل تقوى علي امام هؤلاء!؟ وهو القائل:
(ما جادلت عالما الا وغلبته وما جادلت جاهلا الا وغلبني) فهو ما بارز شجاعا الا وغلبه مترفعا عن مبارزة الجبناء الذين يستغلون هذا الترفع في تمرير مقاصدهم الدنيئة، حتى احتار في كيفية الزام جيشه بالاستجابة اليه.
اية سيما خسف تلك التي كابدها الامام علي ازاء العراقيين، الذين اضطروه لنقل مقر الخلافة من المدينة المنورة الى الكوفة كي يكون قريبا منهم يلجمهم شظى سيفه كلما نبا جحفل معارضين، فاتعبوه على القرب ولم يستجيبوا له في وأد الفتنة الاموية النامية بين مدن بلاد الشام حتى اودت به فأخذها معاوية واعلن دولته تطبيقا لمقولة والده ابي سفيان على قبر حمزة عم النبي:
- يا حمزة، ان الامر الذي تنازعنا فيه، آل الينا.
اذن هي الجاهلية انبثقت تجدد نفسها في الحكم الاموي بتنصيب معاوية خليفة، بعد استشهاد علي (ع).
الحكم العربي الاسلامي، دام منذ ما بعد حكم الرسول محمد (ص) الى ان سقطت الخلافة العباسية، تحت هاجس الفتنة، تربص متوتر لا انبساط فيه، ما ان يغفل الخليفة عينا، حتى تسمل الاخرى، ولم يبرأ كرسي الخلافة من توتره الا بمقدار ما يجور الخليفة على المسلمين.
لذا طوت الحروب والازمات الداخلية، عهد الامام علي في الخلافة الراشدية، وانطوى الرشد بحلول الدولة الاموية على دفة الخلافة التي احالتها الى رفاه كسروي، بعد ان كان عمر بن الخطاب (رض) يتبسط تحت خيمة لا تقيه الحر ولا البرد، لكنها وقته نار جهنم، تبسطا في السلوك، وشدة في العدل.
الجمعة 21 رمضان يستعيد مسجد الكوفة لحظة فاضت روح الامام علي الى بارئها حيث تنتظره جنة الخلد التحاقا بالانبياء والاولياء.. شهيد ايمانه بالله ورسوله والاسلام دينا لدولة العدل وسط عالم من الاستقواء على الضعفاء بالحيلة والخديعة والتدليس وطمس الحقائق اظهارا للباطل.
فلنعِ الدرس العلوي في الخلافة ونتحاشاه، او نتحاشى الخلافة ان كنا اتقياء بدرجة تحجبنا عن الدهاء اللازم للسياسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التأريخ العربي الاسلامي المزور والمتناقض
حنون ( 2012 / 8 / 6 - 07:06 )
عندما يكتب كاتبا مقالا عليه ان يستند على تأريخ صحيح وغير مزور.. ان التأريخ العربي والآسلامي تأريخ ملئ بالتناقضات والاكاذيب فكيف يمكن الاستناد اليه.. ايها الكاتب انك تتداول التأريخ مثل غيرك وكأنه حقيقة لهذا فقدت مقالتك المصداقية.
حنون


2 - الاناء ينضح بما فيه
الموسوي ( 2012 / 8 / 6 - 08:22 )
الاخ حنون السلام عليكم هل انت تعرف التاريخ ؟ لاتتكلم عن شئ لاتعرفه والمقال الذي يكتب يكون رأي الكتاب فلا تكون وصي عليك ان تحاسب نفسك اولأ


3 - الى الموسوي
حنون ( 2012 / 8 / 7 - 03:41 )
اولا: من انت حتى تتهمني بالجهل.. ثم اني اعرف التأريخ الاسلامي فقد درسته.. . من انت حتى تفتي وتضع نفسك مكان القاضي والوصي على الاخرين. انت موسوي يعني انت من الساده الشيعة وانتم تعودتم ان يقبل اياديكم الناس الجهلة ولكن الان انكشفت اللعبة.. وما تريد ان تدافع عنه سوف يزول لانه باطل.. اريد ان اسألك بضميرك الانساني ايها السيد كيف ترتضي لنفسك مال الخمس تأخذه من الناس الفقراء وانتلم تعمل من اجله.. فاي نظام انساني او الهي ذلك الذي يبيح لك اكل مال الفقراء.
ان كنت مثقفا فاجبني بأدب ..من المعروف ان المسلمين لا يعرفون ان يردوا بادب مع الاسف..
حنون


4 - اوافقك الرأي ولا يجوز التعميم
سمير آل طوق البحراني ( 2012 / 8 / 7 - 07:58 )
الاخ حنون السلام عليكم. انا مسلم شيعي من البحرين وانا اوافقك الراي في مسالة الخمس لان الخمس حسب القرأن هو في غنائم الحرب فقط او اي شيء يطلق عليه غنيمة ولا شك ان هناك فرق بين الغنيمة والكسب وما يؤخذ من اموال الشيعة ياسم الخمس لا دليل عليه الا بعض الروايات والروايات لا تنقض القرآن. وبهذه المناسبة احيي السيد ابو القضل ابن الرضا البرقعي القمي الذي أفتى بحرمة أخذ الخمس من غير الغنائم الحربية بعد ان كان مؤمنا به وارجاعها الى اصحايها كما واحيي السيد علي قلمداران على بحثه الشيق في خصوص الخمس والذي هو ايضا نفى وجوب الخمس في المكاسب.اما قولك ان المسلمون لا يردون بادب فهذا تجن على الحقيقة ولا يجوز التعميم.اما للاخ عمار فاقول ان الامام علي (ع) غني عن التعريف ولكن لا يجوز الغلو فقولك بانه جامعا الفروسية والفقه وعلوم الاولين والآخرين، ومرونة العقل الاجتراحي فهذا صحيح الا من علوم الاولين والآخرين. فاذا كان المقصود من علوم الاولين والآخرين علوم الدين فهذا لا شك فيه اما اذا كان العلم المقصود هو العلم التجريبي كـ الفيزياء او الكيمباء او الهايدوليك فاين الدليل؟؟.وهل يعقل ان الامام يبخل على الامة بعلومه؟


5 - الاخ سمير
حنون ( 2012 / 8 / 8 - 07:03 )
شكرا على ردك المهذب.. ولكن معلومتك عن الخمس لا تغني شيئا من الحقيقة.. الخمس هو الفريضة السادسة في الاسلام وهي اعطاء خمسا من الغنائم الى النبي وال بيته.. وفي القران الاية واضحة ليس بها اي لبس.. اما ابو الفضل القمي وتحريمه للخمس فلا يوافق ما انزل بالقران لهذا فلا يؤخذ به. لهذا فالخمس من وجهة نظر القران مالا يعطى لال البيت .. فهل هذا حق ام لا.. فان كنت تعتبره حقا لانه ورد بالقران فانا اعارض القران وما انزل به.. وان كنت لا تعترف بالخمس وتعتبرها باطلا فانت تعارض القران وتكفر به..
التبرير المنطقي الوحيد لعدم امتثال اهل السنه لتطبيق الخمس هو عدم اعترافهم بان فاطمة الزهراء بنت النبي من صلبه..لآن النبي محمد كان يطلق عليه اسم الابتر في الفترة المكية...
لماذا نلتمس
العذر للقران وهو كتاب يعتبر منزل من الله

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية