الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العقل الشعبي :لا يجمعنا مثل الدينار ولا يفرقنا مثل العصا , مقال في عدة أجزاء
نبيل هلال هلال
2012 / 9 / 6العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يمكن تبرئة المؤسسات الدينية الرسمية وغير الرسمية ورجال الدين والفقهاء والوعاظ وكل من شغل نفسه أو اضطلع بمسؤولية نشر الدين والدعوة له , من تهمة التقصير الشديد في نشر الإسلام والمنافحة عنه , ولا يمكن إعفاؤهم من مسؤولية التهاون في واجبهم الأساسي وهو الحفاظ على مستوى فهم جيد للدين في ضمائر وعقول عوام الناس , فالمقياس الصحيح - فى نظري- لفعالية المؤسسات الدينية , هو درجة فهم العوام - وليس الخواص وحدهم- لدينهم . وقد يقول قائل إن الدين الصحيح لم يبلغ قط أفهام العامة كلهم جميعا على النحو الذي نصفه , لذا فالمرجو من إيمان عموم الناس ضرب من المستحيل . وهذا قول متهافت فالدين المحرَّف قد تم تبليغه إلى الناس , وما نطمع إلا في بلوغ الدين الحنيف مثل الدرجة التي بلغها التحريف والتخريف , أي نطلب أن تبذل مؤسساتنا الدينية ما بذلته الجهات المعادية المناهضة للإسلام, علما بأن المتاح للمؤسسات الدينية المعاصرة من إمكانات يفوق بكثير ما أتيح لغيرها عبر الأزمان الماضية , فالدعوة والدعاية الآن لها وسائلها التي لم تتح للسابقين : مثل الإنترنت والكمبيوتر والفضائيات والسماوات المفتوحة والتلفزيون والراديو والثورة والثروة المعلوماتية , بل وحتى الكتاب العادي الذي كان يشق على الكثيرين من القدماء اقتناؤه - إلا الموسرين منهم – أصبح متاحا للجميع بعد اختراع المطبعة مما أتاح العلم لكل الناس بعد أن كان حكرا على القادرين وحدهم . كما يمكن استخدام باقي أدوات العصر من سينما ومسرح وتليفزيون فهي أدوات شديدة الفعالية والتأثير فى العامة قبل الخاصة . وما بلغته جهود التحريف بلغته في ظل أمية شاملة وجهل مطبق فرضه غياب أي نظام تعليمي مؤثر إذ لم يعرف المسلمون المدارس إلا أيام نظام المُلك وصلاح الدين الأيوبي , أما الآن فالنظام التعليمي في العالم الإسلامي أكثر فعالية وهو أقدر على التأثير في عقول الناس حتى وإن لم نرض عن مستويات الأمية الحالية .
قال المقريزي: " إن المدارس مما حدث في الإسلام , ولم تكن تُعرف في زمن الصحابة ولا التابعين , وإنما حدث عملها بعد الأربعمئة من سني الهجرة , وأول من حُفظ عنه أنه بنى مدرسة في الإسلام أهل نيسابور, فبنيت بها المدرسة البيهقية ". ولم تكن هناك مدارس في العصر العباسي الأول , وكان التعليم يتم في الكتّاب , أو المسجد ومجالس المناظرة . وسُرق وعي الناس عندما انصرف الفقهاء عن الدفاع عن الملة وأفتوا بالباطل وارتزقوا بالدين, وعندما غرق الناس في بحور الأمية فجهلوا دينهم , وبمرور الوقت لم يتبق لهم من هذا الدين غير بعضه . والعوام والدهماء إذا جهلوا لا يرون بالبصر أو البصيرة وإنما بعيون المصلحة التي تحدد لهم معايير الحق والباطل , ولا يجمعهم مثل الدينار ولا يفرقهم مثل العصا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟
.. 72-Al-Aanaam
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد
.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس