الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( السرعة و التسارع )) و نقيضيهما ، واثرهما في مستقبل الامم .

سلمان مجيد

2012 / 8 / 9
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الزمن اما ان يكون بطيئا او سريعا ، وان كان البطئ قد يكون على وتيرة واحدة ، فانه قد يؤدي الى التباطئ ايضا ، حيث قد تحدث بين حركة بطيئة و اخرى حالة من السكون ، ثم حركة بطئ اخرى ، و على ذات الاسلوب فان السرعة ايضا قد تكون على وتيرة واحدة ، ولكن اثار السرعة التي على وتيرة واحدة قد توفر طاقة اضافية مخزونة ، نتيجة لتلك الحركة ، وتلك الطاقة المخزونة ممكن ان تتحرر من مكامنها لتؤدي الى التسارع ، الذي يقضي الى مضاعفة السرعة ، حسب القوانين الفيزيائية ، وطبيعيا ان هذا الامر في كلا الحالتين سيتم تجسيده بشكل ملموس ــ ماديا وفكريا ــ من خلال الناتج الانساني ، وكلما تضاعف ذلك الناتج فانه سيوفر الوقت او الزمن الاضافي ، فقد تكون ( الساعة الواحدة ) غيرها في حالتي السرعة و التسارع عنها في حالة البطئ و التباطئ ، و تطبيقا لهذا الامر يمكن مقارنة ذلك بين الامم و الشعوب ، ما بين امم متقدمة و سريعة و متسارعة في التقدم ، و بين امم متخلفة و بطيئة و متباطئة في حركتها في كل شئ ، و تبقى المشكلة ليس بالسرعة و نقيضها ، بل في اثار ذلك على الامة ، خاصة اذا ما كانت مكوناتها الحياتية لاتسير على وتيرة واحدة ــ كان ذلك سرعة او بطئ ــ حيث انه هنالك عناصر ( حياتية ) في طبيعتها تكون سريعة ، في حين هناك عنصر اخر بطئ ، فبالنسبة للامم المتخلفة مثلا ، كلما كان الانتاج المادي و الفكري السائد بطيئا ، كان التكاثر السكاني اكثر سرعة ، وهذا الامر يتعلق بعوامل عدة ، اهمها ( الزمن الضائع ) الذي يتم استثماره من قبل الفرد و المجموع ، لانعاش الخصوبة الطبيعية التي يترتب عليها تسارع في الفعالية الجسدية و خاصة الغريزية منها ، وهذه المسالة تعد بالنسبة للبشر اشكالية خطيرة ، قد تؤدي بالانهيار الكامل للتراكم الحضاري الذي انجزته بعض الامم ، و طبعا هذا لايعني بان الامم المتخلفة هي افضل حالا ، باعتبار انها لا تخسر شئ لانها لا تمتلك ذلك الشئ ، فان مصيرها سيكون اسوآ من تلك التي حققت التراكم الحضاري ، لان عملية التسارع في جوانب حياتية معينة ، غير مستثمرة ، لقصور الجوانب الاخرى في استثمارها ، مما سيؤدي الى فناء تلك الامم ، لاسباب موضوعية كالجوع و المرض و العنف ، كالفناء الذي قد تتعرض اليه الامم الاخرى ، ولكن لاسباب غير الاسباب اعلاه ، فان سبب تعطل او تباطئ فاعلية الخصوبة الطبيعية ، وهذا موجود فعلا في بعض البلدان الاوربية ، حيث تتناقص الولادات ، باعتبار انها مسالة ذاتية ، تتعلق بانتفاء الحاجة الى الاسرة ــ بالنسبة لافراد تلك البلدان ــ الى جانب الحالة الموضوعية ( الحتمية ) وهي حالة الموت الطبيعي ، فيترآى للمتابع و كان نسب الوفيات تتزايد على الولادات ــ بالمحصلة النهائية ــ مع ان تحسن الحالة الصحية لتلك البلدان جعلت معدل العمر اطول عما هو عليه في البلدان المتخلفة ، ونتيجة تلك المحصلة النهائية ، فان المجتمع حتما سيتلاشى ، اما ماديا او نوعيا ، عندما تحاول تلك البلدان التعويض عن النقص الحاصل بالعمالة المحلية ، باستقدام عمالة خارجية ، ستاثر في النهاية الى محو طابع تلك الامم الذي كانت عليه ، وهذا ما يحصل فعلا في معظم بلدان اوربا تقريبا ، و هذا الذي بدآت تدركه المعاهد البحثية لديهم ، مما دفعهم الى اتخاذ اجرءآت متعددة الطرق و الاساليب للحد من هذه الاثار لديهم ، واخطر ما اتخذته من اجرءآت في الجانب السياسي و الاقتصادي و حتى العقائدي ، الذي ينعكس سلبا على الامم الاخرى ، وخاصة ما يعرف ب ( عالم الجنوب ) . ان كلا المثالين و بموجب ما اشير اليه اعلاه ، الامم المتخلفة و المتقدمة حضاريا ، و المعرضتان للفناء ، و لاسباب تختلف الواحدة عن الاخرى ، قدتكون ذات الامم التي انقرضت في الازمنة الغابرة ، ولاسباب مجهولة ، ولا زالت اثارها تشهد بانه لا يفترض ان تفنى امم بمثل هكذا انجاز حضاري ، اما امم اخرى قد تكون كالامم المتخلفة في زماننا ، ذهبت دون ان تترك شيئا ، سوى اذكارا موجودة في بعض نقوش الامم الارقى ــ في حينه ــ او في بطون الكتب الدينية المقدسة . ما اود قوله هنا ، انه لابد من مشروع انساني ، لا لحل هذه المشكلة لانها لو كانت كذلك لامكن حلها ، و لكنها اشكالية تحتاج الى تفكيكها ، بعقلية و بادوات اقل ما يقال عنها ، انها ( عقلية انسان ) و بادوات ابسط ما يقال عنها ، بانها ( المحبة ) عندها ستصبح الحياة كالنسيم على ضفاف الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-