الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تكمم أفواه المثقفين بتهمة الطائفية والعنصرية؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 8 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لماذا تكمم أفواه المثقفين بتهمة الطائفية والعنصرية؟
حرية العقيدة والتفكير والانتماء مكفولة لكل فرد وفقا للقوانين الدولية والمحلية, وكذلك الدعوة للعقيدة والاعراب عنها مضمون أيضا وفق تلك القوانين فالمادة 18 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان تنص على أن ( لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين, ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته, وحرية الاعراب عنهما بالتعليم والممارسة واقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سرا أم مع الجماعة), وقد نص على مضمون المادة أعلاه في معظم الدساتير الديمقراطية ومن ضمنها الدستور العراقي في المادة42 منه. وقد ضمن الاعلان العالمي لحقوق الانسان وكل الدساتير الديمقراطية حرية التعبير حيث نصت المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان ( لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير, ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل, واستقاء الانباء والافكار وتلقيها واذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية). وقد حدد الاعلان العالمي لحقوق الانسان الحدود التي يتوقف عندها الفرد في ممارسة حرياته حيث نص في ( المادة 29 – 2 – يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط, لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والاخلاق في مجتمع ديمقراطي).وبذلك حدد القانون الدولي الانساني ما على الانسان وماله فيما يخص انتمائه ومعتقده وفكره وسمح له بالاعتزاز بها ونشرها والدعوة لها بالطرق السلمية والقانونية التي لا تعتدي على حقوق الآخرين وحرياتهم, ولكن بعض الكتاب يجافون هذه الحقيقة فما ان يكتب مثقف عربي أو فارسي أو كردي أو تركماني أو.....الخ مادحا قوميته أو مبين لمظلوميتها حتى يتهموه بالعنصرية, وما ان يكتب مثقف مسلم أو مسيحي أو يهودي أو صابئي أو....الخ مبينا ما في دينه أو مذهبه من فضائل أو ما يقع على معتنقيه من قمع حتى اتهم بالطائفية, وما ان يكتب مثقف ممتدحا الماركسية أو الاشتراكية أو الدولة المدنية أو العلمانية حتى اتهم بالالحاد ومحاربة الاديان. هنالك خلط في المفاهيم يجب ان ينتبه له, فحب الانسان لقوميته أو لدينه أو لمذهبه أو لفكره لا يعني أنه يعادي القوميات والديانات والمذاهب والافكار الاخرى, صحيح انه مقتنع بانه على حق ولكن هذا لايعني بانه يريد ان يسحق او يمحي من الوجود كل ما يتعارض مع قناعاته, وان التاريخ الانساني مليئ بالتلاقح الفكري بين الحضارات والتمازج بين الاديان, هذا اذا لم نقل ان معظم الاديان اصلها واحد. كما ان جوهر الاديان التي بلغ بها الانبياء (ع) والافكار التي طرحها الفلاسفة كلها تدعوا الى الاهتمام بالانسان والدعوة الى العدل الاجتماعي والمساواة والتسامح. كما ان التعددية فطرة انسانية فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها ولو شاء لجعل الخلق أمة واحدة كما هم الملائكة, لذلك من العدل والانصاف ان يسمح لجميع الناس ان يعتقدوا بما يروه صحيح وكذلك ان يعبروا عن ارائهم وافكارهم دون قمع وتهم جاهزة, وهذا لا يعني عدم النقد البناء والموضوعي, وعدم الاتفاق الكلي أو الجزئي لما يطرح من أفكار. ومن جانب اخر على المثقف ان يراعي في كتاباته حقوق الغير وحرياته واحترامها, وان يحترم المقتضيات العادلة للنظام العام, وان يراعي المصلحة العامة والاخلاق في المجتمعات الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah