الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكُرد مسلمون في الواجبات وكُّفار في طلب الحقوق

محمد صادق

2012 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا توجد في الكرة الأرضية أُمَةٌ تُحب أعدائها غير الأُمة الكردية , هذه الاُمة تحب قاتليها ومؤنفليها , وتحب أن تبقى مختبراً كالفئران لإعداءها , العبودية أصبحت جزءاً من دمائها , من خلاياها , ومن تركيبنها , العبودية أصبحت جزءاً من عاداتها وتراثها , هي الامة الوحيدة التي لا تهتم بلغتها وتراثها وأصالتها , بل تهتم كثيراً بلغة وتراث وتعليمات من يقتلها ويدمّرها , هي أُمةٌ عجيبةٌ غريبة , ربما توجد مثل هكذا أُمة في كونٍ آخر , لكن ليس في كوننا , هل نستطيع نحن الكرد أن نُحَدِّد من يقتلنا ؟ هل إنّ اليابانيون أم الأُستراليون , أم الآسيويون , أم الأفريقيون , أم الأوربيون , أم الأمريكيون , أم اليهود , أم المسيحيون , أم البوذيون , أم اللادينيون , أم الكفار يقتلون الكرد ؟ هل سمعتم ولو مرة واحدة بهكذا أخبار ؟ الذي يقتل الكرد هم سكان تركيا , وسكان إيران , وسكان العراق , وسكان سوريا , بماذا يدينون هؤلاء ؟ مع كل الأسف يُطلَق عليهم مسلمون !!!!! , ورغم كل هذه المأساة والقتل اليومي للكرد , نحن نحب ونتبع تعليمات قاتلينا من هذه الدول , وَنَكرَهُ أشّد الكُره الذين لا يقتلوننا , إنها مصيبةٌ كبيرة , وسببٌ رئيسي لمآسينا ومجازرنا السنوية , نحن الأمة الوحيدة التي يُفرَض علينا ان نتكلم بلغة أعدائنا خمس مرات يومياً , حتى بعد أن نموت , ربما الأفغانُ والبنكال والباكستانيين مثلنا أيضاً , لذلك تراهم مثلنا في ذيل القوائم الإحصائية في كل مناحي الحياة , وكيف لا وإنني أرى أطباؤنا ومهندسينا وصيادلتنا وأساتذةُ جامعاتنا يتركون شهاداتهم ويستأنسون بكلام رجال الدين ويقفون خلفهم , بدلاً من أن يكونوا أمامَهُم الذي هو مكانهم الحقيقي , في الدول المتطورة والمتقدمة يقف المهندسون والأطباء والمثقفين والعلماء في المقدمة دوماً , في دولتي وفي أُمتي يسألُ المهندس والطبيب رجل الدين كيف وبأي ساقٍ يدخلُ الى المرافق الصحية , هل باليمنى أم اليسرى ؟ من يأخذنا الى برّ الأمان إذا كان علماؤنا بهذا المستوى ؟ لماذا نحن هكذا سطحيين ؟ لماذا نحن نحب العرب هكذا والعرب يتهموننا إننا أصدقاء الإسرائيليين , بل ينعتوننا بأننا يهود المنطقة ؟ ويصفون الكرد بأنهم الجن في تراثهم وأحاديثهم ومقدساتهم , الى متى نبقى بعيراً لهم نحملُ تجارتهم الفاسدة الى الذين يحبوننا ويدافعون عنا عندما نحتاجهم ؟ من الذي دافعَ عن الكرد عندما حدثت الهجرة المليونية هرباً من سيف الإسلام صدام حسين ؟ الكُفار هم من دافعوا عنا ولم أسمع مسلماً واحداً قد أدان تلك المأساة العالمية , الكفار هم من أصدروا قراراً دولياً بحماية الكرد المسلمين من إخوتهم المسلمون , لكن مع الأسف نحن الكرد ساذجين دوماً ونهتم بلقاح وبحبوب طبية فاسدة من أعدائنا أكثر من إهتمامنا بخط العرض 36 الذي وفرهُ لنا الكفار , وتحت هذا الخط وبحمايته سمحنا بدخول سموم الأعداء , تارة بأسم الأخوة وتارةً باسم الإسلام , نتذكر جيداً هم لم يبنوا ولا مدرسة في كردستان , بل بنوا جوامع كثيرة وخاصة على الطرق الرئيسية حتى يوحوا للمنظمات الإنسانية والوفود الأجنبية إن هذا الشعب لا يفيدكم ولا تتعبوا وتهتموا بهذا الشعب وفعلا نجحوا في خطتهم الدنيئة , لقد أضعفوا الحس القومي والإنساني لدى الفرد الكرد واستطاعوا تغذيته بالفكر الذي يقضي عليه لقد نجحوا وبمساعدة كبيرة من بعض رجال الدين الكرد وأخطاء الأحزاب الحاكمة أن يُغَيّروا من نظرة المنظمات الإنسانية والأجنبية العاملة في كردستان حتى بدا لهم إنّ الكرد جزء من العرب وعلى هذا الأساس غير الغربُ خطته من خطة ( أ ) الى خطة ( ب ) فالتعامل مع أصحاب العبيد أسهلُ لهم من التعاملِ مع العبيدِ أنفسهم , إننا الكرد إذا إستمرينا بهذا المنهج , فإننا سنكون أول الخاسرين من نتائج ما يسمى بالربيع العربي وسيكون وبالاً وخريفاً علينا وسنحافظ على مؤامرة خريطة سايكس بيكو من الإنهيار وإنّ غداً لناظره قريب جداً , يا أيها العقلُ إني بَلَّغت , با أيها العقل إشهَد لي......... أين نحن في القرن الواحد والعشرون ؟ الكُفار يبحثون عن الحياة على المريخ , ونحن نبحث عن عَلَم كردستان على قشور بطاطة او بطيخ !!!!!!!!!!!!!!!!! , نحن جزءً من العرب , مِن مَن نستقيل؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية لك من الاعماق
هشيار بنافي ( 2012 / 8 / 17 - 18:51 )
اخي محمد انت صادق فعلا فيما تقوله في مقالك هذا، لذا ارجو ان لا يرى شعبك خيرا ابدا طالما يتبعون دين الذين اذلهم و استعبدهم و سبي نسائهم و احتل بلادهم!!!! . قبلاتي.


2 - أن الحرب لم تكن يوما إلاکوردیة ‑ صحراوية
rasha koyi ( 2012 / 8 / 17 - 18:51 )
لا توجد مهمة مقدسة اليوم أكثر من رفع الوعى العرقى لدی الکورد!
وفضح الأچندة الحقيقية لهؤلاء وكلهم بلا استثناء عربانجية دعاة الاشتراكية والقومية العربجية والإسلام التى تقود شعبنا للخراب والفاقة ولمحاربة الأمم الأكثر تقدما فى هذا العالم.. !


3 - حقيقة ان کتابتکم نير و مفيد
نامۆ-هۆلند ( 2012 / 8 / 17 - 21:10 )
تحية لفكرك النير ولتحليلاتك الواقعية

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج