الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -3

زوهات كوباني

2005 / 2 / 18
القضية الكردية


ان الجزء في كردستان يعاني من ضغط مزدوج من الكلياتية الموجودة في الدولة المهيمنة من جهة ومن الكلياتية الموجودة في الذهنية الكردستانية المتحكمة التي تريد صبغ كل شيء في كردستان وفق ذاتها. وبذلك يتم سحق شخصية الجزء تحت كل هذه الضغوطات وبالتالي لا يسفر عن نمو سليم وكان القدر رسم لهم هكذا واذا ما توسعنا في الكليات الاخرى فنجد اننا امام هجمة كلية شبيه بالاستعمار تجاه الجزء، فمثلا الدولة المهيمنة لا تريد للجزء من التطور وفق حقيقته بحجج كثيرة، كالخطر على امن الدولة واضعاف الدولة والتحول الى ادوات في ايدي الغير من القوى الخارجية ويتطلب التضحية من اجل الكل ولذلك يجعل من الكل اله لا بد من خدمته وعبادته والا فان الرب سيغضب وستكون العاقبة هي جهنم. وحتى أن هذا اثر على عقلية الانسان في الجزء عندما يريد ان يقوم بعمل من اجل الذات فيقال: هذا خيانة للوطن او غيرها من الامور او انه شيء من الجنون اي ان العمل من اجل الذات اصبح يدخل في قواميس الجنون والشر والخراب والعدوان والخيانة وغيرها، وكذلك العقلية الكلية المهيمنة في كردسان تحت مسميات مختلفة وحجج وادعاءات تحاول النيل من ارادة الجزء وجعله قزما وذلك بحجة ان مصلحة الكل في خطر وضرورة ان يكون الكل متماسكا ومتعاضدا كجسد واحد. ولكن كلا هذين المفهومين ينسون ان وحدة الجسد السليم تتم بالاعضاء السليمة ولا يمكن بناء جسد سليم بدون يدٍ او رجلٍ سليمة، او عند وجود قطعة مشلولة او ناقصة سيؤثر على هذا الجسد ويجعله جسداً مشوها ناقصاً وكذلك فان كل كلٍ ينقصه الجزء السليم لا يمكن ان يكون سليما، حتى انه في النباتات عندما يتم فساد قطعة من فاكهة او اي شيء اخر ترى ان هذا الفساد ينتشر رويدا رويدا في الاطراف حتى يجعل الجسم او الصندوق او الكل فاسدا بدون فائدة ولذلك لا بد من البداية ان يتم التدقيق في هذه المسائل بدون ان يترك اي قطعة مريضة في الجسد او الصندوق او من الكل. وبالعكس اذا كانت جميع الاعضاء في الجسد سليما او كل القطعات سليمة فهذا يسفر عن قوة الجسد او سلامة الصندوق او الكل. اي انه لا بد من التخلص من مفهوم خطرية الجزء او عرقلة الجزء او الشك بالجزء سواء في العقلية الشمولية المهيمنة او العقلية الكردية المهيمنة، والتحول الى العقلية التي تفكر وتعمل على كيفية تقوية الكل من خلال تقوية الجزء، اي التفكير من الجانب الايجابي وليس السلبي. مثلما كان يتم التفسير في السابق بان كل تطور في الكل هو في خدمة الجزء بشكل غير مباشر فان كل تطور في الجزء هو في خدمة الكل ايضاً، وهذا لا يعني اننا ننكر الكل وننسى الواقع الكلي الموجود حتى انه يتطلب اقامة علاقات اوثق وامتن اكثر من السابق ولكن بشكلٍ متكافئ والذي نريد ان نثبته هنا هو ان تطور الجزء ايضاً يدخل في خدمة المصلحة العامة سواء من الناحية القومية او من ناحية الدولة. فمثلا عند حصول الاكراد في سورية او في ايران او في تركيا على حقوقهم سيسفر هذا عن تطور الوعي لديهم اكثر من اجل حماية الدولة التي يقطنون فيها والا سيصبح في الحالة المعاكسة معرضة للكثير من الفتن والمؤامرات التي لا يمكن سد الطريق امامها وعرقلتها. فتطوير الاكراد لمؤسساتهم السياسية والثقافية والاجتماعية دون المساس بالحدود السياسية ضمن الدولة السورية او الدولة التركية او الدولة الايرانية سيسفر عن تقوية المؤسسات العامة في هذه الدول ايضاً وبالتالي سيغني من حقل المؤسساتي فيها حتى ان الشخصية التي تنمو على هويتها وحقيقتها ضمن البلد تستطيع خدمة هذا البلد اكثر من الشخصية القزمة التي لا تمثل ذاتها ولا يمكن ان تكون فعالة بشكل قوي ولا تجلب المطلوب من حيث التطورات للدولة. كذلك في الواقع الكردستاني فعند تطوير وبناء شخصية واعية في كل جزء يتفهم للمصالح الكردستانية العامة ومصالح الدولة التي يعيش فيها ستستطيع ان تلعب دورها اكثر في حماية المصلحة العامة من التهديدات والمخاطر المحدقة فيها، لان الشخصية التي تنمو على الضغط والتهديد والجهل والتقزم، لن تستطيع ان تتصرف بحكم ارادتها وان تبدي مواقف واعية تجاه الاحداث، فكل ما تقوم بها هو ما يقال لها وما يفرض عليها حتى احيانا دون معرفة للمواقف التي تبديها، وفقط انه ضمن الاطار المتعارف ان المصلحة العامة تفرض وتريد ذلك، دون ان يعرف ما هيتها وحقيقتها بشكلها الموضوعي والواقعي. خاصة في هذه المرحلة التي تتوجه القضية الكردية نحو الحل بشكل عام وفي الجنوب الكبير بشكل خاص ستظهر توازنات جديدة، وفرضيات جديدة في الية استخدام هذه العلاقة وفق المصالح الجديدة التي تظهر وتحاول ان تفرض الكل على الجزء باسماء اخرى، اي انه ستظهر اقترابات من هذه المعادلة في الجنوب الكبير وكذلك في الشمال والشرق ولكن مهما حصل من تغييرات وتقديم المصالح لطرف يجب ان لا ينسى هذه العلاقة بشكلها الصحيح، لان بدء المخاطر في هذا الصدد يلوح في الافق مجدداً وباشكال اخرى عند حصول بعض التطورات في كردستان الجنوبية. ترى ان كل الاقلام والاحاديث والاهتمامات تتوجه الى هناك، وكان كل القضية تكمن هناك مثلما كان يتم سابقا من اجل الأجزاء الأخرى.
اي ان الجاني الخطر والضعيف في الجزء وكانه لا يستطيع ان يفسر او يحلل وضعه او يطور نشاطه مالم يعتمد او يستند على آخر ، فاحيانا ترى ان العقلية المتحكمة هو الانغلاق بالتطورات الحاصلة في الجزء الاخر وكان كل عمله ونجاحه او اخفاقه مرتبط بهذا رغم ان ذلك الواقع لم يكن موجودا قبل عدة سنوات. هذا لا يعني بعدم وجود الروابط بين الاجزاء او اننا ننكر الكل ونريد الدخول في البرغماتية الضيقة ولكن هنا نحلل الجانب الضعيف المهيمن الذي يتحول الى سلبية رويداً رويداً ويعرقل المسالة عامة ولا يستطيع القيام بشيء من اجل ذاته. النظر الى هذه العلاقة ضمن القوانين الطبيعية والتي تحتم صيرورة العلاقات مع الاحتفاظ بالخصوصيات سيسفر الى تطورات ونجاحات وسيقودنا الى تحقيق الاهداف بعلمية اكثر دون فقدان الكثير وتقديم الخسائر والضحايا نتيجة هذه الاقترابات الخاطئة سواء من الناحية المعنوية او من الناحية المادية وعندها نكون قريبين اكثر من تحقيق الاهداف والمبادئ التي نناضل من اجلها .

522005
زوهات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي


.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو




.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع


.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة




.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون