الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقضات المتصحرين.. القصة الاولى..

اجرعام ساكورا

2012 / 9 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت في حافلة النقل العمومي.. وكان جمع من المتصحرين من حولي يثرثرون ويلتقطون و يختلقون أحاديثهم بعشوائية هنا وهنالك لقتل الوقت و لقتل كل من يستمع اليهم.. وفجأة اصبح الجميع يتحدث عن حوادث السير و الكوارث التي تحدث في مغربنا الحبيب.. ثم سمعت احد الركاب من خلفي يقول وفي صوته رجفة خفية وفي ملامحه بعض الخشوع والدهشة واللذة المزوجة بالاجلال :

هل سمعتم ماذا حدث بالأمس في المدينة الفلانية؟؟

التفت الجميع نحوه منصتين باهتمام بالغ حيث انهم باتوا جوعا لأي حديث مفجع يصدقونه و يحمدون الله من خلاله.. لذلك نجدهم يلتفون حول حوادث السير بنهم شديد و هم يبحثون عن الاشالاء و السيقان المبتورة ليحمدوا الله من خلالها و يشكروه على نعمة السلامة.. المهم واصل الراكب المندهش حديثه قائلا :

بالأمس يا اخواني كان هنالك رجل عجوز صعد الى احد الحافلات و ابى ان يدفع ثمن التذكرة قائلا للسائق:

لا يوجد بحوزتي أي نقود !!

فخرج السائق من مكانه وشتم الرجل العجوز ونهره و انزله بالقوة.. ثم اعتلى السائق صهوة حافلته وواصل سيره بلا مبالات.. وسمع الناس العجوز الامازيغي المسكين المتألم وهو يدعو على صاحبنا قائلا:
اللهم لا توصله سالما الى منزله !! وكانت المعجزة الخارقة "سبحان رعد العملاق" أن انقلبت الحافلة بالسائق ومن معه من الركاب في المحطة التالية.. ومات السائق مع من معه من الركاب.. وختم الرجل حديثه الالمعي بقوله :

سبحان الله الجبار المنتقم.. قالها بدون استحياء و عيناه تبرقان مثل اعين القطط في الظلام.. رافعا صوته وكأن نصرا قد حدث.. او كأنه جائنا بنظرية جديدة مثل النسبية.. او كأنه اكتشف دواء الغباء الذي عشعش في عقول المتصحرين..
بعد أن انتهى صديقنا من قصته البليدة.. كان الجميع من حولنا متلذذين بما رواه من هراء.. خاشعين لعظمة رب المعجزات.. وتجليه في هذه المعجزة تجرأت بدون تردد وقمت بالسؤال دون ان ارفع عيني عن كتابي :

وما ذنب بقية الركاب.. ألا يستطيع الله أن ينتقم للعجوز من السائق وحده دون أن يصيب من معه من من لا ذنب لهم؟؟

التفت الجميع نحوي في ذهول وكأني ارتكبت جريمة وخطيئة لا تغتفر بسؤالي هذا.. وكأني قمت بالاعتراض على هذه المعجزة الخارقة او قمت بإطفائها على الاقل من قلوبهم الجائعة لأي معجزة تنعشهم و تنشيهم.. بينما انا لم اقل شيء غير الافتراض المنطقي الذي ينزه الاله ويبعده عن التناقض الخطير الذي يضعونه فيه كلما جاعت فيه نفوسهم إلى ما يهدئها وينشيها و يخدرها ..

واتسائل حقا لماذا لا يجد الكثير من المسلمين ربهم المقتدر إلا في الكثير من التناقضات المأسوية و الكوارث الطبيعية؟؟
لماذا كل هذا الجوع الذي يجعل المسلمين يصلون الى حد الهلوسة والتلاعب بالاحداث؟؟
ولماذا كل هذا التناقض في الروايات و القصص التي يضعونها باسم كائن مطلق القوة و كلي القدرة؟؟
ثم ما ذنب السائق هنا.. هل مات لانه مارس حقه و وجوده كمراقب و سائق و طالب بحقه من هذا العجوز الوقح؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 170-Al-Baqarah


.. 171-Al-Baqarah




.. 172-Al-Baqarah


.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات




.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع