الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا

علي بداي

2012 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين كنا مراهقين في سبعينيات القرن الماضي كان دربنا اليومي الى المدرسة محاطاً بالبارات والنوادي
وكنا نمر على محلات بيع المشروبات الكحولية بأنواعها ، دون أن يخطر على بال أحد منا الجلوس مرة في ناد وشرب الخمر أو إقتناء قنينة بيرة. ببساطة لأن الخمر لم يكن في قائمة أهدافنا ولم يكن يتفق مع سعينا للتفوق الدراسي ولا يتسع له وقتنا المقسّم بدقة بين المدرسة وإنشغالاتنا بالبحث في مكتبات السراي والسعدون. كان ذلك قرارنا الشخصي المتخذ بقناعاتنا الكاملة .
كانت مدرستنا في الحيدرخانة في شارع الرشيد أقرب الى ساحة الميدان ، وكنا حين نجلس لفترات قصيرة في مقهى الزهاوي لقراءة الصحف نلمح " بغايا الميدان" يتخاطفن أمامنا ولم يكنّ بالنسبة لنا سوى مادة نقاش إجتماعي، فيما إذا كان " المجتمع" مسؤولاً عن سلوك البغايا وسرقات السرّاق وجنوح الجانحين من الأحداث. كنا لانصلي ولانصوم ولكننا نتحلى بصفات يفتقر اليها الكثيرون ممن يصومون ويصلون ، منها أن زميلاً لنا عرض ذات مرة على شلتنا حالة لإمرأة شابة جارة له ، فوجئت بسجن زوجها بتهمة كيدية وبقيت لاتعرف كيف تدبر أمور بيتها وصغارها. قررت المجموعة البدء بحملة فورية لجمع أكبر مايمكن جمعة من مال، وكان هناك من تبرع مباشرة في حين إشتغل الآخرون أيام عطلة الإسبوع مدفوعين بدافع الضمير الساهر ، لا إرشادات مسجد، ولا توجيهات حسينية، ولا فتوى مرجع ..الضمير فقط ..الضمير الذي لم يكن غافياً ولم يكن منشغلاً بشئ سوى أداء دور الحارس الأمين الرقيب على كل تصرف.
البارحة كتب صديق لي عن واقعة أقضت مضجعه: "هاك هذه الواقعة التي حصلت في مدينة النجف حين ذهبت أرملة و عندها أطفال أيتام الى دور الرعاية التي يسيطر عليها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فطلب منها المسؤول أولاً ممارسة المتعة ( وهو بغاء قسري مشرعن دينياً يستغل حاجة المعوزات أدخلته الأحزاب الدينية ضمن أعرافها وسياحتها الدينية) وبعذاك سوف يعطيها حقها ورفضت المرأة ذلك لكونها شريفة و عادت بلا حقوق!!!"
ثم تناقلت الأنباء خبر بروز فارس مغوار إسمه "فاروق حسن المجيد" يأتمر بإمرة الحاج نوري المالكي "ولعله إختار هذا الإسم تيمناً بعلي حسن المجيد، أغار هذا الفطحل المسؤول عن أمن العراقيين بجيشه العرمرم ليداهم النوادي والتجمعات الليلية البغدادية وهي بمعظمها نواد لمثقفين هم أكثر العراقيين حباً ببلدهم وحرصاً على تقدمه...وكانت غنائم الفاروق الكثير من قناني الويسكي التي غنمها من نواد مجازة للآشوريين سيوزعها لاشك بالعدل حسب نظرية توزيع الغنائم.


لا أعرف بالضبط كيف يفكر قادة الأحزاب الدينية في العراق، ولا أدري إن كانوا قد قرأوا تأريخ هذه البلاد أم لا، لأن ماهو معروف عن العراق أنه في كل مراحل التأريخ كان فيه فرق المغنين والشعراء ودور اللهو والرقص وأماكن الشاربين الى جانب دور العبادة من المساجد والأديرة ودور العبادة الخاصة بالأديان الأخرى ، وعبر العصور كان المجتمع العرا قي قادراً على إنتاج آلية الضبط الإجتماعي، والموازنة اللازمة بين الديني والدنيوي دون حاجة الى قوانين ردع وتدخل شرطة، كما لم تعرف المرأة العراقية تطرفاً في الملبس أو السلوك بما يناقض أعراف المجتمع في كل العصور، بل كانت مثالاً للجدية وطرفاً فاعلاً في عملية تطور المجتمع .
ولأنني لا أعرف بالضبط الى أي المحن سيوصلنا هؤلاء والى أي الحروب الأهلية سيقودوننا، أجد لزاماً علي أن أنصح الفاروق حسن المجيد ومن أمره أن يجد له عملاً آخر غير هذه الصنعة المخزية ، ليتابع مثلاً هؤلاء الكفرة الذين يطاردون الأرامل لإجبارهن على الزنى أو مايسمونه المتعة فذلك عند الله أجدى لأن إجبار النساء على الزنى عند الله أبشع من شرب الخمر ، الم يقرأ صاحبنا القرآن؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العنوان قوي والتحليل سطحي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 9 / 6 - 22:01 )
تعمّق في تناول المواضيع ولا تكن سطحي , ولا تحسب ألأشياء على هواك القائم على ما تحب وتكره , أنت أمام موقع فكري عريق فحاول التنقيح وإحترم العقول
وإذا في نفسك أشياء تعملها أعملها ولا ضرورة للصراع مع الدين والمتدينيين والتشويه فيهم , فنحن في واقعنا العربي بحاجة الى الوصول الى حالة سلام مع كل شيئ حولنا ومنها الدين


2 - إنظروا كيف سيفسد الإسلاميون مجتمعنا
حكيم العارف ( 2012 / 9 / 7 - 00:30 )
العنوان يجب ان يكون :

إنظروا كيف سيفسد الإسلاميون مجتمعنا ...


المضمون قوى لان استغلال الناس فى الجنس لايناسب الا عصر محمد وعصابته..

وقانون حقوق الانسان اكثر رقيا من القران

-فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ -


3 - لايحتاج الأمر الى فلسفة
علي بداي ( 2012 / 9 / 7 - 09:21 )
الى السيد سامي بن بلعيد
لم أفهم من إطروحتك شيئاً ، الموضوع لايحتاج الى فلسفة ,وتحليل وحفر وتنقيب ، نحن أمام ظاهرة إستبداد وقهر بإسم الدين يعيشها الناس يومياً، يبدو أنك من المتدينين لذلك لابد ان تعرف أحكام إستغلال حاجة أمرأة لإجبارها على الزنا وتقارنها بما جاء في القرآن من آيات حول الخمر..انا أقول لا سلطةعلى العقل الا العقل نفسه وسوف تؤدي إجراءات ملاحقة الناس الى نشوء مجتمعات ظل تصنع الخمرة في البيوت وتجر اليها حتى اليافعين ..لا أعرف ياسيد سعيد أن كنت تعرف بأحوال العراق أكثر من العراقيين حتى تتهمني بتشويه المتدينين..ثم لا أعرف كيف نتصالح كما تقول مع الدين ونحن نرى الحاكمين بإسمه يطاردوننا ويعيثون في الارض فساداً..تحياتي لك وآمل أن تتصالح مع غيرك من الذين يختلفون معك في الرأي. ..


4 - كلام من ذهب
سالم المولى ( 2012 / 9 / 7 - 14:00 )
ماطرحته يااستاذ يعبق بالحقيقه الصافيه الاصيله وبروح الانسانيه المجرده بعيدا عن التزوير والتزويق. انا من مراهقي السبعينات كذلك. انا اشهد واثني على كل ما طرحت, لقد كان معدن الفكر انذاك مزيج من ذهب ونور وزبرجد, بهي يسعد به الناظر. اخاله سدرة منتهى الانسانيه. واعتقد انه مايزال من الذهب والجمرز الفكري الكثير ولكن للاسف مغطى بالدرن والافات, فهلم يا صديقي لنلمعه بمبضع النور .


5 - قائمة الخمســــة والخمسين
كنعان شـــــــــماس ( 2012 / 9 / 7 - 18:32 )
تحية يا استاذ على بداي الواقع ان جميع الاحزاب الدينية او القومية المسلحة بميليشــــــــات فالتة من القانون لاتعتبر احزابا بمعايير التمــدن واظن استمرارها بهذه القباحــــات والانتهاكات القانونية والدستورية ستكون عاجلا او اجلا فريســـــة لطامـــــة امريكية قادمة لامحالة ووقتها لن يبكي عليهم احد عندما يحشــــرون امام مقصلة شريعة حقوق الانسان لقد هجروا وقتلوا اكثر من مليون عراقي بهذه الاشاعات والممارسات الخبيثـــة واظن عندما تسلط اضواء الاعلام العالمي المنافق على قباحاتهم سيصير حالهم مثل حال قائمة المطلوبين الخمسة والخمسين الذين تبراء منهم العالم باجمعه فهنيا لمن يتعظ ويعرف قدر نفسه


6 - تحية
علي ( 2012 / 9 / 20 - 22:21 )
أخي حسين طاهر حسين، لماذا تتهرب من الحقيقة، إن ما يحدث في العراق للأسف مخيب لأمال كثير من العراقيين الشرفاء الذين كانوا يؤملون النفس بسقوط الطاغية صدام لبناء عراق يتسع للجميع، وأنت اليوم تتبع نفس إسلوب البعث -حاشاك- في كيل التهم بدون تمحيص أدعوك بإخلاص أن تقرأ جيداً، لم يرد على لسان الكاتب إسم الحزب الشيوعي، حتى تحاول الربط ما بين سلوك البعث المقبور والشيوعيين، يتحدث علي بداي عن فترة مهمة من تأريخ العراق وكيف أن الشباب كانت إهتماماتهم الادب والفن والثقافة بشكل عام ولم يدمن حتى البعض منهم على الكحول أو المخدرات كما يجدث اليوم كنتيجة لسياسات النظام المقبور ونهج بعض وليس كل من قادة العراق الجدد للأسف. وهناك كم كبير من الحقائق عن ما قد ذكره أحد الأخوة تحدث في أقدس مدن العراق مثلاً النجف، ولا أود الدخول في التفاصيل عن هذا الموضوع لأنها مؤلمة، إسأل معارفك أو أصدقاءك عن ما يحدث في هذه المدن على أيدي إنساس دخلاء على الدين ومدعين، يمارسون أبشع ما يستنكره الإسلام

مع التحيا

اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال