الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل المناضل الكبير عبد الرحمن البهيجان

نجيب الخنيزي

2012 / 8 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



يوم الأحد الماضي، الموافق 19 أغسطس من الشهر الجاري، غيب الموت الذي لا مفر منه ، و بعد معاناة طويلة مع المرض ، المناضل العمالي الجسور ، والشخصية الوطنية البارزة ، عبد الرحمن البهيجان ( أبو أمل ) ، وذلك عن عمر ناهز الثالثة والثمانين . يعد عبد الرحمن البهيجان المنحدر من مدينة عنيزة بالقصيم ، من رواد الحركة العمالية والوطنية ، حيث كان أحد مؤسسي اللجنة العمالية التي انتخبت في مطلع 1953 من قبل عمال وموظفي شركة الزيت العربية الأمريكية ( أرامكو ) في مناطق الزيت الرئيسية في المنطقة الشرقية ، وهي الظهران ،وراس تنورة ، وابقيق . اللجنة العمالية العليا تكونت من سبعة أشخاص ، ينحدرون من مختلف مناطق المملكة ،وهو ما عبر عن وعي مبكر بأولوية المصالح الطبقية للعمال ، وضرورة وحدتهم وتضامنهم في مواجهة أرباب العمل المتمثل في المجمع ( الكارتيل ) النفطي الإحتكاري الأمريكي ، كما جسدت بحق الوحدة الوطنية في أبهى صورها . أتسم البهيجان ، الذي كان ممثلا لعمال منطقة راس تنورة في اللجنة العمالية ، بالشجاعة والإقدام في الدفاع عن مصالح العمال ، وهو ما جعله محل استهداف الشركة والأجهزة الأمنية في الآن معا ، وهو ما أستعرضه المناضل الوطني الكبير الراحل السيد علي العوامي في كتابه المهم " الحركة الوطنية شرق السعودية " . و على اثر فشل المفاوضات بين اللجنة العمالية ، وبين ممثلي شركة ارامكو ، رغم تفهم اللجنة الحكومية الخاصة التي تشكلت لمطالبهم المشروعة ، والتي كانت تتمحور حول الاعتراف باللجنة العمالية كممثل شرعي للعمال ، وضرورة تلبية المطالب العمالية العادلة في تحسين الأجور وظروف العمل والمعيشة الشاقة ، وهو ما أدى لاحقا إلى اعتقال أعضاء اللجنة العمالية بتهمة التحريض والإفساد ، وعلى إثر ذلك نظم العمال إضراب جماعي ، شمل مناطق الزيت كافة حيث شارك فيه قرابة 20 ألف عامل ، وقد أشار السيد علي العوامي في كتابه الأنف الذكر إلى ظاهرة الترابط الأخوي - أو الأصح – الوحدة الوطنية التي تجلت بأحلى وأجمل مظاهرها بين العمال وسائر المواطنين على السواء ، واختفاء أي روح للطائفية ، أو الإقليمية ، أو القبلية فقد استضاف عدد كبير من العمال في مدن وقرى القطيف زملاء لهم من مناطق بعيدة وأبقوهم معهم خلال فترة الإضراب بدلا من بقائهم في غرفهم في مناطق العمل ، وتعرضهم لمضايقات الشرطة واعتقالاتها . وقد استمر الإضراب لأكثر من أسبوعي عمل ، مما اضطر الدولة للإفراج عن أعضاء اللجنة العمالية ومن بينهم عبد الرحمن البهيجان ، لكنها لم تعدهم على عملهم إلى بعد مدة ، و في حين جرى إبعاد أعضاء اللجنة إلى بلداتهم الأصلية ، تم نفي البهيجان ومعه رئيس اللجنة العمالية و الشخصية العمالية والوطنية البارزة الراحل عبد العزيز السنيد إلى لبنان . بعد فترة أمر الملك الراحل سعود بن عبد العزيز بإعادة أعضاء اللجنة العمالية المفصولين إلى عملهم ، غير إن شركة النفط استثنت من القرار ثلاثة أعضاء هم البهيجان والسنيد والزيد . يعد البهيجان بحق أحد رواد الفكر اليساري / الماركسي في بلادنا ، وهو أحد مؤسسي جبهة الإصلاح الوطني ( 1954 ) ، وجبهة التحرر الوطني ( 1958) ، وجاء تأثره بالفكر اليساري أثناء دراسته في لندن في منتصف الخمسينات من القرن المنصرم ، غير ان الظروف الصعبة السائدة آنذاك ، وتعرضه إلى ملاحقات وتوقيفات واعتقالات عديدة ، ولمدد متفاوتة ، لم تتح له الفرصة في تأصيل ذلك الفكر، من خلال أبحاث ودراسات فكرية ونظرية جادة ، غير أن له كتابات منشورة في عدة صحف سعودية تعرضت للإقفال لاحقا . تعازي الحارة لعائلة وذوي وأصدقاء الفقيد الراحل ، وأخص بالذكر ابنة أخته الصديقة العزيزة الأستاذة فوزية العيوني وزوجها الشاعر والحقوقي الصديق الأستاذ علي الدميني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعازي
فهد لعنزي السعودية ( 2012 / 8 / 27 - 17:40 )
الرحمة والرضوان للمناضلين الاحرار من ابناء الجزيرة العربية والخزي والعار لفقهاء البلاط المساندين لحكم الاشرار والصبر والسلوان لعائلة الفقيد السعيد والمجد والخلود لكل مناضل شريف من ابناء الجزيرة العربية وفي مقدمتهم الشهيد السعيد ناصر السعيد.


2 - إلى الخلود الأبدي
حسن نظام ( 2012 / 8 / 28 - 09:34 )
تقبلوا تعزينا الحارة من الرفاق في البحرين
سؤالي... هل كان المرحوم هو آخر العمالقة؟
حبذا لو تعطونا فكرة تفصيلية عن العمالقة كلهم- المؤسسين- الأموات منهم والأحياء

اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.