الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى شباب مصر على الفيس بوك

محمد حسن عبد الحافظ

2012 / 8 / 12
المجتمع المدني


ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اسمحوا لي أن أعبر عن إعجابي وسعادتي بهذا الحوار المتمدن الحيوي. وآمل ألا ينقطع الحوار أبدًا وخصوصًا في الشدائد التي ليس مستبعدًا أن يعيشها المصريون، أو قطاع كبير منهم، أو حتى قطاع صغير. ولا أود أن أكرر ما سمعته منكم (وأقول سمعته وليس قرأته، فكأني أراكم). لكن ما أوده هو (وهذا ما أحاول الاجتهاد فيه دومًا) بلورة حواركم وصوغه في إطار يهدف إلى إنتاج مبادرة أو فكرة أو إبداع شيء جديد في الحياة الواقعية على الأرض وتحت السماء وبين الناس، والأهم والأجدى في ذواتنا وأرواحنا كأفراد ومواطنين مصريين. وهكذا فعل – ويفعل - شباب البلدان التي استحقت وتستحق النهوض والتقدم بالفعل. وأحدد الشباب هنا على سبيل الخصوصية، وليس الحصر، فالأمر في النهاية يتعلق بكل الأجيال، لكن من طبائع الشباب تحديدًا الجرأة والرغبة في التحقق والسعي للبناء والابتكار والتفاؤل حيال المستقبل. ولدي تصور قديم (قبل الثورة) أن الجيل الذي يتراوح عمره بين 35 و 45 سنة (ولا استثني الأصغر والأكبر من ذلك قليلاً أو حتى كثيرًا فللشباب امتداد عمري أوسع من ذلك، ولا حد لامتداده على الصعيد المعنوي)، هو رمانة الميزان في هذا الوطن، ذلك لأنه عاين جزءًا مهمًا من الماضي، ويسعي لبناء الجزء الأهم من المستقبل.
إنني أدعوكم إلى التأمل في بعض الأسئلة، وأثق في أنكم قادرون على إنتاج إجابات مبدعة تليق بكم وبمستقبلكم:
هل الرئيس يعبر عن الشعب (الشعب كله) أم الشعب يعبر عن الرئيس (الرئيس وحده)؟ قطعًا لا أحد منكم يقول إننا نرى الأمر على قاعدة أن الشعب هو الذي يعبر عن الرئيس. وساذج ذلك الرئيس (وهو الدكتور محمد مرسي الآن وهنا) إن اعتقد في أنه الموجِّه للشعب والمعلم والملهم والآمر والناهي ... إلخ (سجلت له في أيامه الأولى جملة واضحة ودالة: أعاهد الشعب المصري على أن أكون أجيرًا عنده). إذن فكروا في كيف يعبر الرئيس عن الشعب؟ ماذا علينا أن نفعل في الحياة لنكون جزءًا فعالاً من هذا الشعب الذي يعبر عنه الرئيس؟ كيف تكونون مشاركين في صنع القرار؟ ما المبادرات التي بوسعكم إبداعها في الواقع مع الناس؟ كيف يكتشف كل منكم دوره (الذي لا يُقاس بالكِبَرِ أو الصِغَرْ) في هذه الحياة، بدءًا من الذات وانتهاءً بالرئيس؟ ولنتابع لحظة بلحظة ما مدى تعبير الرئيس عن طموحات الشعب عن مطالبه المادية وغير المادية؟ وما مستوى هذا التعبير؟ وما وقائعه وتجسيداته على الأرض؟ وتذكروا كل يوم، بل كل لحظة، ما لم نكن نتذكره قبلاً: للرئيس أربع سنوات، يقرر الشعب قبل تمامها قليلاً (وربما كثيرًا!) مصير هذا الرئيس ومصير تجربته بكل عناصرها.
أكرر سعادتي بحواركم البنَّاء الذي لا ينتهي.... ولا أود أن أثقل ذاكرتكم بالتكرار، لكن من المهم التذكير (والتأنيث كذلك!) بأن الحوار إن استمر فإنه يعبر عن لغة الأكفاء وقيمهم التي تحترم الآخر وتقدره وتتعاون معه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حالة -إسرائيل- مزرية ونتنياهو في حالة رعب من إمكانية صدور مذ


.. احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات اعتقال إسرائيل




.. خيام لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف.. موجات الحر تفاقم معا


.. العالم الليلة | ترمب: أتطلع لمناظرة بايدن.. ونتنياهو لعائلات




.. الأمم المتحدة تبدي انزعاجها من إجراءات إنفاذ القانون ضد محتج