الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الدستور , والدخلاء علي الحياة

محمود الزهيري

2012 / 9 / 5
المجتمع المدني


" أفما كان خيراً للدخلاء علي الحياة لو أنهم لم يولدوا ؟ ولكن هؤلاء الدخلاء يريدون أن يولي الناس أهمية كبري لموتهم , وكم من نواة تُباهي بأنها كسرت وهي جوفاء .. "*


ليس بغريب أمر هؤلاء المعتوهين , معدومي المواهب والقدرات أن يشردوا الأفكار الحية , ويدخلوها متاهة الألم , وسراديب النسيان , ويجعلوا منها قفراً مجدباً , لاتنفع حياة الناس بمثقال ذرة من عقل وإرادة ناجزة لإسعاد الإنسان , فهؤلاء المرضي بالعته والسفه , يذهبوا مذاهب شتي لهثاً وراء طلب الثروة والسلطة والشهرة في دنياهم البئيسة الملعونة , ليهدموا طاقات الناس الخلاقة المبدعة التي تعمل لأجل إسعاد الإنسان وبذل سبل الراحة والرفاهية والسعادة لهم , ولأنهم همل , لاوزن لهم ولا قيمة , تراهم علي الدوام دائبي السعي في طرق الشر وإفساد حياة الناس , بسرقة مجهوداتهم وتلويث سيرة الأبرياء الفضلاء , وكان العمل الذي يظنونه شريفاً أن يشتغلوا مخبرين وعسس علي أهل العقل والعلم والمعرفة والإرادة الناجزة الخادمة لطموحات الإنسان , فيتواطئوا مع أجهزة الشر , ومن يعملوا ضد الإنسان , ليتحصلوا هم وحدهم علي مكافاءات تحسن من أحوالهم الحياتية في مقابل شقاء الملايين من الناس ..

إنهم كالهالوك يتطفلوا علي مجهود الآخرين بالخيانة والعمالة لدي أجهزة الطغيان والفساد والإستبداد , أياً كان نوع هذا الإستبداد , سواء كان دينياً أو سياسياً علي حد سواء .

وبالفعل يبدو هؤلاء الهالكين وكأنهم دخلاء علي الحياة , وكأن الحياة ذاتها ترفضهم وتمجهم , فهم فارغي العقول , وسفلة وضعاء في أفعالهم المنعدمة إرادتهم إلا من إرادة الشر , وكأنهم إذا لم يولدوا كانت الحياة ستكون في راحة ونعيم وسعادة ..

إلا أن هؤلاء البؤساء في شرفهم العقلي المفقود , وعواطفهم التي تفيض قيحاً وصديداً يطول الأبرياء الفضلاء المناضلين من أجل الإنسان , فيشغلونهم بتنظيف القيح والصديد عن العمل من أجل الإنسان وسعادته ورفاهيته ..

وبالرغم من ذلك تراهم يصنعوا أمجاد شخصية زائفة حتي يذكرهم الناس بعد وفاتهم ويكونوا ملء السمع والبصر , وهم مجوفين من العقل والشرف والكرامة بكافة أنواعها , لأنهم كالنواة الفارغة التي إن كُسرت لاتجد بداخلها إلا الفراغ وفقط , فكيف تمجد وتعظم الفراغ العقلي وتمجد الدناءة والحقارة والصديد والقيح !!

أتذكر مع بدايات الثورة المصرية , حالة التوهج الثوري الرائعة التي سالت من أجلها دماء , وأثخنت جراح , وتألمت أسر بكاملها سواء من نتاج التعذيب , والحبس والإعتقال , وصناعة العاهات المستديمة للثوار , وتقديم أرواح الشهداء الأبرار من أجل إستمرار حالة التوهج الثوري , وتحقيق أهداف الثورة المصرية التي شارك في صناعتها غالبية المصريين التواقين للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية , بلا أي أهداف شخصية أو تحقيق مصالح لحزب محدد أو جماعة معلومة , أو تيار سياسي معروف , أو هيئة سياسية أو إجتماعية أو دينية , بل كان الهدف والغاية هو المواطن المصري والأمة المصرية فقط .. إلا أن الأحوال سريعاً ماتغيرت وكثرت الإئتلافات والروابط التي تدعي جميعها الثورية , والوطنية , وكانت في ذات الوقت في غالبيتها صناعة أمنية بحقارة وامتياز فائق في الحقارة والدناءة السياسية والإجتماعية , مما نتج عنه تعطيل تحقيق أهداف الثورة المصرية , وسرقتها بواسطة أدعياء الحلول الجاهزة , من المستفيدين من الأجهزة الأمنية وجماعات الشر المقدس , والجهل الأعمي اللعين , المبصر فقط لمصالح أرباب صناعة الشر , ومنتجي صناعات الطغيان والإستبداد الديني والسياسي !!

حالياً وعلي هذا المنوال بدأت العديد من الأحزاب والتيارات التي تنكبت الطريق القويم , ومالئت الأجهزة الأمنية , وتواطئت مع جماعات وأحزاب الشر التي يخجل من صنائعها الإجرامية شيطان الإنسان , وشيطان الجن , لتصنع المكائد وتنصب شباك الخيبات , لتآلف في غالبيتها ضد "حزب الدستور " , أو ببساطة مجردة " حزب الإنسان " , لتفت من عضده , وتضعف سواعد أبناؤه , وتشغلهم بقضايا هادفة فقط للإبتعاد عن قضايا وأزمات ومشاكل الإنسان المصري البسيط التواق للعدل والحرية والكرامة الإنسانية في أبسط المفردات والمعاني !!

سنري في الأيام القادمة العديد من المؤامرات التي يصنعها هؤلاء الموتي عقلياً , ومنعدمي الشرف العقلي , والكرامة الإنسانية , ليتكالبوا علي إجهاض فكرة "إنسان" حزب الدستور , وتشويهه , والسعي لقتله وهو في مرحلة المهد السياسي كحزب , ولكنه في الواقع الإنساني المصري , حزباً قوياً فتياً سيستعصي علي الهدم والتشويه , لأن هدفه الإنسان المصري أولاً , بلا أي هويات سياسية مصطنعة أو هويات دينية بائسة في صناعتها وإعدادها من جانب خونة الأديان , ولصوص سعادة الإنسان , المؤجلين لهذه السعادة عبر وسائط من الجهلاء منتجي القيح والصديد , ليكون مصير السعادة أخروياً وليس حياتياً!!

إن جماعات وأحزاب وإئتلافات الشر جميعها , حتي وإن ظفرت ببعض المصالح الخسيسة الدنيئة , فلن تظفر طويلاً بمصالحها المدنسة , لأن كافة الأقنعة قد سقطت بالفعل , وبدأ عصر جديد يتوائم مع الأرواح والدماء والجروح التي تم تقديمها قرابين لإنسان الثورة المصرية البطل , فستظل تلك الأرواح تلعن كل من يعمل ضد ثورة العدل والحرية والكرامة الإنسانية , وستفضحهم وتبديهم عرايا لكل الناظرين بعقولهم والمبصرين بأفئدتهم , أما عميان البصيرة فسيكون مصيرهم الدهس بنعال الأحرار ..

والنداء لحزب الدستور وكافة الشرفاء الأوفياء للعدل والحرية والكرامة , فعليكم أن تناضلوا وتتحالفوا من أجل إستمرار مسيرة تحقيق أهداف الثورة المصرية التي أقسم الشهداء الأحياء علي إتمامها

فهكذا قال أحد الفلاسفة :" أعلموا أن لاظفر لمن يموت إذا هو لم يبارك ما أقسم الأحياء بإتمامه "**
أرجوكم : لاتنتبهوا للدخلاء علي الحياة , فهم كالأموات لايسمع لهم نداء !!


* من كتاب هكذا تكلم زرادشت , لـ فرديريك نيتشه
** من نفس المرجع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي الأسرى: عناد نتنياهو الوحيد من يقف بيننا وبين أحبابنا


.. أطفال يتظاهرون في أيرلندا تضامنا مع أطفال غزة وتنديدا بمجازر




.. شبكات | اعتقال وزيرة بتهمة ممارسة -السحر الأسود- ضد رئيس الم


.. الجزيرة ترصد معاناة النازحين من حي الشجاعة جراء العملية العس




.. طبيبة سودانية في مصر تقدم المساعدة الطبية والنفسية للاجئين م