الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((ما بين صناعة الوهم ...... وصراع الأطماع))

علي الشمري

2012 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((ما بين صناعة الوهم ...... وصراع الأطماع))
هل لا زلنا ندعي بأننا خير امة للناس مخرجون؟والتخلف والجهل والانحطاط ألم بنا من كل حدب وصوب؟؟وكثيرا ما نتشدق بأننا قد وصلنا غالى مرحلة الحداثة في مختلف نواحي الحياة ,لكننا لم نصل إلى حداثة العقل البشري .
هل لا زلنا لمنقذنا منتظرون؟ والقيود على عقولنا تفرض ,ويزج المعارضون في السجون والمعتقلات ونحن نستمتع بسماع نفس الاسطوانة المشروخة بأن الحاكم المنصب علينا بتكليف سماوي وهذا هو قدرنا,فإلى متى تبقى تعاليم السماء توضب لخدمة السلطة والسلطان؟
هل ما زلنا على العهد صابرون وبعذاباتنا متلذذون,ووعود الفردوس الأبدي تسري في دمائنا ,كوننا من الفرقة الناجية ,وأن دعاة الدين المتسلطون علينا سوف يحققون أحلامنا في حال تحققت مشيئة الله.
متى نستفيق من غفلتنا وندرك بان الدين أصبح غاية للسلطة والاستبداد وليس وسيلة لتحقيق العدالة والمساواة لدى دعاته؟وأنهم بوجهين أحدهما الظاهري يبشر بالقيم الإنسانية والاخلاقيةالتي حملتها قيم السماء والوجه الخفي يضمر لنا الطغيان والقهر والعبودية.
من أضفى على الإيمان القدسية واعتبره ثابت مطلق ولم يتجدد بتجدد العلوم ؟لماذا في الجانب السياسي نعترف بان هناك ناجحون وفاشلون وفي الجانب الديني فقط ناجحون ,والناجح له حسنه والمخطئ له حسنتان .
الى متى نبقى حقل تجارب للعقائد والإيديولوجيات والأفكار ونقدم ثمن لها أرواح ودماء كل يوم ؟
وأي فكرة أرضية كانت ام سماوية يمكنها تبرير كل هذه الأعمال لإخضاع الآخرين للشقاء والعذاب والموت من أجل تحقيقها؟هل حقا كل ذلك يتطلب من اجل ولوج الجنة؟ ؟ فتبا لها أذا كان طريقها معبدا بأرواح ودماء الفقراء والأبرياء؟
أن الأرض التي تحتضن الكثير من الثروات والخيرات تثير أطماع دول أقليمية ومجاورة, وتثير شهية الكثير من لصوص العهد الجديد من ذوي النفوس الضعيفة,فالصراع الحالي في العراق ليس صراعا إيديولوجيا أو عقائدي أو قومي بقدر كما هو صراع أطماع مادية ونفوذ ولكن القائمين عليه يحاولون تجيره لطائفتهم أو قوميتهم من أجل أن يكونوا وقودا له عند الضرورة.
أذا ما أستمر صراع الإطماع بين قادة الكتل والأحزاب التي تهيمن على السلطة في العراق وغياب الوعي المجتمعي ,فربما قادم الأيام سيكون الاسوء حيث هناك من يخطط لتقسيمه قوميا وطائفيا ومذهبيا لاجل السيطرة على ثرواته وخيراته وأذلال وقهر شعبه,وستحل القطيعة بين مكوناته وأطيافه ,ويصبح حالنا كالأفعى التي ما عادت يطربها ناي الراعي كما أنها لم تنسى من قطع ذيلها ,والراعي لم يعد يحصل علىالليرة الذهبية كونه لم ينسى قتل أبنه بلسعة الافعى.........
واليكم حكاية الأفعى والراعي:
(راعي غنم يخرج يوميا لرعي غنه والحصول على الحطب من الصحراء ووقت فراغه يجلس على تلة يراقب غنمه ويعزف بالناي,فخرجت له أفعى من بيتها وعند سماعها العزف قالت له اطربني يوميا وسأرقص لك وأعطيك ليرة ذهبة,في أنهاية المطاف أخرجت من فمها ليرة ذهبية فألتقطها الراعي وقالت له يوميا تعال الى هذا المكان كي أستمتع بعزفك وانت تحصل على الليرة الذهبية,وأستمر الراعي على هذا الحال حتى أصبحت لديه كمية كبيرة من الليرات,فأخبر زوجته وقال لها أني أرغب ان اذهب الى حج بيت الله,وعندي من الاموال ما تكفي لذلك ,وأخبرها بقصته مع الافعى,وقال لها عند ذهابي فليذهب ولدي الى نفس المكان ويفعل ما أفعله أنا من أجل الحصول على الليرة الذهبية,وعند سفره ,خرج الابن الى الرعي وراح يعزف بالناي وخرجت الافعى وقذفت له الليرة كعادتها ,أستمر معها لايام ,لكن الطمع بدأ يتسرب الى أعماقه والشر يراوده ,ففكر مع نفسه ,وقرران يقوم بقتل الحية ونبش بيتها للحصول على كل الليرات دفعة واحدة بدلا من واحدة يوميا ,وفي اليوم التالي جاء يعزف وخرجت الحية فحاول ضربها بالفأس فوقعت الضربة على ذنبها فقطعته وألتفت الحية عليه فلدغته وقتلته في الحال ,تأخر رجوعه الى أهله وفي اليوم التالي جاء الاهل فوجدوه جثة هامدة,
عاد الاب من الحج وسأل عن أبنه فقيل له بان الحية هي من قتلته ,فذهب الى نفس المكان وراح يعزف بالناي فخرجت الحية وقال لها لماذا قتلتي أبني؟فقالت له أنصرف من هذا فلم تعد تطربني ولم أعد انفعك بشئ من المال والحال بيننا وصل الى القطيعة ,فقال لها لماذا ,فقالت له كوني لم انسى من قطع ذنبي وأنت لم تنسى من قتل أبنك)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشمري الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 9 / 6 - 06:34 )
تحيه وتقدير
مأساة كبرى
بلد خارج الوقت والمكان
المجاميع كل واحده تقول انها الفرقه الناجيه والمُخَّلِصَه
كلهم في الزيف يَسْبَحونْ ويُسَّبِحون
ليرات الذهب ستقتلهم بعد ان تتكور نار في بطونهم
انهم عُمي لا يبصرون
انهم حثالة افكار اندثرت وسبقها الزمن
نعود الالاف السنين لنطبق ما كتب في ذلك الوقت بشكل اعنف واكثر مما تم وقتها
في وقتها رفض الاصغاء لها الكثير وحاربوها لعدم توافقها مع ذلك الزمان فكيف الان
انه الغباء المركب والظلم الكبير الذي سيؤدي الى انفجار مدمر
دمتم اخي الغالي بخير وعلى حب العراق نلتقيكم دائما


2 - اخي الشمري
محمد الرديني ( 2012 / 9 / 6 - 08:47 )
هل اصرخ معك ام مع عبد الرضا حمد ام اولاد الملحة على شواطىء الخليج
ياليت صرختنا تخيف حية واحدة لهان الامر ولكن هناك حيات وحيات ولم تقطع ذيولها بعد
لم يبق لدينا سوى الصراخ بعالى ما نملك من صوت
لعل وعسى
تحياتي


3 - قتلنا الانتظار
علي الشمري ( 2012 / 9 / 6 - 20:38 )
الاخ الاستاذ الفاضل عبد الرضا حمد جاسم المحترم
نحن نعتمد في حل مشاكلناالاجتماعية خصوصا على دعاء رجال مؤمنين صابرين يتلون الذكر الحكيم أناء الليل وأطراف النهار,ومن ينحر من القطعان يدعون الباقية الى الالتحاق بأحبائهم الصالحين لان الفرج قريب كما يدعون..
تقبل مودتي وأحترامي


4 - الصراخ أفضل من السكوت
علي الشمري ( 2012 / 9 / 6 - 20:46 )
الاخ العزيز محمد الرديني المحترم
الطرق المتكرر لا بد وأن يحقق مبتغاه ,وهذا ما هو متاح الينا بألسننا فقط وهوعلى العموم أفضل بكثير من السكوت ,لان الساكت عن الحق شيطان أخرس كشياطين المنطقة السوداء
تقبل مودتي

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب