الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدو الله أم صديق الله أم خراب البصرة ..!!؟؟

واصف شنون

2012 / 8 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(الباربوغوندا) الدعائية الفقهية الدينية ومنذ تحالفها القديم مع السلطات من أجل السيطرة على مقدرات الأرض وما في بواطنها وما على سطحها من البشر والحجر والكائنات ، جعلت من صانع الأكوان وخالق الإنسان (ألله عزّ وجلّ ) رديفاً لذكوريتها وفحولة رجالها وسطوتهم ،وكأنهم هم الذين صنعوه وخلقوه وروجوا له وجعلوا له عبيداً بسلاسل وهمية ، حتى باتت جملة غريبة وشنيعة ومسيئة تتكررفي كل جزء من الثانيةعلى لسان ملايين من البشر الأبرياء وهي :( عدو الله) أو هؤلاء( أعداء ألله)،ولو تأملنا قليلاً في الأمر فأننا نكتشف وفقاً لعلم اللغات او فلسفة النقض والنقيض أن لا وجود لجملة : (صديق الله ) أو (أصدقاء ألله ) ،ثم وفقاً للمنطق الأرسطي البائد العتيق غير الصائب ، فأن معارضي فقهاء الدين وشرطته يكونون هم أعداء الله ،وأتباع الفقهاء ومتعصبي المذاهب والعقائد هم أصدقاؤه !!، والحياة البشرية اليومية تثبت عكس ذلك ،والأدلّة بالأطنان وملايين الحكايات .
فحين نشاهد صوراً وأفلاماً وأحداثاً لوقائع سببتها التبعيات الدينية والأيدولوجية السياسية العشوائية المتسلحة بالرب والقائد والزعيم والإمام وهي تجعل من البشر قطيعاً لايعترض ولايصرخ ولا يثور على طاغية، فأن علينا ان نعود في أغلب الحالات الى التربية الإجتماعية الدينية الديكتاتورية الأحادية في كل منزل وشارع ، ثم في كل مدرسة ودائرة، ثم في كل حيّ ثم في كل قرّية ومدينة حتى العاصمة حيث الأمرُ العالي الذي لايقول ـ لاـ لما تفعله السلطة وتحالفاتها ، أية سلطة كانت دينية، قبلية ، عشائرية أم رسمية ،وهي تهضم حقوق الناس البسطاء ؟؟بكل بساطة وأريحية بعيداً عن الشعور بالأسى أو إحساس الضمير وتأنيبه ، فالسلطات تلك خلطت وامتزجت وانصهرت في عقائد الشعوب الدينية التي تبيح ممارسة السرقة والتجني الهائل على بني البشر وسفك دمائهم وتهديم حضاراتهم وعزلّهم عن إصولهم عبر قناة واحدة هي الدين الأفضل للبشر،الذي هوالمختار عند ألله ،الذي سبحانه تعالى ميّزها دون غيرها ،كل ذلك من أجل الخنوع التام للعقيدة الدينية المذهبية السياسية ؟؟ والبروز الإجتماعي والتجاري ، كما يجري في الولايات المتحدة الأميركية من فتح كنائس وفروع دينية عجائبية شاذّة تخطت السبعة الاف نوع طريقة في العبادة والتقديس ، بينما في مدينة البصرة النفطية العراقية تكاثرت المساجد والحسينيات الشعبية حتى عاد كل مواطن مسؤول وفاسد ومرتشي يبني منزلاً له يبني له مرفقاً خاصاً يسميه (حسينية) من أجل الحسين، أي بمعنى عقائدي ديني من أجل الله وفي سبيله ، بينما كل تلك الحسينيات هي أبواب رزق تجاري وإكتساب غير شرعي من أجل العيش ، حيث الحسينيات تبيع الكهرباء من مولدات ضخمة يشترك فيها مواطنو البصرة وعوائلهم لإنعدام خدمة التيار الكهربائي الوطني وكذلك انعدام مياه الشرب والغسيل الصالحة ، ناهيك عن خدمات المستشفيات والتعليم والبلديات والكري والري والتخطيط ،ففي ظلام الليل وقبل الفجر ترى أسراباً من النساء الملفعات بالسواد وهنّ يهرعنّ الى مكبّات النفايات من أجل البحث عن قنانٍ بلاستيكية ومخلفات يمكن الإستفادة منها وبيعها من أجل سد الرمق وتلبية الحاجات ،هذا المشهد لايتكرر في مدينة البصرة التي تنتج بترول العراق ،بل في مدينتي النجف وكربلاء (المقدستين ) مثل (مكّة المكرمة ) فالنساء والأطفال يبحثون في النفايات من أجل العيش ، أما في الناصرية التي أنتجت مبدعين عراقيين ومغنين ومفكرين ومناضلين وأسسوا لثقافة عراقية وطنية خالصة ،إنطلاقاً من سومرحيث اكتشاف الحروف، فأن النسوة المتسولات المنقبات يملأنّ الشوارع الرئيسية حسب الأوقات والإزدحامات والأماكن العامة ، بينما يتنافس الأطباء هناك على الزبائن بلا خجلّ بينما تمتدٌ صيدليات الأدوية في الشوارع ، حتى أصبحت إهانة الذات الإنسانية الجليلة التي خلقها ألله نفسه في (أحسن تصوير) وبسبب الإعتقاد الديني من أحقر كائنات مخلوقاته ..!!.
أن الأمر بما فيه كان ويكون هو صراع سياسي لكن وفقاً للثقافة العربية الجارية ،فأن مرجعيته دينية كي يتم قبوله من المجتمعات العربية المتدينة فولكلورياً والمتعصبة عقائدياً دون أن تشعر بذلك ولم يخطر عليها ذلك فالدين الإسلامي الشعبي المتوارث المعجون والمطبوخ بتقاليد الأمهات وحزنهن لايعرف أن لربّ الرحمة(ألله ) أعداء ومنافسين وأن الله في خطر ..!!كما يقول المتطرفون الدينيون ،فكيف الأبن او الزوج يعادي ألله كما يقول ( سيد المسجد أو إمام الحسينية والعكس غير صحيح )! ، ولم نحصل ونحن نعيش الوضع الأن سوى على مجتمعات كاملة لاتؤمن بحق ليهودي أن يحيا أو مسيحي( نصراني ) أن يكون حاكماً لكنه كطبيب مقبول ..!لأنه يعالج المؤمنين ويرحمهم ، أو بوذيا ًعالماً يصنع لهم الساعات التي تدق بناديلها وتشير أميالها الى صورة الكعبة المقدسة وذراعي السيد المسيح وهو مصلوب ،إذن ليس هناك تطرف أو إعتدال ، انها تربية تتغذى على المتوفرات من الموجود ،والنتيجة المنطقية هي أن الفكر الديني السياسي هو أحادي وواحدي وغير تعددي ولايمنح الحريات ولا يشجع عليها ،فهو وبكل أدبياته لايبيح أو يمنح أبسط وأتفه الحريات الشخصية للإنسان مثل حرية المأكل والملبس والمعتقد ، وكل مرتكزاته تنطلق من التعامل الغريزي لجنس محدد هو ( انثى الإنسان )، المرأة التي كانت عند أهل الصحراء نادرة مثل قطرةالمطر ...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تجارة الدين
سيدة عشتار بن علي ( 2012 / 8 / 25 - 12:22 )
حين يتحول الدين الى سلعة على ايدي المتاجرين به فمن الطبيعي ان يصبح خاضعا لضرورا ت الترويج التي تعتمد على مغازلة وجدانيات الجماهير حتى يتسنى لهم تحقيق اكبر قدر من الاستجابة ويذكر أن أحد الصحافيين فضح أحد هؤلاء الدعاة عندما قرأ مسودة محاضرته قبل أن يلقيها, ويقول بالحرف الواحد: كنت أقرأ أمامي وقفات كتبها ذلك الشيخ الداعية، فبعد كل عدة أسطر وجدته يكتب ملاحظة:(هنا يجب أن أرفع صوتي, أو هنا يجب أن أبتسم, أو هنا يجب أن أبكي), أي أن المسألة كلها تمثيل وضحك على الذقون. ويمضي ذلك الصحافي قائلا: إن ذلك الداعية بعد أن انتهى من محاضرته تلك أتيته قائلا: أراك يا فضيلة الشيخ قد ذرفتَ هذه الليلة دموعا كثيرة, وتفاجأت برده وكأنه يلقمني حجرا عندما أجابني من دون أي خجل, ومن دون أن يرف له رمش قائلا لي: نعم إنها دموع نحشد بها الجماهير


2 - نعم سيد ولكن
نيسان سمو ( 2012 / 8 / 26 - 13:46 )
هذا الكلام هو الصحيح وهو الواقع الذي نواجهه كل يوم لا بل كل دقيقة ويقولون ان الدين ليس لوه علاقة وان ديننا غير ذلك ووووو من الاكاذيب السخيفة .. بينما نجد التفاهم والصداقة والمحبة وعدم التفرقة عن الانسان الاوربي الذي فصل الدين عن السياسة وحتى عن الشارع او المجتمع واركنه في رأس كل مَن يريد ذلك فلا تأثير له على الشارع بعكس الهمجية التي نتصف بها بسبب احادية الجانب الديني كما تفضلت وهذا ايضاً لم يكن بمستحيل في تجاوزه ولكن الكذب والنفاق بأسم الدين لا يمكن تجاوزه على الاقل في القرن الحالي ايضاً .. مع التقدير

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية