الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الأصولية والأصوليين

محمد حسن عبد الحافظ

2012 / 8 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ــــــــــــــــــــــــ
1.
الستينيات
وما أدراك ما الإخوان!

2.
إننا نبت آباء أصلاء وأمهات طيبات. زرعوا في أنفسنا - منذ آلاف السنين - التدين الذي به نحب الناس، ونكره الظلم، وننزع التشدد، ونلمس الخير، ونواجه الأصوليين.

3.
لست أخشى تهديدات الأصوليين وعنفهم الذي يصنعونه من النصوص المقدسة. فوعيهم مصمم على أساس أن الدين دينهم وأن النص الديني نصهم. وكما ترون، كلما زاد عدد الملحدين، ازدادت شرعية وجودهم في حياتنا. ولذلك تجد خطابهم يقتات على الشذوذ والإلحاد والمروق والكفر وغيره من التوصيفات، فتلك عدتهم الأساسية في إرعاب العامة؛ ذلك الإرعاب المقتطع من سياقات النصوص الدينية نفسها، ليصنعوا لها استقلالاً ذاتيًّا؛ ذلك لأن الرعب في النفوس يضمن الطاعة المطلقة لهم، وللحاكم الذي يقدسون.

4.
قرأت في مقرر التاريخ للصف الأول الثانوي ما نصه: "ولكن أحوال البلاد بد أت في الانهيار، إثر الثورة الدينية التي قام بها الفرعون إخناتون، كما فسدت الإدارة الداخلية في البلاد، مما أدى بالفرعون حور محب بإصدار القوانين التي ضرب بها على أيدي العابثين والمفسدين".
وأقول: "حقًا إن أحوال البلاد بدأت في الانهيار، إثر الثورة الشعبية التي قام بها أحفاد إخناتون العظيم ضد مبارك الآموني وكهنته، كما فسدت الإدارة الداخلية في البلاد من قبل أعداء الثورة وفلول النظام القديم وصناع الفوضى، مما أدى بأحفاد حور محب (الذين لم يولدوا بعد) بإصدار القوانين التي ضربوا بها على أيدي العابثين والمفسدين".

5.
إلى الأصوليين الذين يعلمهم الشعب المصري درسًا تاريخيًّا:
مبروك نجاحكم في الجولة الأولى للانتخابات النيابية 2011. واعلموا - أصدقائي - أن مستهل هذا الدرس هو باكشاف الشعب المصري لتناقضاتهم.. ونهاية هذا الدرس هو فضح فشلهم في حل مشكلاته الحقيقية. يعرف الشعب المصري جيدًا أن الأصوليين (السلفيون وغيرهم) فاشلون، لكنه يمنحهم فرصة بديلة عن التطرف والاتجاه للإرهاب المسلح خاصة في هذه المرحلة الانتقالية العسيرة. كما لن ينسى المصريون أن السلفيين هم خدم النظام الفاسد وأحد أذرعته، وأنهم أعوان مخلصون لجهاز أمن الدولة سيء السمعة. لكن المصريين يحولون دون تحول الأصوليون إلى جماعات مشردة بعد قطع رؤوس ولاة أمورهم الفاسدين.. فالأصوليون في نظر المصريين هم يتامى في نهاية المطاف، بقطع النظر عن كون آبائهم وأولي أمرهم في الماضي فاسدون وفاجرون وظالمون.

6.
من المدهش نسيان أن الأصوليين في مصر هم جزء من بقايا النظام الفاسد. وأنهم خدم أمن دولة النظام الفاسد، وأنهم منفذو خطة فوضى النظام الفاسد، وأنهم كانوا أداة الضغط على المسيحيين والتيارات المدنية من قبل النظام الفاسد. وأنهم حتمًا سيواصلون الانقضاض على الثورة لتشويهها ثأرًا لبراثن النظام الفاسد. وأنهم حائط الصد ضد مخاطر الربيع العربي على العروش المستبدة. إنهم ليسوا فلولاً فحسب، بل هم الوجه الجديد للنظام الفاسد، السلفية هي ذقن النظام الفاسد نفسه ونقابه.

7.
هكذا أتقن الأصوليون ممارسة فن التنفير والإقصاء وخدمة الأسياد في السلطة. يقول قائل: لماذا تكشفون هذه الحقيقة في اللحظة التي يعلن فيها السلفيون انخراطهم في ركب الثورة؟ فأقول: كيف نسمح بغسل ماضيهم الملوث في ثورة مطهَّرة؟ وكيف نسلم بانضمامهم إلى ثورة الشعب المصري وهم أبرز عوائقها وأعداءها، في الماضي وفي المستقبل؟!

8.
ذات مساء، شاهدت خطبة لوذعيّة عصماء عن ما يسمى بفريضة الحجاب، اعتمد فيها صاحبها أسلوب المقارنة المتشابكة بين مجالات لا تصلح للمقارنة، وفقًا للمرجعية الإبستمولوجية الورعة التي تتمركز على ميكانزمات بنيوية مؤمنة، ترى الأدنى من منظور الأعلى، وتنظر للأعلى بعيون الأدنى. وترى القلة كثرة، والكثرة قلة، وترى الكثرة في أصلها قلة، والقلة في جذرها كثرة، مما يجعل انبثاق فكرة الحجاب من قاعدة العين الزايغة يتمأسس على أبعاد بورنوفسيولوجية تتغيا مبدأ الحاكمية المطلقة لكلمة الله العليا التي يتمثلها حفنة من الجماعات الدنيا.
ـــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب