الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من سبيل لتحرير أرواحنا من التعاسة

زاهر الزبيدي

2012 / 9 / 6
المجتمع المدني


" لن يكون المرء سعيداً إلا بتحرير روحه من بلبلة التعاسة " هذا ما قاله الكاتب البلجيكي موريس ماترلينك في معرض كتابته عن طرق السعادة البشرية واساليب الوصول اليها .. وهنا في الوطن الذي أشارت الدراسات فيه الى انتشار مرض "التوحد" فيه حيث تفيد دراسة أجراها معهد كامبريدج عن مرضى التوحد في العراق حيث تؤكد إنتشاره بنسبة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية حيث وصلت عدد الحالات الى 75 حالة لكل عشرة آلاف شخص من الأعمار مابين 5-11 عاماً ، وفي ندوة علمية أقامتها جامعة الكوفة ، كشف السيد حافظ الزبيدي ، التدريسي فيها ، بأن 80% من طلبة المدارس والجامعات يعانون من الأكتئآب والغضب والتوتر ، منهم 35% مدمنون على التدخين أو الحبوب المخدرة أو الكحول !
ومع هذا الضغط النفسي الهائل الذي تولده ديناميكية الحركة العشوائية المعقدة للحياة في مدينتنا نرى اننا نعاني بقسوة من هذا الضغط ، محاصرين بين مجموعة كبيرة من المثيرات النفسية التي تتغلل الى اجسادنا محدثة هذا الهبوط الكبير في معدلات السعادة لدينا دافعة بنا الى الدخول في دوامة لا نهاية لها من تشتت فكري يصاحبه عدم اتزان في اتخاذ ابسط القرارات الحياتية اليومية التي تجابهنا مما يجعلها ، القرارات ، غير قادرة على قراءة مستقبل الأحداث بصورة دقيقة مما يؤثر على مستقبل التكوينة المجتمعية الأولى ، العائلة .
إن ما نواجهه من مشاكل تقبل علينا بجموح لا نستطيع الوقوف امامه بسهولة ترك لدينا انطباعات كثيرة حزينة ومؤلمة أثرت بحياتنا تأثيراً كبيراً لم نستطع الحد من امتداداته المستمرة حتى على طرق معيشتنا مما افقدنا الكثير من مقومات السعادة التي نبحث عنها بأستمرار ، لنا ولمن نعيلهم ، محدثة فجوة كبيرة في تلك القابلية على ان تكون سعيداً أو حتى لتحرير انفسنا من بلبلة تلك التعاسة لندخل ، لأولادنا على اقل تقدير ، في دائرة السعادة .
متغيرات كبيرة عانت منها أغلب الشرائح الأجتماعية للشعب العراقي حالت دون حصوله على مؤشر عالي للسعادة وجعلت وطننا يقبع في ذيل قامة البلدان الأكثر سعادة ومن تلك المتغيرات ، تشعب المسؤوليات المشتتة لتفكير الإنسان بسبب الأرتفاع في متطلبات الحياة دفعها سعياً جاداً منه ، مهما كانت نتائجه ، لتوفير النسبة الأعلى منها حيث يكابد الكثيرون للوصول الى مستوى محدد تفرضه عليه قابلياتهم العلمية والبدنية والفكرية العامة في إيجاد مصادر جديدة ودائمية لتمويل معيشته واقفين بقوة أمام تيارات الأزمات المالية التي تسببها بعض المصائب التي يجابهها والتضخم ، افة الأقتصادات ، العالمية الحديثة .
كما أن البحث عن مكان ملائم للسكن ، غير الخانق ، الذي يتيح لأسرته القابلية التي ممارسة التفكير الصحيح وإطلاق قابليات ابناءه ، اعتبرت من اكثر الأمور تأثيراً على نفسية افراد العائلة إضيفت اليها تأثيرات حوادث ومصائب المريعة لم يكن يألفها العراقيون وهي تلك الناجمة من جراء القتل ونشوء عصابات منظمة تمكنت من استهداف تكوينات مجتمعية كثيرة بالخطف والقتل مما ترك إنطباعات ماساوية على حياة الكثيرين .
أننا نفقدها ببطيء تلك السعادة بعدما استعملناها ببطيء شديد وكانت تعيننا على قضاء أوقات يومنا، على بساطتها ، وعندما كان للأيام طعم أخر لم تألف مذاقاتنا مثله منذ هجرناها .. ـ لا نعتقد انها ستعود ، فنحن اليوم لا مؤشرات لدينا على أننا سنكافح آفات التعاسة التي تغمر حياة معظمنا لنهزمها في حرب وجودنا اليومية وعليه فأن السعادة ستبقى بعيدة لفترة طويلة وعلينا أن نحتاط لفراقها .. المضنى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هيومن رايتس ووتش تدين تصاعد القمع ضد السوريين في لبنان


.. طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م




.. بعد تطويق قوات الدعم السريع لها.. الأمم المتحدة تحذر من أي ه


.. شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو




.. بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل