الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((الفرق بين أختصار وأحتقار الزمن))

علي الشمري

2012 / 8 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((الفرق بين أختصار وأحتقار الزمن))
جميل جدا من الانسان ان يسعى لتغيير واقعه المعاشي والعلمي والحضاري نحو الافضل باقل فترة زمنية ممكنة ,, وان تتسابق الشعوب مع بعضها البعض لاقتناء المعرفة والتكنولوجيا ,وكيف تتجاوز الكوارث التي تحيق بها سواء طبيعية,كالفيضانات والاعاصير والزلزال والبراكين ,ام من صناعة بشرية كالحروب المدمرة وأتباع سياسة التخلف والجهل والانحطاط في حالة تولي قائد أرعن أو ديكتاتور مستبد تقاليد الأمور في بلده,أو من خلال فرض سلطة دينية تحاول أعادة عجلة التاريخ الى القرون الغابرة.
الامر يتوقف على قوة إرادة الإنسان والشعوب وعلى درجة ثقافتها ووعيها المجتمعي ,ومدى نظرتها للمستقبل دون الالتفات الى الماضي أثناء المسير ,تتسامى على جروحها ومصائبها وتجعل منها حافزا نحو التغيير وليس التشبت بها لغرض التباكي على أطلال الماضي.ونفس الشئ ينطبق على الفرد ,فهناك من يحاول أن ينهي دراسته الاولية عبر طرق التسريع اختصارا للزمن ,وهناك من يتخذ من الإحباط والفشل الذي يصيبه في مجال معين منطلقا نحو النجاح والابداع في جوانب حياته الاخرى,وأن قوة ارادة الشعوب هي نتاج لقوى الارادة الفردية.
فالشعوب اليابانية خرجت من تحت رماد القنبلة النووية لتعيد امجادها وحضاراتها فاقت كل توقعات وأصبح منافس كبير للصناعة والاقتصاد العالمي وعندما ضربها الزلزال أعادة بناء المدن التي ودمرت بوقت قياسي وأفضل مما كانت عليه
,الشعوب الاوربية وبقوة أرادتها رفضت الموروث الكنسي وقامت بفصل الدين عن الدولة بعد أن أيقنت أنه السبب في تخلفها وعجزها على بناء الحداثة ,
أما في عراقنا الجديد والذي اصبح يسمى ببلد الغرائب والعجائب ,فكل شئ فيه أصبح على العكس مما تفعله الشعوب .فأختصارا للزمن ولغرض جمع أكبر كتلة نقدية عمدوا الى سرقة المليارات من الدولارات بدلا من الملايين من الدينار.وراحوا الى أشاعة النعرات الطائفية والمذهبية بدلا من أشاعة الروح الوطنية ليدخلوه في دوامة الصراعات الضيقة,وأختصارا للزمن وبدلا من ان يسرقوا كميات من النفط وتهريبه عبر الشاحنات ,أصبحت لغة الارقام تتحدث عن فقدان الملايين من براميل النفط الخام, ,وأختصار للزمن من أجل أشاعة الجهل والتخلف راحوا ينبشون التاريخ قبل أكثر من ألف عام ليستخرجوا ما أختلف عليه الاجداد انذاك وتقديمه لبهائهم كمادة جيدة للاجترار وغير قابلة للنضوب.
لم ولن يحاولوا التفكير للاستفادة من علوم الاخرين ,شعوب أوصلت نسائها الى القمر وأخرى تتسابق لاكتشاف علم المريخ ونحن لا زلنا نختلف حول المرأة وهل هي عورة أم لا وهل لبس الحجاب وجوب او مستحب ,وهل هي جديرة بأعتبارها ككيان أنساني يجب مساواتها مع قرينها أم تبقى ناقصة عقل ومهمشة أجتماعيا وسياسيا .
وأختصارا للزمن من اجل بلوغ حلمهم بأقامة دولة دينية مستبدة ,يحاولون الالتفاف على أرادة الشعب الذي صوت على دستور نص على عراق ديمقراطي تعددي ودستور مدني .من خلال فرض الفيتو الديني على قرارات المحكمة الاتحادية ,وأختصار مراحل الديمقراطية بخطوات متسارعة لاسلمة المجتمع وفرضه دستوريا على المكونات الاخرى,
ولاجل التخلص من الفقراء والخصوم ومشاكلهم التي أصبحت مستعصيةالحل ليس لكثرتها او صعوبتها وأنما لضيق أفقهم الفكري وفقدانهم لبصيرتهم راحوا الى قتلهم بطرق شتى بدلا من شن الحروب العبثية ضد دول الجوار,
وأختصارا للزمن وبدلا من يساعدوا شعوب المنطقة لنجاح ربيع ثوراتهم ضد مستبديهم ,راحوا يحشدون الافكار ,بان الشواهد تدلل على أن الاحداث التي تجري حاليا هي أحدى علامات الظهور وأن ما يجري على الساحة السورية هو السفياني وجيشه ,وعلى الجميع الاستعداد له لدحره وأن أقتضى الامر فالرايات السود والخضر والحمر سوف تأتي من الشرق للمساندة ,.واعلامهم يطبل للقاتل بشار بانه أشرف من السلفيين القتلة وبقاءه أفضل من غيره رغم وحشيته تجاه شعبه؟
انه اختصار للتاريخ والزمن واختزاله بأساطير الماضي من أجل سرقة أنتفاضات الربيع العربي ,وأسقاط شعوبها في فخ الوهم الديني وخرافاته,وأستبدال الد يكتاتوريات الشمولية بأخرى دينية أشد خطورة من سابقتها ألا وهو الاستبداد الديني ,والذي بدات ملامحه ترتسم على الكثير من النظم التي تدعي أنها ديمقراطية؟
فهل لا زالت أحابيلهم تنطلي علىشعوبهم ؟؟؟أم ان الصدمة سوف تيقظهم من سباتهم العميق؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التعويض عن الفشل
حسي محيي الدين ( 2012 / 8 / 12 - 16:18 )
لاشك ان القوى السياسية التي فشلت في اسقاط النظام الدكتاتوري وجدت مكان لها في ظل الاحتلال ما يعني انها تحولت من قوى سياسية الى شرطة في خدمة الاحتلال وذلك منتهى السقوط الانساني فماذا تتوقع من قوى ساقطة اخلاقيا وسياسيا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - أخبطها وأكو من يصفيها
علي الشمري ( 2012 / 8 / 12 - 23:24 )
الاخ والصديق حسين محي الدين المحترم
كما ذكرته هو عين تالصواب ولا يختلف عليه أثنين من العقلاء ,ولكن مصيبتنا انهم يحاولون أفشال شعب بكامله وتحويله الى مرتزقة اجراء,كي يصبح الجميع بالهوى سوى.
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب