الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال العراق .... لا يملكون طفولتهم

قبس السرحان

2012 / 8 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


(انه ابن الفقير وشتموني ... بنص صريفة وعيروني )
على الرغم من الظروف التي يمر بها بلدنا العراق إلا إن الناس مازالت تنظر إلى الأمور من نظرة مخالفة للواقع ..
إن المجتمع العراقي مجتمع صعب و مجتمع يحاسب الصغار و يترك الكبار في كثير من الأمور وان وجود ظاهرة شهدتها قبل أيام .. هي التي جعلتني و دفعتني ان اكتب هذه الكلمات ربما تكون قاسية في بعض من عباراتها ولكن كلمة الحق يجب أن نقولها وننصر المظلوم ....
فلقد رأيت أناس يحاسبون الصغار قبل أن يتطرقوا لإيجاد حلول لهم و مطالبة الجهات المختصة بتحقيقها .. وعلى الرغم من ذلك لكني لم اخص شخص معين في مقالي ولكن أتكلم عن ظاهره عامه ألا وهي " الفقر في العراق وصعوبة الحصول على عمل لسد حاجاتهم اليومية " من هنا سأنطلق بكتابه الموضوع والدخول في صلبه .
إن ما نراه في أيامنا هذه ألا وهي أيام العيد القلائل التي تمر على امتنا العراقية .. نشهد سلبيات لم نجد لها حلول لحد الآن .. ألا و هي الباعة المتجولون في المناطق السياحية حيث إطلعت على صور نشرها احد الاخوة تمثل صعوبة الحصول على رمق العيش ولكن العالم تنظر لها من صوره مختلفة ...
هؤلاء الأطفال الذين يتركون الألعاب ويتركون العيد ولا يشعرون بالعيد على الرغم من أنهم أطفال ( حالهم حال غيرهم ) وينهمكون بصعوبة العمل و كيفية الحصول على لقمة العيش بشتى الطرق و المبيت في المناطق التي يتوافد لها الناس لكي يستطيع أن يحصلوا على فرصه لبيع أكثر عدد ممكن من قارورات المياه حتى يسد بها حاجاته بينما هو يرى الأطفال يتوافدون مع عوائلهم لكي يستمتعوا بالالعاب و حلاوة العيد وهو منهمك في العمل ...

لكن الطامة الكبرى .. أن تنشر الصور و فيها نقدا و تجريح و محاربة لهؤلاء الفقراء و دعوة للجهات الحكومية بمحاسبتهم من أجل النظافة .. ناسين و متناسين أنها أي النظافة واجبنا جميعا .. و ليست واجب فقراءنا فقط .. فنرى أن المواطن عندما يقدم على شراء مشروب غازي وعندما يكمل منها يرمي بالعلبة الفارغة على أرصفة الطرقات و ليس في مكانه المحدد وهنا يأتون و يذمون البائع ويقولون هو المسؤول عن النظافة لماذا لا يجلب معه شيء ليجمع النفايات .. هذه المقولة قد تحمل نوعا من الصحة و لكن علينا أن نبحث عن الأسباب التي أدت لذلك , فالأمر يعتمد بالدرجة الأساس على :-
1- الحكومة المحلية :- فهي من واجباتها أن توفر الحاويات وتجعلها قيد أعين الآخرين لكي يستطيع السائح من رمي النفايات فيها .. و تشغيل الأيدي العاملة في مجال النظافة .. مع اجراء حملات توعوية بهذا الخصوص .. كما من واجبها واجب الدولة توفير مناطق مخصصه للباعة المتجولين .. ففي كل بلدان العالم هنالك باعه متجولون يتواجدون في المناطق السياحية لكن تخصص لهم أماكن للبيع و أكشك خاصة .
2- عامل النظافة:- عليه أن يتواجد دائما و يجعل الحاويات جاهزة لأي نفايات جديدة .. و على مقربة من الناس و الباعة .
3- المواطن :- عليه أن يحترم المكان ويحافظ على النظافة المكان الذي يوجد فيه ويرمي النفايات في مكانها المخصص .. قبل أن يلوم غيره .
4- البائع المتجول :- عندما تتوفر الأمور التي ذكرت في النقاط الثلاث بعدها نحاسب البائع المتجول لعدم حفاظه على نظافة المكان .. و حينها سيكون من واجبنا جميعا و واجب الدولة توفير فرص العمل أو توفير أماكن خاصة لهؤلاء الفقراء ليعملوا و يوفروا لقمة عيشهم .
ختاما حتى نستطيع من خلق بيئة نظيفة خالية من النفايات فليست الحكومة وحدها المسؤولة و لا المواطن وحده المسؤول ولا البائع وحده مسؤول .. بل هي واجب ومهمة و عمل تضامني جماعي يجب أن يضطلع به كل المواطنين من أجل بيئة راقية ومتحضرة .
و لا ننسى الحديث النبوي الشريف " النظافة من الإيمان " فيجب علينا أن نلتزم بهذا القول لأنه دليل على ثقافاتنا ونحن نحتاج إلى هكذا أمور أن نشارك هموم الفقراء لكي نستطيع النهوض بالأمة العراقية إلى المستوى المطلوب .
وأخيرا إن من أراد أن يحاسب الآخرين عليه أن يحاسب نفسه أولا ...

قبس السرحان
22/8/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث