الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الاستاذ الباحث سمير بلكفيف

نورالدين علوش

2012 / 8 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



حوار فلسفي مع الأستاذ الباحث سمير بلكفيف( اجراه نورالدين علوش)
مرحبا بكم على هذا الموقع

بداية من هو الأستاذ سمير بلكفيف ؟
بادئ ذي بدء اسمح لي أن أعبّر عن سعادتي، فأنا جدّ مسرور للتواصل معكم وعلى إجراء مثل هاته الحوارات الهامة التي تخدم حاضر ومستقبل الفلسفة، في الوطن العربي أو خارجه.
سمير بلكفيف من مواليد 26 ديسمبر 1983، بـمدينة "ششار" ولاية "خنشلة" بالشرق الجزائري، تابعت تعليمي الابتدائي والمتوسط والثانوي بمسقط رأسي، ثم إلتحقت بالمدرسة العليا للأساتذة في الآداب والعلوم الإنسانية- قسنطينة لمتابعة المرحلة الجامعية (ليسانس فلسفة- 2006)، ماجستير فلسفة-(2010) جامعة منتوري قسنطينة، حاليا أحضّر لأطروحة دكتوراه في الفلسفة.
ناقشت رسالة ماجستير تحت عنوان" كانط فيلسوف الكونية" فما هي الخطوط الرئيسية لهذه الرسالة؟
نعم ، والتي كانت تحمل العنوان التالي: "الكوني في فلسفة كانط"، تحت إشراف البروفيسور والأكاديمي البارز الأستاذ الدكتور "جمال مفرج"، وهو صاحب فضل كبير علي في توجيه أبحاثي الأكاديمية، أما فيما يخص الخطوط الرئيسية، فإنها تنطلق من استراتيجية الفلسفة النقدية ذاتها، على اعتبار البعد الكوني-العالمي الذي كان يشتغل عليه كانط، إنه على عكس الكثير من الفلاسفة المؤدلجين الذي يقفون على حدود الجغرافيا السياسية والتمركز الفكري، إن كانط يقف في صفّ أولئك الذين وصفهم الفيلسوف الألماني "كارل ياسبرس" في فصل من كتابه: "عظمة الفلسفة" بأنهم "فلاسفة إنسانيون"، من هذا المنطلق يبدو أن كانط فيلسوف الإنسانية بامتياز وبلا منازع، ولا أقصد هنا بالإنسانية ذلك الشعور الذي يكنّه كل منا إلى قضايا الإنسان مهما كان دينه أو جنسه تجاه الإنسان الكوكبي، بل إن كانط صاغ ذلك الشعور بطريقة فلسفية محكمة البناء عبر ثالوثه النقدي وحتى في كتاباته الأنثروبولوجية المتأخرة، سواء في مشروعه الأخلاقي، أو السياسي أو الجمالي أو الأنثربولوجي، في هذا السياق يمكن العودة إلى كتابي الموسوم بـ"إيمانويل كانط فيلسوف الكونية" الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، ومنشورات الاختلاف بالجزائر، ودار الآمان بالرباط، ط1، 2011.
سيدي الكريم لايزال كانط حاضرا بقوة في الكتابات الفلسفية المعاصرة خاصة عند هابرماس وراولز، فما موقع كانط في المشهد الفلسفي العربي؟ وكيف نجعله أكثر راهنية في العالم العربي؟
شكرا، أجد في سؤالكم هذا شقين، شقّ يتعلق بعلاقة كانط بالفكر الغربي المعاصر، وشقّ يتعلق بعلاقة كانط بالفكر العربي المعاصر، دعني -لو سمحت- أن أعود إلى علاقة كانط بالفكر الغربي المعاصر والراهن، أقول حسب عبارة ميشل فوكو: "نحن كلنا كانطيين في عالم اليوم"، الأمر لا يتعلق بـ"هابرماس" و "راولز" فحسب بل التأثير يتعدى ذلك إلى أبعد الحدود، إن أطروحات الفكر الأخلاقي الراهن -اليوم- تشهد عودة قوية لأعمال كانط النقدية، ويمكن القول أن النظريات الأخلاقية المعاصرة في خطوطها هي لا محالة مخيّرة بين اتجاهين: إما متابعة الموروث الأخلاقي الكانطي وتعميقه، وإما تجد نفسها في ضرورة مواجهة هذه الأطروحات ذاتها والرّد عليه، وهي في كلتا الحالتين عودة قوية إلى كانط، ناهيك عن أطروحات كانط السياسية (السلام الدائم، المواطنة العالمية، الضيافة الكونية...) التي تعتبر اليوم أداة فلسفية-حقوقية قوية لمواجهة أطروحات التمركز والصدام الحضاري-الثقافي، والإمبريالية الأمريكية والعولمة المتوحشة.
أما فيما يخصّ الشق الثاني من سؤالكم، والمتعلق بحضور كانط في الفكر العربي المعاصر، للأسف لا، أقولها بمرارة، لم يعرف كانط طريقا فلسفيا إلى الفكر العربي المعاصر والراهن إذا استثنينا -في حكمنا هذا- بعض الأعمال التي كتبت عنه (أم الزين بنشيخة، كانط راهنا، عبد الحليم عطية، كانط وأنطولوجيا العصر...)، إلا أنها لم تؤسس لفكر كانطي بحجم وثقل فلسفيين كبيرين كما هو الحال في الدوائر الفكرية الغربية.
باعتباركم من المهتمين بفلسفة كانط، هل من الممكن الحديث عن كوسمبوليتية في ظل نظام عالمي جديد تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وعولمة متوحشة لا تبالي بالضعفاء ؟
شكرا، في البداية ينبغي أن نميّز بين مستويين: القول الفلسفي والفعل السياسي، والحديث عن الكوسموسياسية التي دعا إليها كانط تنصب في المستوى الأول، لقد طوّر كانط فكرة إنسانية خالصة تهدف إلى مزيدا من التقارب بين الشعوب أخلاقيا رويدا رويدا نحو التقارب السياسي، لكن هذا لا يشكل أبدا دولة عالمية، لأن كانط يدرك جيدا مدى جسامة هذا الطرح باعتباره يحمل الحسّ الإمبراطوري، لذا هو يؤكد على الضيافة الكونية كحق وواجب أخلاقي-سياسي عالمي يعكس التعاون بين الشعوب في كل المجالات.
دعا هابرماس إلى مواطنة كونية في كتاباته الكوسموبوليتية فهل هذا حلم مثالي بعيد المنال؟
شكرا، بالنسبة للفيلسوف الألماني "يورغن هابرماس"، فإنه يستفيد كثيرا من الدرس النقدي الذي وُجّه للموروث الكانطي-الأنواري، فالكوسموساسية الكانطية هي التي اصطبغت بالمثالية، هذا ما يجعل هابرماس يعيد صياغة أطروحات كانط وتعميقها وتجاوزها على أرضية أكثر واقعية، إنها أرضية يتشابك فيها البعد الأيديولوجي والبعد السياسي والسيوسيثقافي والإعلام والمعرفة والسلطة والإقتصاد ...إلخ، ومع ذلك فإن هابرماس يشتغل في الدوائر المثالية أيضا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مسيرة متميّزة
علي البوجديدي ( 2012 / 8 / 11 - 16:23 )
حين عرفته فجأة ، وقد طلع لي من بين أعطاف النات ، اِستقبلني بوجه باسم وقلب مفتوح للعمل والمعرفة . رجل يبدأ حياته العلميّة جادا لا هازلا ويبشّر بولادة مفكّر قدير


2 - عودة إلى الذاكرة...عودة الى كانط
سفيان عمران ( 2012 / 8 / 11 - 18:04 )
هاهــــو الصديق العزيز سمير يسير مسارا كان يرسمه بأحرف الاستشراف الجميلة يوم كنا نتبادل الحوار الفلسفي الهزلي نعم حوار هزلي لكنه يحمل بين طياته الكثير من الطموح ، ذلك الطموح الممزوج بحب البحث الذي لا يتوقف عند نقطة معينة من أجل الوصول إلى الحقيقة ، فكثيرا ما رددنا معا مقولة استاذنا العزيز اسماعيل زروخي :-إن الحقيقة هي البحث الدائم المستمر الذي لا يتوقف عند نقطة معينة- ربما تزول مرارة عدم حضور المشروع الكانطي في الفلسفة العربية بصورة موسعة ، وتكون القراءة السميرية واحدة من الالتفاتات الممكنة من اجل تجسيد الحضور ، والحفاط على صورة الفلسفة في الامة العربية كما عهدناه ايام ابن رشد وابن سينا وغيرهم كثير ، ويكون زميلنا الاستاذ سمير بلكفيف مفصلا للفلسفة العربية كما كان كانط مفصلا للفلفة الغربية الحديثة
-

اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|