الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن جريمة رفح

نصارعبدالله

2012 / 8 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عن جريمة رفح
من هم الذين ارتكبوا جريمة رفح، وما الذى يستهدفونه على وجه التحديد؟؟ وهل هم مجرد جماعة تنتمى إلى إحدى حركات (الجهاد ) الإسلامى المسلح الذى يستهدف إسقاط الأنظمة الكافرة من وجهة نظرتلك الحركات وإقامة مجتمع ملتزم بأحكام الشريعة الإسلامية كما يفهمونها ، أم أن هناك جهات أخرى هى التى قامت باستخدام الجناة بوعى منهم أو بدون وعى لتحقيق أجندتها الخاصة ؟؟ ...الجواب على مثل هذه التساؤلات هو أنه فى ظل غياب المعلومات الموثقة فإن كل الإحتمالات واردة وكل الإحتمالات ممكنة ، وأول هذه الإحتمالات يتمثل فى أن المستهدف قد يكون هو النظام الحاكم فى غزة، أى نظام "حماس" ، وذلك من خلال إيغار الصدر المصرى حكومة وشعبا ضد أتباع حماس ، بل ضد الشعب الفلسطينى بأكمله، وفى ظل هذا الإحتمال فإن المتهم الأول سوف يكون هو إسرائيل، ويكون الفاعلون المباشرون الذين قاموا بارتكاب الجريمة مجرد أدوات بشرية تم استخدامها ـ بوعى من الفاعلين أو بدون وعى منهم ـ لتنفيذ الأجندة الإسرائيلية ، وثانى هذه الإحتمالات يتمثل فى أن المستهدف هو النظام الحاكم فى مصر ممثلا فى المجلس العسكرى (صاحب السلطة الفعلية) والرئيس محمد مرسى صاحب السلطة الإسمية وفى ظل هذا الإحتمال سوف يتعدد المتهمون نظرا لأن هناك أكثر من جهة داخلية وخارجية (إقليمية بوجه خاص ) ذات مصلحة أكيدة فى إحراج النظام المصرى الحاكم وزعزعة أركانه، وأما ثالث الإحتمالات فيتمثل فى أن المستهدف هو قوى الثورة المصرية وليس النظام الحاكم باعتبار أن تهديد الأمن القومى هو من أقوى المبررات إن لم يكن المبرر الوحيد الذى يمكن أن يجعل الثوار يتنازلون أو يؤجلون أهدافهم الثورية الفورية والإنشغال فقط بحماية الأمن القومى ، وحتى لو لم يتنازلوا أو يؤجلوا فإن هذا هو المبرر الوحيد الذى يتيح لقوى الثورة المضادة أن تحاصرهم وأن تعزلهم عن مشاعر المواطنين العاديين إذا ما قرروا أن يقوموا بموجة أخرى من موجات الثورة ، وفى ظل هذا الإحتمال فإن قوى الثورة المضادة على المستوى العالمى والإقليمى والداخلى ..سوف تكون هى المتهم الأول. نعود إلى القول أنه فى ظل غياب المعلومات الموثقة فإن كل الإحتمالات واردة وكل الإحتمالات ممكنة، غير أن من المؤكد هو أن مرتكبى تلك الجريمة الشنعاء هم من عناصر الحركات الإسلامية الجهادية سواء كانوا يعملون بشكل مستقل عن أية قوى أخرى إقليمية أو دولية ولا يحركهم سوى قناعاتهم العقيدية الخاصة بهم أو أنهم كانوا يعملون فى إطار أجندة أخرى إقليمية أو دولية، ومن المؤكد كذلك أن هذه الحركات كانت دائما معول هدم لأوطانها ، فهى أولا هدم لفكرة الوطنية والمواطنة من خلال إحلال الإنتماء الإسلامى محل الإنتماء الوطنى ( وفى هذا الجانب لا تختلف جماعات الجهاد الإسلامى المسلح عن جماعات الإسلام السياسى الأخرى غير المؤمنة بالعمل المسلح ) وهى ثانيا عرقلة للتقدم من خلال تبنيها فى معظم الحالات لفهم معين لوظيفة النص الدينى يجعله عبئا على خياة المسلم لا دفعا بها إلى الأمام ، ثم هى ثالثا بحكم اندفاعها وحماسها ولاعقلانيتها مشروع جاهز للإنضواء السريع ضمن أية أجندة محكمة لأية قوة عالمية تستهدف تحقيق مآرب معينة فى مجتمع من المجتمعات من خلال استغلال الحماس الدينى للعناصر المتطرفة داخل هذا المجتمع ذاته ، وأغلب الظن أن جريمة رفح ما هى إلا نموذج صارخ للفرضية الأخيرة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام السياسي هدم للاوطان
محمد البدري ( 2012 / 8 / 8 - 14:15 )
ذا كان الاسلام السياسي هدم للاوطان فلماذا سمح لكل هذه الفضائيات الاصولية المروجة لاسلام السياسي بالبث ليل نهار. فهل اسرائيل هي التي تدير العرب سات والنايل سات وكل هؤلاء المشايخ ذوو اللحي ممن تمولهم دولة مثل السعودية التي يحاول كثيرين بدونية الانتماء الي عروبتها؟ لكن السؤال الاهم والذي يخصني انا علي وجه الخصوص باعتباري لا اصوم رمضان او اصلي او اي شئ من هذا القبيل الاسلامي، فياتري ما اسم هذا الصنف القوي والفخم من المشروبات التي تجعل الجناة المسلمين والموحدين بالله والمجاهدين في سبيله بوعى منهم أو بدون وعى قادرين علي تحقيق أجندة اسرائيل الخاصة؟ ليت الاستاذ نصار يرد علي تساؤلاتي هذه وانا في انتظار ردوده ولا يعوقني استقبالها انشغالي بموائد الافطار او السحور فانا احاول بكل استطاعتي طوال نهار رمضان تعاطي كل انواع المشروبات لانضم الي المجاهدين دون فائدة. وسانتظر ردا كنعليق علي تعليقي او رسالة علي بريدي [email protected]:


2 - الأستاذ محمد البدرى
نصار عبدالله ( 2012 / 8 / 8 - 16:53 )
الأستاذ محمد البدرى ...لا يستلزم الأمر أى نوع من المشروبات ....لأن هؤلاء ( الجهاديين )
مغيبون بالفعل ولا يحتاجون إلى مزيد من التغييب، ولنتذكر معا .. لقد استطاعت وكالة المخابرات المركزية فى الثمانينات من القرن الماضى أن تجند المجاهدين حتى يخوضوا معركة الولايات المتحدة ضد الوجود السوفيتى فى أفغانستان ،حيث كانوا يتصورون أنهم يخوضون معركة الإسلام ضد الكفر والإلحاد!!،....فيما بعد ..وبعد أن أنجزت القاعدة مهمتها ، استدار بن لادن إلى الأمريكان حينما تذكر أنهم أيضا كفار!!، ولقد أنجزت القاعدة مهمتها فى الثمانينات بمعونة ودعم من النظم الصديقة (لفظ مخفف لكلمة: العميلة )للولايات المتحدة،وهى نفس الأنظمة التى تطلق الفضائيات ( الإسلامية ) من أقمارها

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah