الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يبدأ اول أيام العيد؟

طه رشيد

2012 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أيعقل أن يكون اليوم الأول هو الثاني ؟ وان يكون اليوم الثاني هو الأول ؟ . صحيح ان كل الأمور نسبية على ضوء ما تفتقت بها النظرية النسبية لأنشتاين ، الا ان هكذا نسبية في الحسابات السياسية والإقتصادية والإجتماعية نتائجها غير محمودة، لأنها تعبر عن شرخ كبير في ذلك المجتمع ..
نقول هذا لنشير ابتداء الى اختلاف البلدان العربية، مثل كل عام ، حول اول ايام العيد ، وهو خلاف مقبول الى حد ما ، إذ لا يمكن للسعودي او القطري او الجزائري ان يبحلق بالسماء بعيون عراقية او سورية او لبنانية، ليتأكد من رؤية هلال العيد، فلكل منا رِؤيته، ليس للهلال فقط، بل لكل شيء . اذا قبلنا هذا الخلاف بين البلدن العربية، فلا يمكن ان نقبل الخلاف داخل الوطن الواحد، حيث ابناء الدين الواحد ما زالوا مختلفين على اليوم الاول للصوم وكذا اول ايام العيد .
يظهر الاستاذ جلال الطلباني مساء 18 أيلول، ليهنئ الشعب العراقي بحلول عيد الفطر بإسم رئاسة الجمهورية، وخيرا فعل حين وضع بعض النقاط المهمة على الحروف المناسبة المتعلقة بالأزمة السياسية الراهنة، والتي تطحن المواطن في نتائجها النهائية . لقد اراد بخطابه ايضا ان يعلن عن بداية اول ايام العيد الذي يبدأ في الصباح التالي . الا ان الحكومة العراقية التزمت الصمت ولم تعلن لحد هذه اللحظة عن بداية اول ايام العيد وتحايلت بطريقة ذكية فقررت ان يكون الأسبوع الذي يبدأ بيوم الاحد 19 أيلول عطلة رسمية وبهذا بعدت عنها الإحراج واقنعت السنة والشيعة بفعلها، وخيرا فعلت .
حاولت بعض التيارات والتجمعات المهمة داخل الطائفة الشيعية ان تتفق مع الاخوة السنة في اعلان اليوم الاول للعيد، الا ان عتبنا ينصب على المرجعيات الكبرى لكلا الطائفتين ، الذين كان يمكن لهم ان يجدوا قاسما مشتركا مثل الآخرين، وان يحاربوا كل اشكال التمزق والفرقة بين ابناء الملّة الواحدة، ولو شكليا، خاصة بعد ان نجح المواطن العراقي بالتكاتف مع الحكومة وبقية الاحزاب السياسية بردع مشروع الحرب الطائفية الذي جاءنا عبر الحدود، فما الضير اذا صام السني يوما زائدا او ابتلع الشيعي من شهر رمضان يوما واحدا. إذا كنت في شك بالعد الحقيقي والصحيح لعدد ايام شهر رمضان فما عليك أخي السني الا ان تدعوا الخالق الذي تصوم له ان يغفر لك عبر هذا الدعاء " اللهم إغفر لي صومي اول ايام العيد، إكراما لشعبي وحقنا للدماء وتقربا لاخوتي من الطائفة الشيعية " ، اما بالنسبة لأخي الشيعي فما عليه الا ان يغير قليلا في الدعاء ليصبح :" اللهم إغفر لي عدم صومي اليوم الأخير من شهر رمضان، إكراما لشعبي وحقنا للدماء وتقربا لاخوتي من الطائفة السنية " .
حين نصل الى هكذا إتفاق، فانه يعني باننا نساهم، ولو بالحد الادنى، بتفويت الفرصة على المتربصين بمشروع الدولة العراقية الديمقراطية الدستورية الخدمية، ( اليس هذا شعار الجميع ؟)، الدولة التي يكون فيها القانون فوق الجميع، دولة لا تسمح ان يتلاعبون بها باسم الدين، مهما كان لونه وشكله ومراميه .
اذا لم نتفق على هذه الصغائر، كيف تريدون ان نتفق على القضايا الكبرى؟ : الدستور، الانتخابات، الصناعة ، الزراعة، الخدمات .. الموقف من علاقة الدين بالدولة، الموقف من بناء الدولة، الموقف من الفدراليات، الموقف من الارهاب بوجهيه المسلح او المفسد داخل دوائر الدولة .
كفانا ان نكون كاريكاتيرا مهزلة تضحك علينا باقي الامم وكإننا نعيش في القرون الوسطى .
اتفقوا يا سادتي على اول ايام العيد وهذا اضعف الايمان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة