الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السامبا لريو …ولنا اللطمية

ليلي عادل

2005 / 2 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد ان أحيت مئات الألوف من الأجساد, رقصة السامبا في المهرجان السنوي الكبير الذي يقام في مدينة ريو دي جانيرو في البرازيل , تلك الرقصة البرازيلية التي تستهوي كل من يشاهدها و تجر كل من يسمع إيقاع موسيقاها الى الرقص , أختتم المهرجان و انفض السياح الذين قدّر عددهم بأكثر من 750000 سائح من مختلف أنحاء العالم , ويعطي هذا المهرجان دفق نفسي لسكان البرازيل لنسيان ما يعانوه من ارتفاع في معدلات الجريمة..و التغلب على العوز الاقتصادي ..و هي طريقة مثلى للشعوب في المحافظة على الإرث الثقافي و تعريف العالم به …
وتزامن اختتام هذا المهرجان مع بداية مهرجان من نوع آخر في العراق أحيته الملايين من الأجساد الراكضة …الماشية …الباكية …اللاطمة , مهرجان لأحياء الفن الوحيد الذي يتقنه و يعتز به العراقيون هذه الأيام الولولة و اللطم و ضرب الزناجيل المستوردة من إيران و الصين …حشود مليونية تهيم في شوارع المدن تاركة خلفها بيوت خاوية …أطفال سائبين …أعمال كان لابد ان تكتمل بنيان مهدم , أزبال تراكمت و أصبحت هي المدينة ..حشود و حشود تحملت لعقود ظلم الطاغية و لم تفكر ان تتوحد و تخرج لتجابه الظلم حتى لو كان الهدف هو حرية اللطم و البكاء …على من يبكي هؤلاء اليوم ,؟ أعلى الأمام الشهيد !! أم على خيبتهم و فشلهم وذنوبهم الكبيرة و الكثيرة في حق أنفسهم و في حق البلاد …
حشود تعبر عن الحزن باللطم و عبرت قبل أيام عن الفرح لفوز قائمة (اللطمية الموحدة) باللطم لكن دون بكاء …
قبل أيام علق أحدهم على موضوعي السابق الخاص بنقد أساليب تلك القائمة في الدعاية الانتخابية ..و كان تعليقه أشبه بتهديد انهم الأغلبية و انهم مصدر الثقافة و المثقفين و ان كل من يعترض هو أقلية و ليضرب رأسه بأقرب حائط ..كأنني أتيت من كوكب آخر ..كأنني لم أذق طعم الحروب المستمرة و الظلم و التبخيس المستمر , كأنني لم أشهد خروج حشود لا أميزها عن حشود اليوم ..كانت تخرج بالأمس لتأييد البعث و تقول نعم للقائد ..
كيف و جدت هذه الملايين الشجاعة في الخروج رغم التهديدات بالتفجير و التفخيخ و لم تجد الشجاعة في السابق لإسقاط الصنم الذي جثى لعقود على صدورنا , داس كرامتنا و مرغ صورة العراق بالدم ..هل هم مخدرون بالأفيون ذاته الذي يخدر به الزرقاوي جبنائه المتفجرين الموعودين بالغداء مع النبي ..أفيون الخطب الدينية و الوعد بالجنة لكم و نار الجحيم لمن يخالفكم …
لم لا تحشد مثل هذه الملايين لحماية العراق …لبناء العراق …لاجتثاث القتل و الذبح و القضاء على الإرهاب الذي يهدد حياة كل عراقي اليوم …لتنظيف العراق …فالكل اليوم يشتكي من تراكم الأزبال …فهل يتقبل الأمام الشهيد اللطم و البكاء عليه و يشفع … لشعب لا يعرف حتى كيف ينظف بلده و يبنيه …
أحياء الذكرى شيء جميل لكن ليفكر العراقيون بطريقة جميلة خاصة بهم …طريقة متحضّرة تتواءم مع العصر ..أسلوب يزرع الإعجاب و الاحترام في نفس الغريب و المختلف ..طريقة تجذب الجميع للمشاركة و تحافظ على الإرث و تحييه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah