الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإخوان لهم الفضل الأكبر التخلص من مٌبارك

سامى غطاس

2012 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نعم الإخوان المسلمون هم السبب الأساسي و المباشر لتنحى رأس الفساد المتمثل فى مبارك .
أعلم أن الكثير مِنا سوف سينكر ذلك و سيكرر الكلام المعروف بإن الإخوان ما هم سوى جماعة إنتهازية تسلقت على أكتاف الشباب ودماؤهم ,حتى وإن كان ذلك صحيحاً تماماً إلا إنى أعود و أؤكد لولا دخول الإخوان وخلياتهم الإرهابية النائمة لكان استحالة التخلص من مبارك. وسأعطى فى نهاية المقال السبب الذى دعانى لقول ذلك .

من المعروف إن الشباب المصري الأصيل هو من أشعل الشرارة الأولى للثورة يوم عيد الشرطة 25 يناير .وتجمع مئات الألوف منهم فى داخل ميدان التحرير, ورغم أن ذلك فى وقتها كان تطوراً ملحوظاً لإسلوب التظاهر و الإحتجاج ،لا إن النظام سرعان ما أستطاع إمتصاص تلك الثورة و التعامل معها بحرفية جهنمية وما كانت سبباَ لأن يغادر المخلوع منتجعه الصيفى فى شرم الشيخ و الرجوع للقاهرة .

إستمرت التظاهرات أيام الجٌمع من كل إسبوع وأخذت تلك المليونيات أسماء عديدة, تسابق فيها الخطباء بخطبهم الرنانة وقام الجميع بالغناء و هكذا دواليك لعدة أسابيع , و فى نهاية المطاف أصبحت تلك المليونيات روتينية ومملة فى نفس الوقت ولم تستطع أن تهز شعرة من رأس النظام للدرجة التى جعلت المدعو أحمد شفيق وقتها يسخر منها و يستهذئ بالقائمين بها بقوله أنه سيحول ميدان التحرير الى هايد بارك.

النظام السابق تمكن خلال ستون عاما من إنشاء مؤسسة عتيدة فى الإجرام لم يكن من الممكن التخص منها حتى ولو خرج الشعب المصرى كله الى الشوارع أو حتى قتل منه الألاف إن لم يكن الملايين . و هناك العديد من الشواهد التاريخية التى تؤكد ذلك.وليست ثورة الجياع عام 77 عنا ببعيد و كذلك إنتفاضة رجال الأمن المركزي أيام مبارك. هذا النظام الفاسد يمتلك كل أساليب القوة الأمنية,السياسية , والإعلامية التى تمكنه من قمع أي ثورة محتملة.

من شيطنة النظام السابق إنه إبتكر مؤسسة حاكمة من المستحيل أن يتم إختراقها أو الإنقلاب عليها , مؤسسة ضخمة و متشعبة تنتهى بشخص واحد أوحد الا وهو شخص رئيس الجمهورية . تلك المؤسسة عبارة عن هيئات سيادية أمنية كالجيش و مخابراته العسكرية, و الشرطة وجهاز أمن الدولة التابع لها , وأخيراً المخابرات العامة الداخلية والخارجية, بالإضافة لاخطبوط إعلامى جهنمى لم تكن له وظيفة على مدى التاريخ سوى تبجيل شخص الرئيس أي كان إسمه ....و فوق الجميع هناك مخابرات رئاسة الجمهورية و تلك هى بيت القصيد .

مخابرات رئاسة الجمهورية تلك ولاءها أولا و أخيرا للشخص الجالس على كرسى الرئاسة . لا تستطع أي من الأجهزة الأمنية السابق ذكرها التحرك خطوة دون علم و موافقة تلك المخابرات و للتدليل على ذلك إن وزير الدفاع والذي يعتقد البعض بالقوة التى يمتلكها متمثلة فى الجيش لا يستطيع إعطاء الأمر لدبابة أو طائرة بالتحليق جواً دون أخذ موافقة المخابرات الرئاسية وهو ما كان سبباً مباشراً فى موت أكثر من
1000 من المصريين فى حادث العبارة المشئؤم رغم إنهم كانوا على مرمى البصر من طائرات الهليكوبتر العسكرية .
كذلك تمتلك هذه المخابرات القدرة على قراءة ما يفكر به القادة العسكريون حتى قبل خروج تلك الأفكار عن حيز التفكير, وهو ما يفسر الحادث الغادر للمشير أحمد بدوي و رفاقه أيام السادات ,وأيضاً إقالة المشير أبو غزالة أيام مبارك وكذلك التخلص من طنطاوي و عنان مع بقية أعضاء المجلس العسكرى تلك الأيام رغم ما إعتقده الناس أو توهموا بجبروت هولاء و إستحالة التخلص منهم .لكن بفضل مخابرات الرئاسة تم إزاحتهم بجرة قلم وبدون أي رد فعل منهم كما توهمنا لإنهم ببساطة لا يمتلكوا تلك القوة التى طالما تخيلناها عنهم.

نعود مرة أخرى للمليونيات الهايد باركية و كيف أصبحت عديمة الجدوى وتسببت فى حدوث إنقسام بين أفراد الشعب الواحد ,وظهرت جماعات منبطحة من عينة - إحنا أسفين يا ريس - كذلك الجماعة الذليلة المسماة الأغلبية الصامتة. و هنا أجزم إن مبارك و عصابته كان لهم القدرة للصمود شهور بل سنوات إذا ما إستمرت المظاهرات وقتها على نفس المنوال...... لكن دخول الإخوان المسلمون على الخط بإسلوبهم الإجرامى المعروف غير مجرى الأحداث بصورة درامية وأبتعدت المظاهرات عن إسلوبها السلمى الذى إلتزمت به فى الأسابع الأولى ليبدأ أتباع الإخوان بالحرق و القنص , ففى خطة إجرامية ليست جديدة عليهم تم الهجوم على معظم أقسام الشرطة و رحرقا و الإستيلاء على أسلحتها وبدت مصر و كإنها تحترق , كذلك هجومهم على السجون فى آن واحد و إخراجهم لأعتى المجرمين من جماعات التكفير الجهادية و جماعات حماس الإرهابية بالإضافة المحكم عليهم أمنياَ .

قد لا يختلف إثنان فى بديهية إن جماعة الإخوان ما هى الا تنظيم إجرامى بل قمة الإجرام , ولكن هذا لا يمنع فى القول بإن إجرامهم هذا كان سبب رئيسى فى إزاحة نظام إجرامى مثلهم و كم يقول المثل المصرى ..لا يفِل الحديد إلا الحديد ..

كتبت تلك الكلمات لكل من ينوي الخروج يوم 24 أغسطس القادم و عزمهم القيام بمليونية عند نصب الجندى المجهول بمدينة نصر. حسناً تفعلون لتخليص مصر من تنظيم إجرامى بل أشد جرماٍ من سابقه, فقط عليكم أخذ العبرة من الماضى و عدم التفاخر بالأعداد و عند أنتهاء اليوم كلاً منكم يغادر ال منزله . عليكم بالزحف فوراً للقصر الجمهورى و طرد محتليه. عليكم التعامل مع كلابهم المتخذة أشكالاً بشرية بدون خوف .هذه فرصتكم لتخليص مصر من مصير مٌظلِم ينتظرها .نحن لسنا فى حاجة لهايد بارك جديدة بل لثوره تصحيحية تعيد مصر الى مسارها الطبيعى الذى نتمناه جميعاً لها....


تحياتى للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام صحيح
محمد بن عبد الله ( 2012 / 8 / 17 - 15:20 )

يا سيدي كل مقالك صحيح عدا ما نصحت به عن يوم 24

اتفق ان الاخوان مجرمون لذلك فانهم سيقومون بتظاهرات مليونية لأتباعهم في كل مدن مصر يوم 24 وفي ميدان التحرير خاصة ثم سيتعاملون بشراستهم المعهودة مع القلة المحترمة التي ستخرج ضدهم

الخروج يوم 24 اغسطس عبثي لن يفيد إلا في تأكيد تسلّط الاخوان لأن عدد متظاهريهم سيكون أكثر بعشر مرات عن عدد مناوئيهم

كما كتب الأستاذ كمال غبريال وكما كتبت أنت أيضا : الموضوع مش بالجعجعة والتظاهر..الاخوان عملوا واشتغلوا في تنظيم دقيق لمدة 83 سنة فان اردتم طردهم فلا بد من بناء تنظيم آخر بنفس القوة و الالتزام وهذا غير متاح قبل سنوات..هذا إذا سمح المتفردون بالسلطة لنا أن نتنفس ! وأنا أشك في ذلك


2 - كلمة حق براد بها باطل
عبد الله اغونان ( 2012 / 8 / 17 - 23:35 )
ومن يجادل ان كل طواغيت المنطقة سقطوا بالضربة القاضية الاسلامية ابتداء من الشاه ثم عسكر توركيا ثم صدام ثم زين الهاربين بنعلي ثم حسني مبارك وعلي صالح والبقية على الطريق
المجرم لايقوم بالثورة يلزمنا وقت لنحكم على الاخوان في تونس والمغرب ومصر...الخ لكن القرارات التي صدرت تبشر بالخير من استطاع الزام العسكر بالتقاعد والرجوع الى الثكنات

اخر الافلام

.. المسيحيون في غزة يحضرون قداس أحد الشعانين في كنيسة القديس بو


.. شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد




.. بابا الفاتيكان فرانسيس يصل لمدينة البندقية على متن قارب


.. بناه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بيديه الشريفتين




.. متظاهر بريطاني: شباب اليهود يدركون أن ما تفعله إسرائيل عمل إ