الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا والحل المستحيل 2

مصعب الفياض

2012 / 8 / 26
المجتمع المدني


لم اكن أضرب الرمل او أقرأ الودع عندما كتبت مقال بعنوان سوريا والحل المستحيل قبل سبعة شهور من اليوم, توقعت فيه ان الحل في سوريا سيطول لأشهر وجميع هذه الحلول للأسف دموية حصرا, ستقود البلد حتما لنزاع مسلح وحرب أهلية او طائفية... وللأمانة, صعود الخطاب الاسلامي السياسي المتشدد وما يستدعيه من تمترس خلف الهويات الطائفية على حساب الهوية الوطنية الجامعة, والظرف الدولي والاقليمي الراهن, مع الأخذ بنظر الاعتبار تحالفات وطبيعة النظام البوليسي الحاكم في دمشق, مضاف لها اسماء الدول الداعمة (لوجه الله) لحق الشعب السوري المنكوب في الحرية, كل هذه الأسباب التي سقتها, هي التي حرضتني على تبني هذا الموقف... وبعد ما يقارب لعام ونصف من عمر الثورة السورية الدامية وسقوط اكثر من عشرين الف قتيل على مذبح الحرية والإف اللاجئين والنازحين الفارين من جحيم الصراع الدائر هناك, الى اي نقطة وصلنا أو وصلت اليه الثورة السورية... الربيع العربي تحول في بلاد الشام (ليبيا بدرجات اقل طبعا) الى ((سقر)) لا تبقي ولا تذر, ورغم اعتراف الصليب الاحمر قبل شهر فقط بان ما يحدث في سوريا هو نزاع مسلح و حرب أهليه بكل معنى الكلمة, مازال الكثير ينكرها, خصوصا الخصوم المتقاتلون, الجيش الحر في الداخل والمعارضة في الخارج يعتقدون بمشروعية التعاون ولو حتى مع الشيطان الاكبر من اجل الدفاع عن النفس ودحر النظام الدكتاتوري البعثي العلوي, والنظام لا يعترف بالمطالب المشروعة لغالبية الشعب السوري ويرى النزاع هو نزاع الدولة السورية ومحور الممانعة ضد الجماعات الارهابية الوهابية المتطرفة الممولة من الخارج, رغم انه هو نفسه ما كان له ان يصمد بوجه غالبية الشعب الثائر لولا الدعم الخارجي من روسيا والصين وايران... الحق الذي لامراء فيه, انها حركات احتجاج مشروعة سرعان ما تحولت الى حرب طائفية بسبب غباء النظام الخلقي اولا, ودخول اطراف خارجية على الخط ثانيا, وشظايا قنابلها بدأت تصل لدول الجوار, ولذلك ساقترب في هذه السطور من مصدر النار لعلي اجد على النار هدى, او اتي منها بقبس, ينير لنا شي من مستقبل سوريا والمنطقة... مواجهات طرابلس وعمليات الخطف المتبادلة في لبنان, سقوط قذائف هاون داخل الاراضي الاردنية, قصف البوكمال بالطائرات من داخل الاراضي العراقية, وانفجارات غازي عنتاب اخيرا في تركيا تؤكد ان الرمل بدأ بالنفاذ من ساعة الصراع الداخلي ولم يعد في قوس الصبر من منزع, واذا لم يصل العقلاء قريبا ودون تأخير الى حل سياسي مقبول فأن المنطقة مقبلة وليس سوريا فقط على زلزال لا يستطيع احد ان يقيس شدته على مقياس ريختر... الغريب في الموضوع ان الجميع يخشى من تداعيات ما يحدث في سوريا, المالكي رئيس وزراء العراق حذر من "احتراق" الدول التي تتدخل في شؤون دول أخرى في المنطقة, مؤكدا أن المرحلة القادمة ستشهد " تهاوي دول ". وقال المالكي في كلمته بمناسبة يوم الشباب العالمي إن المنطقة تلتهب فيها نار "لا يحترق بها الجهلة والمفسدون والطائفيون وأصحاب نظريات التوسع والامتداد، بل سيحترق بها الجميع", العاهل السعودي وفي اكثر من مرة ابدى شعوره بالقلق على وحدة سوريا " طالبا من المجتمع الدولي الاضطلاع بمسؤوليته لإنهاء هذه الاعمال الوحشية المستمرة التي ترتكب ضد الشعب السوري", كذلك اعرب الملك الهاشمي عن مخاوفه من وقوع السلاح الكيمياوي بيد الجماعات المتطرفة, فيما حذر اوباما (بعد صمت) وعلى نحو مفاجئ بان الولايات المتحدة ستتحرك فعليا فيما لو تم تحريك السلاح الكيمياوي من مكانه وتم نقله لاي طرف ثاني, داعيا الاسد للتنحي وعدم الوقوف اما حركة التاريخ, يوم امس الاول ايضا طالبت تركيا من المجتمع الدولي بعمل منطقة عازلة (ملاذ امن) على غرار منطقة الملاذ الامن التي اقرها مجلس الامن عام 91 لمنع تدفق اللاجئين الاكراد الخائفين من السلاح الكيمياوي العراقي, كان السبب في دعوتهم هذه انه لم يعد بامكان الحكومة التركية استقبال المزيد من السوريين الفارين من مدنهم وقراهم المحترقة , و دعى وزير الخارجية التركي داود اوغلوا الامم المتحدة إلى "التدخل بموجب مهمتها". وأضاف "إذا لم تفعل الأمم المتحدة ذلك, فستفقد من مكانتها وسيكون من حقنا التساؤل عن مهمتها" موضحا "ان الأزمة السورية تشكل خطرا أمنيا على الدول المجاورة" محذرا من فتنه لا تصيب السوريين خاصة, نتنياهو لم يفوت مثل هذه الفرصة وعلق على اعمال القمع في تغريدة قصيرة " وصلتنا في الأيام الاخيرة الاخبار التي ذكرتنا في أي منطقة نعيش, ورأينا الجيش السوري وهو يذبح شعبه" ولم ينسى نتنياهو ان يذكرنا "ان إيران وحزب الله يشاركان في المجازر التي يرتكبها, ولذلك على العالم ان يتحرك ضدهما ايضا"... الجميع توقع ومازال يعتقد اقتراب سقوط نظام الأسد خصوصا بعد التفجير الذي اطاح بصناديد دمشق وكبرائها, وبعد هوس الانشقاقات اليومية فالسفينة بدأت بالغرق واغلب الجرذان (الذين خدموا النظام لحين من الدهر وتذكروا الان فقط انهم سنة) تقفز منها طلبا للنجاة ولدور مقبل ربما في سوريا الحرة الجديدة الطائفية على غرار العراق الحر الجديد الطائفي... سواء بقى الاسد أو ذهب والغالب انه سيرحل الى مزبلة التاريخ ليعلم الذين ظلموا اي مصير يواجهون, سواء طالت الحرب الاهلية اكثر او قصرت والغالب انها ستطول لتهلك الحرث والنسل وما ربك بظلام للطائفيين, وسواء وعى العرب ام لم يعوا مالذي يجري ببلادهم ولماذا والغالب انهم لا يعقلون, سيبقى حال العرب على ما هم عليه وعلى المتضررين اللجوء الى المنافي.

مع الود
والله من وراء القصد
مصعب الفياض








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عملاء وابوق للعملاء
خالد ابو صلاح ( 2012 / 8 / 25 - 21:37 )
العملاء والجبناء من رعادي المخابرات العالمية وابواقهم يستحقون مزبلة التاريخ اما المقاومة هي مصدر قلق للجبناء الرعاديد عملاء المستعمر

اخر الافلام

.. كلمة الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في الجمعية ا


.. موجز أخبار السابعة مساءً - الأونروا: غارات الاحتلال في لبنان




.. لبنانيون ولاجئون هجّرتهم الغارت الإسرائيلية يروون معاناتهم و


.. طلاب جامعة السوربون بفرنسا يتظاهرون من أجل غزة ولبنان




.. شاهد| دبلوماسيون يغادرون قاعة الأمم المتحدة بعد بدء خطاب نتن