الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبدالرحمن البهيجان

اسحاق الشيخ يعقوب

2012 / 8 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ما كنت احسبه يموت.. فقد كان شعلة حياة ما انطفأت في الحياة... وما انفك حياة ثقافية واعدة بيننا: انها ذاكرة الخمسينيات تضع ذاكرتي في ذاكرته وهو غُصنٌ ثقافي غض: إن لان ما انكسر وإن انكسر ما لان!! بالمجد ثقافة الخمسينيات الذي كنا نهز لا آت التنويرية اليسارية في قلب الظلام!! وكان عبدالرحمن البهيجان شعلة تنويرية ثقافية مجاهدة مقتحمة ينهض بنا فيها... وما ندري الا ونحن بجانبه مناهضون من اجل تحقيقها على أرض الوطن!! وكانت مدرسة الجبيل الابتدائية تضُمنا وكانت الاناشيد الوطنية والقومية التي حملها لنا مدير مدرستنا زين العابدين توفيق من الحجاز تحرك في نفوسنا روح التمرد الثقافي: اناشيد فلسطينية وسورية تحمل بذور التمرد الوطني والقومي.. هكذا كانت الرياح الثقافية التنويرية تنساب في نفوسنا من جهات دون ان ندري.. وكأن رواد الثقافة التنويرية اليسارية تنابتوا هناك وأشاعوها في مناطق النفط في المنطقة الشرقية بين عمال شركة ارامكو!! وكانت النبتة اليسارية المباركة هناك في مدرسة الجبيل: وكان عبدالرحمن البهيجان نبتة طيبة شجاعة متفانية بجانب يوسف الشيخ وعبدالله سلطان وعلي غنّام واسحاق الشيخ وغيرهم من الذين رفعوا راية العصيان الثقافي اليساري في قلب الظلام وناهضوا سجون الدمام والاحساء (سجن العبيد) وسجون الرياض ومكة وجدة وكان عبدالرحمن البهيجان قد ذاق مرارتها سجناً.. سجناً!! وكان شعلة نشاط لا تكف عن الحركة في قلب الحركة العمالية وأحد الوجوه المندوبة من عمال النفط التي كانت تفاوض شركة ارامكو وتركي العطيشان مدير مكتب العمل!! وكان يُكررُ متفكها بيننا ما قاله العطيشان «بان لجنة العمال في اذنبي» ان كل سجون المملكة عركها وعركته وكان يقول لي مبتهجاً بمواقفه متأففاً من مواقف الآخرين كونه ثابتاً متماسكاً لم يعترف على احد من رفاق دربه رغم الاعتقالات والسجون التي كانت تلاحقه وتجره جراً!! هكذا يوم ان هاتفتني (حنان) قائلة بحزن وألمٍ شديدين لقد رحل عبدالرحمن البهيجان.. عصف شريط الذاكرة في (الرجل) العاصفة الذي كان عن حق عاصفة ثقافية تنويرية يسارية لبصماتها آثار يحفظها التاريخ وما اضاع التاريخ امراً بُذل فيه!! ومازلت أتذكر فيه نجومنا اليسارية المناهضة لذل النفط وشركاته: علي العبدلي.. صالح الزيد.. عبدالله الهاشم.. عبدالعزيز المعمر.. السيد العوامي.. عبدالعزيز السنيد.. يوسف الشيخ وغيرهم وغيرهم!! وكان حزاً بليغاً يغالب حز النفس التي يحزُها الموت كلما عصفت رياح الحياة بأحد منا نحن معشر اليسار الذين نرفع رايات الحياة في الموت والحياة.. من اجل الحياة... لقد تقطعت بنا سبل الحياة الثقافية والأيدلوجية حتى اصبحنا «شتات» نتفقد بعضنا في الذاكرة عندما يحل الموت بأحدنا... كأننا اولاد (...) لا وطن ولا جريدة... ولا هوية... أيها الزمن الملعون انزع اللعن عنا!! ولا زالت الذاكرة تعصف بي في ذاكرة عبدالرحمن البهيجان وكانت زنزانته بجانب زنزانتي وكان مشدوداً من كفيه معلقاً على باب الزنزانة.. وكان ينتحب الماً ويكيل لعناته على سجانيه وجلاديه بشموخ ثقافي ضد الظلام ومن اجل بهجة الانسان والوطن!! اني اعيش ركام ذاكرة في ذاكرته واتوجده حياً في ذاكرتي.. واعجب لذاكرةٍ تُحي العظام وهي رميم!! عبدالرحمن البهيجان أيها الفارس الثقافي التنويري اليساري طبت حياً في ذاكرة الوطن... اني ارى ذاكرتي تنحني لذاكرتك التي بقت تُنشدنا لوطن قادم جميل... إني أتوجه بأحر تعازي القلبية والوجدانية إلى زوجته وبناته وإلى أهله واقربائه وأصدقائه ومحبيه بالصبر والسلوان!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. - الغاء القوانين المقيدة للحريات ... آولوية -


.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي




.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري


.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ




.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -