الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعور بالظلم يمنعك من التقدم

ماريا خليفة

2012 / 8 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا تنزعج من الانتقاد إذا تعرّضت له، فإذا كان غير صحيح دعك منه، وإذا كان ظالماً لا تغضب منه، إذا كان جاهلاً ابتسم، وإذا كان مبرّراً تعلّم منه ~ حكمة قديمة
منذ الطفولة يرفض الإنسان الظلم بالفطرة فيدافع عن نفسه وعن حقوقه. نرى الأطفال يرفضون أن يفرّق الأهل في معاملتهم. يرفضون أن تكون حصّتهم أصغر من حصّة أخوتهم ونراهم يقارنون طوال الوقت ليتأكدّوا من أن العدل قد تمّ. ّلم يعلّمهم أحد ذلك لكنهم يكتشفونه بالفطرة. مع التقدم في العمر يشكّل هذا الموضوع أساساً مهماً للنجاح في حياتنا لأننا نجد الإحساس بالظلم في صميم مشاكل كثيرة مثل الضغط النفسي والتوتر والغضب والعنف.. وتظهر انعكاسات الإحساس بالظلم في كل نواحي حياتنا الشخصية والمهنية.
الظلم أنواع كثيرة منها ظلم الطبيعة الذي يرتبط بالشكل الخارجي، بمستوى الذكاء، بالقدرات الفكرية.. وظلم البيئة أي المكان الجغرافي الذي ولدنا فيه، الدولة التي لا تمنحنا الفرص، الحروب، الحالة الاقتصادية.. وظلم اجتماعي من العائلة، الطبقة الاجتماعية، الثقافة، الوضع المالي.. وظلم الآخرين في المواقف التي تعترضنا في الحياة وعدم قدرتنا على الردّ.
كيف نسيطر على الإحساس بالظلم وردود أفعالنا؟ انتبه لأفكارك الغاضبة أو الحاقدة وحاول أن تضبطها. أحياناً كثيرة يمكن أن نخطئ التفكير. فنعتبر أي انتقاد أو خسارة بمثابة ظلم لنا. قل للآخر إنك ترفض الظلم الذي ألحقه بك واطلب تعديلاً في موقفه. إذا كان الظلم الذي لحق بك غير مهم فدعك من المطالبة بالعدل. ضع طاقتك في مكان آخر يعني لك أكثر.
في مواجهة الظلم الأكبر، أي ظلم الحياة علينا أولاً أن نتقبّل فكرة أن الحياة تظلم البعض. قبول هذه الفكرة ليس نهاية الصراع بل البداية. ليس القبول استسلاماً بل اعترافاً بالواقع الذي على أساسه سنبدأ العمل. الحل الأنسب لمشكلة الظلم هو العمل على تقويم الموقف أو الوضع الذي نتعرّض فيه للظلم ليصبح عادلاً وذلك عن طريق فضحه أو كشفه أولاً ثم السعي إلى المصالحة مع الحياة. يكفينا أن نعمل على جزء بسيط من حياتنا عوض أن نكبّر مهمتنا ونسعى إلى تصحيح العالم وهو أمر لن يحدث وسيشعرنا بالفشل والمزيد من الظلم.
ليس هنالك جواب سحري للتبرير ظلم الحياة. لكن الأهم ألا ندع هذا القدر يتحكم بنا. ألا ندعه يقرر مصيرنا ويحدد هويتنا ويصبح هو تعريفنا لنفسنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسم تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تبدأ من مدينة تبري


.. مقاطعة حفل ممثل هوليودي لدعمه للاحتلال الإسرائيلي




.. حزب الله: استهدفنا مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى ومزارع ش


.. الاتحاد الأوروبي يفعّل نظام كوبرنيكوس لمساعدة إيران.. ماذا ي




.. استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين