الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التديّن اللامشروع .

الاعرج بوجمعة

2012 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حقيقة الدين حقيقة ثابتة يقينية لا جدال فيها، لكن الخلاف و ليس الاختلاف في طريقة التعاطي مع هذا الدين، قلت الخلاف و ليس الاختلاف؛ لأن هذا الأخير يعد أعلى مراتب الديمقراطية، والاعتراف بالأخر سواء كان عربيا أو أمازيغيا أو هندوسيا أو أروبيا.. يجب حسن التعامل معه، على اعتبار لا فرق بين عربي على أمازيغي.. إلا بالتقوى وهي عماد الدين؟ لكن التدين كظاهرة قابلة للدراسة قائمة على الخلاف، حيث نجد ما لا نهاية من الفرق الإسلامية كل واحدة ترشح نفسها هي التي اصطفاها الرسول(ص)، يعني بدئنا نشاهد التدين أو تأويل الدين ولم نشاهد هذا الأخير بمعنى السؤال المطروح من أين تستمد هذه الفرق الاسلامية هذا التدين اللامشروع، وعنونت هذا المقال بذلك العنوان نتيجة لمعاينة فرقة جديدة ظهرت على السطح، تطلق على نفسها بفرقة اللامنتمون؛ لأن الكل يعلم الفرق الاسلامية والخلاف الذي دار بينهم (الأشاعرة ـ المعتزلة ـ الخوارج ـ إخوان الصفا..). فرقة اللامنتمون لا تدين بدين الفرق الأخرى بل تذهب الى درجة التكفير؛ يعني كفرت جميع الفرق واعتبرت نفسها هي المرشحة من 73 فرقة بجنة عرضها السموات و الأرض. من بين المرتكزات التي تقوم عليها هذه الفرقة هو الرجوع الى عهد الرسول، من خلال تأويل مجموعة من الأحاديث على طيب هواها؟ مما أثار انتباهي هو حرفيتها للنصوص مع الاستغناء على التطور وما وصل إليه العلم. لنأخذ مثال عن طقوسهم حتى لا يعاتبني القارئ ويتهمني بالهرطقة، في رمضان لديهم ممارسات وطقوس خاصة، لا يفطرون مع الجماعة بل يفطرون دائما بنصف ساعة أو أكثر، والقطع عندهم في الفجر بساعة من التأخر؟ الغريب هو أنهم يقومون بهذا أمام الملأ و ليس في بيوتهم، إلى درجة بقية الفرق الأخرى اتهمتهم بالتشيع وإفلاس العقيدة، لكنهم لا يبالون على اعتبار هم الأصح، من خلال توهمهم على أنهم يحققون ما ترك السلف الصالح، كما يتهمون هم أنفسهم الفرق الأخرى بتسييس الدين؛ في أول رمضان يصمون لرؤية الهلال ويفطرون لرؤيته، مصداقا لقوله "صموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته". ثم قوله "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود من الليل.."
ختاما، يمكن القول على أن ظاهرة التدين استفحلت خصوصا في فئة الشباب، والأسباب كثيرة ومتعددة، من بينها قلة فرص الشغل، الاندفاعية المتمثلة في حماية الدين وصيانته، الجهل المقدس المتمثل في عدم فهم النصوص واستقرائها قراءة متأنية تظهر حقيقة النص وسنده، الغياب المطلق للعقل وترجيح النقل... كل هذه الأسباب وغيرها ساهمت في انتشار ظاهرة التدين اللامشورع، لهذا أصبحنا أمام صراع الـتأويلات وقتل النص الأصلي المتمثل في الكتاب و السنة؛ على اعتبار النص يوحد ويجمع شمل من اصطلحوا على انفسهم المسلمين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الانسان الحق
بلبل عبد النهد ( 2012 / 8 / 6 - 09:41 )
لا فرق بين انسان وانسان الا بالتعامل وفعل الخير وبالانسانية ونكران الذات في خدمة الاخرين بعيدا كل البعد عن قيود الدين وطقوسه التي تجعل الانسان لا يفعل خيرا الا طلبا للجزاء ولا يفعل شرا الا خوفا من العقاب


2 - الاسلام ونماذجة .........
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 6 - 18:07 )
عزيزي الاسلام بات ليس بالاسلام الذي تعودة علية الاباء والاجداد بل كثر الاسلام بكثرة المجازية .الاسلام بات على اشكال وكل شكل لة مميزاتة وعنوانة وبتالي اصبح الاسلام ايديولوجيا الفرق التى تتدعي هي الاسلام وهي المصدر الريئيسي لهذا الدين الحنيف ,منهم من سهل تطبيق الاسلام واركانة لمسلمين ومنهم من عقدة الدين ولايريدة ان يواكب العلم والتطور الذي يحصل اليوم في العالم .عزيزي الاسلام وبات جليا بانة على انواع فمثلا اسلام الشعية غير اسلام السنة الاسلام في افغانستان غير الاسلام النقشنبدي والاسلام في ايران غير الاسلام في السعودية والاسلام مقتدى الصدر غير اسلام الصوفين والاسلام عندة الاخوان المسلمين غير الاسلام عندة الدروايش وحركة طالبان لكل منهم راى ةلايقتبل الراى الاخر هنا تكمن المشكلة ,استاذي العزيز الاسلام نهج سماوي وحى اللة بة الى الرسول عليةالصلاة والسلام وهناك فرق بين الاسلام كنهج والمسلمين كااناس يدعون الالتزام بة .والجدير بذكر بان للمسليمن سايكوولوجية الكل حسب نفسية فشخص العصبي يتبع الاسلام المتطرف والجهادي والشخص الهادي يتبع غيرة من الاسلام واخيرا الاسلام هوة اسلام والمسليمن هم اتباع لاغير


3 - الرد على التعليق
الاعرج بوجمعة ( 2012 / 8 / 7 - 18:21 )
مشكور عزيزي هوزان علىى التعليق ، نعتقد على أنه يصب في صلب الموضوع في إطار ما أصبح يصطلح عليه بالاسلامات المتعددة، يعني أننا أمام اسلام الشيعي و السني و الأمازيغي و الفقير و الحنبلي أي تعدد الاسلام بتعددالفرق الاسلامية وهنا كما قلت وأكدت دائما خوف على النص الأصلي إن لم نقل قتل له.على سبيل التوضيح أنا أناقش ظاهرة التدين كممارسة قابلة للدراسة وليس الاسلام كعقيدة أو كمعتقد يدين به المسلمين.

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي