الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الشهيد عبد الحق اشباضة... لنتعاطى مبدئيا مع ذكرى الشهداء

رفيق عبد الكريم الخطابي

2012 / 8 / 21
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في ذكرى الشهيد عبد الحق اشباضة... لنتعاطى مبدئيا مع ذكرى الشهداء
مفهوم الشهادة :
إن مفهوم الشهادة هو الوجه الآخر لممارسة القمع الرجعي الهمجي ضد ذات المناضل , فحين تعجز أجهزة القمع الإيديولوجية من إعلام مرئي ومسموع وبرامج تعليمية ورجال دين وأسرة ..وغيرها من أجهزة الضبط والمسكنات ،عن لجم حركية الصراع الطبقي الدائرة رحاه بين من ينهب الأرض والبحر ويسرق العرق والخيرات وبين "عبيد العصر " منتجي الثروة , تخرج أجهزة القمع المباشر الأخرى، في محاولة أخيرة للجم وضبط أو الحد من ذلك الصراع كي لا يتطور من مستواه الاقتصادي أو الإيديولوجي إلى المستوى السياسي الذي تصبح فيه سلطة الدولة ,كأداة للسيطرة الطبقية بيد الطبقات السائدة ,محل صراع مباشر . لهذا تلتجئ الدولة إلى قمع كل حركة احتجاجية قد تهدد استمرارية عملية الاستغلال هاته, عبر الاعتقال أو النفي أو الاغتيال ..ويبقى الهدف من وراء كل هذه الأشكال القمعية هو فصل جسد أو ذات المناضل عن مجال اشتغاله كي لا يساهم بدوره في تأطير وتوجيه نضالات الجماهير الساعية إلى كسر عملية الاستغلال الطبقي، وبالتالي القضاء على شكل الدولة الحامية لمصالح البرجوازية والمنتفعين إلى شكل آخر للدولة , دولة في خدمة مصالح تلك الجماهير ذاتها. وفي هذا السياق تأتي الشهادة كضريبة من جانب المناضل وكأحد أكبر وأنصع تجليات التضحية من طرف من توحد بقضايا شعبه ومطالبه وساهم باستشهاده في خلق التراكمات النضالية اللازمة لأي عملية تغييرية , وهو من الجهة الأخرى من وجهة نظر القاتل المستغل إيقاف لحياة أحد الأفراد "المناضلين" المزعجين أو الرافضين أو الخارجين عن القانون أو المهددين لاستمراره ووجوده ككيان مستغل..فبالنسبة لهذا الفكر الممارس للقتل ، فإن كل حركة أو فعل احتجاج هما نتيجة لفعل شخص أو مجموعة أشخاص يكفي استئصالها /إبعادها عبر السجن أو المنفى أو الاغتيال حتى يقضي على تلك الحركة أو ذاك الاحتجاج , لأنه لا يمكن أن يرى أن ذاك الفعل الاحتجاجي أو الصراع هو نتيجة وجوده أصلا , أي لوجود عملية الاستغلال , وإلا كانت النتيجة قتل أو القضاء على عملية الاستغلال تلك بدل قتل جسد المناضل .
بهذا المعنى يتحول الموت من موت مجاني إلى حياة دائمة , إن الشهيد لا يتوقف عطاؤه بفعل الموت بل يخلد كفكر وكممارسة راقية للتضحية في قلب وضمير شعبه ورفاقه , وبالتالي فإن استحضار مفهوم الشهادة هو مجال صراع بين من يحاول إفناء المناضل عبر قتل الجسد وإلغاء التجربة أو القضية, وبين من يستحضر الشهيد فكرا وقضية وأسباب استشهاد وجزءا من تضحيات وتاريخ نضال شعب بكامله، شعب يأبى التركيع والإذلال.. وهذا واجب المناضلين الذين أقسموا على السير على درب الشهيد .

الشهيد عبد الحق شباضة :

في يوم 19غشت 1989 أبت يد الاجرام الرجعي يد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي بالمغرب إلا أن تضيف إسما آخر إلى قائمة شهداء شعبنا الأبطال ، ليضيف إلى سجله الدموي جريمة أخرى تنضاف إلى جرائمه منذ معاهدة الخيانة والعمالة معاهدة إيكس-ليبان المشؤومة، والتي رهنت فيها مقدرات وطننا بيد الامبريالية وخدمها المحليين ،إلى جريمة الريف وقمع انتفاضته بالسلاح الحي وعبر المروحيات العسكرية ،مرورا بانتفاضة 1984 التي عايشها الشهيد ، وصولا إلى جرائمه الحالية بالحسيمة وبني بوعياش ..وغيرهما.
في مثل هذا اليوم زفت جماهير شعبنا الشهيد البطل عبد الحق شباضة المناضل الماركسي اللينيني الصلب والمبدئي بعد إضراب بطولي عن الطعام من داخل سجون القمع الرجعي دام 64يوما إظافة للتعذيب الجسدي الذي رافق معركة الإضراب عن الطعام...
الشهيد عبد الحق تحدى القمع والطرد التعسفي من الجامعة ..والمتابعات البوليسية ، اعتقل وهو يبيع قوة عمله ، إقتلع من بين أحضان من يحمل فكرهم أي من وسط عمال الميناء بمدينة الدار البيضاء..هو المناضل في صفوف النهج الديمقراطي القاعدي وهو الفصيل الماركسي اللينيني داخل الجامعة المغربية استشهد وهو يقود معركة الفضح والقطع مع التحريفية الانتهازية داخل الجامعة أو ما يعرف باصحاب الكلمة الممانعة وقبل ذلك ساهم في مواجهة تحريفية طلبة الكراس ...
تحل الذكرى 24 لاستشهاد رفيقنا عبد الحق ...والجماهير الشعبية تواجه بالصدر العاري هجمة شرسة لنظام الخيانة والعمالة ..بعد استفحال أزمته البنيوية كنتيجة لأزمة أسياده..فالرأسمالية تحتضر في مراكزها ...والبرجوازية الكولونيالية بالمغرب ونظامها اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي كما العادة يسعيان إلى تصريف الأزمة على كاهل الجماهير الشعبية المفقرة أصلا : فإظافة للزيادة في ثمن المحروقات ومعه كل السلع الاستهلاكية الأخرى ، وبوادر ارتفاع صاروخي لمستوى التضخم بما يعنيه من ضرب لكل قدرة استهلاكية للجماهير، زيادة على رهن مستقبل أجيال من المغاربة عبر الاستدانة من مؤسسات تتحكم وتحكمت في كل المفاصل الاقتصادية والسياسية ..كل هذا إظافة إلى الواقع المعروف بطالة متفشية وتسريح للعمال وضرب لمجانية التعليم والصحة ...وغيرها ...إن النظام لا يمتلك كإجابة عن هذا الوضع المتردي غير الاستعانة بالفاشية المتأسلمة بعد أن تكشفت كل عورات الاصلاحية ولم تعد أوراق التوت كافية لستر عورة أصحاب التناوب التوافقي ،و غير القمع الممنهج للمناضلين ولجماهير شعبنا ، انسجاما وطبيعته اللاديمقراطية : فالمعتقلات تعج بالمعتقلين السياسيين وإضرابات رفاقك – أي رفاق الشهيد-عن الطعام حولت سجون الرجعية إلى ساحات للنضال وفرض للحقوق ، سيرا على نهجك...أمام هذا الواقع الموضوعي سجل شعبك الذي استشهدت من أجله أحلى وأروع لوحات النضال والتحدي ففجر انتفاضة شعبية في 20 فبراير وضمنها العشرات من الانتفاضات والاعتصامات والوقفات والمسيرات والمواجهات الدامية ، مازالت مستمرة في سنتها الثانية ...كما سجل رفاقك السائرين على دربك لوحات من التضحية والتفاني في الميدان ...يكفي فقط الاشارة إلى عشرات المعتقلين السياسيين المضربين عن الطعام...عبر كل هذا الطريق المتعرج والنضالي ما زال رفاق لك يحملون ذات الهوية وذات الممارسة المبدئية سيرا على نهجك
تحية للشهيد في ذكرى استشهاده وتحية لكل رفاقه المبدئيين ولمن سار على خط الشهداء وتحية لرمز الأم المناضلة ورمز الصلابة والعطاء أم الشهيد شباضة أمنا جميعا الرائعة :أمي رقية ....وكل شهيد وراية نضال شعبنا ضد الثالوت الامبريالي الصهيوني الرجعي خفاقة وراية النضال الثوري الأممي عالية ممثلة في راية الماركسية اللينينية ضد على كل انهزامية او تحريفية
ملاحظات عابرة :
يتذكر الرفاق وكل المتتبعين عموما ، والقاعديون منهم بالخصوص ،جملة من الممارسات الانتهازية من جانب القوى التحريفية و التي واكبت ذكرى شهداء الحركة الماركسية اللينينية بالمغرب والقاعديين منهم بالخصوص..وهي ممارسات كانت مدانة بشكل مبدئي على اعتبار أن ذكرى الشهداء يجب تنزيهها عن كل صراع حلقي أو بازار سياسي ، او استغلالها في ولادات قيصرية مشبوهة ...فالذكرى الأربعينية للشهيدين الدريدي وبلهواري تم استغلالها من طرف طلبة الكراس من أجل الترويج لبضاعتهم السياسية ، وقد تم الرد عليهم من طرف القاعديين الذين اعتبروا أن شكل التعامل مع ذكرى الشهيدين لا تقل انتهازية عن مضمون المواقف التي احتواها كراسهم ...وكذلك ذكرى الرفيق شباضة بمنزل العائلة أواسط العقد الماضي ، تم استغلالها بذات الانتهازية من طرف الجوقة الماوية لتصريف بضاعتهم ...
في مقال للرفيق عبد الحق الزروالي يتساءل عن :" هل يمكن اتخاذ ذكرى الشهيد انطلاقة لبناء تصور وحدوي جديد يجسد طموحات جميع الشهداء وجميع المناضلين المخلصين لشعبهم الكادح، التواق للحرية والديمقراطية والنصر على جميع أشكال الاستبداد والاستغلال والتهميش والحرمان؟..."
فهل يمكن اعتبار تساؤل الرفيق تساؤلا عفويا ؟ وإلى أي حد تختلف هكذا ممارسة مع الممارسات المدانة المشار إليها أعلاه ؟؟؟ لندع مجريات الصراع الطبقي ببلدنا تخبرنا الخبر اليقين ...أما دعوة الرفيق حسن أحراث والتي نشرت في نفس يوم ذكرى استشهاد الرفيق شباضة بعنوان :" آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي "، فسوف نعود بملاحظاتنا حولها قريبا ...وإن كانت تجسيدا أو إجابة لسؤال الرفيق الزروالي ,,,وهنا نطرح مجرد أسئلة غايتها استفهامية وليست اتهامية لأحد...
قبل ختام هذا المقال نحيي في ذات الوقت ذكرى الشهيدين الماركسيين اللينينين الدريدي وبلهواري اللذين استشهدا في هذا الشهر نفسه ، الذي يعتبر بحق شهر الشهداء...ففي ذكراهم جميعا نقف وقفة إجلال لتضحياتهم ، المجد للشهداء ، للمعتقلين إطلاق السراح والنصر حليف شعبنا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للرفيق الخطابي
عبد السلام أديب ( 2015 / 8 / 20 - 16:50 )
حقيقة يذهلني كثيرا مع تقع عليه عيناي من انتقادات وانتقادات مضادة وتخوينات واتهامات بالتحريفية متبادله الى درجة لم اعد اعرف من هو على حق ومن هو على باطل وما الغرض من وراء هذا النقد والنقد المضاد دون ان يكون له مبرر أو داع سوى ان يتعرف العدو الطبقي على هذا وذاك وخصوصا عندما ينتمي الطرفان لنفس الاسرة الماركسية اللينينية. وحينما تكون هذه الاسرة بعيدة عن التروتسكية والماوية. بل وسط الماركسية اللينينية هناك ماوية زائدة أو خوجية زائدة أو ستالينية زائدة وكل طرف يرى في الأخرين الذين لا يفكرون مثله وجه من أوجه التحريفية فينشغل الجميع بالهجوم على هذا الطرف او ذاك، المؤلم هو أن يتم ذاك خلال تخليد ذكرى الشهداء ومن طرف مناضلين جاؤا من بعيد لهذه الذكرى فتنتهي بتمزيق اكبر وبشتات اكثر وهي وضعية يستحيل معها لم الشتات بسهولة. اتساءل مع نفسي لماذا يقفز التناقض الايديولوجي البسيط الى تناقض تناحري معقد مع العلم ان الجميع ضعيف جدا على جميع المستويات وان العدو هو المستفيذ من التمزق؟ الا يمكن التوجه بدلا من ذلك الى حوار بروليتاري بين اطراف التناقض من خلال تنظيم لقاءات ودية مشتركة على شاكلة مباريات كرة القدم


2 - تحية للرفيق الخطابي تابع
عبد السلام أديب ( 2015 / 8 / 20 - 16:57 )
الحبية فيتبارى المتنافسون بواسطة حججهم وقناعاتهم وعند انتهاء المبارزة لا شك ان أهدافا قد تكون قد سجله في هذه الشباك وتلك مما تجعل الجميع يستفيد من المباراة ويمر الجميع للاحتفال الجماعي، ففي خضم هذا اللقاء والجو الرفاقي سينتصر الديالكتيك على الميتافيزيقا وستؤسس علاقات تنظيمية نضالية . انها مجرد خواطر بسيطة تفاعلا مع خطاب الرفيق الخطابي العميق مع تحياتي الصادقة

اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي