الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذوق الجمالي عند رجل الدين المسلم

عباس سامي

2012 / 9 / 3
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يكثر الخطاب المتداول عن الفسادالاداري والمالي .لكن يتم السكوت والتعتيم عن فساد الذائقة الفنية عند غالبية المجتمعات .لايهمنا هنا الا المجتمعات العربية .مع ان المجتمعات الغربية استغلت سلطة الجسد البشري واستفادت منه ماديا من خلال كافة انواع الفنون ومواقع التواصل الاجتماعي فالعري والاباحية والجنس لها شركات كبرى مثل اي شركة اخرى وفي اي مجال اخر .وهذه مشكلة تعاني منها المجتمعات العربية وهي مشكلة مزمنة لم يتم معالجتها لعدة اسباب لعل ابرزها ان الدول الدكتاتورية تفسح المجال امام المجتمع لتحويل مسار التفكير والحرية من مجالها السياسي الى مجالها الجنسي .من كبت وقمع سياسي الى حرية وتسامح في مجال الجنس والحرية الجنسية رغم الطابع الشكلاني لمظاهر الدوله القمعية في رفضها لهذه الظاهرة.لم اشاهد في حياتي رجل دين ضعيفا او شاحب الوجه الا نادرا .ولو شخص ما قام باجراء دراسة عن اوزان رجال الدين مع قياس اطولهم لكانت النتيجة مذهلة ولن تكون على الاقل من الناحية الطبية والصحية لصالحهم.من اين يستمد الانسان العربي المسلم ذوقه الفني وارائه في مختلف الفنون.معاهد الفنون وكليات الفنون تدرس كافة المدارس والتيارات الجمالية والفنية .لكن لا احد قادر على ربط كل مايدرسه بحركة المجتمع وتابوات رجال الدين.اغلب رجال الدين وفقهائه ومراجعه على اختلافهم يحرمون الرقص والغناء والمسرح والسينما والرسم .والانسان يقف عاجزا حينما يرى هنالك نص ديني اوحديث لاحد الصحابة اوالتابعين يحرم الرقص اوالغناء اوالرسم.بعد انتاج فلم الرساله وانتشاره على نطاق واسع تغيرت نظره المتدين للممثل والموسيقى وبقية الفنون.اكتشف متاخرا ان لهذه الفنون وظيفة مهمة واساسية وهي ليست محرمة بحد ذاتها مثلما يوحي له النص الديني واقوال لشخصيات ومرجعيات بذلك.وهذا مااراد ان يقوله ارسطو من خلال نظريته عن التطهير .كما ان النظريات والمدارس الفنية عبر تاريخها الطويل في كافة المجالات .كانت تبحث عن الجانب الروحاني والمشرك لرفع مستوى الذوق والتلقي عند الانسان ولم تبحث عن افساد الذوق.افساد الذوق وانحداره ارتبط باستغلال الفنون لاغراض تجارية بحته لاعلاقة للفنون كقيم اي علاقة .انما استغلت هذه القيمة الفنية لاغراض اباحية اوغير اخلاقية.مااريد قوله ان رجال الدين عندنا. لم يفهموا الدور الوظيفي لاهمية الفنون في بناء المجتمعات .وبالتالي انعكاس افكارهم على الناس البسطاء وانحرافهم نحو العنف والتطرف وكل ماهو غير جميل .مع ان الله جميل يحب الجمال .ارى ان المجتمعات العربية ستعود من جديد الى ظاهرة كثرة التحريم والتكفير بعد نجاح وبروز عدة تيارات اسلامية تتمسك بالتفسير الحرفي للنصوص .وانعكاس ذلك سلبا على المجتمع والفنون بصورة خاصة.من الممكن ربط نظرة رجال الدين-سايكوجيا- السلبية للفنون بترهل اجسادهم وعبوس وجوههم وقربهم من السلاطين وكثرة الزجيات التي يقومون بها .هوالتعويض عن حاله النقص والحرمان التي يشكو ن منها ذوقيا وفنيا.كان الاجدر لهم ان يتمعنوا الاية التي تحدثت عن الشعر سلبا .ودور النبي محمد(ص)في توظيف الشعر واقعيا من خلال الشاعر حسان ابن ثابت.تم انتاج الكثير من الاغاني والمسلسلات والبرامج .لكن لاتخلوا من مسحة عرقية اوطائفية .وهذا ماستشاهده الاجيال مستقبلا استغلال الفنون لاغراض طائفية تخدم انظمتها السياسية ضد انظمة معارضة في الراي والعقيدة والمذهب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الغارديان تكشف نقاط ضعف في استراتيجية الحرب الإسرائيلية


.. تراجع مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين للمرة الثانية




.. حركة نزوح عكسية للغزيين من رفح


.. مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام -الع




.. ديفيد كاميرون: بريطانيا لا تعتزم متابعة وقف بيع الأسلحة لإسر