الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النبي موسى أول من رفض عمل الخضر و اتهمه بالذنب الجزء الاول

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2012 / 8 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول سيد بلغاء العرب علي بن أبي طالب الناس أعداء ما جهلوا اللهم لاتزد أعدائنا
في هذا المقال سوف نعرض القصة و أراء المفسرين في الجزء الأول و في الجزء الثاني سوف نقوم بعملية النقد في شكل واسع و مبسط.
قصت النبي موسى و الخضر هيه واحدة من القصص القرآنية المليئة في الأمور الغريبة المنافية لما جاء به العقل البشري أو حتى ما نصة عليه النصوص السماوية . في شكل أكثر وضوح إنها مخالفة إلى نصوص القران في حد ذاته. سوف نقوم في استعراض بسيط لهذا القصة في الشواهد القرآنية والأدلة والتفسير لرجال الدين وسوف ندرس اختلافها مع ما نص عليه القران لا بل نجد المفسرين أنفسهم في حيرة كبرى يحاول كل منهم أن يسد الثغرة الكبيرة في القصة من حيث الحدث و العقاب لنقرأ القصة القرآنية الشريفة و سوف نرى رجال الدين و تفسيرهم .. يقول الله (فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذر) في البخاري قال يعلى قال سعيد : ( وجد غلمانا يلعبون فأخذ غلاما كافرا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين ) قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لم تعمل بالحنث ، وفي الصحيحين وصحيح الترمذي : ( ثم خرجا من السفينة فبينما هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب مع الغلمان ، فأخذ [ ص: 395 ] الخضر رأسه بيده فاقتلعه بيده فقتله ، قال له موسى : أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا قال : وهذه أشد من الأولى . قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا ) لفظ البخاري . وفي التفسير : إن الخضر مر بغلمان يلعبون فأخذ بيده غلاما ليس فيهم أضوأ منه ، وأخذ حجرا فضرب به رأسه حتى دمغه ، فقتله . قال أبو العالية : لم يره إلا موسى ، ولو رأوه لحالوا بينه وبين الغلام أما القرطبي يقول في تفسيره قال: ، فإنه يحتمل أن يكون دمغه أولا بالحجر ، ثم أضجعه فذبحه ، ثم اقتلع رأسه ; والله أعلم بما كان من ذلك وحسبك بما جاء في الصحيح . وقرأ الجمهور في تفسير( قال أقتلت نفسا زكية بغير نفس) " زاكية " بالألف وقرأ الكوفيون وابن عامر زكية بغير ألف وتشديد الياء ; قيل المعنى واحد ; قاله الكسائي وقال ثعلب : الزكية أبلغ قال أبو عمرو : الزاكية التي لم تذنب قط ، هنا القرطبي يشير إلى أمر ذات أهمية كبرى إلى إن القران يقول نقل عن لسان عيسى إن الغلام لم يذنب قط !! والزكية التي أذنبت ثم تابت ! . و هذه كارثة اخرى من تاب ,تاب الله عليه. !! نعود إلى القرطبي ونكمل قوله تعالى : (غلاما ) اختلف العلماء في الغلام هل كان بالغا أم لا ؟ فقال الكلبي : كان بالغا يقطع الطريق بين قريتين ، وأبوه من عظماء أهل إحدى القريتين ، وأمه من عظماء القرية الأخرى ، فأخذه الخضر فصرعه ، ونزع رأسه عن جسده . قال الكلبي : واسم الغلام شمعون وقال الضحاك : حيسون وقال وهب : اسم أبيه سلاس واسم أمه رحمى وحكى السهيلي أن اسم أبيه كازير واسم أمه سهوى وقال الجمهور : لم يكن بالغا ; ولذلك قال موسى زاكية لم تذنب ، وهو الذي يقتضيه لفظ الغلام ; فإن الغلام في الرجال يقال على من لم يبلغ ( ارجوا الانتباه لهذا التفسير الغلام هو الذي لم يبلغ بعد )، وتقابله الجارية في النساء وكان الخضر قتله لما علم من سره ، وأنه طبع كافرا كما في صحيح الحديث ، وأنه لو أدرك لأرهق أبويه كفرا ، وقتل الصغير غير مستحيل إذا أذن الله في ذلك ; فإن الله - تعالى - الفعال لما يريد ، القادر على ما يشاء ، وفي كتاب العرائس : إن موسى لما قال للخضر أقتلت نفسا زكية غضب الخضر واقتلع كتف الصبي الأيسر ، وقشر اللحم عنه ، وإذا في عظم كتفه مكتوب : كافر لا يؤمن بالله أبدا انتهى . أول الأمر نرى أول المعترضين هو النبي موسى فقد راء من هذا العمل شيء بغيض و كان أول المستنكرين له لعدم وجود أدلة دامغة تشير إلى سبب القتل بل كان الأمر كله اعتماد على قضايا مستقبلية لم تحدث بعد و الجميل إن المفسرين ذهبوا إلى نسب الولد و اسمه ولم يناولوا سبب القتل ضمن قواعد الديانات أي الاقتصاص بعد الجرم لننتقل إلى تفسير الطبري ونرى في ما قاله النبي موسى في النفس المقتولة أي الغلام حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله ( نفسا زكية ) قال : تائبة . ذكر من قال : معناها المسلمة التي لا ذنب لها : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني يعلى بن مسلم ، أنه سمع سعيد بن جبير يقول : وجد خضر غلمانا يلعبون ، فأخذ غلاما ظريفا فأضجعه ثم ذبحه بالسكين ، قال : وأخبرني وهب بن سليمان عن شعيب الجبئي قال : اسم الغلام الذي قتله الخضر : جيسور ( قال أقتلت نفسا زكية ) قال : مسلمة . قال : وقرأها ابن عباس : ( زكية ) كقولك : زكيا . وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل الكوفة يقول : معنى الزكية والزاكية واحد ، كالقاسية والقسية ، ويقول : هي التي لم تجن شيئا ، وذلك هو الصواب عندي لأني لم أجد فرقا بينهما في شيء من كلام العرب .انتهى .لا أريد الإطالة في تفسير ما أحدث في القصة من عملية قتل بشعة لغلام لم يبلغ الحلم بعد . ذهب الكثير من المفسرين إلى إيضاح عملية القتل و كيف كانت و راحوا يصفون ما بها من جمال صورة في سفك الدماء و كيفية قطع رأس ذلك الصبي المسكين . متحججين في أمور واهية منها ما رواه البغوي في الحديث نقلا عن النبي محمد أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أخبرنا عبد الغافر بن محمد أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن سفيان حدثنا مسلم بن الحجاج أنبأنا عبد الله بن مسلمة بن معتب حدثنا معمر بن سليمان عن أبيه عن رقية بن مصقلة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا ولو عاش لأرهق أبويه طغيانا وكفرا " . انتهى لا أدري ما معنى طبع كافر لماذا لم يطبع مؤمن مثلا و ما ذنبه أن يقتل إذا كان طبعته كافر لماذا يتحمل وزر أزره الله له لماذا لا يتحمله الله ألم يكن من الأجدر أن يكن الذنب إلهي بسبب الطبعة . . يقول البعض من رجال الدين الناس عبيد الله وهو حر في صنعه ولهذا خلق الغلام كافر !! عجيب كلام لا يقنع الصغار لأن الله حكيم و عادل لابد أن يجعل للإنسان حق الاختيار و من الحكمة أن لا يخلق إنسان كافر و من ثم يفجع به أبويه . من حكمته أن يخلق صبي صالح لأبوين مؤمنين لهم ولد يخدمهم ويطيعهم إكرام لهم و إجلالا. اما سبب القتل هو الكارثة و التي يقول بها ألبني محمد لو عاش سيرهقهما أي يقتل على ذنب لم يرتكبه بعد ؟! و هذا ما جعل المفسرين يذهبون شمال وجنوب من أجل سد هذه الثغرة حيث يقول الله وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا . عجيب يقول الله خشينا !! خشينا من الصبي أن يرهقهما أي ربما يكبر ولم يرهقهم. لأن النص لم يثبت بالجزم إنه عند الكبر سوف يرهقهم نهاية الجزء الأول.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجرد تنويه
مرزوق لطفي ( 2012 / 8 / 6 - 20:35 )
شكرا للكاتب المبدع على حسن اكتشافاته للمخبوء في صميم تراثنا الذي يغص بالألغام ونستميح سيادته قراءة مقال بعنوان سفير القتل الإلهي ودعموص الجنة والتي نشرت في العدد 3723 للكاتب رأفت عبد الحميد فهمي من أعداد الحوار المتمدن ولك تحياتي


2 - ما قاله احمد القبنجي في الموضوع
بلبل عبد النهد ( 2012 / 8 / 6 - 21:28 )
ومن القصص التي اقترنت بالخرافة واحتدم فيها السجال والنقاش بين المفسّرين، قصّة موسى والخضر وما دار بينهما من حوادث عجيبة وقضايا غريبة فتحت الباب على مصراعيه لمخيّلة القصّاصين والوضّاعين لتساهم في انفعال الذهنية المسلمة في عالم الأوهام وأجواء الخيال وصياغة حكايات وأساطير أبعد ما تكون عن العقل والمنطق، ولو كان الأمر يقتصر على حكايات تاريخية موغلة في الخيال والوهم ولا يترتب عليها حكم شرعي أو مفهوم قرآني لكان هيناً ولما وقع المفسّرون وعلماء الإسلام في حيص وبيص من أجل تطويعها لتتناسب مع العقل والأصول الدينية والمسلمات العقائدية في الإسلام، ولما وجد أعداء الإسلام ثغرة للطعن على القرآن والإسلام في احتوائه على ما يخالف العقل والقيم الأخلاقية والمثل الإنسانية وخاصّة فيما يتصل بقتل الغلام وامضاء القرآن لمثل هذا العمل الذي يتقاطع مع بديهيات الدين والأخلاق


3 - تتمة
بلبل عبد النهد ( 2012 / 8 / 6 - 21:33 )
ونستوحي ممّا تقدّم نتيجة مهمّة على مستوى القصص المتعلقة بالخضر، فقد تبيّن أنّ مسألة الخضر وما يحيط بحياته من خوارق وأعاجيب ليست سوى خرافة وأساطير يحلو للقصاصين والرواة سردها على العوام من الناس الذين تعجبهم الوقائع الغريبة ويستلذون من سماع الحكايات المتوغلة في عالم الوهم والخيال وفي عملية اسقاط لتمنياتهم بالبقاء وطول العمر والقيام بالأعمال الخارقة، فالخضر قد شرب من ماء الحياة وهو أحد أبناء آدم وأينما يحل ويجلس تخضر الأرض تحته ولهذا سمي الخضر وسوف يخرج مع الإمام المهدي(ع) لنصرته و...الخ.


4 - مقال ممتع
سجاد البصري ( 2012 / 8 / 7 - 01:47 )
المقال ممتع ونحن بانتظار الجزء الثاني لكي نعطي ملاحظاتنا .


5 - تحية طيبة إلى السادة المعلقين
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 8 / 8 - 15:02 )
تحية طيبة إلى السادة المعلقين مرزوق لطفي ،بلبل عبد النهد ،سجاد البصري

شكرا إلى تعليقاتكم الجميلة .. العزيز مرزوق شكرا لإرسال مقال الكاتب رأفت عبد الحميد . لقد إطلعت عليه وكان رائع .
العزيز بلبل كلما أقرأ كتاباتك و نقدك أتعلم أكثر شكرا لمعلوماتك الثرية .

العزيز سجاد إن شاء الله سوف يصدر الجزء الثاني قبل يوم الأحد . شكرا لتواصلكم معي و لدعمك الجميل


6 - القتل لمجرد الشك
يوسف ابراهيم ( 2012 / 8 / 9 - 10:55 )
اعتقد ان الهدف من هذه الخرافة القرآنية هو اعطاء المتسلطين من اولياء امور المسلمين اجازة لقتل من يشكون فيهم بأنهم ربما يضروهم في المستقبل. اذن قتل الرشيد للبرامكة وقتل صدام حسين لأعضاء الثورة كان قتلا مشروعا استنادا الى هذه الآية الكريمة.

اخر الافلام

.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-


.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها




.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24