الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الدستور وأصحاب الأقنعة الزائفة

محمود الزهيري

2012 / 9 / 4
المجتمع المدني


هناك من يذهب إلي مرافئ سفن الغيبوبة العقلية , ويمتدح ربابنتها , وهو يدري أن هذه السفن ليس لديها بوصلات حينما تمخر عباب السماء , وتشق جبال الأمواج العاتية , وهو في ذات الوقت يعلم أن هذه السفن ليس لديها خرائط للبحار والمرافيء , وفقط تعتمد هذه السفن علي القضاء والقدر , وترتكن إلي إرادة المشيئة والقدرة .
هناك من يمتدح ربابنة هذه السفن ويراهم من المؤمنين المتوكلين علي إرادة القضاء والقدر , وأن الحظ في الخير الكثير سوف يواتيهم , ويواتي من يمتدحهم بنفاق أويزين لهم سوء أعمالهم وضحالة تفكيرهم , وسوء مصيرهم ومصير من يتوجه معهم صوب هذه السفن التي تسير بلا بوصلات أو خرائط سير , لأن مصيرهم النهائي هو الكارثة المنتظرة للجميع من الربان لجميع من يستقل السفينة .
ظهر حزب الدستور بإرادة شعبية من رحم الجمعية الوطنية للتغيير التي أتت علي غير إرادة من النظام المصري السابق , ومن منظومة الأجهزة الأمنية والسيادية التي كانت تري أن هذه الجمعية الوطنية للتغيير تمثل خطورة علي كيان الإستبداد والطغيان المصري , المعتمد في إستمرار وجوده علي الهيكلة المتعاظمة للدولة المركزية التي أسست لإستمرار الطغيان المصري لسنوات طويلة في التاريخ المصري , ولذا فإن من يحتمون بعلم الدولة المركزية , ويريدون أن تستمر تحت أي غطاء سياسي هم في حقيقة الأمر أعداء اساسيين للجمعية الوطنية للتغيير , واعداء لحزب الدستور .
الملاحظ أن أنصار الحلول المؤجلة علي شرط تحقق القومية العربية , أو شرط توحد الأمة الإسلامية " الخلافة الإسلامية ", هم من وقفوا ضد إرادة التحرر الوطني المصري , وهم الذين ثبت تغيبهم عن عمد وإصرار من استقبال الدكتور البرادعي في مطار القاهرة الدولي لحظة إعلان عودته إلي مصر , وهم ذاتهم من أنضموا للجمعية الوطنية للتغيير , وخرجوا منها بإرادات منفردة شتت الشمل , وجعلت قوي الشر تتعاظم ضد المواطن المصري والدولة المصرية , وذلك ليس خاف علي أنصار الحلول المؤجلة علي شروط محمولة علي أجنحة الأماني والأمنيات , لأن حزب الدستور حزب ليس حاملاً للواء أي إيديولوجيا سياسية أو دينية , ولكن يحمل إرادة النهوض بالإنسان المصري والوطن المصري أولاً , ولهذا كان الشعار المبدئي لحزب الدستور هو " الإنسان أولاً " , فالإنسان هو النواة الأولي لبناء المجتمعات والأوطان , أما من يحلم ببناء الأوطان أولاً ثم بناء الإنسان بعد ذلك فهذا من الحالمين الواهمين بداهة .
ثورة 25 يناير 2011 , من أهم أنجازتها أنها جعلت طوال سيرك تجد العديد من الأقنعة ساقطة علي الأرصفة وأكوام الزبالة , ومفترق الطرق , وبجوار مقار الأحزاب السياسية , وبجانب مداخل ومخارج الصحف والمجلات والمحطات الإذاعية والفضائية , وياله من مشهد مروع من أكوام الأقنعة الملقاة أرضاً علي مداخل ماسبيرو ومدينة الإنتاج الإعلامي , وكافة هيئات ومؤسسات الدولة المصرية المنهارة إلا من عظمة الكذب وبؤس النفاق العام .
يكفي سقوط الأقنعة في هذه المرحلة التي يتألم معها المواطنين الأحرار , ويتألم معها وطن كبير بحجم مصر .
ستذداد الحملة الإجرامية ضد حزب الدستور , وتسعي جاهدة أن تنال من شخص الدكتور البرادعي , ومن الشخصية الإعتبارية لحزب الدستور , ومن الشخوص الفاعلة فيه , لأن هذا الحزب ولد ليؤسس لدولة القانون والعدالة والكرامة والحريات الفردية والحريات الإجتماعية في إطار من الدستور والقانون , لتكون مصر الحديثة الرائدة في كافة المجالات , وهذا الحزب ليس لديه مايتاجر به عبر وسائط الإسلام السياسي , أو الإسلام الوهابي أو إسلام السلطة المهتريء بسياسات السلطة المحتمية بتفسيرات جاهلية لواقع المواطن والوطن , وتختبيء خلف مفاهيم دينية سالبة للحقوق لتضاف إلي رصيد الإستبداد الديني والفاشيات التي تسانده وتعاضده في مسيرة العجز والفشل الحاد .
حزب الدستور لن يراهن علي قضية حجاب أو خمار او نقاب , ولن تكون قضايا الجسد وعورات الجسد وسد فتحات الجسد أو غلقها , وقضية الإختلاط في التعليم والمواصلات , أو قضية الربا والمعاملات البنكية , والمصاريف الإدارية كبديل لمفهوم الربا , أو قضية تطبيق الشريعة الإسلامية التي يري أصحاب الحلول الدينية الجاهزة بأن غيابها هو سبب النكبات والوكسات والفشل المخزي الذي يلاحق المصريين , ولن يراهن حزب الدستور بقضايا إرضاء بعض دول الخليج أو مغازلة إيران أو تركيا علي حساب الشأن المصري , ولن يلعب حزب الدستور بمشاعر المصريين بالقضية الفلسطينية , ولن يدغدغ مشاعرهم بإتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية أو كامب ديفيد والكويز , ولن يراهن علي التعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بوجه ظاهره العذاب والإختلاف وباطنه الرحمة والتوافق !!
حزب الدستور لن تكون روافده إلا المواطنين المصريين بجميع إنتماءاتهم الدينية , ولن تشغله قضايا تثير العديد من الأمور الفرعية من منتجات التفاهات العقلية والقيء المقدس !
حزب الدستور لن يستخدم دور العبادة والمفاهيم الدينية التي يتم توظيفها لسرقة مشاعر وأحاسيس ووجدان البسطاء وتسكين آلامهم وجراحاتهم المؤلمة بطلب الصبر منهم والإلتجاء للصدقات والزكوات والقروض وصداقات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .
حزب الدستور ولد رافضاً للوصايات الدينية والسياسية , وهاهو حزب الدستور الذي ليس له إمتدادات لدي جماعة دينية أوأجهزة أمنية , أو أبعاد ايديولوجيا خارج إطار الأمة المصرية .
حزب الدستور حزب سياسي مصري يهتم بكافة القضايا المصرية والعربية والدولية .
أما من يتمسحون ويتملقون لأحزاب الشر , وجماعات المصالح المراوغة بالمفاهيم الدينية والسياسية واللاعبة علي أحبال سيرك الأمة العربية أو الأمة الإسلامية , فلن يجدوا سبيلاً لهم في هدم حزب الدستور , لأنه حزب المصريين الرافضين للوصاية والسمع والطاعة إلا للدستور والقانون .
أعتقد أن الرسالة قد وصلت لكل الذين لم تسقط أقنعتهم بعد , ولكل من سقطت أقنعتهم ويبحثون عن أقنعة زائفة أخري !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م