الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيل يطير ... يا جلال الصغير

ضياء السورملي

2012 / 8 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في محاضرة مثيرة للجدل والسخرية إستمرت حوالي أربعين دقيقة تحث على الإساءة والتحريض على مقاتلة الكورد في وقت يتعرض فيه الكورد لهجوم بالطائرات والدبابات في تركيا ، وقتال عنيف وتشريد عوائل آمنة في سوريا وهجوم إعلامي ظالم موجه من الحكومة العراقية، وفي هذا الوقت بالذات ظهر علينا الشيخ جلال الصغير بمحاضرة لا تدل على الحكمة والكياسة وانما على العكس من ذلك فهي تحمل بذور التحريض على الكراهية والدعوة للحرب ضد الكورد .

بثت هذه المحاضرة من شريط فيديو منقول بالصورة والصوت والخرائط في وسائل الإعلام المختلفة ، محاضرة يندى لها الجبين ، تهيج المشاعر لمقاتلة شعب آمن بحجة ظهور إمام غائب يقود معركة وحربا خيالية تشبه حروب الفايكنغ أوالحروب الصليبية بقيادة صلاح الدين الأيوبي الذي دافع عن الاسلام ولكن هذه المرة يأتي إمام غائب ليحارب صلاح الدين الأيوبي وأتباعه الكورد في صورة الإنتقام .

أثار الشيخ جلال الصغير في محاضرته مجموعة من الأمور الغيبية مسنودة بأراء وافتراضات وتفسيرات من الخرافات التاريخية ، هذه الامور الغيبية والخرافات ربما نصدقها وربما نرفضها ، نصدقها ان كانت مسنودة على حقائق وبينات وأدلة وتتطابق مع الواقع وبعيدة عن كونها خرافات ، ونرفضها ان كانت مجرد تصورات وأوهام لا تتطابق مع الحياة الواقعية ، وربما يؤمن بها قلة من المضللين او المستضعفين وربما تجد لها مجموعة محدودة تعتاش وتنتفع من أوهامها مثلما يفعل السحرة والمشعوذين والبعض من صغار الشيوخ المعممين .

إن المنطق الذي إستند اليه الشيخ الصغير في محاضرته هو الخرافات والتصورات الوهمية ، يريد بها ومن خلالها أن يقنع الاخرين بأن شخصا غائبا سوف يخرج ليحارب الكورد ، هذا الشخص الغائب هو إمام العصر النووي في تصور الشيخ جلال الصغير. إن منطق الشيخ الصغير مثل الذي يريد ان يقنعنا بأن الفيل يطير وكلنا نعرف أن الفيل لا يطير ، يريد أن يقنعنا الصغير أن أذني الفيل هما جناحان يجعلان الفيل يطير ولكننا لا نراه عندما يطير ، والسبب هو قصر نظرنا وعدم فهمنا للقدرة الآلهية والتي تحجب عن عيوننا الرؤيا ثم نصاب بالعمى المؤقت أو اللحظي عندما يطير الفيل أمامنا ولكن بسبب كوننا جهلة وأميين لا نستيطع رؤية الفيل وبعد ذلك يسترسل الصغير ليشرح لنا طول وعرض أذني الفيل وسرعة الرياح وقابليتها على رفع الفيل الضخم ولكن عقولنا لا تتصور ذلك لان الشيخ جلال الصغير هو وحده العليم الفهيم والذي يفقه في علم طيران الفيلة.

لو قلبنا موضوع الفيل الذي يطير وربطناه بطروحات الشيخ جلال الصغير عن الامام الغائب الذي سوف يخرج لمحاربة الكورد في سوريا فقط ، ولم يخبرنا هذا الشيخ الداعية عن زمن ظهوره ، والسببب ان الشيخ الصغير وحده يعرف زمن ظهور هذا الامام الغائب الى العلن والقيام بحملته ضد الكورد في سوريا ! وعند ظهور هذا الامام الحنون ! سيتحول كل صغير الى كبير بقدرة قادر في هذا الزمن الملعون !

إن مسألة الإمام الغائب أو الإمام الحجة أو صاحب الزمان هي مسألة غيبية وخلافية لم يتفق عليها المسلمون فيما بينهم ، فكيف برواية خيالية مصحوبة بالشعوذة مثل الرواية التي عرضها الشيخ الصغير في محاولته التي اراد منها ان يشرح لنا ما يشبه قصة الفيل الذي يطير .

يتميز أهالي الديوانية ببراعتهم في استخدام تقنيات الحسچة في كلامهم ومخاطباتهم اليومية ، يصفون الشخص الذي يتكلم في امور المستقبل بانه يقرأ الممحي اي يقرأ الامور المخفية وغير المرئية ، من خلال محاضرة و قراءة الشيخ الصغير لقادم الزمان وتحليله معطيات الاحداث قبل حدوثها اصبح يقرأ الممحي ويتكلم عن تصورات المستقبل مثل اي عراف أو فتاح فال يقرأ الحظ والبخت للناس.

وكما يبدو من محاضرته دخوله في متاهات إمام غائب سوف يظهر ليحارب الكورد في سوريا ، ولكن بسبب نقصان الخبرة ولكونه حديث العهد بقراءة الممحي فأنه لم يتمكن من معرفة متى سيظهر هذا الامام الغائب وأين سيكون مكان ظهوره ولم يقل لنا لماذا اختار الشعب الكوردي في سوريا ولم يختر ملة السيخ او دراويش عزت الدوري في محافظة تكريت ، ولماذا يريد مهاجمة الكورد المساكين في سوريا ولا يهاجم الاميركان في هوليود ، وهل السبب هو خجل الشيخ الصغير من طرحه فكرة سلفه من علماء الشيعة الذين يعتبرون الكورد قوما من الجن لا يجوز مخالطتهم ونكاحهم وحتى يمنع التبادل التجاري معهم ، هل سيوظف الصغير جهودة البحثية لاعداد محاضرة ثانية أخرى يناقش فيها " لا يجوز نكاح ومخالطة الكورد الشياطين لأنهم من سلالة إبليس أو أن أصلهم من الجن " وبهذا فانه سوف لن يخرج ولن يخالف آراء مرجعياته وعلماء الدين الذين قالوها في كتبهم بكل صراحة وعلانية ومن دون خجل .

من السفاهة بمكان ان يحرض شخص يدعي انه خطيب اسلامي ويعمل في حزب اسمه مجلس إسلامي أعلى وعضو سابق في البرلمان العراقي ان يطرح افكارا لا يؤمن بها اي شخص لبيب او عاقل ، وفوق هذا يريد الشيخ الصغير ان يقنعنا ان الفيل يطير لان اذنيه كبيرتان بحجة ظهور الامام الغائب.

بوجود مثل هؤلاء الشيوخ الدعاة اصبح من المؤسف ان يوصف عصر الجاهلية بالجاهلية والعصر الاسلامي بالنهضة الاسلامية ، هل النهضة الاسلامية هي من انجبت لنا شيوخا مثل الصغير والضاري والقرضاوي والعرعور والزعرور والطرطور والبعرور بدلا من أمرؤ القيس واصحاب المعلقات ، وهل ان عصر النهضة الاسلامية التي تطرح لنا ظهور شخص غائب ويسمونه إماما ولكنه مغيب في عقول الوهم والمخرفين من امثال الشيخ الصغير يظهر ليقاتل شعب آمن هو الشعب الكوردي ، هل تريدوننا ان نؤمن بخرافاتكم ام بتعاليم بوذا الانسانية ، هل نؤمن بتصورات الداعية الشيخ جلال الصغير ام بالفيلسوف الصيني كونفيشيوس ، هل نؤمن بخرافات رجل لا يفقه من الدين الا تصورات موجودة في مخيلته ليفرضها على سذج القوم ويحاول تبريرها بعذر أقبح من الذنب وبتريرات أتفه من الطروحات الغيبية التي طرحها علينا .

لست مستغربا ان الشيخ الصغير لم يفز بالانتخابات السابقة بعد أن عرف الناس حقيقة أمره وأنه الوجه الثاني المشابه للشيخ عدنان الدليمي والوجه المعكوس للشيخ حارث الضاري ، هؤلاء ومن على شاكلتهم صور مشوهة ورؤوس معبأة بخرافات مغلفة ومزوقة بأطر الدين ، لا يفرق هؤلاء الثلاثة في التنظير والتحريض على القتل بأسلوب طائفي مقيت .كل واحد منهم أخذ له ركنا في صب افكاره السوداء ليحرق العراق من المكان الذي هو فيه . إن هؤلاء وأمثالهم سوف يحملون في توابيت الجهل وسيلفهم التاريخ بقماش أسود سواد افكارهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصغير يطير قبل الكبير
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 18 - 11:42 )
هذة الغلام عزيزي لن يغير من القضية الكردية شيئ لانة صغير بعقلة وافكارة يتجة الصغير بعدة فشلة في الواقع الى اواهام لايصدقة الا سفهاء مثلة عزيزي كم حاولة الاعداء النيل من الكردوقضيتة المشروعة ولكن لن يفلحواولم يفلحوا للكرد تاريخ وحضارة شعب واعي لم يفارقة النضالة لحظة واحدة اما ابناء الجاهلية وقوم الجهل عليهم ان لا ينسواتاريخهم المخزي من تناحراتهم الطافئية والقبلية وسرقة ما في الخيمة امابصدد الصغير لماذا لم يعادي الاحتلال والماذا لم يعلن للملاء القتل والذبح في عراقة الاثنى عشري لاقضية لدية ولا مبدء بعدان فقد مصداقيتة عند العراقين ها اليوم يجهل نضال الكرد ويقوم بعويل والنواح على احفاد صلاح الدين باللة عليك ايهما افضل الوصف الخرافي للكرد با انة من الجن ام ابن متعة الذي يحتار في اصلة ولا حولة لة ولا قوة الكردي لن ولم يركع الا اللة وسوف يعيد تاريخ نفسة امام عربان الاثنى عشري كما خسر المعركة ابناء تكريت واحفادهم من الضارين وتقبل تحياتي


2 - هذه هى القشه التى قصمة ظهر البعير
حكيم العارف ( 2012 / 8 / 18 - 14:49 )
لاشك ان الاكراد ظلموا كثيرا واصبحوا ملطشة كل من هب ودب ...

وعجبت من التعليقات التى تصف الشيخ جلال الصغير بانه الجرذ الصغير و اخر يصفه بالغلام.. و لم اجد شخصا جادا طالب بمقاضاة هذا الشيخ و محاسبته على تحريضه و اسفافه بالاكراد

مشكلة الشرق و الدول الاسلاميه ان القانون ياخذ طريقا و كل الشيوخ و الاسلاميين يسلكون طريقا اخر ...

متى ينبغى محاسبة الشيوخ عن اقوالهم و افعالهم ... لاعتقد انهم معصومين من الخطاء...


اذا اختار الشيوخ التحريض على الاخرين بدون المسائله من القانون ... اعتقد انه من العدل ايضا ان التحريض على قتل هؤلاء الشيوخ لاينبغى ان يحاسب عليه القانون

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال