الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الاصلاحين:السياسي والديني

سامي العباس

2012 / 8 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو أن المتدينين يحترمون حرية بعضهم في التدين لأنتفت المشكلة . توسع ظاهرة التدين في سورية لم يكن بمعزل عن رغبة الذي يريد التوظيف السياسي في المقدس . يمكن للسياسة أن تفض المنازعات حول المصالح الدنيوية .ولكنها لاتستطيع أن تفعل شيئاً للمنازعات الدينية . بهذا المنظور يمكن قياس ما يجري الآن في سورية بمقياس ما احتطبت - في العقود الماضية -الجماعات الإسلامية "للتوظيف السياسي في المقدس " ولذلك فان التنوع السوري "المذهبي والديني " يجعل العلمنة طوق نجاة من حرب أهلية ليس بيننا وبينها سوى صمود الجيش وإرادة القوى العاقلة في إجتراح تسوية نعتمدها لإصلاح سياسي تدريجي يضمن العبور الآمن بسورية إلى دولة ديمقراطية وعادلة .
الإسلام كأي ديانة أخرى يعيد معتنقوه إنتاجه وفقاً للشروط السسيولوجية والمعرفية السيالة . بهذا المعنى يستطيع أتباع كل نسخة إدعاء أنها النسخة الأصلية . للخروج من مأزق النسخ المتنافسة ليس هناك سوى الفكر النقدي الذي يرتكي على الإعتراف بتاريخية كل نص بما فيها النصوص المقدسة . هكذا توضع النصوص المقدسة في مهب الأسئلة التي تعصف مع الوقت بمطلقات النصوص . في تجربتنا العربية لدخول العصر ترتكي الردة الأصولية التي تأخذ إسماً مغرياً "الصحوة الإسلامية " على إخفاق نظام التعليم العربي في خلق عقول نقدية تنبثق عنها تيارات نقدية تشق فضاءنا الثقافي الإسلامي وتخترق نواته الصلبة القائمة على محورية الوحي في تشكيل المعنى . بدون ذلك يصبح ابن تيمية في نظر أتباعه المعاصرين _ويشكلون الآن الشطر الأكثر راديكالية في العالم الإسلامي -هو الممثل الصحيح للإسلام .سيما وهم يجدون في المأثور عن الرسول وفي الكثير من الآيات القرآنية ما يدعم خطهم العقيدي . مثلهم مثل غيرهم من أتباع المذاهب الأقل راديكالية .
هكذا يجب فتح ملف الإصلاح الديني كتمهيد معرفي للدخول في الحداثة من الباب وليس من النافذة كما تحاول المجتمعات الإسلامية . مسؤولية النخب التي تصدت لهذه المهمة أنها لم تولي اهتماماً لما يمكن تسميته بالثورة الثقافية .بل ذهب اهتمامها إلى المساومات مع قوى العطالة التاريخية .ومقايضة بقاءها في السلطة بالتنازلات عن الخطوط العريضة للمشروع النهضوي . ما يجري الآن من ردة تحت عنوان الصحوة الإسلامية وتفقيس هذا الكم من بيض أفاعي الإرهاب الديني هو نتيجة لصعود الإنتهازيين واللاعبين على الحبال والحمقى وأنصاف المثقفين إلى مواقع المسؤولية هنا وهناك . لقد تحول مشروع التحديث إلى ثرثرة مدفوعة الأجر . هكذا تتصدر المنابر الإعلامية الخليجية أسماء طالما كان الرهان عليها لإخراج مجتمعاتنا من عنق الزجاجة الأصولية ,فإذا بها تغف على جبنة السلالات الشخبوطية كما يغف الذباب .
بين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قضاء وقدر
حكيم العارف ( 2012 / 8 / 22 - 08:09 )
المتدين اكثر سرقة من الغير متدين ...

لانه يسرق تعب الاخرين وينسبه الى القضاء والقدر والشريعه وحكم الله ...

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال