الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة ُالأخْلاق و خُصُوصيّة التفلسُفِ المغربي / رؤية ٌ شاملة ٌ .

أيوب بن حكيم

2012 / 8 / 14
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المجال : فلسفة الأخلاق و علمها [1].
أَيُّ مُفْتَرِِضٍ لِفـَرَضِيَّةٍ مَنْطِقِيَّةٍ مَا يَجِبُ أنْ يَنْطَلِقَ مِنْ مُسَلَّمَةٍ تَصْرِيحًا أو تَلْمِيحًا ؛ تَبَاعًا فَنَحْنُ بِوَصْفِنَا مُسْلِمِينَ ، نَفْتَرِضُ فَرَضيَّةَ التَّسْلِيمِ التي فَرَضَهَا "طَهَ عَبْدُ الرَّحْمَانِ" وَ هِيَ " لاَ إِنْسَانَ َ بِلاَ أَخْلاَقٍ ، وَ لاَ أخْلاَقََ بِغَيْرِ دِينٍ ، إِذَنْ ؛ لاَ إِنْسَانَ بـِلاَ دِينٍ "، وَ إِنْ أَرَدْنَا مُنَاقَشَتَهَا بِاسْتِفَاضَةٍ فَمَا عَلَيْنَا إلاَّ أنْ نُفَكِّكَهَا إلَى أجْزَائِهَا الأَوَّلِيَّةِ المُكَوِّنَةِ لَهَا .فلنتفقْ أوَّلاً أَنَّ أيَّ واحدٍ مِنَّا حِينَمَا يَفْتَرضُ اِفترَاضًا لاَبُدَّ لَهُ أنْ يَنْطَلِقَ مِنْ مُسَلَّمَةٍ مَا أو مُسَلَّمَاتٍ عِلْمًا أمْ جَهْلاً أمْ قَصْدًا ،أمَّا عَنْ مُسَلَّمَتَيْ الأخْلاقيةِ الإسْلاميةِ فَهُمَا :
أ ـ المُسَلمَةُ الأُولَى / الصِّفَةُ الأَخْلاَقِيَّةُ للإنْسَاِن ؛ أيْ لاَ إنْسَانَ دُونَ أخْلاَقٍ،كَمَا تَتَبَنَّى الأخْلاَقِيةُ الإِسْلاَمِيَّةُ رُتـَبَ الهويةِ الإنسانيةِ التِي تَنبنِي عَلى الأخْلاقِ وَ ليْسَ عَلَى العَقْلِ، وَ تِلْكَ الرُّتَبُ أعْلاَهَا رُتْبَةُ "الحِكْمَةِ" وَ يُسَمِّيهَا طَهَ "رُتْبَةَ التَّأيِيدِ" وَ تَلِيهَا رُتْبَةُ "المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ" وَ يُسَمِّيهَا طَهَ "رُتْبَةَ التَّسْدِيدِ" ثُمَّ رُتْبَةُ "المُجادلة"وَ وَسَمَهَا طَهَ بـ"رُتْبَةِ العَقْلِ المُجَرَّدِ" اِنطلاقا من الآية الكريمة "أدْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَ المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَ جَادِلـْهُمْ بالتِي هِيَ أَحْسَن"[النحل 125 ] ، كَمَا أنَّ مِنْ خَصَائِصِ المُسَلَّمَةِ الأُولَى أنَّهَا تَعْتَرِفُ بِتَدَرُّجَاتِ الفِعْلِ الخُلُقِي حَسَبَ الأطْوَارِ وَ الأَفْرَادِ ، وَ يُلَخِّصُ "اِبنُ خَلْدُونٍ" هَذِهِ المُسَلَّمَةَ فِي قَوْلِه " إذَا فَسَدَ الإنْسَانُ فِي قُدْرَتِهِ عَلَى أَخْلاَقِهِ وَ دِينِهِ،فَقَدْ فَسُدَتْ إنْسَانِيَّتُهُ وَ صَارَ مَسْخًا عَلَى الحَقِيقَةِ" ؛ بِمَعْنَى أنَّ الأخْلاَقِيَّةَ الإسْلاَمِيَّةَ تُصَنِّفُ الإنْسَانَ بِكَوْنِهِ إنْسَانًا اِنْطَلاَقًا مِنْ الأخْلاَقِ أوَلاًّ مَتَى عَلِمْنَا أنَّهُ لاَ وُجُودَ لِدَلِيلٍ قاطع عَلَى أنَّ الحَيَوَانَ لاَ عَقْلَ لَهُ.[سؤال الأخلاق ] .

ب ـ المُسَلَّمَةُ الثَّانِيَةُ / مُسَلَّمَةُ الصِّفَةِ الدِّينِيِّةِ لِلأَخْلاَقِ ، وَ مِنْ ذَلِكَ أنَّ لاَ فَرْقَ بَيْنَ الأَخْلاَقِ وَ الدِّينِ فِي النَّظَرِيَّةِ الإِسْلاَمِيَّةِ ؛ أيْ أنَّهَا نَظَرِيَّةٌ تُؤْمِنُ بِالمُطْلَقِ ، فَيَتَرَتَّبُ عَنْ النَّظَرِيَّتَيْنِ أنَّ الإنْسَانَ هُوَ "الكَائِنُ الحَّيُّ المُتَدَيِّنُ" [سؤال الأخلاق]، فَهَوِيَّةُ الإنْسَانِ مِنْ هَوِيَّةِ اِعْتِنَاقِهِ للدِّينِ،يَقُولُ "محمد إقبال" فِي بَيْتٍ شِعْرِي :

إِذَا الإِيمـَـانُ ضَاعَ فَلاَ أمَـانَ // وَ لاَ دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحْي دِينَا
وَ مَنْ رَضِيَ الحَيَاةَ بِغَيْرِ دِينٍ // فَقَدْ جَعَـلَ الفَـنَاءَ لَهَا قَرِينَا

وَ لنَنْتَقِلْ إِلَى مُسْتَوًى ثَانٍ يَهْتَّمُّ بـِنَقْدِ الآخَرِ . .
ـ خَلَلُ وَ تَهَافُتُ نَظَرِّيَّةِ " لاَ وُجُوبَ مِنَ الوُجُودِ" :
مِنَ المَعْلُومِ أنَّ الثَّقَافَةَ الغَرْبِيَّةَ العَقْلاَنِيَّةَ اِنْبَنَتْ فِي فَهْمِهَا للأخْلاَقِ العَقْلاَنِيَّةِ عَلَى قَوْلَةٍ للفيلسوف التَّجْرِيبِي "ديفيد هيوم" وَ هِيَ " لاَ وُجُوبَ مِنَ الوُجُودِ" ، التِي تَعْنِي أنَّهُ لاَ وُجُوبَ مِنْ أنْ تَتَأَسَّسَ الأخْلاَقُ عَلَى مَا هُوَ "خَبَرِيٌّ إيمَانِيٌّ" أيْ ؛ كَمَا فَصَّّلَ هْيُوم "أنَّ الأحْكَامَ الإِيمَانِيَّةَ وَ أخْبَارَ المُعْجِزَاتِ لاَ تَصْلُحُ أنْ تُؤَسَّس الأَحْكَامَ الأخْلاَقِيَّةَ " ضَارِبًا آراءَ هُوبْزْ وَ دِيكَارْتْ ، فيجعل "دفيد هيوم" الِإدْرَاكَاتِ الحِسِّية َ أسَاسًا لِكُلِّ الأفْكَارِ التِي يَحْمِلُهَا الإنْسَان .
تَنَاسَى "هْيُومْ" أنَّ الخَبَرَ بِطَبِيعَتِهِ خَبَرٌ عَقْلِيٌّ كَذَلِك،بِدَلاَلَةِ أنَّنَا نَعْقِلُه،فَهُنَاكَ تَمَاهٍ بَيْنَ الخَبَرِ وَ العَقْلِ إذَنْ وَ هَذَا مَا تَنَبَّهَ لَهُ" نَقْليٌّ مِثْلَ الأَشْعَرِيِّ إذْ قَالَ "العَقْلُ هُوَ العِلْمُ" [ أنظر حسن حنفي،من العقيدة إلى الثورة ج 1 المقدمات النظرية] بِدَلاَلَةِ أنَّهُ لاَ فَرْقَ بَيْنَ العَقْلِ وَ الوَحْي والشرع،فَكُلُّ شَرْعٍ هُوَ عَقْلٌ مِنَ الخَارِجِ وَ كُلُّ عَقْلٍ هُوَ شَرْعٌ مِنَ الدَّاخِلِ،[ أنظر الراغب الأصبهاني" ،"تفصيل النشأتين" ص 117 ] .
مِنْ جِهَةٍ أخْرَى لاَ شَكَّ أنَّ هُنَاكَ مُتَخَلِّقِينَ غيرُ مُتَدَيِّنِينَ بِدِينٍ سَمَاوِي، و هُمْ المادِّيُونَ و العَلمَانِيُّونَ وَ التَّارِيخَانِيُّونَ وَ الوَضْعِيُّون،وَ كُلُّ الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالمُطْلَقِ عُمُومًا،وَ تَنَاسَوْا أنَّ اِخْتِرَاعَهُمْ لِمَبْدَأْ "النِّسْبِيَّةِ" اِخْتِرَاعٌ أيْضًا لِمُطْلَقِيَّةِ "النِّسْبِيَّةِ"،وَ نُشِيرُ أنَّ العَقْلاَنِيِّينَ اللأَخْلاَقِيِّينَ مَا بَعْدَ "دِيكَارْتْ" "اخْتَلَسُوا" مَفَاهِيمَ إيمَانِيَّةً مِنَ الدِّينِ المَسِيحِيِّ وَ سَتَرُوا ذَلِكَ [ أنظر سؤال الأخلاق ص 22 ] لَكِنَّنَا لاَ نَتَكَّلَمُ عَنِ الأَشْخَاصِ بَلْ عَنِ "النَّظَرِيَّةِ" ، وَ النَّظَرِيَّةُ الأخْلاَقِيَّةُ غَيْرُ الدِّينِيَّةِ أَوْصَلَتْ الإِنْسَانَ إلَى ضِدِّ مُبْتَغَاهَا نَظَرًا لِهُلاَمِيَّةِ الوَسِيلَةِ وَ اِنْعِدَامِ الغَايَةِ الحَقَّةِ ،حَيْثُ تَنْبَنِي النَّظَرِيَّةُ العَقْلاَنِيَّةُ عَلَى :
ـ لاَ أَخْلاَقَ فِي التِّقْنِيَّةِ وَ العِلْمِ .
ـ لاَ غَيْبَ فِي المَعْرِفَةِ العِلْمِيَّةِ..
وإذا تتبعنا هاتين القاعدتين المؤسستين للحضارة اللوغوسية الغربية نجد أنهما يُسَبقان المعرفة على الغيب و التقانة على الأخلاق ، لذلك لا غرو أن نرى دعوات الاستنساخ في كل مكان،ودعوات الشذوذ والبهيمية ترفل في نعيم من التشريع بفضل دفاع المجتمعات المدنية عنها بدعوى الحرية ؛ أي لا وازع دينيا يقي هذه الحضارة من الانهيار .
في نفس الآن و من داخل حضارة اللوغوس التي تجعل الأخلاق تابعة للعقل المجرد،نبعت أصوات تدعو إلى خطورة الأخذ بالعلمية المجردة عن الغيب و بالتقنية المنزهة من الأخلاق ، فإذا صح القول الحداثي للاخلاق فإن نظرية الأخلاق عندهم و المبنية على العقلانية و الموضوعية و اِنفكاك القيم عن الدين غير صحيح بدلالة أن الغرب يخوض معركة من أجل تصحيح المسار خصوصا من جهة دعاوى"مابعد الحداثة" في ضربها لمفهوم العقل ذاته، وعندما ينتقد متفلسفة في قيمة "يوناس" انطلاقا من نظرية المسؤولية من خلال كتابه "مبدأ المسؤولية : أخلاقيات من أجل الحضارة التكنولوجية" والذي حاول فيه إرجاع ما للأخلاق الدينية عبر الكلام عن مبدأ نؤمن به نحن المسلمين وهو "مبدأ الاستخلاف" في الأرض،كما عبر "يورغن هابرماس" في "نظرية التواصل" ـ من خلال عدد من إسهاماته أهمها "الأخلاق و التواصل" و كذلك"كارل أوتو آبل" في كتابه "في مسألة التأسيس العقلي للأخلاقيات في عهد العلم" ـ عن مبدأ جديد للأخلاق يضرب بعرض الحائط مبدأ "لا غيب في العلم" و "لا أخلاق في التقانة" وهو مبدأ "التناظر" عن طريق الإجماع،كما قالت الفلسفة الغربية المعاصرة بنظرية "الضعف"،عند "جاك إيلول" و "دومينيك جانيكو" مثلا ، حيث تحدثا عن قانون"الانقلاب" الأخلاقي الذي جاءت به الحضارة اللوغوسية والتي أضرت بالإنسان حتى أصبح عدميا لا يدري أين يتجه،كما أضحى عبثيا يفعل كل شيء بغير وازع إيماني يزرع الأخلاق فيه.

1 ـ في اللغة :

الأخلاق من الخُلق ، و الخُلق من الخِلقة ؛ أي أن الخلقة تعني إيجادا فاِنوجادا،بمعنى أن الخُلق فطرةٌ موصولة بالموجد الذي هو الخالق،فكيف نفصل بين الخِلقة و الخالق و الأخلاق ؟!

2 ـ في التقسيم البشري :

الجنس البشري ينقسم إلى :
أ ـ جسد / مادة .
ب ـ عقل / فكر .
ج ـ قلب / نية و حب .
د ـ روح / تدين و أخلاق.
وفي الإسلام لا نفرق بين هذه المكونات جميعِها بل نماهيها من أجل حفظ الحياة و الفكرة ..إلخ ، ومن دلائلنا على ذلك آيات كثيرة من الوحي الذي هو خبري تدعو التأمل الذي هو عقلي ومن ذلك الآيات الآتية :
ـ "فلينظر الانسان مم خلق" الطارق/ 5.
ـ "فلينظر الانسان الى طعامه"عبس/ 24.
ـ "وفي أنفسكم أفلا تبصرون" الذاريات/ 21.
ـ "أفلا يبصرون" السجدة /27.
ـ "كتاب أنزلناه مباركا ليدبروا آياته" ص/29.
ـ "أفلا يتدبرون القرآن" محمد/ 24.
ـ "أفلم يدبروا القول" المؤمنون/68.
ـ "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الجاثية/13.
ـ "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون" الرعد/3.
ـ "لعلكم تتفكرون" البقرة/219.
ـ "أن تقوموا لله مثنى و فرادى ثم تتفكرو" سبأ/ 46.
كما أورد "الفخرُ الرازي" في التفسيرٍ الكبير والقرطبي في تفسيره قولَ النبي الكريم(ص) "ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأمل فيها" على الآية التي تقول"إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" آل عمران/ 190...
كما أنه لا فرق بين القلب و العقل عندنا ومن ذلك قول الشرع الذي هو عقل من الداخل :
"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها" الحج/46.

3 في الخصوصية المغربية :

لا شك أن هناك خصوصيةً مغربيةً واضحةً في التعاطي مع منظومة الأخلاق،اِبتداءً من كتابات "محمد عزيز الحبابي" وحديثه عن الشخصانية الإسلامية التي تقوم على ما سماه "الكوجيطو الإسلامي المقلوب" وهو شهادة "ألا إله إلا الله محمد رسول الله" و "عبد الله العروي" الذي رأى في "خواطر الصباح" أن النظامَ الأخلاقيَّ ضروري كل الضرورة و مقدم على كل نظام آخر،و "أحمد العلوي" في "التمثال و الطبيعة" في رده على "محمد أركون" حيث قال إن الأخلاقَ مقدسةٌ ولا تنفصل عن الدين، و "محمد عابد الجابري" في "العقل الأخلاقي العربي "،الذي رأى ضرورةَ نهوض الأخلاق على "الموروث الإسلامي" خصوصا المروءة من أجل بناء المصلحة الإنسانية،و اِنتهاء بـ"طه عبد الرحمان" الذي وصل الـخـُلق بالعمل و العلم و الشرع و الوحي و القلب في عموم مشروعه و خصوصا في "سؤال الأخلاق" و "سؤال العمل ."..

4 ـ في المنهج ؛ طه عبد الرحمان نَمَوْذَجا :

الفيلسوف المغربي "طه عبد الرحمان" يفرق جيدا بين الإنسان"الدياني" المتعصب وبين الإنسان الاِئتمانيِّ الرحب صدره المتعددة صور تقبله للآخر،من جهة ثانية فالفكر الطهاوي ليس هو فكر الإنسان "اللاهوتي" أو عالم الكلام عموما وإنما ينتمي إلى ما يسمى"فلسفة الدين" ، ولعمري كم يرفض دعاة الفلسفة بآخرة الفلسفة الدينية لمجرد أنها تقوم على مسلمات غيبية كما تقوم الفلسفة المجردة/الموضوعية على مسلماتها العقلية المادية .
من جهة الأخلاق فقد بينا من قبل خلل ذلك القانون الهيومي الذي فرق بدون أية حجة منطقية بين الدين و الأخلاق ، و لنفترض أن هيوم على صواب ، فهل يعني أننا بوصفنا مسلمين يجب أن ننساق وراء دعاويه ؟ كما أن هذا القانون قادنا إلى آفات أخلاقية سندرجها تَباعا.
المسلمتان الإسلاميتان في الأخلاق تقومان على عدم التفريق بين كثير مما ينفصل في حضارة اللوغوس،فالإسلام لا يفرق بين الخلق و الشرع و الوحي و العمل و العلم،فالكل في خدمة الكون بقيمة التعبد.
فإذا كانت الحضارة اللوغوسية على صواب في ما تدفع به من أن الأخلاق من العقل.

4ـ1 عدم شمولية الأخلاق العقلية للممارسة البشرية :

نحن نلاحظ كيف أن الممارسة السياسية مليئة بكل ما يخالفُ الأخلاق من نفاق و كذب و حب شهرة..إلخ كما نلاحظ أن القوانين العقلية لا تضبط أخلاقا دنيئة كالكذب و الرياء والنفاق و الحسد، في حين أن الأخلاق الدينية تحاسب حتى النية بله تمثل النية أفعالا.

4 ـ 2 الآفات الثلاث للحضارة الأخلاقية اللوغوسية حسب طه:

ـ آفة التضييق ؛ حيث أُعْطِيتِ الأولوية للمنطق و يقول كارناب هنا"لا أخلاق في المنطق"،أي تم التضييق على الأخلاق بدعوى العلمية والموضوعية،فالأخلاق ما هي إلا كماليات إذن،في حين أن الأخلاق أساسُ الدين و الحياة"إنما بعثت لأتمم مكارم/صالحَ الأخلاق" ،"الدين المعاملة"..
ـ آفة التنقيص ؛ إذ انتقلت الأخلاق إلى رتب متأخرة بفعل الممارسة الإنسانية في السياسة و التدبير الاجتماعي فسادت الكثير من البهرجات اللاأخلاقية فتراجعت الأخلاق ونرى ذلك بوضوح في الممارسة الديمقراطية السياسية و النقابية .
ـ آفة التجميد :حيث أن القانون يضبط كل شيء في حين أنه لا يمكنه أن يضبط الأخلاق ؛ و النتيجة أن أضحت الأخلاق فعلا خارجا عن سلطة القانون،وبما أن له الأولوية القصوى فللأخلاق الأخروية الدنيا.
من جهة أخرى علينا أن نعلم أن "مابعد الحداثة" جاءت لتقوض مركزيات العقل البشري عموما عبر التصالح مع بعض الأديان الشرقية مثلا،فأنا هنا أسأل بعض "المابعد حداثيين" الذين يفكرون في ما بعد الحداثة بعقل حداثي، كيف تنافحون عن حضارة القول في حين أنكم تنتمون فكريا إلى حضارة ما بعد القول ؟ كيف تدافعون عن العقل في حين أن التفكيك يضرب مباشرة في جميع المعايير العقلية و الآلهة الميتافزيقية لدرجة أنه ينتقد ذاته ؟
ـعلينا ها هنا أن نعرف أن طه عبد الرحمان لا ينتقد العقل إلا من خلال تجرده ويؤمن بالعقل المسدد و المؤيد العمليين و المخلقين من جهة الغاية و الوسيلة .
أما من جهة ثالثة فلنكن واقعيين وبراغماتيين قليلا و لننظر إلى نتائج الحضارة اللوغوسية التي اِنبنت على العقل و من ثمة نحلل الأمثلة و نبين "أخطاء المستنقع" الذي تغوص فيه هذه الحضارة إن صح أن نسميها حضارة :
ـ ممارسات بهيمية أدت سطوتها إلى تشريعات أكثر بهيمية،مثال ذلك أن ألمانية تزوجت أخاها وولدت منه ثمانية أطفال مشوهين في ضرب صارخ للأعراف الفطرية لكن ذلك لا يتعارض مع القانون ، ماذا ستفعل الحضارة اللوغوسية ؟ ستخرج لنا قوانين جديدة تحمي هؤلاء المشوهين،فعوض أن تبتر"الأخلاق العقلية" هذا الفعل من جذوره نراها تحميه و تراعي خصوصية الأطفال الناشئين عنه،بذلك تكون قد أصلحت خطأ بخطأ،وتنجر هذه الحضارة بفعل "أخلاق المستنقع" إلى مزيد من البهيمية.
ـ الأخلاق اللوغوسية بطبيعتها تمقت الوصاية الفكرية في حين أن هذه الأخلاق تعمل على "تقليم" أظافر كل من يحاورها بإسم تلك الأخلاق نفسها ، من ذلك أن مؤرخا إنجليزيا تبرأ من "الهولوكوست" فحكم عليه بسنة سجنا نافذا،إذن على الحضارة اللوغوسية أن تحكم على أكثر من مليار إنسان بالسجن ممن ينفون وقوع الهولوكوست .
ـ يُتبع ـ
هوامش :

[1] نفرق تفريقا بين "علم الأخلاق" و "فلسفة الأخلاق"،وها هنا اِستعملنا آليات الإثنين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مرحبا بك أخي محمد
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 14 - 15:22 )
ـ يبدو أنك لم تستطع محاورة الجانب المنطقي و الفلسفي في المقالة،أنا انتقدت ـ اِنطلاقا من رؤى لفلاسفة معينين ـ الجانب التجريبي و الفلسفي للفلاسفة الذين رأوا في العقل منبعا للأخلاق ، في حين بينا أن مقولة هيوم خاطئة و غير منطقية ولا ضرورية لقيام الأخلاق على العقل المجرد ..من جهة ثانية فالقول الفلسفي الغربي ـ إن كنت قد محصت النظر في المقالة أعلاه ـ تراجع تراجعا كبيرا عن مركزيات المعيار العقلاني في التعامل مع الأخلاق ، في حين تحدثم ـ سيدي ـ عن الميتافزيقا كأنها أوهام في حين أن المثالية الألمانية تقوم على أفكار ميتافيزيقية وهي التي اعطتنا في النهاية ما يعرف في بالعَلمانية وراجع في ذلك كتاب عزيز ضاهر الشهير،كما أن من فلاسفة الغرب العظام من ذهبوا مذهبنا في أن الأخلاق من الدين و ليس من العقل مثل ديكارت و برغسون في -منبعا العقل و الدين-،كما أنكم سيدي انتقدتم المقالة دون أن تنتبهوا إلى أن ما بعد الحداثة نفسها تنتقد ما أنتقده،لكن بطريقتها..فيلزم من ذلك أن الفكر العلمي فكر تم تجاوزه،وحتى عندما اعلن باشلار عن القطيعة لم ينقطع عما هو ميثولوجي لأنه أصل الإنسان .وانظر في ذلك كتابيه عن النار و الماء


2 - الأخلاق الدينية أولا
السعودي التنويري ( 2012 / 8 / 14 - 19:46 )
بوركت أخي كاتب المقالة ، جعلها الله فيميزان حسناتكم و أدخلكم الجنة،لكن أفهم نقدكم للا وجوب من الوجود ؟


3 - الوحي يؤدي الى صراع التأويلات
طه بن شيخة ( 2012 / 8 / 15 - 06:20 )
مقالة جيدة لأنها حاولت نقد الفكر العلمي بشيئ من الفكرانية البعيدة عن الدوغمائية المتصلبة.
المقالة كلها تركز على فكرة رئيسية ترى ان الأخلاق يجب ان تؤسس على الوحي لا على العقل، أي على ما هو خبري وليس على ما هو استقرائي علمي.
وما يُنتقد في هذه الفكرة هو كونها تريد ان تخبرنا بان شريعة الوحي انما هي قوانيين وارشادات اخلاقية مطلقة تتماشى مع مصلحة الانسان وتتطابق مع رغباته وغاياته اينما كان وحيثما حل .
في حين ان الشريعة الموحى بها هي انما تؤسس فقط للإنسان الديني سبل الخلاص والانسجام لا لباقي الاشكال من الأفراد الذين يفضلون ان لا تتشكل ذواتهم وفق الفكر الديني.
إن فكرة الأخلاق الموحى بها ليست بالوضوح الذي يراه الكاتب لأن فكرة الوحي والشريعة سوف تدخلنا مرغمين في صراع المذاهب والفرق ، وبالتالي ندخل في فوضى الهيرمينوطيقيات التي لا تنتظم وفق أي قاعدة اخلاقية، انظر مثلا اختلاف الفرق و الحركات الأصولية في كيفية تعيين حدودو حقوق المراة مثلا
رجاء يتبع


4 - يتبع
طه بن شيخة ( 2012 / 8 / 15 - 06:57 )
أنت ذهبت الى تأويل فكر هابرماس تأويلا يخدم النظرية الدوغمائية، في حين ان فكر الفيلسوف هو فكر اسقرائي غير استنباطي، لم يستنبط هابرماس ابدا نظرياته في فلسفة التواصل والحوار التذاوتي من اي نص ديني
ثم إن هابرماس يرى بان البشرية حرة في تشكيل ذاتها حرية تلمة ونهائية
وان الانسان عندما يرشد ويعقل يصبح مسؤولا مسؤولية كاملة على تشكيل ذاته الأخلاقية والفكرية والإجتماعية،
وما حاربه هابرماس هو نزعة الأنانية في فلسفة الوعي الذاتي حيث دعى الى استبدالها بفلسفة التواصل، أو فلسفة الوعي التذاوتي ( بدل انا والموضوع ، تصبح أنا وانت والموضوع )
ومنها اقتراحه لفكرة الفضاء العمومي للنقاش الحر
حيث أعطى للجماعة البشرية الحرية الكاملة لصياغة ذاتها المستقبلية
والنظر في اخلاقياتها بعيدا عن الاديولوجيات الشمولية او الدوغمائيات العقدية،

ولم يدعو الى اي تاويل جديد للنصوص الدينية لإستخراج قواعد اخلاقية انسانية، أنظر كتابيه: المعرفة والمصلحة، والقول الفلسفي للحداثة، وشكرا للتواصل.


5 - شكرا أخي طه
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 15 - 13:52 )
إذا تتبعتم سيدي مقالتنا المتواضعة فهي لم تدع أن -يورغن هابرماس- قال بتديين الأخلاق ، لم نصرح ولم نلمح بذلك لعلمنا أن هم هابرماس الأول هو إيجاد إجماه بشري يقي الإنسانية من -اللاتواصل- عبر الشروط الأربعة المعروفة في الفعل التواصلي ....لذلك سنخصص حلقة لتَبيان النقص الذي تحمله نظرية هابرماس في التواصل و نظرية الخوف عند جاك إيلول ..
أما فيما يخص الهيرمينوطيقيات و الفينومينولوجيات فنحن نؤمن أن النص فارغ و نحن نملؤه على حد قولة دريدا ، لكن تراثنا تنبه إلى هذا،من ذلك القولة الشهيرة لعلي بن أبي طالب -القرآن لا يتكلم،والرجال تكلمه-،لكن ؟؟
إذا تحدثنا عن كثرة التاويلات و تصارعها لم يزغ منها القول الحداثي فأين الحقيقة ؟
لذلك أراني
متفقا مع -غادامير- حينما تحدث عن الحقيقة الممكنة التي عليها أكبر إجماع و تحظى بقبول عقلي أقرب إلى السلامة ، وإلا سنضيع جميعا مع دعاوى ما بعد الحداثة..
أما مقالتي فهي وصف و ملاحظة اكثر منها نقد و نقض ، من ذلك أني ألاحظ و نلاحظ جميعا هذا السقوط المريع لحضارة القول في البهيمية،والبهيمية عندي هي تشريع وليس ممارسة ..شكرا سيدي الكريم .


6 - المطلقات مهددة للمطلقات
طه بن شيخة ( 2012 / 8 / 16 - 02:20 )
شكرا لسعة صدرك لردودي وبعد
أعلم سيدي أنك تحلم بفضاء عمومي اسلامي للنقاش الحر بحيث تتنافس فيه التاويلات الصوفية مع التاويلات الكلامية والاستنباطات الفقهية، وتنظيرات الفكر السياسي الاسلامي الخ
وانت تؤمن بهذا الفضاء وتقارنه مع تنافس المدارس الفلسفية الغربية، لكن في حقيقة الأمر ليس هناك أي مجال للمقارنة لماذا
لأن القواعد الأخلاقية التي تؤسس لادارة الحوار المثمر بين الفلاسفة ليست هي نفسها القواعد التي تؤسس للحوار بين المذاهب والفرق الكلامية والفقهية
فبينما يتفق الفلاسفة على جعل البرهان العقلي فاصل في الخلاف تجد ان الفرق والمذاهب تتهم العقل وتفضل النص على العقل
ولما نحتكم للنص نتصادم بوجود تصويغات وتغريجات وقواعد للتاويل والتفسير تختلف من فرقة الى اخرى.
مثال ذلك ان المذهب السني الأشعري لا يقبل ابدا بمناقشة مسالة خلق القرآن من عدمه، بالنسبة للمسائل العقدية، ولا يقبل ابدا بفتح ملف زواج المتعة بالنسبة لقضايا الأسرة
وهكذا يتبين لك ان العقل الخبري الاستنباطي يؤمن بطابور من المطلقات واليقينيات ومعلوم جيدا ان المطلقات مهددة بطبيعتها للمطلقات ولا يمكن ان تتحاور او تتجاور أو تتآلف وشكرا


7 - مرحبا
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 19 - 14:40 )
مرحبا بك ، هذه المقالة تدخل في ما يسمى -فلسفة الدين- وليس في علم الكلام والفرق بينهما بين لا يحتاج إلى إظهار ..
من جهة ثانية لا أعرف لماذا أصبحت هناك موضة سارية عندنا ، وهي أن الفيلسوف يجب أن يكون علمانيا أو ملحدا ؟ مع العلم أن أكبر فلاسفة الغرب كانوا مؤمنين بل وعلى رأسهم هيجل و ديكارت و ليبنتز بل ومتصوفين و على رأسهم سويدنبرج و هامان و برغسون ..
أما بالنسبة للأمثلة التي أعطيتنيها فهي تدخل في مجال نقل الواقع الى النظرية وليس العكس،وهذه االختلافات التي نراها تعكس قدرة الدين على الظهور بأكثر من وجه ، لأن هناك دوما تأويلات مختلفة ، لكن ...
إذا رجعت الى نظرية -الجماعة المفسرة- عند ستالنلي فيش ، ستجد أن مؤول أي نس لا يخرج عن تفكير جماعته مهما اِجتهد و مهما فكك ..بذلك ينحفظ النص المقدس بميتافيزيقا الحضور


8 - لم ولن انساك
منى ( 2012 / 8 / 22 - 15:44 )
متألق باستمرار يا أيوب
اعجبني مقالك جدا
مزيدا من العطاء انت فعلا مبدع و راق في فكرك ماشاء الله


9 - شكرا لبنى
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 22 - 21:45 )
ـ شكرا الشاعرة الأنيقة لبنى ، أنت الراقية ، و حفظك الله ودمت منورة في عاصمة الانوار ..


10 - إجابة شاملة على ما سبق..
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 24 - 15:02 )
أولا لابد لي أن أوضح نقطتين هامتين على شكل اِعتراضين دفعا لشُبهتين أساسيتين، لبناء تحاور لا يقوم على سوء الفهم من لدنِي أو من لدن كل من قرأ مقالتنا المتواضعة ، وهما :
1 ـ الاِعتراض الأول :
هناك من يستغرب كل الاِستغراب وهو يقرأ مقالة فلسفية/منطقية و روحانية في نفس الوقت،لكونه تعودَ أن يتقبل في التفلسف المناهج التاريخانية و الوضعية التي تنحو المنحى العَلمانية عموما ممن نفت المطلق،ونفيها للتفلسف الروحاني لا يقوم على دليل سوى أنها تنفيه وكفى،وهذا رأي و توجه غاية في الشطط،وسنوضح شططه في المجزوءة الثانية من الاِعتراض الثاني .
2 ـ الاِعتراض الثاني :
المجزوءة الأولى : ما كتبناه عبارة عن -فلسفة الدين- بتأثر غير مباشر ببعض فلاسفة الدين،وعلى رأسهم-هنري برغسون- و -سويدنبرج- و -طه عبد الرحمان-و -محمد عزيز الحبابي-.
المجزوءة الثانية : وبيانها أن المعترضين على -فلسفة الدين- في الفكر العلماني العربي يخلطون بينها و بين -علم الكلام-،وباختصار شديد أقول إن علم الكلام ينظر في ذات الله و صفاته و تبيان أحقية دين دون دين آخر،والرد على شبهات الفرق -الضالة- من ذلك مثلا ما كتبه -ابن تيمية- في ّالدرء- و -الغزّالي


11 - تابع
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 24 - 17:10 )
و الأيجي في -المواقف- عن تاريخ الفِرق...أما -فلسفة الدين- فهي فلسفة ظهرت في أواسط القرن السابع عشر بأوربا،و هي فلسفة تقوم على تجديد فهم الدين وليس الدفاع عنه ضد مخالفيه،كما أنها فلسفة غير نظرية بل فلسفة عملية،بذلك تكون -فلسفة الدين- تفلسف شرعي لا ينفيه سوى من يحمل أفكارا جاهزة تقليدية عن مفهوم التفلسف نفسه،لذلك أراني أتعجب من تعجب الحداثيين العرب من فلاسفة الدين الإسلاميين كما تعجب الحداثيون الأوروبيون من وجود -بريل- و -هامان-،رغم أن هؤلاء و هؤلاء يستخدمون المنطق و أصول المناظرة و مجالات الفلسفة الغربية من أخلاق و جماليات ..إلخ .هذا للتوضيح.


12 - تابع
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 24 - 17:11 )
كما لاحظت ملاحظات على تعليقكم ومنها أنكم تحدثم عن اِختلاف حضارة اللوغوس من الداخل ورأيت أنها حداثات،وإذا راجعت مفهوم الحداثة نفسه عند -طه عبد الرحمان- ستجد انه يفصل جيدا في هذا القول،إلا أننا نؤمن أن الحضارة الغربية مهما اختلفت فإنها تتبع اللوغوس و التجريب و العقل المجرد،وثورة اللاعقل على العقل تعرضت أيضا لمزالق من داخلها،ومن بين ذلك مثلا النقد الشديد اللهجة الذي وجهه -دريدا- لـ-فوكو- ورأى أنه ناقش -الجنون- في مشروعه- عن طريق العقل،وأرى من جهتي أن المابعد حداثيين العرب لم يفهموا بعد ما معنى -demoletion -النيتشوي الذي يثور على مفهوم المعيار..


13 - تابع
أيوب بن حكيم ( 2012 / 8 / 24 - 17:11 )
كما يتعرض الحداثيون و العلمانيون العرب إلى أزمة الجدوى من كونهم ينتقدون من -يستورد- فلسفة الدين من أوروبا في حين أن آلياتهم كلها مأخوذة من الغرب ذاته و يسميهم -طه- و -أبو يعرب المرزوقي- بـ-المُقـَلّدة- .
أما في ما يخص قولكم إن -اللأخلاق- جانبٌ من حضارة اللوغوس فكلامكم نفسه يضرب بعضه،إذ ان الأخلاق ليست جزءً بل كُلا،وهذا الخلط نفسه سقط فيه المسلمون القدامى حينما رأوا أن الاخلاق كماليات،في حين أن لا إيمانَ بدون تخلق .وقد أفردنا القول في نقد بعض النظريات و يسعني أن أعيد نقدها هنا إذا أردتم بما فيها نظرية -كانط- في الاخلاق.

اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة