الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل عام وانتم بخير

هانى جرجس عياد

2012 / 8 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


** فى سبعينيات القرن الماضى وعدنا الرئيس الأسبق أنور السادات ببناء دولة العلم والإيمان، وقال عن نفسه إنه رئيس مسلم يحكم دولة مسلمة، وكانت النتيجة دولة الانفتاح السداح مداح التى انزوى العلم فيها وانهار، مع انتشار تدين الزبيبة واللحية والجلابية البيضاء والدبلة الفضة، بينما الفساد ينتشر ويتفشى كما السرطان فى كل مفاصل وأركان دولة «العلم والإيمان»، ثم كانت الذروة الدرامية أن يهبط الرئيس المؤمن فى مطار بن جوريون ليعانق جولدا مائير ومناحيم بيجين!.
وفى مطلع الألفية الثالثة، وبعد ثورة سالت فيها دماء، وعدنا الرئيس محمد مرسى ببناء دولة العلم والقانون، وبغم أن أحدا لا يفتش فى النوايا، فإن الخبرة التاريخية تقول إن «الجواب يبان من عنوانه»، والعنوان الماثل أمامنا يقول إن القانون مازال حلما بعيد المنال، بشهادة أن جماعة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الرئيس، مازالت جماعة غير شرعية خارجة على القانون، والرئيس الذى واجه طنطاوى وعنان وأنهى حالة ازدواجية السلطة، يبدو حتى الآن عاجزا عن مواجهة بديع والشاطر لينهى حالة الخروج على القانون، وبشهادة انتهاك القانون فى دهشور على مرأى ومسمع الجميع وفى «عز الضهر»، والرئيس يبدو وكأنه لم يعرف بما جرى هناك.
بقاء الجماعة الخارجة على القانون، يحيل كل كلام الرئيس عن احترام القانون إلى مجرد كلام، وربما يحدد بالتالى معالم دولة العلم والقانون التى بشرنا بها سيادته.

** أدى الأستاذ محمد بديع زعيم الجماعة الخارجة على القانون صلاة العيد فى مرسى مطروح، حيث يمضى إجازة العيد، وعقب خطبة العيد أمسك السيد بديع بالميكروفون وطالب المصلين «بالإخلاص فى العبادة حتى يعم الخير البلاد». وبداية فأنا لا أعرف معنى محددا لمصطلح «يعم الخير»، ربما هو أقرب إلى مصطلحات «أهلى وعشيرتى» القادم إلينا من عصر الخيمة والقبيلة والماء والكلأ، و«ديوان المظالم» لصاحبه هارون الرشيد (هل يمكن أن نستورد النساء والخمر أيضا من زمن ذلك الخليفة؟)، لكن المؤكد أنه مصطلح لا علاقة له بدوران بسكيلتة الإنتاج الشهيرة، والزراعة والصناعة والمشروعات الصغيرة، ولا علاقة له حتى بمعارض السلع المعمرة. ثم أننى لم أفهم أيضا كيف أن الإخلاص فى العبادة يؤدى إلى تعميم الخير (حتى بمفهوم الماء والكلأ)، فالعبادة يا فضيلة مرشد الإخوان المسلمين شأن خاص جدا بين الخالق والمخلوق، تعود بالنفع (أو بالخير) على صاحبها وحده وحصرا، أما ما يعود بالخير على البلاد فهو الإخلاص فى العمل يا فضيلة المرشد، إلا إذا كانت دولة العلم والقانون هى إعادة إنتاج لدولة العلم والإيمان.
وفى تفاصيل خبر صلاة مرشد الجماعة فى مرسى مطروح أنه أدى الصلاة وراء السيد خلف فؤاد زغلول أمين حزب الحرية والعدالة فى المحافظة، فهل عضوية حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى لجماعة خارجة على القانون تجعل من صاحبها إماما وخطيبا؟.
ثم أننى فى المحصلة لا أفهم معنى أو قيمة صلاة رجل خارج على القانون، تخصص سرقة ثورات، وتكفير المعارضين!.
(ملاحظة: ربما يعتقد فضيلة مرشد الجماعة أن هذا الكلام فيه مساس به أو إهانة له، فهل سيلجأ إلى القانون؟ أم سيتهمنى بالكفر ويدعى عليَّ فى ساعة مغربية؟)

** لا أستطيع أن أخفى إعجابى بجولات رئيس الوزراء الميدانية «المفاجئة!»، سواء للتسوق أو لتفقد بعض مواقع العمل، لكننى لا أفهم كيف تكون هناك دائما كاميرا تلتقط له الصور، حتى وهو يقطع تذكرة مترو من محطة محمد نجيب، ثم وهو ينزل من المترو –بعد حوالى ست دقائق- فى محطة الدقى؟

** من سمات ثورة 25 يناير أنها ثورة باسمة، حيث فجرت أيام التحرير كل ما فى المصريين من خفة دم وسرعة بديهة وأعادت البسمة مرة أخرى إلى وجوههم بعد غياب 30 سنة. ولأن الثورة الآن فى غيبوبة، فهناك من أخذ على عاتقه مسئولية رسم الابتسامة على وجوهنا، منهم حزب التحرير الإسلامى. دعك الآن من معنى كلمة «تحرير» فى اسم الحزب، وهل المقصود اسم مكان (ميدان التحرير)؟، أم هو فعل التحرير؟ وتحرير مَن مِن مَن؟ وهل هناك تحرير إسلامى وتحرير كافر مثلا؟، دعك من كل هذا وتأمل.. وابتسم.
أقام حزب «التحرير» الإسلامى حفل إفطار يوم الجمعة 17 أغسطس فى فندق هيلتون رمسيس (واخد بالك معايا هيلتون رمسيس)، وعلى هامش الإفطار أعلن الحزب ما قال عنه إنه مشروع دستور الدولة الإسلامية، الذى جاء فى مقدمته أنه يهدف «إلى تحقيق الدولة الإسلامية بكامل شكلها ونظامها» وليس مهما الآن أن الدستور لا يحقق دولة وإنما ينظم العلاقات داخل دولة متحققة بالفعل، فالمهم الآن أن الدستور المذكور «ليس مختصاً لدولة معينة وإنما لدول العالم أجمع تمهيدا لتحقيق الخلافة»، يعنى أن الأخوة فى حزب «التحرير» أخذوا على عاتقهم مسئولية وضع دستور واحد لدول العالم أجمع، لألمانيا والولايات المتحدة وأستراليا واليابان...الخ.. ربما على سبيل القيام بدورهم فى رسم الابتسامة على شفاهنا.
وفيه أيضا أن «الأمة هي التي تنصب الخليفة ولكنها لا تملك عزله متى تمت بيعته علي الوجه الشرعي»، وعلى شعوب الدول المذكورة أعلاه مراعاة ذلك والالتزام به، رغم أن الشعب اليابانى الذى أبهر العالم بأدبه وأخلاقه واختراعاته لا يعرف شيئا عن الوجه الشرعى للبيعة.
واهتم دستور حزب التحرير الإسلامى كذلك بالمرأة فنص على أن «الأصل في المرأة أنها أم وربة بيت، وهي عرض يجب أن يصان، والأصل أن نفصل الرجال عن النساء ولا يجتمعون إلا لحاجة يقرها الشرع ويقر الاجتماع من أجلها كالحج أو البيع»، ولنتجاوز مؤقتا عن اسطوانة أم وربة بيت المشروخة، ولنحاول أن نفسر معنى أن «البيع» من الضرورات التى تبيح الاختلاط، مثله مثل الحج؟ طيب الحج وفهمنا، إنما «البيع» يعنى أيه؟ هيبيعوا أيه ولمين؟ وليه لازم المرأة تبقى موجودة وتختلط بالرجال؟ وهذا أمر ضرورى ومهم حتى تفهم شعوب العالم أجمع حالات الاختلاط المسموح بها، فى دولة خلافة حزب «التحرير» الإسلامى.
ويا أيها الذين فى حزب التحرير الإسلامى، ما اعرفه أن هيلتون رمسيس بدعة قادمة إلينا من فسطاط الكفر، إلا إذا كنتم تقصدون استعادة زمن قصور وذهب وحرير خلفاء الدولتين الأموية والعباسية، بينما الناس فى مصر لازالت نائمة تحت الكبارى وستبقى، لأن دستور دولتكم لا يقدم لهم حلولا.
وفى كل الأحوال نحن نشكركم أن رسمتم ابتسامة على شفاهنا فى زمن «التحرير» الإسلامى والجماعة الخارجة على القانون. وما أدراك ما هذا الزمن.
وكل عام وانتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وابقى صلى فى بيتكم يامنافق
حكيم العارف ( 2012 / 8 / 20 - 01:53 )
ولو انى ماليش نفس ابتسم الا ان الموضوع يناسب نجيب الريحانى بطل الكوميديا السوداء ...

انها حقا كوميديا سوداء ... هذه الكوميديا التى قدمت لنا حلول وابتسامه فى نفس الوقت ...

ولكن الاسلام السياسى يقدم لنا الابتسامه مع تأجيل الحلول الى ان تحتل الصين مصر ... لتاتى لنا بالحلول وهى

العمل ثم العمل وابقى صلى فى بيتكم يامنافق


2 - مرسى لم يعدنا بدولة
عادل الليثى ( 2012 / 8 / 20 - 02:20 )
مرسى وعدنا بالأمة والعشيرة والإمارة .. ولم يعدنا بالعلم وعدنا بالدجل .. ولم يعدنا بالقانون وعدنا بالشريعة.
فها هو رائد بالعلوم والخبرة العسكرية ويقود حملة عسكرية بنفسه فى سيناء ورمى جيش مصر بلا غطاء ولا تأمين يلقى مصيره المجهول فى سيناء بعد أن أقصى مدير المخابرات العامة وصعد مدير المخابرات العسكرية ليصبح وزيراً للدفاع فى مفارقة عجيبة .. وهو واعظ دينى عاشق للخطب المنبرية فى كل مكان كما أطلق جيوشه كما ذكرت لتوجيه الناس بالدعاء له وإباحة دم الخارجين عليه .. وإحتفظ لنفسه بحق تشكيل لجنة الدستور ليفرض علينا شريعته لا قانون مدنى لدولة حديثة ... والقادم عبث وإرتجال ليدفع الكادحين والمهمشين الثمن كالعادة فى إمارة مرسى للدجل والشريعة .


3 - فعل الشرط قبل جوابه يا استاذ عياد
محمد البدري ( 2012 / 8 / 20 - 03:38 )
بغباء غير مسبوق شتم المعلم -بدعدع- كل المسلمين المصريين. الم يطلب منهم الإخلاص فى العبادة حتى يعم الخير البلاد؟!! وهذا اقرار بانهم دلسوا وكانوا فاسدين ومزورين في عبادتهم لاكثر من 1400 عام بدليل ان الخير ذهب طوال تاريخهم الي الكفار والصهاينة والملحدين والعلمانيين واللاديني في كل بقاع الارض دونهم هم. فهل اصبح المصريون بهذا الغباء بسبب هؤلاء الدعاة من السلفيين والاخوان والازهر حتي لا يدركوا شتائمهم وهم في بيوت الله. شكرا علي تذكيري بان استمر في عدم العبادة حتي لا اشارك المصريين في اكاذيبهم التي اكتشفها لهم بدعدع. لكن متي سيتحلي بدعدع ولو بحبة خردل من الذكاء ليعرف انه كلما خلصت العبادة كلما ذهب الخير الي الاخرين. نصيحتي له في قولي- قليل من الكفر يصلح العقل- علي وزن -قليل من الخمر يصلح الحياة الدنيا والاخرة.


4 - ألرئيس عارف ألقانون
‎هانى شاكر ( 2012 / 8 / 20 - 03:44 )


ألرئيس مرسى ضليع فى فهم صلاحياته بخفة يد وحرفيه بالغه يحسده عليها جهابذة ألقانون وألسياسة ...

باراك أوباما - مثلاً - .. حامل دكتوراة ألقانون .. أستاذ ألقانون ألأسبق .. سيناتور شيكاغو ألأسبق .. ورئيس أمريكا ألحالى .. لم يصل حتى إلى رُكبة ألرئيس مرسى فى ألفهلوة وألحرفية ..

دليلى ؟

بعد حادث سيناء ألبشع .. تم ألقبض على مدبرى ألحادث ألأوغاد ( وهم جميعاً من حركة حماس ) وتسليمهم للسلطات ألمصرية .. وحُكم عليهم جميعاً بألأعدام رمياً بالرصاص ..

وقام فخامة ألرئيس محمد مرسى بالعفو عنهم .. وأستضافتهم سيدة مصر ألأولى إلى حفل ساهر حول ألمغطس ألرئاسى ألجديد بقصر ألمنتزه - تكلف 12 مليون جنيه - و حضرت جوقة من ألعاملات بقناة ماريا الفضائية للمنقبات لأحياء ألحفل .. ونزلن ألمغطس مع ألضيوف ألأوغاد .. زلط ملط .. بعد تبادل وعد ألهِبه ...

ولله ألأمر من قبل ومن بعد


....

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah