الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفر بلا حقيبه

حامد حمودي عباس

2012 / 9 / 5
حقوق الانسان


لا أعرف سببا سايكولوجيا لأحساسي أحيانا ، بان الدنيا لا زالت ( حلوه ) بالضد من جميع مبررات كونها ليست كذلك .. والغريب ، هو ذلك الاقتحام المفاجيء للشعور بخليط يهاجمني تتصادم فيه أحاسيس شتى ، قد لا يجمعها معنى واحد ، غير أنها تنطلق من أعماق لا يقترب منها الحزن .
أشعر احيانا ، وأنا في عالمي المتسم بالضيق ، بحاجتي وفي ذات الوقت ، أن اضحك ، وأبكي وأسافر ، وأن تقترب مني حسناء لتقبلني وبطريقة غير تقليديه .. حاجتي لأن اذهب ولو في الخيال ، الى عالم يبيح لي اقتناء قنينة نبيذ معتق ، ومرافقتها على سجيتي الى أي مكان يجيزه لي خيالي دون جواز سفر ولا حقيبه ..
أحيانا يسوقني خبلي ، الى الشعور بالعظمة وأنا تحت دش الماء في حمام المنزل ، انظف روحي قبل جسدي من درن اليأس ، فأبالغ باقتناء وضعية توجيه خيوط الماء البارد الى قمة رأسي بالحاح ، حتى تتلبسني وبلذة كبيره ، معالم كوني لا زلت في مقتبل العمر ، وأن أمامي سنين تتعدى ما أحسبه من عدد محتمل ..
انه انتماء مصطنع ، ولكنه جميل ، الى عالم وردي يمنحني فرصة التشضي بين فضاءات الابداع ، فتبدو لي ملكات غير اعتيادية تسكنني لأكتب ، واعزف الموسيقى ، وانظم الشعر وأعشق حبيبة فارافقها في جولة تتسوق من خلالها ما تريد من قناني العطر .
الدنيا حلوه .. وثمة غصة تعترض أنفاسي .. روحي مضغوطة بين حاجزين .. حاجتي ماسة لأن ارمي بجسدي من فوق جسر المدينه .. هناك ، فوق مياه الفرات ، اعوم .. واغطس ، واشعر بحالات الاقتراب من الموت غرقا ..
لماذا ياترى جعلوا الحزن مهنة للناس ، والفرح جرما مصير صاحبه النار ؟؟ ..
ما هذا الذي يسمونه ( العيب ) ليحجب على المرء ان يتعرى حتى ولو خلف جدران منزله ؟؟
طوبى للشاعر العراقي الذي طلب من ربه أن يمطر السماء صبايا ، كي تنطفأ في عالمه غريزة الاشتهاء لكل شيء جميل ، وحتى تهرب تحت زخات ذلك المطر الأسطوري ، جميع ملامح الموت الكريهه ..
صبايا ، وأشجار الزيزفون ، وأوراد القرنفل ، وقنينة نبيذ ، ومقهى تمتد على رصيف شارع تقل فيه حركة الناس .. قبلة من حسناء عابرة يندى من شفتيها رحيق الحياة ، وتفنى بفعلها كل موبقات العيش في كنف أعراف الكهوف .. خصلات شعر أنثوية تصارع الريح الآتية من أفق الارض .. تمتد حاملة كبرياء امرأة لا تريد أن تخضع ولا تلين ، تتحرك مع حركة قدميها دفة مركب الخلود ، وترتعش عند عطرها الحواس المحرومه .. كل هذه معاني لا تقاوم ، معلنة وبصوت جهوري يبلغ عنان السماء ، بأن الحياة حق ، وبان الموت باطل ..
من قال بتحريم حب البقاء ؟؟ ..
من أوصى بارتداء اللون الاسود حزنا على الاموات ؟؟ ..
من دفع الناس الى زيارة القبور كفاتحة للشعور بالندم ؟؟ ..
من ياترى ينتشلني من وسطي المشحون بالعويل ، وأبواق الشاحنات ، وصراخ طفل يعاقبه أباه ، كي أنعم ولو الى حين بفرحي ، وأستخدم حواسي كما أريد ؟؟ ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الصديق الاستاذ حامد حمودى
محمد حسين يونس ( 2012 / 9 / 5 - 17:14 )
قرأت قصيدتك اليائسه و لم أعرف كيف اتلقي هذا السيل من احلام اليقظه و التمنيات .. وردود فعل الهزيمه التي طالتنا جميعا سواء للاهداف و الاحلام و الرؤى ,,او للعمر الذى يتسرب في معاناه الكبد الذى خلقنا من اجله رب المسلمين .
لقد تضاءلت الرغبات حتي أصبحت زجاجة نبيذ و قبله .. لهذا امن الانسان باخرة يجد فيها المتعذر في الحياة . أرجو أن تأخذ ما تريد عنوة و امام الجميع تسكر و تغازل و تحب فالحياة لن تنظرك حتي تتحسن ظروفك .. تحياتي


2 - ليس خبلا أو عالما ورديا
فاتن واصل ( 2012 / 9 / 5 - 17:31 )
انه الدنيا كما يجب ان تكون، هل تعتبر استاذ حامد انك تطمح للكثير ؟ سأرد على دهشتك مما يحدث لك وأقول انك انسان رغم كل شئ والأشد أهمية انك فنان حساس ترى الدنيا بعيون الخيال والتى لا يملكها الا من لديه رهافة حسك، فتتجسد عوالم وحيوات غاية فى الجمال وبعيدة كل البعد يمكن عن واقعنا ، وإنما هذه الخيالات هى التى تقفز بالواقع فوق المستحيلات وتتقدم به نحو الأفضل ... رغم التشاؤم الشديد الذى تزدحم به حروفك الا أنى استمتعت جدا بالمقال القصير .


3 - الأرهاف في الحس
فؤاده العراقيه ( 2012 / 9 / 5 - 20:02 )
أطيب التحايا عزيزي
هذه معاناة الذين يستخدمون الفكر وتوصلوا لجزء من حقيقة الحياة ومن هم اكثر حساسية لمعاناة المحيطين بهم امثالك
اغلب المفكرين وخصوصا من العرب تتملكهم هذه المشاعر احيانا او اكثر من هذه الأحيان حيث الحياة المحصورة والمكبوتة , فما تتمناه هي اشياء مشروعة جدا واحتياجات بشرية ليستمر الأنسان في عطاءه ويشحذ فكره وينمي بصيرته ولكن حياتنا اصبحت من الضيق بحيث نصل احيانا لحال من تمني الهروب منها وخصوصا للذين ادركوا بان لا حياة اخرى تنتظرهم وفي نفس الوقت هم مقيدين بعادات وتقاليد غريبة عجيبة من زي متكون من جلاليب لونها اسود الى زيارة القبور الى عيب ومنع ونحيب
انت من ينتشل نفسك بوعيك واصرارك واملك الذي تخلقه لديمومة الحياة فمجالك اوسع من الباقين , فماذا نقول نحن النساء في عالمنا العربي وكيف نتحمل الزيادة من القمع والضيق الجسدي والفكري والنفسي


4 - نصيحة في محلها
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 05:26 )
دعوتك لي بأخذ ما أريد عنوة ، هي باب الفرج للمستضعفين أمثالي ، وهذا ما افعله ما استطعت .. دمت لي نعم الصديق والناصح


5 - استدراك
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 05:29 )
ردي على التعليق رقم 1 المقصود به الاخ والصديق محمد حسين يونس .. عذرا لهذه الهفوة غير المقصوده حيث لم اشير الى اسمه الكريم


6 - سيدتي فاتن واصل
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 05:51 )
شكرا على معاضدتك الدائمة لي ، رهافة الحس تكون وبالا على صاحبها في بعض الاحيان .. ثقي سيدتي بانني أموت يوميا وانا أجد نفسي مرغم على معايشة من لا يعرف الفرق بين القطة وسمك السلمون .. تقبلي مني خالص الود


7 - سيدتي فؤاده
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 05:59 )
يشرفني بأنني أنا الرجل ، لم ابخل يوما بجهد ارى فيه انتصارا لحقوق المرأه .. نعم ، انتن النساء تتحملن ثقل شوائب الفكر العربي المتخلف .. وسيبقى الوقوف معكن في قضاياكن العادلة ، مهمة ترقى الى اعلى مراتب النضال .. تحياتي لك وشكرا على المرور


8 - الأستاذ حامد حمودي عباس المحترم
ليندا كبرييل ( 2012 / 9 / 6 - 09:02 )
نحن هنا ، وتسأل منْ ينتشلك ؟؟
لا ~~ ليس حمودي عباس من يقول هذه الكلمة . هذا في الواقع
أما في الخيال الخصب الذي يعتريك فكلنا يجرنا الخيال إلى هذه الأحلام الوردية .. فعالمنا ملطخ بالدماء ، والأوساخ الخلقية
قرأت لكاتب كيف عذبوه في السجن .. أنا ممن يخاف قراءة مثل هذه المقالات ، وكذلك لا أشاهد أبداً أفلام الخوف ، بعد أن قرأته منذ أسبوعين وأنا في تقلب مستمر في فراشي ، لا يغيب عن بالي الصور العنيفة ، كرهت هذا الكون وشعرت بيأس شديد ، إني أكتب لك الآن والدموع في عيني لأن مشاهد القسوة التي قرأتها لم تفارقني بعد ، حاولت أن أمتنع عن قراءته فما استطعت ، فلغته الأدبية الراقية ، وصوره البديعة اقتحمت خوفي وشدتني إليه
العالم ليس جميلاً أستاذ حامد ، لكنه جميل بوجود أمثالك وأمثال أصدقائك المعلقين المحترمين ، أنا مثلك ، لا أرى الدنيا جميلة لكني عندما أذكركم أشعر أن العالم رحب ، ويستحق لأجل هؤلاء أن نتفاءل
اللاعدل .. يولّد القسوة في القلوب
نحن بحاجة لعالم لا خوف فيه ، ولا قلق ، ولا حرمان
لا بأس تعال نحلم
مع محبتي لشخصك الكريم واحترامي


9 - حين يتحول الكابوس إلى حقيقة يومية يموت خوف الأنسان
الحكيم البابلي ( 2012 / 9 / 6 - 10:13 )
زميلي وواحد من الذين أتفاخر عندما أقول أنه صديقي
بالنسبة لي هذا مقال الشهر في الحوار المتمدن ، وكان من المفروض لو كُنا في جمهورية أفلاطون أو مدينة الفارابي أن يكون مقالك هذا مرسوماً بالورد على جبهة الصفحة الرئيسية التي خصص أكثر من نصفها لكسيحي اللغة والتعبير والموهبة ، لكننا في زمن الرقاعة
قبل أيام قدمتُ من خلال تعليق ( 1000 ) حرف نقداً على مقال باهت ومائع المعاني واللغة والتقديم ، فراح بعض المهرولين في عجاجة السجود للوجه الحسن يتقولون عليَ ويشتموني مدعين -بلا إثبات- أنني أهنتُ إلهتهم ال -مبدعة- ... وا مصيبتاه
وكم بودي أن أدعوهم لقراءة مقالك هذا ، ليعرفوا معنى أن يكون الكاتب مُبدعاً رغم تصدعاته وجروحه في غابة الحراب والأشواك
ربما هو حلمٌ بالنسبة لك أخي الكريم ، لكنه هنا واقع حياتي نعيشه بكل يقضته وكل عسله وكل حقيقته ، لهذا أفهم دوامتك ومحاولة الإفلات منها من خلال مشاركتي الوجدانية لك عبر تلك المتاهة الشرقية التي تسحق البشر وتحيلهم إلى أمنية وحلم وإنتظار لإنعتاق لن يحدث
مرة أخرى أُكرر صرخة الشاعر أحمد مطر : إنتهى العمر ولم يأتِ الخلاصْ ... أه يا عصرَ القصاصْ
محبتي وتحياتي ، قلبي معك


10 - الشكوى لله مش للبشر ههههه
علاء الصفار ( 2012 / 9 / 6 - 10:47 )
اجمل التحية تستاذ حمودي
افهم ماتقول بشكل معين ربما خاص بي انا شخصيا. الفرح الداخلي يطفح رغم قسوة الواقع, و الخيال او الرغبة للهفة للحب و الجمال يرنو جامحة الى الحياة العادية البسيطة الهانئة التي اصبحت صعبة المنال و صار الجنون في دوامة الحروب و الحصار و الصواريخ و الغزو ز القصف و قتل الابرياء و الشيوخ و النساء هو الحياة المعاشة ليسقط عميقا في الوجدان و الضمير, ليصبح حالة مسخ لابسط شكل للحياة العادية نحن نساق الى مصير رهيب تُنتزع منا الطفولة البدائية في المحبة و السعادة و الحب الى جنون التعقيد اليومي في كل مفاصل الحياة من رغبة بسيطة حلوة حانية, من مشهد يشيع المحبة, ومن مقهى حنين المعشر و الفهة بعيدا عن السيارات المفخخة , ان اخبار الحرب و والقصف و الغزو تنغرز في وعينا لتهدد كل احلامنا, احلام الصبا الوردية تهز و تجتاح ابسط رغبة فينا كل شيء يصبح ملون بالتهديد الشارع البيت علاقاتنا مناظر الحياة اليومية الودودة التي تشيع الحب و الرغبة, فالاب يعاقب الابن و الدولة تعاقب السياسي الشريف و حتى المقبرة ليست لذكر الفقيد و سلوى للروح بل للاحباط و الندم. سيدي نحن لم نعد صبية حالمون نحن رجال ممزقزن


11 - صديقي الحكيم
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 11:25 )
كنت ولا أزال ابحث عنك على هامش اي مقال اكتبه .. وحين لا اجدك تتملكني الوحشه .. شكرا على اطرائك الجميل .. ولا زالت لدي أمنية بان نلتقي يوما بعد سفر بلا حقائب .. تقبل حبي واعتزازي


12 - صديقتي العزيزه ليندا
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 11:30 )
بالتأكيد فانت تحملين رهافة الحس الراقي ، لكونك راقية المشاعر .. اشكرك سيدتي على المرور ، وياليتني استطيع يوما مرافقتك الى ميدان تغمره الافراح ، في عالمك المسكون بكل شيء جميل .. تقبلي اخلص آيات الود والاحترام


13 - الاخ علاء الصفار
حامد حمودي عباس ( 2012 / 9 / 6 - 11:37 )
شكرا على المساهمة .. واتمنى ان نبقى في طور الحلم ، بعيدا عن التمزيق .. تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات من معبر رفح


.. تونس...منظمة مناهضة التعذيب تحذر من تدهور الوضع الصحي داخل ا




.. الأونروا مصممة على البقاء..والوضع أصبح كارثي بعد غلق معبر رف


.. كلمة أخيرة - الأونروا: رفح أصبحت مخيمات.. والفلسطينيين نزحوا




.. العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة