الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فلسفة التعهر والكذب والنفاق

محمد البدري

2012 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ميثاق مكة المكرمة لتعزيز التضامن الإسلامي
• عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد تحت أي ذريعة أو شعار
• إقامة الحكم الرشيد بما يعمق قيم الشورى والحوار والعدل
• لا للغلو الفكري، ولا للغلو السلوكي - إفراطاً وتفريطاً
• الإعلام يتحمل مسؤولية كبيرة في درء الفتن وتحقيق أسس وغايات التضامن الإسلامي
• محاربة الفتن على أسس عرقية ومذهبية وطائفية والتي تهدد دولهم في كيانها وأمن شعوبها

نحن ملوك ورؤساء وأمراء الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إذ نجتمع في الدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر القمة الإسلامي المنعقد بمكة المكرمة بتاريخ ٢٦ - ٢٧ رمضان المبارك ١٤٣٣ه الموافق ١٤ - ١٥ أغسطس ٢٠١٢م، نتوجه بالحمد والثناء لله عز وجل الذي أنعم علينا بهذا اللقاء في شهر رمضان الكريم، وفي العشرة الأخيرة المباركة التي تفتح فيها أبواب السماء وتقبل فيها الدعوات وصالح الأعمال، ونحمده سبحانه أن قيض لنا الاجتماع في البلد الحرام مكة المكرمة، قرب الكعبة المشرفة، حيث انطلقت رسالة الإسلام وشع نور الرسالة المحمدية، التي أرست قواعد البناء الحضاري الإسلامي الذي أثرى الحضارات الإنسانية، وأفادها بما يقويها صلة بخالقها وإعماراً للأرض التي استخلف الإنسان فيها، وأمر بإقامة مبادئ العدل والسلام عليها.
عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد تحت أي ذريعة أو شعار
وإننا إذ نستلهم المبادئ السامية للرسالة الخالدة التي انطلقت من ربوع هذا المكان المقدس وأضاءت الأمصار بنور الحق المبين، وأخرجت العالم من ظلمات الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ومن غياهب الاستبداد إلى آفاق العدل والحق والإحسان، ومن الفرقة والتناحر إلى الوحدة والتعاضد والتضامن.
وإذ نستذكر الأهداف والمبادئ الأساسية التي قامت عليها منظمة التعاون الإسلامي، وما كانت تنعم به دولنا من سلام وأمان لا مكان فيه للتطرف والغلو.
فإننا نجد أنفسنا اليوم في واقع اختلفت فيه المقاصد، وتنوعت فيه الغايات، وتلاشت فيه القيم، وكثر الظلم، وتخلف البناء الحضاري. واقع أليم، استشرى فيه الشقاق وكثرت الفتن، وبات فيه العالم الإسلامي مهدداً بالتشتت والتنافر، واستفحال العداء بين المسلمين أنفسهم، وعوضاً عن أن يكون تنوعنا العرقي والمذهبي مصدر إثراء لنا، بات يشكل مصدر عبء علينا، ومدعاة للتناحر، ومبرراً للتدخل في شئون بعضنا البعض للأسف الشديد.
إن هذا الواقع الخطير والأليم في آن، يحتم علينا الوقوف وقفة صادقة مع النفس ومع هذه الأمة في تحقيق ما تصبو إليه من العدل والكرامة والتنمية والقوة. مدركين في الوقت ذاته أن مهمتنا ورسالتنا هي إصلاح شأن هذه الأمة، ومن الواجب علينا وضع الخطط والبرامج لتحقيق نهضتها، واستعادة تضامنها، لتمكينها من مواجهة التحديات التي تعترضها (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالتخلي عن وهن النفوس، واستعادة مكامن القوة بالسعي المشترك إلى إعادة بناء هذه الأمة على الطريق القويم، وفق الأسس والمناهج التي جاء بها ديننا الحنيف، وتجنب بعضنا استخدام الطائفية والمذهبية لخدمة سياسته وأهدافه، بدلاً من استخدام السياسة لخدمة الدين، وذلك وفق الخطوات والمبادئ التالية:
أولاً: ان علينا جميعاً مسؤولية جسيمة لدرء الفتنة والأخذ بكل أسباب التعاون والتعاضد بين المسلمين، وتحقيق تطلعاتهم وتحسس مشكلاتهم وإقامة الحكم الرشيد بما يعمق قيم الشورى والحوار والعدل.

ثانياً: إدراك أن الأخذ بالأصلح مطلب العقلاء والحكماء، والسعي في التطوير والإصلاح لأمتنا من داخلها أولوية وقناعة نؤمن بها، ونسعى إليها تحقيقاً لواجبنا وسعياً لما فيه مصلحة شعوبنا، في باعث نابع من داخل هذه الأمة وما يفرضه عليها دينها الإسلامي الحنيف.
ثالثاً: بناء قدرات هذه الأمة ومؤسساتها، وتطوير أنظمتها في كافة المجالات عبر برنامج متكامل يستهدف الطاقات العاملة والتخصصات المتنوعة، للنهوض بالأمة، ويستشرف آفاق المستقبل ومواجهة تحدياته. ويستشعر في الوقت ذاته خطورة التفريط في الزمن والتباطؤ في الإصلاح والتعاون، ويسترشد بخطة العمل العشرية التي أقرتها قمة مكة المكرمة عام ٢٠٠٥م.
رابعاً: إن هذه الأمة أمة وسط (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فلا فسحة فيها للغلو الفكري، ولا للغلو السلوكي - إفراطاً وتفريطاً - وإننا نؤكد مضينا في محاربة الإرهاب والفكر الضال المودي إليه، وتحصين الأمة منه، وعدم السماح لفئاته بالعبث بتأريخ الأمة وتعاليم كتابها وسنّة نبيها.
خامساً: الوقوف صفاً واحداً في محاربة الفتن التي بدأت تستشري في الجسد الإسلامي الواحد على أسس عرقية ومذهبية وطائفية حتى استفحل العداء بين المسلمين أنفسهم وأصبح للأسف الشديد يهدد دولهم في كيانها وأمن شعوبها، ولن يتأتى هذا إلا من خلال احترام بعضنا البعض سيادة واستقلالاً، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بدافع مسؤولية بلد عن مواطني بلد آخر تحت أي ذريعة أو شعار.
سادساً: إن الإعلام في دولنا الإسلامية يتحمل مسؤولية كبيرة في درء الفتن وتحقيق أسس وغايات التضامن الإسلامي، امتثالاً لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
سابعاً: الوقوف صفاً واحداً مع الشعوب الإسلامية المقهورة، التي ترزح تحت الظلم والقهر بمسع ومرأى من العالم أجمع وتواجه عدواناً بشعاً تحت الطائرات وأفواه المدافع والصواريخ الموجهة ضد المواطنين العزل، ناشرة الدمار والقتل في المدن والقرى الآمنة على أيدي الجيوش الوطنية النظامية، كما هو حال شعبنا العربي المسلم في سوريا.
ثامناً: أهمية قضية فلسطين باعتبارها القضية المحورية للأمة الإسلامية، وانهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ عام ١٩٦٧م بما فيها القدس الشريف وذلك طبقاً للقرارات الدولية الصادرة في هذا الشأن، وتحميل إسرائيل مسؤولية توقف مفاوضات عملية السلام وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق.
تاسعاً: إن سياسة التنكيل والعنف التي تمارسها حكومة اتحاد ميانمار ضد مواطنيها من جماعة الروهنجيا المسلمة هي جرائم ضد الإنسانية، هي محل استنكار وقلق شديدين من دول وشعوب العالم الإسلامي بصفة خاصة ودول وشعوب العالم بصفة عامة لتنافيها مع كل مبادئ وقوانين وحقوق الإنسان والقيم والأخلاق والقوانين الدولية، وعلى حكومة اتحاد ميانمار الكف فوراً عن هذه الممارسات وإعطاء الروهانجيين حقوقهم كمواطنين في دولة ميانمار، كما أن على المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والأخلاقية في هذا الشأن.
عاشراً: إن مسؤولية منظمة التعاون الإسلامي تقتضي منها وضع الخطط والبرامج اللازمة وعرضها على الدول الأعضاء للبدء في تنفيذها. إن التزامنا بالجدية والمصداقية في العمل الإسلامي المشترك هو مطلب أساسي، ننطلق من خلاله نحو رؤية استشرافية جديدة لمستقبل العالم الإسلامي وقوته، رؤية تتعامل مع التحديات الداخلية بالحكمة والموعظة الحسنة، وتتعامل مع الواقع والتحديات الدولية بمعرفة دقيقة بمتغيراتها السياسية والاقتصادية والثقافية، لكي نحفظ لشعوبنا العزة والكرامة، ونؤمن لها مستقبلها، ونستعيد بها تضامننا الإسلامي الذي به نحافظ على عزتنا وقوتنا وكرامة شعوبنا.
قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً).
والله نسأل أن يزيدنا في مسعانا خيراً، ويكتب لنا الرشد في أقوالنا وأفعالنا، ويهيئ لنا النهوض بهذه الأمة حاضراً ومستقبلاً. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
-------------------------------------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ محمد البدري المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 20 - 07:39 )
ولماذا يتدخلون في شؤون مصر وسوريا وغيرها من البلدان المجاورة والاسلامية الأجنبية ؟
وهل أقاموا العدل حقاً فاستفاد الشعب السعودي مثلاً من ثرواته فعمّ الخير وانتشر الرضى؟
هل يعدلوا بين شيعة الخليج وسنييه؟
أما الغلو الفكري فالعالم يتجه بسببهم إلى التطرف أكثر فأكثر
إنهم ينشرون التعليم
أي تعليم؟
هل هو غير حصره في المدارس الدينية التي تكرس فكرهم المنغلق على الآخر
وهم بكل الأحوال لا يتعلمون للمساهمة في الارتقاء بالمجتمع العالمي في مجالات الفكر والعلم والفن
بل أكثر ما يتقنونه هو تدريب الكوادر جند الله على الحفظ الببغائي للمواد الدينية وتخريج دفعات تلو الأخرى من أئمة ومعلمين يرسلونهم للبلاد الجاهلة في العربية ونفائسها ليملؤوا رؤوسهم على كيفهم بتعاليمهم وتوجهاتهم المتطرفة
إن أسواق الكتب في ماليزيا وأندونيسيا تعج بكتب ابن القيم الجوزية وابن تيمية
وأما الغلو السلوكي ؟؟
فحدث ولا حرج
بدر ينوّر عليك مع الاحترام والتقدير


2 - عدد افراد العائله المالكه السعوديه ٧٠٠
سالم المولى ( 2012 / 8 / 20 - 08:14 )
لم اصدق عيني عندما قرات في موقع العائله المالكه السعوديه ان عدد افرادها من الملك والوزراء والامراء والاميرات هو ٧٠٠٠ شخص من آل سعود.!!!!
لكل فرد مرتب شهري ومخصصات وامتيازات, اقل واحد فيهم يحصل عل اكثر من نصف مليون دولار شهريا, تقريبا ماتكلفه العائله المالكه هو اكثر من ١٠مليارات دولار شهريا.
اللهم احمي عائله أل سعود من كل مكروة, اللهم قوي عزيمتهم لحماية الاسلام والمسلمين, اللهم اكفيم شر الاعداء والحاسدين اللهم كثر من اعدادهم ومكنهم من النصر على باقي العربان من النيل الى الفرات.


3 - توضيح
محمد البدري ( 2012 / 8 / 20 - 08:43 )
هذا ليس مقالا من عندي انما ما نشرته صحيفة -الرياض- السعودية
http://www.alriyadh.com/2012/08/16/article760505.html

فانا اكثر تهذبا ولست بهذه الوضاعة والنفاق ولا أحمل اي قدر من التعهر حتي اكتب ما يماثل ما جاء بهذا الموقع.


4 - الأستاذ محمد البدري المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 20 - 13:13 )
واضح تماماً أستاذي أنه ليس كلامك
منهجك في الكتابة مقالات وتعليقات معروف ، كلامي انتقاد لما جاء في بيانهم
يكفي العنوان الذي جئت به
مع تقديري واحترامي


5 - العزيز محمد البدري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 8 / 20 - 16:07 )
تحيه وتقدير
واضح انكم تنشرون بيان نشره الاعلام فشكرا لكم واهم شيء فيما تفضلتم به انكم
تركتوا لنا ان نعلق على امثال هؤلاء المجتمعين وبيانهم النشاز ونهديكم التالي
نريـــــــــــــــــــــــد
قالوا نريد
مئذنة ومنبراً وفتوى وسيفٌ ورمح
قلت
سيعم الظلام وينكفئ الصبح
نريد مئذنة وفتوى ورمح
قلت
تركتم السيف فزاد القبح ....قبح
نريد مئذنةً ومنبراً وفتوى
قلت
ثقيلات
سينهدم الجدار
وينطبق على أهله ذلك السطح
قالوا...مئذنةً ومنبر
قلت
سيبقى على حاله التكفير والقدح
قالوا....مئذنةً أذن
قلت
سيبقى مرتفعاً صوت الذم والمدح
قالوا نريد
قاطعتهم
بكم ...يصيب الحلم جرحا
دعوني وحالي و من هم على حالي
فقد أصاب الرأي قرح
إذاً ماذا تريد
قلت جديداً
بوضوحٍ شديد
يعلن......لكل حرفٍ قدسية رب
لينبت العشب
وتخضّر المرابع ويحصد القمح
ويعم الأمان في كل ارضاً

صحراء كانت أم منبسطاً سهل
جبلٌ كان أم منحدراً سفح
وينتشر الخير
ويعم الوئام والحب والصلح
كفرت إذاً....قالوا
وأصابك مسٌ وشطح
قلت
هكذا..سيعتكف النقح
والنفح
واللمح


6 - الحل والربط
احمد البابلي ( 2012 / 8 / 20 - 17:13 )
استاذ محمد البدري
الشئ بالشيئ يذكر..المآتمرات والاجتماعات الدول الاسلامية والمسلمين تجمع اهل اللحى والمحابس اللامعة من كل بلد اسلامي والمسلمون ولو عشرة نفرات من غير البلدان وذلك للنظر دائما في احوال الملة لبحث المستجدات والاختراعات والكشف الدقيق عن العلوم المستقبلية التي لا تنفذ في كتاب الله عزة وجل القرأن الكريم والذي سرقوا منه الكفارعلوم الفضاء والذرة وعلم البحاربالاضافة الى اختراع البخار اعني القطار والسيارة والبايسكل ولم يبقوا لنا غير البعران والحمير والبراق لنصل بهم الى السموات السبعين قبل الكفرة الامريكان واليابانيين والروس والشيشانيين..وكل هذا يذكرني بالمرحوم الدكتور علي الوردي المغضوب عليه في احد كتبه ..في سنة 1932 عقد مأتمراسلامي في السعودية وكذلك للحل والربط احوال المسلمين لكي لا يختلفوا بعد1480 سنة من الخلافات مقترنة بالمذابح باسم الله الاسلامي وبعد النقاشات والمداولاة الحادة..اخرجوا وثيقة الاتفاق على ثلاثة امور مهمه للمسلمين الاولين والحاضرين :
1- سعر الحب لحفظ الماء
2-سعر الحلاقة في الهواء الطلق
3-لا يفرض الغسل على الرجل بعد الجماع ان لم يقذف ..ارجوا التحقق من التاريخ


7 - هى منظمة تحمل فى داخلها عوامل انهيارها
سامى لبيب ( 2012 / 8 / 21 - 01:01 )
هى منظومة ستقوض نفسها عزيزى البدرى من داخل ذاتها لأن الاسس التى بنت عليها ذاتها متهاوية وليست بذات مضمون
منظمة لم تبنى على منهجية أن تنسجم مع العالم بل هدفها خلق حالة تمايز وتشرنق عن العالم فستكون النتيجة الحتمية هى إنهيارها لتصبح نمر من ورق فلا هى قادرة ان تمنح للبشرية شيئا بحكم ضعفها وهوانها وتخلفها ولا هى قادرة على ان تنسجم وتتفاعل مع المجتمع الدولى
الدول الإسلامية غير متجانسة ولا يوجد شئ فى العالم إسمه سياسة من خلال إنتماء دينى فالدين لن يحرك المصالح ويوجهها لذا ستكون مستقبل هذه المنظمة هو للتيار السياسى الأقوى القادر على فرض رؤيته ومصالحه السياسية وطالما جميع هذه الدول تفتقر للقوة التى تجعلها تفرض سياستها فسنجد تشرذم
الحداثة لن تسمح بقيام تكتلات على ارضية دينية فقد انقضى هذا من زمن لكن المصالح الإستراتيجية العليا للولايات المتحدة ستجعل محاور داخل هذه المنظمة تقدم اجندات ومصالح امريكية
تحياتى ومودتى شيخنا الرائع

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب