الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العلمانيون العرب بين التكفير والاضطهاد
زيدان القنائى
2012 / 9 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك اخطاء كثيرة يقع فيها معظم المثقفين والعامة عند قراءتهم لمدلول العلمانية التى يتم اختزالها فى مقولة خاطئة هى فصل الدين عن الدولة وغيره من محاولات الختزال وحتى هذا الوقت لم ندرك بعد فى العالم العربى ان العلمانية تمثل فلسفة شاملة مثل الماركسية والشيوعية واليبرالية ارتبطت بظهور موجات التحرر الدينى وثورة التنوير فى اوروبا خلال القرن 17 ولاحقت ايضا التطور الحديث وظهور الفلسفة الميركية الجديدة فالعلمانية فلسفة شاملة لها الكثير من الابعاد والمنحنيات فالعلمانية الثقافية افراز طبيعى لحركة التنوير والعقلانية الغربية والخذ بمفاهيم الحداثة والثورة الثقافية الشاملة لتخلص من الثوابت والمفاهيم الراسخة وتعميق مفاهيم النسبية والتجريب واحد الهداف التى تدعو لها العلمانية الثقافية هو التحرر من سيطرة الثوابت والمطلقات على العقل الانسانى واهم هذه الثوابت هى الدين طلما ان كل شىء نسبى متغير فى الحياة الدنيوية وهناك ايضا العلمانية السياسية والتى لا يمكن ان تنفصل عن العلمانية فى جوهرها فالعلمانية السياسية تيار يدعو الى فصل الدينى عن الدنيوى اى فصل الدين عن الدولة والامور السياسية والقتصادية
طالما ان الدين كان وما زال يتم توظيفه لخدمة وترسيخ وبقاء ايديولوجيا النظام السياسى خاصة فى العالم العربى وكما كانت تفعل الكنيسة الكاثوليكية بروما وغيرها وكما فعلت الخلافة الاسلامية فالتصاق الدين بالسياسة معناه تحول السياسة الى مفهوم مطلق ومقدس مثل الدين ومن ثم تحريم القتراب من السياسة باعتبارها من المحرمات رغم ان السياسة نسبية تماما وتعتمد على المعطيات الطارئة والظروف التى تتغير باستمرار وتدعو العلمانية السياسية الى الديمقراطية والاصلاح واحترام حقوق النسان والمجتمع المدنى وقيام المؤسسات والحزاب والبرلمانيات الحديثة عكس الحكم الدينى الثيوقراطى الذى يلغى الانسان ووجوده تماما….حيث يقوم على العبودية والاستبداد المطلق كما يحدث بالفعل داخل المجتمعات العربية والاسلامية بسبب سيادة نزعة رجعية قومية وسياسية تتوق للعصور الاسلامية والظلام والتخلف الذى سادهاخلال فترات طويلة من الزمن وهناك ايضا النموذج القتصادى للعلمانية الذى يعتمد بشقيه الشتراكى والليبرالى على العمل والنتاج والتخطيط والتطور فى استخدام الالة المادية وكان ذلك احدى افرازات الثورة الصناعية خلال القرن 18 ولا يمكن فصل الفلسفة المادية الجديدة عن العلمانية
وكل ذلك لخدمة النسان وحاجاته ورغباته على العكس من الدول الثيوقراطية الدينية التى لا تمتلك نظرية اقتصادية المهم هنا ان العلمانية فلسفة شاملة يعد النسان هو المركز الرئيسى فيها والهدف الاساسى لها ايضا طالما انها تدعو لتتحرر النسانى التام من كل القيود التى تكبله وطالما اننا نقف بالفعل ضد القهر والاستبداد وتكبيل النسان فى عالمنا العربى بالعبودية الجبرية التى يفرضها عليه الدين والمجتمع والنظام السياسى فالنسان طبقا للمفهوم العلمانى حر تماما ولد حر ليعيش حر مع احترامه لفردية وحرية الخرين وقبوله للتعددية والختلاف وقيم التسامح مع الاخر …اما البلاء الكبير الذى اصبنا به فهو الاسلام والثقافة العربية الجامدة والمتخلفة التى تسود العالم العربى دون استثناء هذه الثقافة المطلقة لا تعترف بالخر ولا تقبل التعددية والنسبية لانها منغلقة على ذاتها وتعتمد فى تكوينها الجوهرى على المطلقات الدينية الاسلامية والقومية ومفاهيم النغلاق مثل الوحدة والتاريخ وغيره من المفاهيم الرجعية التى تؤدى بنا للتراجع والنتكاسات والهزائم الحضارية باستمرار والسبيل الوحيد لدينا الن للخروج من المازق الحضارى الذى نعيشه هو تبنى الفلسفة العلمانية بكافة مفاهيمها واهمها الثورة الثقافية الشاملة وتحرير العقل العربى من مطلقاته ومعتقداته البالية التى تسيطر عليه وتكبله وتعيق اى محاولة لتجديد والابداع والتطور
وكذلك علينا الخذ بمفاهيم العقلانية التحليلية وعدم القبول بالشياء كما هى بما فيها الاسلام ذاته والنصوص القرانية والحاديث فلابد من اعادة قراءة السلام ومفاهيمه من جديد والتفكيك النقدى التحليلى للايات القرانية واليمان بمبدا واحد هو لايوجد شىء غير قابل للنقد واصدار الحكام حتى الدين ذاته ..ولابد من الابتعاد عن مفاهيم الدين المقارن والنتقائية والغربلة فكلها محاولات لابقاء الوضع كما هو عليه وهنا نتحدث عن انفتاح العلمانية على كافة التيارات والفلسفات وكل ما يتفق مع العقل والمصلحة النسانية لابد من الاخذ به فالعلمانية اخذت من البوذية الهندية والفلسفة الاوروبية والماركسية والراسمالية طالما ان المبدا الاساسى هو الخذ بكل ما يفيد النسان ويحقق سعادته اما فى العالم العربى فالا يوجد اعتراف بالنسان داخل الثقافة العربية طالما انها ثقافة المطلق التى تولد الكره والعنصرية والاستبداد واضطهاد كل من يغاير مفاهيمها وثوابتها وهذه الثقافة ادت الى فشل كافة محاولات التنوير والصلاح الشامل واخفقت مشروع النهضة الحضارية الذى دعت اليه عقول المثقفين والاصلاحيين امثال طه حسين ونجيب محفوظ ومحمد اركون وغيرهم الكثيرين وفشلت كافة محاولاتهم النقدية فى تحرير العقل العربى بسبب واحد وهو سيطرة الثوابت داخل جوهر الثقافة العربية والعقل العربى واولها الدين الاسلامى الذى يعد المعوق الاول لكافة محاولات التجديد والابداع والنقد ومن ثم تم اعلان الحرب على التيار العلمانى الذى تدعو لتحرر من الطائفية الدينية والسياسية والثقافية فى بلدان تاكله العنصرية والتعصب ..
اما الانظمة السياسية التى تبدو فى ظاهرها علمانية بعيدة تماما عن العلمانية لانها تقوم بتوظيف الثقافة والدين ومفاهيمها لخدمة بقاء النظام الحاكم وتعتبر السياسة والدين والثقافة هى الثالوث المقدس الذى لا يجوز القتراب منه ونقده وتحليله وتفكيكه هذا الثالوث الكاثوليكى الاسلامى ادى الى ممارسة الستبداد السياسى المطلق والتنكيل بالمعارضة ورفض محاولات الاصلاح والتغيير ولا يمكن نجاح المشروع التقدمى النهضوى ال بتبنى الفلسفة العلمانية والنسبية
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الناخبون العرب واليهود.. هل يغيرون نتيجة الانتخابات الآميركي
.. الرياض تستضيف اجتماعا لدعم حل الدولتين وتعلن عن قمة عربية إس
.. إقامة حفل تخريج لجنود الاحتلال عند حائط البراق بمحيط المسجد
.. 119-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تكبح قدرات الاحتلال