الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلمين الذين يريدهم الله

طاهر مرزوق

2012 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أى منطق لإله يريد بقاء المسلمين الجهلة المتخلفين عن ركب العصر والحضارة، بينما هؤلاء المسلمين المتخلفين لا يعلمون سبب إبقاء الله على هؤلاء الكفرة غير المسلمين الذين ينتجون كل ما يحتاجه كل مسلم من أدوية علوم وأغذية ووسائل الترفيه والمعيشة وإقامة المصانع ووسائل الأتصالات من فضائيات وتلفزيونات وأنترنت وكمبيوتر وموبايل وغيرها من وسائل المواصلات من دراجات وسيارات وطائرات ومكوكات فضائية وعلوم أخفق هذا الإله فى إيحاءها للمسلمين المؤمنين به وأعطاها للكافرين به رغم الأدعية المستمر بمليارات المرات بهلاك الكفرة وألسنتهم التى يرهقها يومياً الدعاء ولم يتقفوا ولو للحظة للتفكير هل يسمعهم هذا الإله أم لا؟ ولماذا لا يستجيب لهم إن كانوا على دين حق؟

إن المسلم المثقف قد سئم العبارات المتكررة عن إعجاز لا وجود له إلا فى أذهان هؤلاء المرضى بالإعجاز، عندما يفكر المؤمن بالإسلام فى أن كتابه المقدس قال أنه نزل بلسان عربى مبين، فى الوقت الذى كانت اللغة العربية بلا تنقيط أو تشكيل، حيث تم كتابة القرآن بلا تنقيط أو تشكيل سواء عند جمعه فى عهد أو بكر أو فى عهد عثمان بن عفان الذى حرق كل المصاحف الموجودة وكتب مصحفه المشهور بلا تشكيل وتنقيط، لكن فى عهد على بن أبى طالب والحجاج بن يوسف الثقفى، فقد طلبوا من نصر بن عاصم الليثى تنقيط حروف القرآن ثم طلبوا من عالم اللغة أبى الأسود الدؤلى أن يشكل القرآن بحركات التشكيل مختلفة اللون، وأستمرت الكتابة بذلك حتى جاء الخليل بن أحمد الفراهيدى فوضع ضبطاً أدق من ضبط أبى الأسود الدؤلى ومن وقتها واللغة العربية أخذت شكلها الحالى.
تم التنقيط والتشكيل فى عهد على بن أبى طالب والحجاج الثقفى أى بعد أكثر من سبعين سنة من وفاة رسول الإسلام ، أى حوالى سنة سبعين أو ثمانين هجرية، هذه الحقائق التى يعرفها كل مؤمن لاشك تجعله يفكر بجدية فى هذا اللسان العربى الذى نزل به كتابه المقدس ولماذا لم تنزل كلمات القرآن بالتنقيط وحركات التشكيل اللازمة مباشرة من الملاك جبريل أو الرسول وصحابته؟ لماذا لم يقوم جبريل بتعليم الرسول تلك القواعد الجديدة وينقلها لصحابته حفظة القرآن حتى لا يفهم ولا ينطق المؤمن بالإسلام كلمات الله خطأ ؟ وذلك حتى يكون فعلاً كتاب القرآن كتاباً إعجازياً لايستطيع أحداً التفكير فى أنه كتاب فى لوح محفوظ عند الله ويسأل هل هو محفوظ بالتنقيط أم بدون التنقيط وحركات التشكيل؟
ولماذا حفظ الله القرآن فقط ولم يحفظ كلامه السابق فى كتبه المقدسة؟
والأسئلة التى يقوم مؤمنى كل دين بطرحها هى أسئلة تجعلنا ندخل فى دائرة لن نخرج منها أبداً إلا بتثقيف عقولنا والنظر إلى الآخر بأعتباره إنسان له حق الحياة مثله مثل أى إنسان آخر سواء آمن بإله أو رفض الإيمان الإيمان بتلك الآلهة، وبناء على ذلك ليس من حق إنسان أن يقوم بقتل بقية البشر لأنهم رفضوا إلهه أو معتقداته، لأن الحياة الإنسانية هى حياة إجتماعية يتشارك فيها جميع البشر منذ الحياة البدائية للبشرية الأولى وصولاً إلى الحياة البشرية التى نعيشها اليوم من تقدم وحضارة ومنجزات علمية يستخدمها المؤمن وغير المؤمن بالآلهة، لأنها منجزات غير المؤمنين ولم يساعدهم فى تحقيقها آلهة سماوية أو أرضية، لكنه الإنسان البشرى الذى أستخدم عقله لتحرير ذاته من الجهل والتخلف وإنتزع نفسه من أساطير وغيبيات الآلهة والأديان التى أحتكرت عقولهم وعواطفهم لعصور طويلة وتركتهم فى يتعايشون على ظلام الأفكار الغيبية من جنة ونار، ويتقاتلون ويقتلون فى سبيل الوصول إلى تلك الجنات الموعودين بها، والنار التى تنتظر أعدائهم وأعداء الآلهة، ولم يحاول أحد ان يفكر فى منطقية فكرة أن الله يدخل فى عداء مع البشر الضعفاء العجزة.

أقول أن كل إنسان له الحرية والحق فى الإيمان أو الإعتقاد بعدم وجود آلهة أو فى وجود إله واحد أو فى وجود عدة آلهة، إنها الحرية الشخصية التى يجب أن يؤمن بها جميع البشر دون الأعتداء على حقوق الآخرين فى الأعتقاد أو عدم الأعتقاد بالآلهة، لذلك كانت تلك المقالة التى كان الدافع إليها سوء الأخلاق الإنسانية عندما تستخدم معتقدات دينها بأنتهازية فجة، وتقوم بالدعاء فى نهاية صلواتهم على غير المؤمنين بإلههم وطلب إهلاكهم وتخريب بيوتهم ...إلى آخر تلك الدعوات التى يسمعها ويرددها كل مؤمن وتنتشر عبر مكبرات الصوت فى العالم العربى الإسلامى وكل بلد حسب تقاليده.

ويبقى السؤال فى النهاية: ماذا تريد تلك الآلهة من البشر وخاصة إله المسلمين الذى ألغى بقية الاديان والآلهة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ


.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها




.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة




.. العراق.. احتفال العائلات المسيحية بعيد القيامة وحنين لعودة ا