الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميكافيلية الإسلام‍‍‍ّ

مختار العربي

2005 / 2 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العنف هو الصبغة العلمية الواقعية لقراءة أي جدلية فكرية تتبناها الأديان وتقوم مقام الحكم المطلق وهذا ما يعرف بتأصيل الفكر أو حديثاً أسلمة أدوات الصراع ‍ وفي رأينا المتواضع أن الحديث عن العنف في الإسلام لم تقتضيه الضرورة المنطقية لواقع الإسلام آنذاك ولكنه كان نتاج فراغ معرفي أصيل وعميق أسس له أتباع الدولة الثيوقراطية في العهد الإسلامي الأول ،ولا نجد لهم العذر فيما قاموا به من تقتيل وانتهاك للأعراض والتنكيل بالإنسان فقط من أجل اختلافه في الرأي وها هي الميكافيلية الإسلامية حتى الآن تقيم الدنيا وتفضح نفسها بإعلان الردة والخوف الإجباري على كل صاحب رأي او مفكر يريد ان يحي وفق رؤاه الشخصية النابعة من إيمانه بذاته ، وكأن ما فعله السلف من عنف لا يسمى عنفاً ونقول بالعلم أن الرأي اعتقاد‍‍ فلماذا نقتل بالاعتقاد ونؤمن باللاوعي؟ لماذا؟
العنف في الإسلام كما رواه مؤرخو الإسلام:-
قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر، عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا: لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم، ثم أعطاه امرأة - زعم محمد بن جعفر أنها من مزينة، وزعم لي غيره أنها سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب - وجعل لها جعلا على أن تبلغه قريشا فجعلته في رأسها، ثم فتلت عليه قرونها ثم خرجت به، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام فقال: "أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم فخرجا حتى أدركاها بالخليقة خليقة بني أبي أحمد، فاستنزلاها فالتمساه في رحلها فلم يجدا فيه شيئا فقال لها علي: إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ولتخرجن لنا هذا الكتاب أو لنكشفنك، فلما رأت الجد منه قالت: أعرض. فأعرض، فحلت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منها فدفعته إليه، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا فقال: "يا حاطب ما حملك على هذا؟" فقال: يا رسول الله، أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله ما غيرت ولا بدلت ولكنني كنت امرءا ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله، دعني فلأضرب عنقه؛ فإن الرجل قد نافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" وأنزل الله في حاطب: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ إلى آخر القصة. هكذا أورد ابن إسحاق هذه القصة مرسلة وقد ذكر السهيلي أنه كان في كتاب حاطب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إليكم بجيش كالليل يسير كالسيل، وأقسم بالله لو سار إليكم وحده لنصره الله عليكم، فإنه منجز له ما وعده. قال: وفي "تفسير ابن سلام" أن حاطبا كتب: إن محمدا قد نفر؛ فإما إليكم
وإما إلى غيركم، فعليكم الحذر.
وقد قال البخاري: ثنا قتيبة، ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار ، أخبرني الحسن بن محمد، أنه سمع عبيد الله بن أبي رافع، سمعت عليا يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها". فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب. قال: فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا حاطب ما هذا؟" فقال: يا رسول الله لا تعجل عليّ إني كنت امرءا ملصقا في قريش - يقول: كنت حليفا ولم أكن من أنفسها - وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ولم أفعله ارتدادا عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد صدقكم". فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم". فأنزل الله السورة يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ إلى قوله: فقد ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ .
وأخرجه بقية الجماعة إلا ابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة وقال الترمذي: حسن صحيح.
قال الإمام مالك، عن وهب بن كيسان، عن جابر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا قبل الساحل، وأمر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وهم ثلاثمائة. قال جابر: وأنا فيهم، فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد، فأتوا أبا عبيدة بأزواد ذلك الجيش، فجمع كله، فكان مزودي تمر، فكان يقوتنا كل يوم قليلا قليلا حتى فني، فلم يكن يصيبنا إلا تمرة تمرة. قال: فقلت: وما تغني تمرة؟ فقال: لقد وجدنا فقدها حين فنيت. قال: ثم انتهينا إلى البحر، فإذا حوت مثل الضرب. قال: فأكل منه ذلك الجيش ثماني عشرة ليلة، ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا، ثم أمر براحلة فرحلت، ثم مرت تحتهما فلم تصبهما. أخرجاه في "الصحيحين" من حديث مالك، بنحوه.
وقال الحافظ البيهقي: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا أبو خيثمة، وهو زهير بن معاوية، عن أبي الزبير، عن جابر قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر علينا أبا عبيدة، نتلقى عيرا لقريش، وزودنا جرابا من تمر، لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة. قال: فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: كنا نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط، ثم نبله بالماء فنأكله. قال: فانطلقنا إلى ساحل البحر، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه فإذا به دابة تدعى العنبر، فقال أبو عبيدة: ميتة. ثم قال: لا، بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله، وقد اضطررتم؛ فكلوا. قال: فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا، ولقد كنا نغرف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور، أو كقدر الثور، ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا، فأقعدهم في عينه، وأخذ ضلعا من أضلاعه، فأقامها ثم رحل أعظم بعير منها، فمر تحتها، وتزودنا من لحمها وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، فقال: "هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم شيء من لحمه تطعمونا؟" قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكل منه. ورواه مسلم، عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس، وأبو داود، عن النفيلي، ثلاثتهم عن أبي خيثمة زهير بن معاوية الجعفي الكوفي، عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، به.
قال البيهقي: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا محمد بن صالح أخبرنا الفضل بن محمد الشعراني حدثنا إبراهيم بن المنذر أخبرنا عبد العزيز بن عمران حدثني رفاعة بن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع عن أبيه رفاعة بن رافع بن مالك عن أبيه قال: لما كان يوم بدر تجمع الناس على أمية بن خلف فأقبلت إليه فنظرت إلى قطعة من درعه قد انقطعت من تحت إبطه قال فطعنته بالسيف فيها طعنة فقطعته ورميت بسهم يوم بدر ففقئت عيني فبصق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لي فما آذاني منها شيء وهذا غريب من هذا الوجه وإسناده جيد ولم يخرجوه. ورواه الطبراني من حديث إبراهيم بن المنذر.
قال ابن هشام ونادى أبو بكر ابنه عبد الرحمن وهو يومئذ مع المشركين لم يسلم بعد فقال أين مالي يا خبيث؟ فقال عبد الرحمن:
يعني لم يبق إلا عدة الحرب وحصان - وهو اليعبوب - يقاتل عليه شيوخ الضلالة هذا يقوله في حال كفره.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج


.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و




.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa