الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة لإحياء ذكرى الضمير

زاهر الزبيدي

2012 / 9 / 4
المجتمع المدني


دعوة لإحياء ذكرى الضمير
شعوب كثيرة في هذا العالم العجيب المليء بالتناقضات الأيدلوجية والدينية والتنوع الكبير في الأرث الأخلاقي لكل شعب على حده .. تنوع خدم كثيراً في عدم أنجرار بنو البشر وراء حتفهم المحتوم وانقطاع نسل بنو آدم من الأرض .
شعوب كثيرة سبقتنا وعلى الرغم اننا لسنا في ذيل قائمة دول العالم الحديث إلا إننا لازلنا وسنبقى ، إلا بمعجزة، نرزح تحت وطأة أنساننا الذي سكن بلاد الرافدين حتى يومنا هذا .. هذا الأنسان الذي قدم للبشرية أكثر الأسباب التي حالت دون فنائها المبكر .. وتوشحت أرضه بالقباب والمنائر العالية وتناولته الكثير من الأيدلوجيات التي تغير في حاله بين الحين والآخر .. إلا أننا ولغاية يومنا هذا نرى أنفسنا غير قادرين على انتشال وطننا مما هو فيه من عدم الأستقرار وكأننا بذلك نهينه ونرده على أعقابه خاسراً في معاركه التي يخوضها دفاعاً عن ارثه الحضاري .. أما كيف ذلك .. فالحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم تلك المساحة لم تتمكن من خلق شعب قادر على ن يفتح ذراعية ليستقبله العالم كما يستقبل العالم بقية شعوب الأرض .. لغاية اليوم لسنا قادرين على تغيير تلك السحنة التي علت وجوهنا بفعل الصخب اللاحضاري المتخبط .. سحنة ما رسمت فيها إلا خطوط من التخلف والخوف والرهبة والفقر والفاقة والقحط الذي تحول الى سعال قوي نطرد فيه سني عمرنا التي استحالت الى دمار بعدما فقدنا ضمائرنا ولم يتمكن احد لحد الآن في مساعدتنا على إحياءها أو أعمار تلك النفوس التي لاحها التدمير أكثر مما أصاب البنى التحتية في الوطن.
الكرة الأرضية تستدير وتستطيل للعالم أجمعة وتتكور وتضيق علينا عندما تردى ضميرنا الى أدنى درجاته وفقدنا أهم وسائل الأتصال بالعالم .. الأخلاق .. لقد فقدنا الكثير منها أو أهم أجزاءها تلك المتمثلة في طرق التعامل فيما بيننا وكيف نداور أيامنا بيننا بحسن الخلق وصحوة الضمير وبنفوس عامرة بالثقة الآخرين .. فالكثير من مظاهر سوء الخلق تراها واضحة للعيان في الشوارع العامة والمحلات فلا الشباب شباباً ولا الشيوخ شيوخاً لقد تغيرت أحوالنا للأسوء منذ ثلاثين عاماً عشنا أو بدأنا أنحدارنا نحو هاويةٍ يعلم الله ما ستؤول اليه نهايتها .. ولغاية الآن لا نجد مطلقاً يداً أبيه تعمل على إعادة البناء النفسي والأجتماعي للعراقيين وتقديمهم للعالم كشعب حضارات بحق ..وإعادة تشكيل البنية النفسية للعراقيين لتمنحهم الفرصة أن يحدثوا العالم بذات اللغة التي يتحدث بها الكثيرون اليوم .. لغة الحضارة والتحضر .. الجميع يرفضنا حتى في وطننا فنحن تأكلنا المحسوبية والعشائرية وتمر فوق عقولنا الطائفية تركِّع توجهاتنا كلما هممنا بالأنطلاق نحو أفق وحدتنا وتكاملنا...
ومن أهم ما فشلنا فيه هو صيانة المال العام وصيانة الوطن بأكمله ، فالنفايات المنتشرة أمام المنازل وبين الأزقة والمحلات والهدر الهائل في المياه الصالحة للشرب وهدر الطاقة الكهربائية والتعدي على الجار بشتى الطرق والتعدي على ألأعراض بأقبح الوسائل والأهانة والأنجرار وراء الشهوات الموبوءة وعزوف الآباء عن التربية الصحيحة لأبنائهم والأستسلام لشهوت التقنيات الحديثة كالأنترنيت والفضائيات التي سيء أستخدامها لتزيدنا رهقاً على رهقنا ... الخ . ليست سوى بعض مشاكلنا في التقدم وأنتشال أنفسنا من هذا المحيط الموبوء بالقبح ..
أنفتح العالم أمامنا نراه يومياً يعُمد أرضه بالنظافة والتطور وحكوماته بالحكمة والنزاهة ونحن هنا نعاني أزمة الوصول الى قمتنا المنشودة يُفتن أغلبنا بالفساد الذي أفسد علينا كل شيء .. خبزنا وضمائرنا ..
تخبط جعلنا نعيش حالة ترقب دائمة لكل شيء فبفعل موت الضمير الأنساني للمنظومات الحياتية التي تتعامل معها اليوم أصبحنا لا نأمن على شيء .. فأنت لا تأمن على غذائك من أن يكون مسموماً أو منتهي الصلاحية ولا على دواءك كذلك وإذا اردت أن تشتري شيئاً عليك ان تراقب البائع بدقة كي لا يحشو لك كيسك بأردء البضاعة وإذا اردت اني تشتري شطيرة عليك ان تراقب كي يغبن حقك ويضيع مالك .. لقد مات الضمير وقد يصبح ذكرى يوماً له تمثال وسط بغداد.. فلا أهم من صحوة الضمير التي علينا اليوم ان نعمل عليها بجد وتخطيط ونفسي ستراتيجي عسى ان تنفرج شمس الذل يوماً عن شعب بضمير يحكمه سياسيون بضمير .. فمن ذا يساعدنا على ان نعّمر نفوسنا ونحي ذكرى الضمير ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح


.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف




.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق