الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


براعم لاتنمو / انا شبكية *

خالد علوكة

2012 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




خُلق الانسان ليعمل ويعيش وليس ليأكل , وباستطاعة كل الناس العيش و تجاوز مرحلة الفقر وإشباع بطوننا , لكن عقولنا وقلوبنا ماذا تتغذى حتى يمكنها التعايش مع الاخرين بسلام وامان .
الحياة السعيدة والصحيحة تبدأ في التربية والتعليم من خلال المدارس وخاصة المرحلة الابتدائية التي تعتبر عمود المجتمع الفالح والطالح ، ويكون ذلك باعتماد مناهج علمية وانسانيه سليمة , إن التعليم في المدارس الابتدائية الذي يبشر بالخطرالمستقبلي من خلال إدخال مناهج التربية الدينية لكافة ( الاديان ) في حصص المدارس الابتدائية في العراق وخاصة في (منطقة سهل نينوى) وهذا من حق الجميع ومعروف عن مناطقنا كثرة التعددية الدينية والقومية والاثنية , وإن مردود ذلك التعليم سلبي وكارثي , ويضر اكثر ببقية المكونات الغير المسلمة بدل من إعتقادها بانه ينفعها أو حقها في التعليم 0
.
وتبدأ المشكلة عندما يدق الجرس بالدخول الى الصفوف ويكون احدى الحصص مادة (التربية الدينية) حيث الصفوف مشتركة في بقية العلوم, اما حصة مادة الدين فالواجب يفرض بأن يتم عزل التلاميذ كل حسب معتقده ليجلس في صف خاص بجماعته , ولكثرة التلاميذ في مدارسنا يزيد الطين بله, بل يعقد عملية الفرز, حيث الكل متساوون في الاسم والشكل والملابس وهذه حاله ايحابية , و معكوسه من واقع مناطقنا المتجانس السليم , ومن خلال عملي في المدرسة , و في احدى المرات بقيت تلميذه خارج الصفوف تنتظر، لاتعرف شعبتها ولاحتى جماعتها , وعند سؤالها من انت ؟ فاجابت ببرائتها ( انا شبكية ) أي من المكون الشبكي , لم تقل ديني كذا لانها تعرف او قد لاتعرف ماهو , وهذا شئ جيد , لكن السئ في ذلك اننا نحن الكبار نقول لها عن معتقدها مما يجلعنا نرتكب الاخطاء في تعليم التلاميذ منذ الصغر بانها مختلفة عن الاخرين دينيا 0 ومبادئ الاخلاق في شرقنا الأوسط تعتمد على الروح اكثر من اعتمادها على مبادئ العلم . و ارى من الواجب الانساني وتعميق اسس التعايش ، ولكون المدارس الابتدائية اساس نهضة البلد اذا اعتمدت الاساليب الصحيحة في التعليم , أن يكون مجال التعليم الديني في المساجد والكنائس والمعابد وانفراد اتباع دين الدولة بذلك لايضر لكن بقية المكونات تخسر اكثر مما تعتقده فائده ، حيث تعريف التلميذ بدينه وهو صغير ينمي روح التمايز والتفرقة منذ الصغر . ان( التعليم في الصغر كالنقش على الحجر) كما يقال , وان تلاميذنا الصغار يجب عدم تعريفهم بانهم مختلفون من خلال الاديان بل انهم واحد في التعليم و البشرية 0 وعندما يكبرون لايمكن اصلاح ذلك حالهم حال{ تلك الشتلة الصغيرة التي تنمو لتصبح شجرة لكن إعوًجت بسبب عدم إسنادها ( بوتد) وهي شتلة صغيرة فنَمت لتصبح شجرة كبيرة معوجة } وعنده لافائده مما نعمله إن لم نعالج سبب أي مشكلة او سبب عدم التعايش، بالتوقف عند جرس انذار تلك التلميذه 0 وان نشر روح التسامح والتعايش السلمي يتقوى بخلق ارضيه خصبة في التعليم السليم وعدم توسيع دائرة التعليم الديني في مجتمع تزداد بسببه كراهية الانسان لاخيه الانسان 0 على الرغم من أن الكبير يطلب التسامح والتعايش السلمي من الصغير بينما الاخير يستغرب كيف يمنحها هو يبحث عنها بل سلبها منه ذلك الكبير .
* الشبك / مكون مهم من الشعب العراقي يسكن شمال الموصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa