الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلم نهرب إلى ترشيش

نشأت المصري

2012 / 8 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هلم نهرب إلى ترشيش

قالها ونفذها يونان النبي (3 فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب فنزل الى يافا و وجد سفينة ذاهبة الى ترشيش فدفع اجرتها و نزل فيها ليذهب معهم الى ترشيش من وجه الرب)

قالها ونفذها لما طالبه الله أن يرشد المدينة نينوى إلى طريق الحق ويعلمهم التوبة والرجوع إلى الله,
ونظراً لكراهيته لأهل هذه المدينة ولم يريد ان تعرف طريق الحق فضل أن يهرب إلى ترشيش:ـ
فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ2 و صلى الى الرب و قال اه يا رب اليس هذا كلامي اذ كنت بعد في ارضي لذلك بادرت الى الهرب الى ترشيش لاني علمت انك اله رؤوف و رحيم بطيء الغضب و كثير الرحمة و نادم على الشر3 فالان يا رب خذ نفسي مني لان موتي خير من حياتي4 فقال الرب هل اغتظت بالصواب

أو أنه استصعب هذه الخدمة لهذا فضل الهروب من وجه الرب إلى ترشيش, لأن ترشيش بالنسبة له كانت الملجأ من وجه الله حيث لا يوجد فيها أقوال الله أو تعاليمه.
وها نحن قد يراود البعض منا الهروب من مصر طلباً لرغدة العيش بعيداً عن قول الحق والطريق التي اختارها لنا الله, ها نحن نريد التغرب في ارض الجفاف الروحي,, عن وطننا مصر لمجرد أحلام البعض لوجود آمان ومستقبل أفضل.

أي مكان في العالم أفضل من مصر؟
أي مكان في العالم يمكنني من حمل كلمة الحق لكل سكان العالم غير مصر أرض التعاليم والتعليم المسيحي؟؟

يونان نفسه لم يتعرف جيداً على الله إلا بعد أن وضعه الله في الجب الذي أعده له الرب ( جوف الحوت ), فلما أحاط به الموت وظلال الموت, وظلمة الهاوية صرخ بأعظم صلاة يتضرع فيها إلى الله من جوف الحوت الذي هو جوف الموت والهاوية فقال :ـ
دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي3 لانك طرحتني في العمق في قلب البحار فاحاط بي نهر جازت فوقي جميع تياراتك و لججك4 فقلت قد طردت من امام عينيك و لكنني اعود انظر الى هيكل قدسك5 قد اكتنفتني مياه الى النفس احاط بي غمر التف عشب البحر براسي6 نزلت الى اسافل الجبال مغاليق الارض علي الى الابد ثم اصعدت من الوهدة حياتي ايها الرب الهي7 حين اعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت اليك صلاتي الى هيكل قدسك8 الذين يراعون اباطيل كاذبة يتركون نعمتهم9 اما انا فبصوت الحمد اذبح لك و اوفي بما نذرته للرب الخلاص10 و امر الرب الحوت فقذف يونان الى البر

ولما عرف وتيقن أن للرب الخلاص, خلص الرب يونان من الموت فصارت له حياة بعد أن ذاق حكم الموت وعاش ظلاله.

قبل أن تطلب يا صديقي الهروب من الضيقة هل طلبت المخلص الذي بيده الخلاص؟
قبل أن تطلب الهروب من بلدك مصر هل تصفحت كتابك المقدس وتذكرت أن الرب قال مبارك شعبي مصر؟
هل قرأت وعود الله بالضيقات والتجارب والتي هي مؤهلات دخولك للفردوس؟
هل تعلم أن تاريخك القبطي مكتوب بدم شهداء على مر التاريخ وليس بمداد وقلم؟

فلماذا تريد الهروب ؟ ونحن حتى الآن لم نجاهد حتى الدم ضد الخطية, فلهذا وجب التخلص من الخطايا والالتحاف بالمحبة حتى نأخذ وعود الله بالسلام, أم وعود الله كاذبة وهروبك هو الصدق.

أتخافون حكم الإخوان المسلمين أم تخافون تغلغل الإسلام السياسي في حكم مصر, وكأن المسيحيين في عصر مبارك كانوا يعيشون في رغدة الحياة وبعيد عن التجارب والضيقات, بل بالعكس فترة مبارك كانت الأسوأ على الكنيسة والمسيحيين ولم نرى أسوأ منها وربما على الإطلاق!!

منذ دخول الإسلام في مصر وحتى الآن ونحن في حكم إسلام سياسي حتى لو اختلفت ألوانه وأطيافه, ولم نطلب الهروب أبداً, فلماذا إذاً الآن؟؟؟؟؟؟؟؟

أقول لكم لماذا... لأننا علقنا آمال عريضة لمدنية الدول, وتخيلنا أن الثورة سوف تخلصنا من الدولة العسكرية, والدولة الدينية وهذا في الحقيقة كان قريب جداً, فكان الرهان على الشعب المصري الذي هو في الحقيقة مريض بالعنصرية وتغلغلت فيه أفكار الإسلام السياسي, بسبب تنامي ورقة الإسلام السياسي في عصر مبارك فكان يرعاه ليهدد به المجتمع الدولي, حتى كانت نهايته على أيديهم , لهذا ربحت الدولة الدينية المسابقة, وإلى أن يستفيق الشعب المصري من وهم الحكم باسم الدين وبأفكار القادة الإسلاميين,,,, نحن صامدون ولم نهرب إلى ترشيش أو أي مدينة غير مصرنا الحبيبة, وحامي الحمى هو الله عز وجل.
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهنئك على هذه
مجدي محروس عبدالله ( 2012 / 8 / 18 - 09:26 )
المقالة ولكنني اقترح عليك القائها في احدى الكنائس
بدلا من الحوار المتمدن فالعالم اصبح عالما ناضجا لا يريد
خطبا رنانة تدغدغ المشاعر وتضحك على الناس وتلقى البؤس
والشقاء الى الناس بلا فائدة
الادرك للواقع يقول ان مصر مقبلة على كارثة ومن يستطيع
ان ينجو منها فليفعل سواء المسيحي او المسلم
تماما كما قال المعلم
فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة حيث لا ينبغي.ليفهم القارئ.فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية الى الجبال.


2 - اشكرك من عمق القلب
نشأت المصري ( 2012 / 8 / 18 - 10:41 )
صديقي العزيز مجدي
ليست المقالة خطب بقدر ما هي مجرد بصيص أمل من وجهة نظري لوقف نزيف الهجرة التي حدثت في الخمسينيات بعد ثورة 23 يوليو المشئومة
والتي حدثت في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانيات والتي حدثت بسبب تريج السادات للدولة الدينية
والآن نحن نقف على أبوات موجة جديدة من الهجرة والتهجير بعد حكم الاخوان
ولكن لييست الهجرة هي الحل
الحل أن نكون ملح لهذه الأرض ولا نتركها لانها بلد كل اطياف الشعب وكل الديانات والامل في التحول الديموقراطي الثقافي
اما عن النشر في موقع الحوار المتمدن ببساطة شديدة هذا الموقع محترم جداً وبه قراء وكتاب على قدر كبير من الثقافة وقبول الآخر ومؤمنين بنضال القلم
ففي هذا الموقع أجد منبري الذي يحترم من الجميع بكافة إنتماءاتهم
بعكس مواقع كثيرة تدعي انها مواقع مسيحية

اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي